مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

فن الرسائل في العصرين: الأيوبي والمملوكي

القضايا الأدبية - الصف التوجيهي أدبي

ازدهر فن الرسائل في العصرين: الأيوبي والمملوكي ازدهارًا ملحوظًا، بسبب عوامل: سياسية، واجتماعية، وعلمية.

ما العوامل السياسية التي أدّت إلى ازدهار فن الرسائل في العصرين: الأيوبي والمملوكي؟                                                                                    (صيفية 2019)

- كثرة دواوين الدّولة التي اقتضت الحاجة إلى كتّاب الرسائل لتسيير أمورها.

- حاجة السلاطين والأمراء إلى استخدامها للتعيين أو العزل أو توطيد العلاقات مع البلدان الأخرى.

ما العوامل الاجتماعية التي أدّت إلى ازدهار فن الرسائل في العصرين: الأيوبي والمملوكي؟                                                                       (صيفية 2018، 2020)

- علوّ منزلة كُتّاب الرسائل عند السلاطين والملوك، حيث قاربت منزلتهم منزلة الوزراء وكبار القضاة.

- اتخاذ الرسائل وسيلة تواصل اجتماعي، فكانت تستخدم في التهنئة والمدح والتعزية والمواساة والشكر، وغير ذلك.

ما العوامل العلمية التي أدّت إلى ازدهار فن الرسائل في العصرين: الأيوبي والمملوكي؟

- ديوان الإنشاء وكثرة المكاتبات التي كانت تخرج منه أو تعود إليه من مبايعات وعهود.

- رغبة الكُتّاب في إظهار ثقافتهم وبراعتهم في الكتابة.

أشهر كتّاب الرسائل في هذين العصرين:                                           صيفية (2019)

القاضي الفاضل، والعماد الأصفهاني صاحب كتاب «خريدة القصر وجريدة العصر في ذكر شعراء العصر»، ومحيي الدين بن عبد الظاهر، وعلاء الدين بن غانم. 

1- القاضي الفاضل ( ت596 هـ)

هو أبو علي عبد الرحيم بن علي البيساني .أطلقت عليه ألقاب عدة منها: «محيي الدين»و«مجير الدين» و«القاضي الفاضل». درس العلوم الشرعيّة وديوان الحماسة، وتعلّم فنّ الكتابة، وعمل في ديوان الإنشاء زمن صلاح الدّين الأيوبيّ.

علل:سار كتّاب الرسائل في عصره على طريقته في الكتابة.

لأنَّ رسائله وطريقته في الكتابة نهج الهداية لكُتّاب العصرين: الأيوبي والمملوكي ،ومحفزة لهم على الإبداع.

وفي ما يأتي نموذج لرسائله الديوانية التي كتبها في فتح بيت المقدس على لسان صلاح الدّين الأيوبي موجهة إلى الخليفة العباسيّ النّاصر لدين الله:

