ف1-وحدة 2- الإنجازات السياسية للملك عبدالله الأول

 

الفصل الأول : الإنجازات السياسية في عهد الملك عبدالله الأول ابن الحسين

 

أولا : حياته ونشأته

ولد الملك عبدالله الأول ابن الحسين بن علي في مكة المكرمة عام 1882م ،وَتَعَلَّمَ القراءة والكتابة ،والعلوم الدينية على أيدي نخبة من شيوخ عصره ،وفي عام 1893م انتقل مع والده الشريف الحسين بن علي إلى الأستانة (إستنابول)،وأتم دراسته فيها .وعند إعلان الثورة العربية الكبرى عام 1916م تَوَلَّى قيادة الجيش المكلف بتحرير مدينة الطائف من الأتراك .

عُرِفَ المَلِكُ عبدالله الأول ابن الحسين بميوله الأدبية ،وترك مؤلفات عدة منها :

• المذكرات.
• جواب السائل عن الخيل الأصائل. 
• الأمالي السياسية .
• خواطر النسيم .

وقد جَمَعْتُ آثاره الأدبية في مجلد واحد تحت عنوان (الآثار الكاملة للملك عبدالله بن الحسين).

ثانيا : الإنجازات السياسية الداخلية

شهد الأردن في عهد الملك عبدالله الأول ابن الحسين إنجازات سياسية بعد حصوله على الاستقلال عام 1946م .

►ومن أبرز تلك الإنجازات على الصعيد الداخلي ما يأتي :

1. صدور دستور عام 1947م ،وإلغاء القانون الأساسي الصادر عام 1928م 
2. تحول نظام الحكم من أميري إلى ملكي نيابي وراثي ،وبموجب دستور 1947م ، أصبح الملك رئيسا للسلطتين التنفيذية والتشريعية .
3. إلغاء المجالس التشريعية ليحل مكانها مجلس الأمة الذي يتكون من : مجلس الأعيان المعين من الملك ،ومجلس النواب المنتخب من الشعب .
4. صدور قانون الانتخاب بعد وحدة الضفتين عام 1950م ،بحيث أصبح من حق المواطنين في الضفة الغربية انتخاب أعضاء مجلس النواب والترشح له .

 

ثالثا : الإنجازات السياسية الخارجية

تميزت سياسة الملك عبدالله الأول ابن الحسين الخارجية بالبعد القومي المنطلق من الفكر الهاشمي الحريص على وحدة الأمة العربية وصيانتها وحقوقها فمن أقواله :

" مَنْ أَحَبَّ العَرَبَ جَمَعَ كَلِمَتِهِمْ ،وَوَحَّدَ صُفُوفَهُمْ ،وَقادَهُمْ إِلَى خَيْرِهِمْ ،وَحَفِظَ لَهُمْ صِبْغَتَهُمْ ،وَمَنْ كَرِهَ العَرَبَ دَعاهُمْ إِلَى التَفْرِقَةِ " حيث سعى إلى تطبيق أفكاره القومية في وحدة الأمة العربية .

ومن مشاريع الوحدة العربية التي طرحت عربيا وساندها الملك عبدالله الأول ابن الحسين :

1. مشروع سوريا الكبرى عام (1943م)

جاء مشروع سوريا الكبرى في فكر الأمير عبدالله بن الحسين  للوصول إلى الوحدة العربية ؛ إذ وجه الأمير عبدالله الدعوة إلى عقد مؤتمر سوري عام 1943م لبحث أَمْرٌ الوحدة ،حيث طالب المؤتمر :

1. إلغاء وعد بلفور.
2. قيام دولة موحدة في سوريا بحدودها الطبيعية (سوريا ، والأردن ، وفلسطين ، ولبنان).
3. على أن يكون نظام الحكم فيها مَلَكِيّاً دُسْتُورِيّاً برئاسة الأمير عبدالله بن الحسين .
4. السماح بانضمام أي دولة عربية أخرى.

• ووقفت بريطانيا وفرنسا ضد مشروع سوريا الكبرى ؛لأنه لا يتوافق ومصالحهما الاستعمارية في المنطقة.
• ووقفت الحركة الصهيونية أيضا ضد |أي مشروع وحدوي عربي يهدد مطامعها التوسعية .
• ورأت بعض الدول العربية في الوحدة تهديدا لمصالحها القطرية .

