ماذا ترى في الصورة ؟ 
نعم ، إنه غروب الشمس .
هل يعجبك الغروب ؟ لماذا ؟
نعم ، لأنه منظر جميل يعطي النفس الهدوء والراحة .
والآن لنتدارس هذه القصيدة للشاعر الكبير معروف الرصافي في وصفه الجميل للغروب .
التعريف بالشاعر :
وُلد الشّاعر معروف الرصافي عام 1875م ببغداد في منطقة تسمى الرّصافة، وتلقّى دروسه الابتدائيّة في الكتاتيب، والمدرسة الرّشيدية، ولكنّه لم يستطعِ الحصول على الشهادة، فترك المدرسة والتحق بدروس العلّامة محمود شكلي الآلوسي، وخلال فترة تلقيه الدورس كثّف جهوده في دراسة علوم اللغة العربية والمنطق، وبعد أن أكمل الرصافي تعليمه، وأتقن اللغة العربيّة عمل محررًا في عدّة أماكن، ومن هذه الأماكن جمعية الاتحاد والترقي، ومجلة "سبيل الرثاء"، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في مهنة تدريس للغة العربيّة في عدّة مدارس عراقيّة، ومنها السلطانيّة، والوعاظ.
النص الشعري :
1- نزلت تجرُّ إلى الغروب ذيولا صفراء تشبه عاشقًا مَتبولا
2- تهتزُّ بين يد المغيب كأنها صبٌّ تملمَل في الفراش عليلا
3- ضحكت مشارقها بوجهك بُكرةً وبكت مغاربُها الدماء أصيلا
4- مذ حان في نصف النهار دلوكها هبطت تزيد على النزول نزولا
5- قد غادرت كبدَ السماءِ منيرةً تدنو قليلًا للأفول قليلا
6- وغدت بأقصى الأفق مثلَ عَرارة عطِشت فأبدت صفرةً وذبولا
7- غَرَبت فأبقت كالشُّواظ عَقيبها شفقًا بحاشيةِ السماء طويلا
8- شفقٌ كأن الشمس قد رفعت به رُدنًا بذوبِ ضيائها مبلولا
9- والشمس قد غرَبت ولما ودَّعَتْ أبكت حُزُونًا بعدها وسهولا
10- غابت فأوحشتِ الفضاء بكدرة سَقِم الضياء بها فزاد نحولا
11- وأتى الظلامُ دُجنَّة فدجنَّة يُرخي سدولًا جمَّةً فسدولا
12- سبحان من جعل العوالم أنجمًا يسبحنَ عرضًا في الأثير وطُولا
13- كم قد تصادمتِ العقول بشأنها وسعت لتكشف سرها المجهولا
الشرح :
البيت 1 :
تجر: تسحب أو تجري.
ذيولا: (جمع ذيل) المقصود هنا آخر الشمس أي الشفق.
متبولا: من أتعبه الحب.
الشرح:
يتحدث الشاعر عن الشمس فيقول: إنها تجري إلى جهة الغرب وتجري خلفها الشفق في مشهد يشبه العاشق المتبول.
الصورة الفنية:
شبه شفق الشمس بالذيل.
شبه الشمس بالعاشق المتبول.
شبه الشمس وهي تجر الشفق خلفها بالفتاة التي تجر ثوبها.
البيت 2:
يد المغيب: مكان الغروب.
صَبٌّ: عاشق مشتاق.
عليل: مريض.
الشرح:
يقول الشاعر أن الشمس تتقلب في مكان غروبها في العاشق المريض الذي يتقلب في فراشه يعاني قسوة الحب.
الصورة الفنية :
شبه مكان الغروب باليد.
شبه الشمس بالعاشق المريض.
البيت 3 :
بكرة: بداية الصباح.
أصيل: وقت الغروب.
الشرح:
يتحدث الشاعر عن الشمس فيقول: إنها تضحك في الصباح، وتبكي عند الغروب بَدَلًا من الدموع دمًا بسبب قرب الفراق.
الصورة الفنية:
شبه الشمس بإنسان يضحك.
شبه الشمس بإنسان يبكي.
ضحكت - بكت (طباق).
مشارقها - مغاربها (طباق).
بُكرةً _ أصيلا (طباق).
البيت 4 :
حان: حل الوقت.
دلوكها: انحرافها عن وسط السماء عند الظهيرة.
الشرح:
يصفُ الشاعر حركة الشمس خلال النهار وكيف أنها عند منتصف النهار تبدأ تدريجيًّا بالتحرك نحو الغرب.
البيت 5 :
كبد: وسط السماء.
أفول: الغرب.
الشرح:
يقول الشاعر: إن الشمس قد غادرت وسط السماء (أي وقت الظهيرة) وبدأت تقترب من الغرب.
