فَنُّ العِمارةِ في الحضارةِ الإسلاميةِ

الفكرةُ الرئيسةُ

• يُعَدُّ فَنُّ العِمارةِ مِنَ الفنونِ التي حظيَتْ باهتمامٍ واسعٍ في ظلِّ الحضارةِ الإسلاميةِ.

• وكانَ لهُ خصائصُ ميّزَتْهُ مِنْ غيرِهِ مِنْ فنونِ العِمارةِ العالميةِ.

• أول مَن اعتنى بالزخرفة الإسلامية عبد الملك بن مروان حين أمر بزخرفة مسجد قبّة الصخرة المشرفة عام (72) للهجرةِ.

161

أَسْتَنيرُ

• كلُّ أمّةٍ مِنَ الأمَمِ لَها فَنُّ عِمارةٍ تتميزُ بِهِ عَنْ غيرِها.

• ومِنْ عظَمةِ الحضارةِ الإسلاميةِ وتكاملِها أنَّها لَمْ تُغفِلِ الفنَّ بوصفِهِ قيمةً مهمةً في حياةِ الإنسانِ.

• ومِنَ الفنونِ التي تميَّزَتْ بِها الحضارةُ الإسلاميةُ عَنْ غيرِها مِنَ الحضاراتِ فنونُ:

  • الزخرفةِ.

  • والخطِّ العربيِّ.

  • والعِمارةِ.

 

أولًاً: مفهومُ فَنِّ العِمارةِ الإسلاميةِ

هيَ الخصائصُ البنائيةُ الّتي استعملَها المسلمونَ في عِمارةِ المساجدِ والبيوتِ والقصورِ والمُدُنِ والقِلاعِ.

 

ثانيًا: عناصرُ العِمارةِ الإسلاميةِ في بناءِ المساجدِ

للعِمارةِ الإسلاميةِ شخصيّتُها وطابَعُها الخاصُّ المميّزُ، ​​​​​​​وتُعَدُّ المساجدُ مِنْ أكثرِ الأشكالِ العِمرانيةِ التي اعتنى بِها المِعماريونَ المسلمونَ. وقَدْ كانَتْ في بدايةِ العهدِ النبويِّ والراشديِّ بسيطةَ التصميمِ، ثُمَّ حظيَتْ بعدَ ذلكَ بعنايةٍ واسعةٍ في العصورِ الإسلاميةِ المتلاحقةِ.

ومِنْ أبرزِ عناصرِ بناءِ المساجدِ:

1- القِبابُ:

• القبّةُ شكلٌ نصفُ دائريٍّ مقعَّرٌ مِنَ الدّاخلِ، وقَدْ تُزيَّنُ بآياتٍ قرآنيةٍ، أَوْ بأسماءِ اللهِ الحسنى.

• ومِنَ الأمثلةِ عليها: قبّةُ مسجدِ الصخرةِ المشرَّفةِ في القدسِ، وقِبابُ المسجدِ النبويِّ الشريفِ.

 

2- المآذنُ:

• كان الصحابةُ رضي الله عنهم في زمنِ سيّدِنا محمّدٍ صلى الله عليه وسلم يرفعونَ الأذانَ بأصواتِهِمُ النديّةِ، ويصعدونَ على مكانٍ مرتفعٍ للقيامِ بهذِهِ المهمةِ.

• ثُمَّ استُحدِثَتِ المآذنُ في العصرِ الأمويِّ.

• والمآذنُ: هيَ أشكالٌ طويلةٌ مرتفعةٌ ملحَقةٌ ببناءِ المسجدِ، وتُعَدُّ مِنَ العلاماتِ المميّزةِ للبناءِ الإسلاميِّ، والغايةُ منها رفعُ الأذانِ لإعلانِ دخولِ وقتِ الصلاةِ، ومِنْ أشهرِها:

  • مآذنُ المسجدِ الحرامِ.

  • والمسجدِ النبويِّ الشريفِ.

  • والمسجدِ الحسينيِّ في عمّانَ.

 

3- المنبرُ:

• هوَ مكانٌ مرتفعٌ في المسجدِ، يقفُ عليهِ الإمامُ أثناءَ إلقاءِ خطبةِ الجمعةِ.

• وقَدْ عُرِفَ منذُ عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

• وكانَ يُصنَعُ مِنَ الخشبِ.

• ويتكوّنُ مِنْ عدّةِ درَجاتٍ تنتهي بمكانٍ لجلوسِ الخطيبِ. وتتميّزُ المنابرُ بـ:

  • الزخرفةِ الجميلةِ.

  • والتراكيبِ الدقيقةِ.