►لذا اتخذت جامعة الدول العربية قرارا بإلغاء مشروع سوريا الكبرى عام 1946م.

2. جامعة الدول العربية عام 1945  

جامعة الدولة العربية  منظمة إقليمية تضم الدول العربية في من آسيا وأفريقيا ينص ميثاقها  على التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ، والمقر الدائم مدينة القاهرة

تطلعت الشعوب العربية إلى الوحدة عن طريق رابطة اتحادية تضمها ،فبعد مشروع سوريا الكبرى الذي قدمه الأمير عبدالله بن الحسين ،ومشروع الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق )الذي قدمه نوري السعيد رئيس وزراء العراق آنذاك ،طلبت مصر في عام 1943م عقد اجتماع لبحث أمر الوحدة العربية ، فأرسل الأمير عبدالله وَفْداً للمشاركة في المباحثات التمهيدية ،وفي عام 1944م بدأت اللجنة التحضيرية  للمؤتمر العربي الأول (بروتوكول الإسكندرية ) في إنشاء جامعة الدول العربية ،بمشاركة كل من الأردن وسوريا والعراق ولبنان ومصر واليمن والسعودية .

⇔ واستبعد مشروعا سوريا الكبرى والهلال الخصيب .

3. وحدة الضفتين عام 1950م

عقد الشعب الفلسطيني آماله على قيام وحدة ثنائية مع الأردن بعد حرب 1948م؛ وذلك للعلاقات والروابط التاريخية بين الشعبين وكذلك .

• ما نتج عن حرب 1948م من فقدان لمعظم أراضي فلسطين التاريخية
• وللحفاظ على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية .
• وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين .

جاء مشروع وحدة الضفتين على مرحلتين هما :

1. المؤتمرات التمهيدية :

أقيمت الوحدة بين الضفتين عن طريق مؤتمرات عام 1948م ،وهي مؤتمرات (عمان ،وأريحا ، ورام الله ،ونابلس )، وكان أهمها مؤتمر أريحا المنعقد في الأول من شهر كانون الأول  عام 1948م الذي اتخذ  عدة قرارات كان  من أهمها :

1. المناداة بالوحدة الأردنية الفلسطينية ،واعتبار فلسطين وحدة لا تتجزأ.
2. أن وحدة الأردن وفلسطين هي مقدمة للوحدة العربية .
3. مبايعة الملك عبدالله الأول ابن الحسين مَلِكاً على الأردن وفلسطين .
4. المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم وتعويضهم .
5. الاقتراح على الملك عبدالله الأول ابن الحسين وضع نظام لانتخاب ممثلين شرعيين يمثلون أهالي فلسطين في المجالس النيابية الأردنية .

• إعلان وحدة الضفتين : 

اِنْسِجاماً مَعَ قَراراتِ مُؤْتَمَرٍ أَرِيحا :

1. حَلَّ المَجْلِسُ النِيابِيُّ الأُرْدُنِيُّ .
2. وَعَدَّلَ قانُونُ الاِنْتِخابِ ؛ حَيْثُ زَيْدَ عَدَدُ أَعْضاءِ مَجْلِسِ الأُمَّةِ الأُرْدُنِيِّ .
3. وَاِنْتَخَبَ المَجْلِسُ النِيابِيُّ الجَدِيدُ الَّذِي يُمَثِّلُ الضِفَّتَيْنِ فِي 11/نِيسانَ عامَ 1950م.
4. وَأُعْلِنَ عَن قِيامِ وِحْدَةِ الضِفَّتَيْنِ فِي 24/نِيسانَ مِن عامِ 1950م.

وأراد الملك عبدالله الأول ابن الحسين لوحدة الضفتين أن تكون طَرِيقاً نحو الوحدة العربية الشاملة التي كان ينشدها منذ تأسيس الدولة الأردنية ، وقد ظلت القدس في وجدان الملك المؤسس طوال حكمه ،وكان حَرِيصاً على أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى ، حتى استشهد على أبوابه في يوم الجمعة العشرين من تموز عام 1951م .