البيت 6:
غَدت: أصبحت.
عرارة: نبات طيب الرائحة.
أبدلت: أظهرت.
الشرح:
يقول الشاعرك إن الشمس أصبحت بأقصى الأفق (أي قريبة من الغروب) فأصبحت كأنَّها نبات الأصفر الذابل من شدة العطش.
الصورة الفنية:
شبهه الشمس بنبات العرار.
البيت 7 :
الشواظ: اللَّهَب لا دخان له.
عقيبها: بعدها .
حاشية: جانب.
الشرح:
يقول الشاعر: إن الشمس غربت وأبقت خلفها شفقًا طويلًا بلون الشواظ.
الصورة الفنية:
شبه لون الشفق بلون الشواظ.
البيت 8 :
ردن: حرير .
الشرح:
يقول الشاعر: إن الشمس تركت خلفها شفقًا من الحرير المبلول.
الصورة الفنية:
شبه الأراضي الوعرة والسهول بأناسٍ يبكون.
البيت 9 :
أوحشت: أي أصبح المكان موحشًا.
كدرة: كآبة.
سقم: مرض.
نحول: ضعف.
الشرح:
يقول الشاعر : إن الشمس عند غروبها تجعل الأماكن الوعرة والأماكن السّهلية يبكين على غروبها .
الصورة الفنية : شبه الشاعر الأماكن السهلية والوعرة بالإنسان الذي يبكي على غروب الشمس.
البيت 10 :
الشرح:
يقول الشاعر : عند مغيب الشمس يصبح الفضاء معتمًا وشاحبًا وكأن الضوء أصابه مرض فأصبح ضعيفًا لا يقوى على شيء .
الصورة الفنية : شبه الشاعر الضوء بعد غياب الشمس بالإنسان المريض .
البيت 11:
الشرح :
يأتي الظلام بعد غياب الشمس وتزداد الظلمة شيئًا فشيئًا فكأن الشمس عندما تغيب ترخي حجابًا لتستر به الأرض فلا يُرى منها شيئًا.
الصورة الفنية : شبه مغيب الشمس بالإنسان الذي يُغطي نفسه.
البيت 12:
الأثير: الفضاء.
الشرح:
بين الشاعر عظمة الله تعالى الذي خلق النجوم والكواكب تسبح في الفضاء عرضًا وطولًا.
البيت 13 :
تصادمت: اختلفت.
سعت: حاولت.
الشرح:
يتحدث الشاعر عن هذا الكون وكيف حير العلماء وهم يحاولون اكتِشاف أسراره.
الأفكار الرئيسية للقصيدة:
1 - وصف الشمس وقت المغيب (1-5).
2 - مزج الشاعر مشهد الغروب بالحزن والكآبة (6-9).
3 - وصف نفسية الشاعر بمغيب الشمس (10-13).
القضايا اللغوية :
الإضافة :
تأمل الجمل الآتية :
– نورُ الشمس قوي .
– عُنقُ الجملِ طويل .
– أسمعُ بكاءَ طفلٍ .
– أشم رائحةَ وردٍ .
إذا تأملت الكلمات التي تحتها خط فستجد أننا ضممناها ونسبناها، ففي الجملة الأولى ضممنا كلمة ( نور ) إلى كلمة ( الشمس ) ونسبناها إليها. وكذلك فعلنا بكل من الكلمات (عنق الجمل – بكاء طفل – رائحة ورد)، ويسمى هذا العمل: الإضافة .
ويسمى الاسم الأول : مضافًا ، ويسمى الاسم الثاني : مضافًا إليه .
الإضافة نسبة تقع بين اسمين توجب جر الثاني ، ويسمى الأول مضافًا ، والثاني مضافًا إليه ، بشرط أن يكون الأول نكرة ، والثاني إما أن يكون معرفة فيتم تعريفه ، أو نكرة فيتم تخصيصه.
حالات بناء الفعل المضارع وعلامات بنائه:
- الفعل المضارع يُبنى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة.
مثال: المعلمات يَشْرَحْنَ الدُّروسَ.
يشرحْن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة. ونون النسوة ضمير مبني في محل رفع فاعل.
- الفعل المضارع يُبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد الثقيلة (المشددة) أو الخفيفة.
مثال: هل تساعِدَنَّ / تُساعِدَنْ زميلك يا أحمد؟
تساعِدَن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد. ونون التوكيد لا محل لها من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
الأسماء الموصولة نوعان : خاصة وعامة مشتركة .
الأسماء الموصولة الخاصة
بحيث يختص كل واحد منها بنوع من الناس أو غيره ، وهي :
– الذي : للمفرد المذكر ( للعاقل وغيره ) .
– اللذان ، اللذين : للمثنى المذكر ( عاقلًا أو غير عاقل ) .