«...، ولمّا لم يبقَ إلا القدسُ، وقد اجتمع إليها كلُّ شريدٍ منهم وطريد، واعتصم بمنعتها كلُّ قريبٍ منهم وبعيد؛ ظنّوا أنّها من اللهِ مانعتُهم،... فلمّا نازلها الخادم رأى بلدًا كبلاد، وجمعًا كيوم التناد، وعزائمَ قد تألَّبت على الموت فنزلت بعَرْصته، ... فزاول البلد من جانبٍ فإذا أوديةٌ عمِيقة، ولُجج وعِرَةٌ غريقةٌ، وسٍورٌ قد انعطف عَطْفَ السِّوارِ، وأبْرِجَةٌ قد نزلت مكانَ الواسطَة من عقد الدَّار، فعَدلَ إلى جهة أخرى كان للمطامِعِ عليها مُعَرَّجٌ، وللخيلِ فيها متولَّج، فنزل عليها، وأحاط بها، وقَرُبَ منها، وضُربَت خيمتُه بحيث ينالُه السّلاحُ بأطرافه، ويزاحمُه السّورُ بأكنافه، وقابلها، ثمّ قاتلها، ونزلها وبرز إليها ثمّ بارزها، وحاجزها ثم ناجزها ، فضمَّها ضمّةً ارتقب بعدها الفتحَ، وصدعَ أهلَها فإذِا هم لا يصبرون على عبودية الجدِّ عن ِعتْق الصفحِ، فراسلوه ببذل قطيعة إلى مدّة، وقصدوا نَظرَةً من ِشدّةٍ، وانتظارًا لنَجْدَةٍ، فعرفهم فيِ لحنِ القولِ، وأجابهم بلساِنِ الطَّولِ، وقدَّمَ المَنْجنيقاتِ التي تتولّى عقوبات الحصونِ عِصيّها وحِبالُها، وأوترَ لهم قِسيّها التي تضرِبُ فلا تفارقها سهامُها، ولا يفارقُ سهامَها نصالُها، فصافَحَتِ السُور فإذا سهمُها في ثنايا شرفاتها سواكٌ، وقدَّم النَّصرُ نَسْرًا من المَنْجَنيقِ يُخْلِدُ إخلادَه إلى الأرض، ويعلو عُلُوَّه إلى السِّماك، فشجَّ مَرادِعَ أَبْرُجِها، وأسمعَ صوتَ عجيجها، ورفع ستارَ عَجاجِها، فأخلى السُّورَ مَن السَّيّارة، والحربَ من النَّظّارة، فأمكن النَّقّابُ أن يسفرَ للحرب النقابَ، وأن يُعيدَ الحجرَ إلى سيرته من التُّرابِ».

2- محيي الدين بن عبد الظاهر (ت692 هـ)

هو القاضي محيي الدين أبو الفضل، ولد في بيت علم ودين. درس التاريخ والسير والأدب، وبرع في الكتابة النثرية، وكثرت مؤلفاته، منها: «الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر»، و« تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور.»

تولى ديوان الإنشاء في عهد الظّاهر بيبرس وقلاوون وابنه الأشرف خليل. ومن رسائله رسالته التي كتبها في فتح المظفر قطز للشقيف سنة 666 )هـ) يصف فيها قوّة جيش العدو بالبسالة لتأكيد قيمة النّصر الذي أحرزه المسلمون، يقول:

«وصاروا مع عدم ذكر الله بأفواههم وقلوبهم، يقاتلون قيامًا وقعودًا وعلى جُنوبِهم، فكمْ من شجاعٍ ألصقَ ظهرَه إلى ظهرِ صاحِبِهِ وحامى، وناضلَ ورامى، وكم فيهم من شهمٍ ما سلَّم قوسه حتَّى لم يبقَ في كِنانته سهمٌ، وذي سنٍّ طاَرحَ به فما طرحه حتّى تثلَّم، وذٍي سيف حادثه بالصقال فما جلى محادثةً حتَّى تكلَّم، وأبانوا عن نفوسٍ في الحرب أبيةٍ».

الخصائص الفنية للرسائل                                                             (يحفظها الطلبة)

ظهرت في النصين السابقين الخصائص الفنية الآتية للرسائل:

1- تتأثر بالقرآن الكّريم، كما ورد في رسالة القاضي الفاضل: «فعرفهم في لحنِ القولِ»، وفي رسالة ابن عبد الظاهريقاتلون قيامًا وقعودًا وعلى جُنوبِهم » .

2- تؤرخ الرسالة لأحداث العصر، فَتعدُّ سجلًّا تاريخيًّا، كما في رسالة القاضي الفاضل في فتح بيت المقدس .

3- تكثر في الرسالتين المحسنات البديعية، كالجناس (فأمكن النَّقاب أن يسفر للحرب النّقاب)، والطباق (واعتصم بمنعتها كلُّ قريبٍ منهم وبعيد، يقاتلون قيامًا وقعودًا).

4- تمتاز رسالة القاضي الفاضل بغرابة بعض الألفاظ مثل (الشِّماك، مرادع، متولَّج، وغيرها)، وأما ابن عبد الظّاهر فقد مال إلى استخدام الألفاظ السهلة في رسالته (فكمْ من شجاعٍ ألصقَ ظهرَه إلى ظهرِ صاحِبِهِ وحامى، وناضلَ  ورامى).