• وَمِنْ أشهرِها: ​​​​​​​منبرُ صلاحِ الدينِ الأيوبيِّ في المسجدِ الأقصى المباركِ.

  • الذي اشتُهِرَ بـطريقةِ تصميمِهِ المميزةِ بربطِ القطعِ الخشبيةِ ببعضِها بعضًا مِنْ دونِ الحاجةِ لتثبيتِها بالمساميرِ.

  • وهُوَ المنبرُ الذي قامَ أحدُ المتطرّفينَ الصهاينةِ بإحراقِهِ عامَ 1969 م.

  • وقَدْ أمرَ جلالةُ الملكِ الحسينِ رحمه الله  بإعادةِ بنائِهِ.

  • ثُمَّ أُعيدَ بناؤُهُ في عهدِ جلالةِ الملكِ عبدِاللهِ الثاني ابنِ الحسينِ حفظَهُ اللهُ عامَ 2007 م.

 

4- المِحرابُ:

• هوَ المكانُ المجوَّفُ داخلَ حائطِ المسجدِ الذي يقفُ فيهِ الإمامِ للصلاةِ.

•  وهوَ دائماً في اتجاهِ القِبلةِ.​​​​​​​

 

5- الأعمدةُ والأقواسُ:

• اهتمَّ المسلمونَ بالأعمدةِ والأقواسِ في المساجدِ وغيرِها مِنَ المباني.

• فزيَّنوها بالنقوشِ والزخارفِ؛

  • كالأشكالِ الهندسيةِ.

  • والخطوطِ العربيةِ.

• ومِنَ الأمثلةِ عليها: أعمدةُ المسجدِ النبويِّ الشريفِ.

 

6- الزخارفُ:

• هيَ نقوشٌ أَوْ خطوطٌ تعطي شكلًا جماليًّا تُستخدَمُ للتزينِ.

• وقَدْ تميّزَتِ الزخرفةُ الإسلاميةُ بأنواعِ الخطوطِ العربيةِ والأشكالِ الهندسيةِ والمناظرِ الطبيعيةِ.

​​​​​​​

 

أَسْتَزيدُ

لَمْ يكتفِ المسلمونَ ببناءِ المساجدِ والعنايةِ بِها، بَلْ تعدّدَتْ مظاهرُ العِمارةِ الإسلاميةِ، ومِنْ ذلكَ:

1- بناءُ المُدُنِ:

• بَنى المسلمونَ مُدُنًا عديدةً، مثلَ: القاهرةِ، والكوفةِ، والبصرةِ، وبغدادَ، والقيروانِ، وغرناطةَ، وإشبيليّةَ، وغيرِها.

• وكانَ يتوسّطُ بناءَ هذِهِ المُدُنِ في العِمارةِ الإسلاميةِ المسجدُ والسوقُ.

 

2- القِلاعُ:

• هيَ مُدُنٌ صغيرةٌ محصَّنةٌ تحتوي على أماكنَ للإقامةِ ومرافقَ عامةٍ.

• وقَدْ بُنِيَتْ لحمايةِ حدودِ الدولةِ وصدِّ هجاتِ الأعداءِ.

• ومِنْ أشهرِها: قلعةُ عجلونَ في الأردنِّ.

 

3- القصورُ:

• القصرُ بناءٌ كبيرٌ يحيطُ بِهِ سورٌ حَصينٌ، ومِنَ الداخلِ صحنٌ تتخلَّلُهُ النوافيرُ والأشجارُ.

• ويتكوّنُ القصرُ عادةً مِنْ طابَقٍ أَوْ طابَقَينِ.

• والقصورُ مِنْ أشكالِ البناءِ التي اعتنى بِها المسلمونَ.

• ومن أشهرها:

  • قصرُ المورّقِ في مدينةِ إشبيليّةَ بالأندلسِ.

  • وقصرُ الحرّانةِ شرقَ عماّنَ.

 

1أَرْبِطُ معَ العلومِ

• أفادَ المسلمونَ مِنْ تطبيقاتِ علمِ الصوتياتِ.

• واستخدموا خاصّيةَ تركيزِ الصوتِ التي تقومُ على مبدأِ انعكاسِ الصوتِ عَنِ السطوحِ المقعَّرةِ وتجمّعِهِ في بُؤَرٍ محدَّدةٍ.

• فصمّموا محاريبَ المساجدِ على شكلِ سطوحٍ مقعَّرةٍ.

  • لنقلِ صوتِ الإمامِ.

  • وتقويتِهِ.

  • وتوزيعِ الصوتِ بانتظامٍ في نواحي المسجدِ كافّةً.