صيفية 2019: علّل كَثُرَتِ القصص الفلسفية التأملية في العصر الأندلسي؟
لأنَّ كتّابها يتخذونها وسيلةً للتعبير عن فكرهم وفلسفتهم وآرائهم.
وهذه القصة تلخيص فلسفي تأملي جميل لأسرار الطبيعة والخليقة، عرضت من خلال حياة طفل يدعى (حي بن يقظان) أُلقيَ في جزيرة مجهولة من جزائر الهند، جنوب خط الاستواء. وقد استطاع هذا الطفل بالملاحظة والتأمل التدريجي لظروف الحياة ومظاهرها الطبيعية أن يدرك بفطرته وتفكيره أن لهذا الكون خالقا.
جاء في صيفية 2021:(حي بن يقظان) الذي عنوَنَ به ابن طُفيل قصّتَه الفلسفية الـتأملية، هو اسم:
أ- ابن الظبية الرضيع الذي فقدته أمُّه...
ب- حي من أحياء جزائر الهند....
ج- ابن طُفيل مؤلِّف القصة....
د- طفل رضيع أُلْقِيَ في جزيرة مجهولة من جزائر الهند...
يذكر ابن طفيل في قصته أن الجوع قد اشتدَّ بالطفل حي بن يقظان، فأخذ يبكي ويستغيث ويعالج الحركة، حتى وقع صوته في أذن ظبية كانت قد فقدت ولدًا لها (فلما سمعت الصوت ظنّتْه ولدها فتبعت الصوت حتى وصلت إلى التابوت ففحصت عنه بأظلافها وهو يئن من داخله حتى طار عن التابوت لوح من أعلاه، فوجدت الظبية في هذا الصغير المتروك عوضا عن ولدها فحضنته "وأروته لبنًا سائغا وما زالت تتعهده وتربيه وتدفع الأذى عنه".
يسرد ابن طفيل في قصته بدقةٍ كيف يتعلم الطفل من الظبية ومما حوله من الحيوان في الجزيرة كثيرًا من الأشياء التي تعينه على كشف الحقائق واكتساب المعارف والمهارات، ويحكي جميع ما يسمعه من أصوات. ثم تموت الظبية التي قامت على رعايته، فيهتم لذلك ويقف أمام جثّتها في حيرة، حتى يهديه تفكيره إلى شق صدرها في محاولة لمعرفة ما أصابها، فيكتشف أنَّ شيئًا ما قد فارق الجسد؛ به تكون حياة أو لا تكون. ثم يهتدي إلى طريقة دفن جسد الظبية بعد أن تعفّن. وبعد ذلك يعتمد على نفسه مستخدما معارفه في اكتشاف ضروريات الحياة من النار وبعض ألوان الطعام.
يقول ابن طفيل:"واتفق في بعض الأحيان أن انقدحت نار في أجمة... فلما بصر بها، رأى منظرًا هاله، وخلقًا لم يعهده من قبل؛ فوقف يتعجب منها مليًا. وما زال يدنو منها شيئًا فشيئًا، فرأى للنار من الضوء الثاقب والفعل الغالب، فما تعلق بشيء إلا أتت عليه، وأحالته إلى نفسها، فحمله العجب بها وبما ركّب الله -تعالى- في طباعه من القوة والجرأة على أن يمدَّ يده إليها وأراد أن يأخذ منها شيئًا فلما باشرها أحرقت يده، فلم يستطع القبض عليها، فاهتدى إلى أن يأخذ قبسًا لم تستولِ النارُ على جميعه، فأخذ بطرفه السليم والنار في طرفه الآخر فحمله إلى موضع كان يأوي إليه... فكان يزيد أُنسه ليلًا لأنها كانت تقوم مقام الشمس في الضياء والدفء، فعَظُمَ به ولوعُه، واعتقد أنها أفضل الأشياء إليه".
الخصائص الفنية لقصة حي بن يقظان. (يحفظها الطلبة)
1- التأثّر بمضامين القرآن الكريم، ولا سيما بقصة سيدنا موسى -عليه السلام- عند ذكر التابوت والنار التي استأنس بها.
2- يعتمد التأمل والتفكر في الخلق والكون، وهذا واضح في قوله عند تفكيره وتأمله بعد وفاة الظبية، فاهتدى إلى شق صدرها لمعرفة ما أصابها .
3- دقة الوصف والسرد، ولا سيما عند الحديث عن تعلّم الطفل من الظبية وما حوله المهارات واكتشاف الأشياء واعتماده على نفسه بعد موت الظبية.
صيفية 2022: جاء في قصّة حي بن يقظان "حتى وصلتْ (أي الظبية) إلى التابوت ففحصت عنه بأظلافها وهو يئن من داخله حتى طار عن التابوت لوح من أعلاه... وأراد أن يأخذ منها شيئًا فلما باشرها أحرقت يده، فلم يستطع القبض عليها، فاهتدى إلى أن يأخذ قبسًا لم تستولِ النارُ على جميعه" الخصيصة الفنيّة التي تتجلّى فيما تحته خط في النص السابق:
أ- دقّة السرد ب- دقّة الوصف ج- التأمّل في الخلق والكون. د- التأثر بالقرآن الكريم