– الذين : للجمع المذكر ( للعاقل فقط ) .
– التي : للمفردة المؤنثة ( عاقلة أو غير عاقلة ) .
– اللتان ، اللتين : للمثنى المؤنث .
– اللائي ، اللاتي ، اللواتي : للجمع المؤنث ( عاقلة أو غير عاقلة ) .
الأسماء الموصولة العامة المشتركة:
وهي التي يستوي لفظها مع المذكر والمؤنث ، والمثنى ، والجمع ، وهي :
– من : اسم موصول للعاقل غالبًا.
– ما : اسم موصول لغير العاقل غالبًا.
– أل : اسم موصول للعاقل وغيره.
– ذو (بمعنى الذي وليست ذو الخاصة بالأسماء الخمسة): اسم موصول للعاقل وغيره.
– ذا: اسم موصول للعاقل وغيره ، ويشترط فيها ألا تكون للإشارة ، وأن تقع بعد (من، وما).
حروف وأدوات النصب هي الحروف التي تدخل على الفعل المضارع، فيصبح منصوبًا إمّا بالفتحة الظاهرة على آخره، أو المقدرة، أو بحذف النون من آخره، وهذه الحالة خاصةٌ بالأفعال الخمسة، وأدوات النصب هي كالآتي:
لن: وهي تنفي وقوع الحدث في المستقبل، مثلًا: لن ينجحَ.
إذن: وهو يعرف بحرف الجزاء، أو الجواب، ومثالٌ عليها: إذَن أظنك قادرًا.
كي: هو حرف مصدري، ويقصد منه إيضاح السبب، وهو يشبه اللام المعلِّلة.
أن: وهي أيضًا حرفٌ مصدري، وقد سميت كذلك لأنّها تشكل مع الفعل الذي يأتي بعدها مصدرًا مؤولًا.
اللام المعلِّلة: وهي تأتي قبل الفعل وتنصبه، وتفيد التعليل وإيضاح السبب.
الكتابة :
تعريف النص الوصفي: هو النص الذي يصف به الكاتب مكانًا، أو شيئًا معينًا، أو شخصًا ما بشكل دقيق جدًا بِذِكْرِ التَّفاصيل المختلفة بِهَدَف إيصالِ القارِئ لمرحلةٍ يستطيع بها تشكيل صورة ذهنية مفصلة عن ما يقرؤه، ويستطيع الكاتب إيصال القارئ إلى هذه المرحلة عن طريق استخدام صور فنية قريبة من النفس، وإدراج مقارنات تجذب القارئ، واستخدام التصوير المجازي بأساليب لغوية.
كيفية كتابة نص وصفي تتلخص كتابة النص الوصفي في ما يلي:
1- اختيار موضوع معين لكتابته ووصفه.
كتابة مخطط مختصر يتضمن الخصائص والحقائق والشخصيات التي سيتناولها النص.
2- جمع معلومات لوضعها في الفقرة التمهيدية إن دعت الحاجة، فمثلًا إن كان موضوع النص عن حدثٍ تاريخي، أو مكان، أو شخصية معروفة، أو قضاء عطلة معينة، أو بناء عندها ينبغي القيام بهذه الخطوة.
3- تحديد الفكرة الأساسية لكل فقرة من فقرات النص.
4- كتابة الفقرات ابتداءً بجملة رئيسية ثمَّ ذكر التفاصيل.
5- كتابة استنتاج يلخص الأفكار الرئيسية الموجودة في النص.
6. إجراء تدقيق لغوي بعد الانتهاء من كتابة النص بفترة.
خصائص النص الوصفية:
من أهم خصائص كتابة نص وصفي جيد ما يلي:
1- استخدام اللغة المجازية مثل: الاستعارات، والمقارنات، والتشبيهات لمساعدة القارئ على رسم صورة ذهنية عن الشيء الموصوف.
2- اتباع طرق تنظيم كتابة النص الوصفي؛ إذ ينبغي أن يكون النص مرتبًا بحسب الأهمية، وزمانيًا، ومكانيًا، فمثلًا عند وصف شخص معين يُمكن البدء بوصفه ماديًا، ثمَّ وصف طريقة تفكيره ومشاعره وتصرفاته.
3- استخدام تفاصيل حسية تحفز جميع الحواس لدى القارئ: السمع، واللمس، والبصر، والتذوق، والشم، وقد يورد النص التفصيلي صورًا للمشاعر أيضًا.
4- استخدام لغة دقيقة وصفات وأسماء محددة، وأفعال قوية تُساعد القارئ على رسم صورة ذهنية حية عن النص الذي يقرؤه، ومن المهم الابتعاد عن استخدام الأفعال والأسماء المبنية للمجهول، والصفات الفضفاضة.