مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

فتح مكّة

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلُّمُ القبليُّ

  • رأى سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم في السّنة السّادسة من الهجرة في منامه أنّه قد دخل مكّة مُعتمِرًا، فخرج مع أصحابه رضي الله عنهم لأداء العمرة.
  • ولما علمت قريش بخروجهم منعتهم من دخول مكّة، وانتهى الأمر بعقد صلح بينهما سُمِّيَ صلح الحديبية.
  • وكان من نتائج هذا الصُّلح اعتراف قريش بأنّ المسلمين أصبحوا قوّة لا يُستهان بها، وأنّ لهم الحقَّ في زيارة الكعبة المشرَّفة وأداء العمرة.
  • كان من بنود صلح الحديبية:
    • وقف الحرب بين الطّرفين لعشر سنوات.
    • وأنّه من أراد من القبائل أن يدخل في حلف سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فله ذلك، ومن أراد أن يدخل في حلف قريش فله ذلك.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

 

أولًا: سبب فتح مكّة

  • بعد صلح الحديبية، دخلت قبيلة بني بكر في حلف قريش، ودخلت قبيلة خُزاعة في حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • فقامت قبيلة بني بكر بالإغارة على خُزاعة وقتلوا عددًا منهم، وقد أمدّت قريشٌ قبيلة بني بكر بالرّجال والسّلاح، فكان ذلك نَقْضًا منها لصلح الحديبية.
  • خرج وفد من خُزاعة على رأسهم عمرو بن سالم الخُزاعيُّ رضي الله عنه فقدِموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بما أصابهم، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب حلفاءه وعزم على فتح مكّة.
  • أدرك مشركو قريش بأنّهم ارتكبوا خطأً كبيرًا بسبب خيانتهم العهد، فحاولوا معالجة الموقف بإرسال أبي سفيان (ولم يكن قد أسلم حينها)؛ لتجديد العهد إلا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُِجبْهُ إلى ذلك.

 

ثانيًا: أحداثُ فتحِ مكّة

خطة النّبيّ صلى الله عليه وسلم:

  • لمّا وصل إلى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرُ نقض قريش عهدَها، أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام رضي الله عنهم بالتّجهُّز للخروج ولم يخبرهم بوِجْهتِهِ للأسباب الآتية:
    • حفاظًا على السِّريّة التّامّة؛ لئلاّ يصل خبر خروجه إلى أهل مكّة فيستعدّوا للمواجهة.
    • حرصًا منه على دخول مكّة من غير إراقة الدّماء، فكان يدعو ربّه عز وجل قائلًا: «اللهمّ خُذِ العُيونَ والأخبارَ عن قُريشٍ، حتّى نَبْغَتَها في بلادِها ».
  •  واستنفر النّبيّ صلى الله عليه وسلم القبائل المسلمة من حول المدينة المنوّرة حتّى اجتمع معه عشرة آلاف مقاتل.

تحرّك الجيش:

  • في العاشر من شهر رمضان في السّنة الثّامنة للهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة، واستخلف عليها عبدالله بن أمّ مكتوم رضي الله عنه.
  • سار النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالجيش حتّى وصلَ إلى وادٍ يُسمّى (مرَّ الظَّهرانِ)، فأقام صلى الله عليه وسلم فيه دون أن تعلم قريش بذلك.
  • كانت قريش تتوقع أمرًا ما بسبب فشل أبي سفيان رضي الله عنه في تجديد العهد مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
  •  أرسلت قريش أبا سفيان رضي الله عنه لاستطلاع الأمر ومعه بعض الرجال، فإذا هم بنيران عظيمة، وبينما هم يتساءلون عن سبب هذه النّيران، رآهم العبّاس رضي الله عنه فأخذ أبا سفيان رضي الله عنه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فأسلم.
  •  ثمّ أَذِنَ له النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى مكّة ليعطي أهلها الأمان إذا ألقوا السّلاح ولم يتعرّضوا للمسلمين.
  • عاد أبو سفيان رضي الله عنه إلى مكة يُخبر النّاس بما أخبره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمان فقال لهم: «يا معشر قريش، هذا محمّدٌ قد جاءكم بما لا قِبَلَ لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن»، فتفرّق النّاس إلى دورهم وإلى المسجد.

 

صورة مشرقة

حرصًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدم إراقة الدماء، وحتّى يُري قُريشًا قوّة المسلمين، أمر العبّاس أن يُريَ أبا سفيان عِظَمَ جيش المسلمين، فبدأت قوّات المسلمين تمرّ أمامه كتيبةً كتيبةً، حتّى مرّت كتيبة المهاجرين والأنصار مجهّزة بالدُّروع والسّلاح لا يُرى منهم إلا العيون في الحديد، فدهش أبو سفيان وقال للعبّاس رضي الله عنه: يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيمًا، فقال العباس رضي الله عنه: إنّها النّبوة، ومرَّ سعد بن عبادة رضي الله عنه قائد كتيبة الأنصار بأبي سفيان فقال له: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحلّ الحرمة (يعني حرمة الكعبة)، اليوم أذلّ الله قُريشًا. فشكا أبو سفيان ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّ الرّسول صلى الله عليه وسلم قائلًا: «اليوم يوم المرحمة، اليوم يعزّ الله قريشًا ويعظِّم الله الكعبة ».

دخول مكّة:

  • قسَّم النبّي صلى الله عليه وسلم الجيش إلى خمس فرق.
  • كلّف النبّي صلى الله عليه وسلم الجيش بدخول مكّة من الجهات الأربعة,
  • أمر النبّي صلى الله عليه وسلم الجيش ألّا يبدؤوا القتال وألّ يُقاتلوا إلا من يقاتلهم.
  •  وبذلك تحقّق للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ما أراد بدخول مكّة من غير قتال،  إلّا الجهة الّتي دخل منها خالد بن الوليد  رضي الله عنه حيث حاول بعض المشركين المقاومة بقيادة عكرمة بن أبي جهل، فقاتلهم المسلمون حتّى لاذوا بالفرار.
  • دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكّة خافضًا رأسه؛ تواضعًا لربّه شاكرًا له، ثمّ توجّه إلى الكعبة فطافَ بها يحطّم الأصنام من حولها وهو يقرأ قول الله تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.

معاملة النّبيّ صلى الله عليه وسلم كفّارَ قريش:

  • في تلك الأثناء كانت قريش تترقّب أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم وما سيصنعه بهم فهم الّذين حاربوه، وعارضوا دعوته، وآذَوْهُ، وأخرجوه من بلده وقاتلوه.
  • فأمر صلى الله عليه وسلم بلالًا رضي الله عنه أن يصعد فوق ظهر الكعبة فيؤذّن للصّلاة، ثمّ خطب خطبة قال فيها: «يا معشرَ قريشٍ، ما تَرَوْنَ أنّ فاعلٌ بكم؟ قالوا: خيرًا، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ! قال: اذهبوا فأنتم الطّلقاءُ » [سيرة ابن هشام].
  •  وفي ذلك تجلّى خُلُقُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم في العفو والتّسامح والرّحمة مع المخالفين،  فكان لعفوه صلى الله عليه وسلم أثرٌ عظيمٌ:
    • حيث حُقنِتَِ الدّماء، واطمأنّ الناّس.
    •  تمّ إبقاء الأموال لأصحابها.
    • رأى الناّس حقيقة الدّين الذّي جاء به النبّيّ صلى الله عليه وسلم فكان ذلك سبباً لدخول أكثر أهل مكّة في الإسلام أفواجًا، فأنزل الله تعالى قوله: ﴿ِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)).
  • كانت مفاتيح الكعبة في الجاهليّة مع عثمان بن طلحة وقومه يعتنون بالكعبة، فلمّ فتح النّبيّ صلى الله عليه وسلم مكّة المكرّمة دعا عثمان وأبقى معه مفاتيح الكعبة وقال «هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بِرّ ووفاء ».
  • من محاسن أخلاق الإسلام إنزال النّاس منازلهم، ومعاملتهم بحسب مقامهم، وهذا المعنى تجلّى في فتح مكّة في مواقف منها؛ عندما أتى أبو بكر رضي الله عنه بأبيه أبي قحافة إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فلمّ رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رضي الله عنه«هلّا تركت الشَّيْخَ في بيتهِ حتّى أكونَ أنا آتيه فيه » فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه: يا رسولَ الله هو أحقُّ أن يمشَِي إليك من أن تمشَِي إليه، قال: فأجلسَه بينَ يدَيه ثمّ مسح صدرَه ثمّ قال له: أَسلمْ فأسلم ».

 

ثالثًا: نتائج فتح مكّة

كان لفتحَ مكّة العديد من النّتائج الإيجابيّة، ومنها:

  • اعتناقُ كثيرٍ من أهل مكّة وزعمائها لدين الإسلام، ومنهم زعيم قريش أبو سفيان بن حرب وزوجتُه هند بنت عتبة، وعكرمة بن أبي جهل رضي الله عنهم.
  • بدء دخول القبائل العربية الكبرى في الإسلام لمّا رأت دخول قريش فيه.
  • دخولُ مكّة تحت راية الإسلام، وزوال نفوذ قريش منها.
  • تحوُّلُ المسلمين إلى قوةٍ عُظمى يحسبُ حسابها في الجزيرة العربية وخارجها.

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

نستنتجُ من فتح مكّة العديد من الدّروس والعِبر منها:

  • حِرْصُ الإسلام على المحافظة على أرواح النّاس، وكان ذلك من خلال الإجراءات الّتي اتّخذها النّبيّ صلى الله عليه وسلم لحقن دماء أهل مكّة مثل:
    • السِّّريّة.
    • وإخفاء وِجْهته عند الخروج إلى مكّة كي لا تستعدّ قريش للقتال.
    • ودخول مكّة من الجهات الأربع.
    • ونهيه عن البدء بالقتال.
  • حفظ مكانة النّاس عند أقوامهم، ومن ذلك:
    • موقفه مع أبي سفيان رضي الله عنه عندما أذن له أن يخبر النّاس أنّ من دخل بيت أبي سفيان فهو في أمان.
    • وموقفه في إعادة مفاتيح الكعبة لعثمان بن طلحة.
  • الإسلام ليس دين عنف ودماء، ولكنّه دين عفو وسماحة، دلّ على ذلك عفوه صلى الله عليه وسلم عن أهل مكّة الّذين طردوه وآذَوْهُ.