الدرس الأول :غزو الفرنجة
أولاً: أوضاع البلاد العربية قبيل حروب الفرنجة
شهد المشرق الإسلامي في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر ميلادي انقساما سياسيا، اتسم بالصراعات العسكرية والمذهبية بين الخلافة العباسية في بغداد والخلافة الفاطمية في القاهرة، فأدى ذلك الصراع إلى دخول السلاجقة الأتراك بطلب من الخليفة العباسي لمواجهة الخطر الفاطمي ، فتمكن السلاجقة من السيطرة على العراق وبلاد الشام، إلا أن نفوذهم سرعان ما انحسر عن بلاد الشام، بسبب الصراعات بين أمراء السلاجقة، وحلت محلها عدة إمارات، أطلق عليها اسم الأتابكيات، وعلى صاحبها اسم الأتابك، وهي كلمة تركية تعني مربوا أبناء السلاطين والأمراء، ومن أشهرها: أتابكية الموصل وأتابكية دمشق. إضافة إلى ظهور عدة إمارات متنازعة في بلاد الشام، فمهد ذلك لأطماع الفرنجة، والسيطرة على مناطق واسعة من بلاد الشام، فأسسوا لهم عدة إمارات فرنجية، إلى أن ظهرت بوادر الوحدة، وذلك بظهور زعامات قوية جمعت شتات بلاد المسلمين، مثل عماد الدين زنكي وابنه نور الدين، اللذين تنبه إلى دور العلماء في تنشئة جيل قادر على مجابهة الخطر الفرنجي، فرجحت كفة المسلمين في الصراع مع الفرنجة، حتى تمكن عماد الدين زنكي من القضاء على إمارة الفرنجة في الرها، ثم أجبر ابنه نور الدين زنكي الفرنجة على التقهقر، وألحق بهم عددا من الهزائم، فاستولى على حلب ودمشق وساعد ذلك في تقوية الوحدة بين المسلمين.
هل يؤدي الانقسام داخل الأمة إلى طمع أعدائها بها؟ وما النتائج المترتبة على ذلك.
نعم ،الانقسام داخل الأمة يؤدي إلى إضعافها ، وبالتالي تصبح مطمعاً للأعداء.
ثانياً: حروب الفرنجة
هي حملات عسكرية شنتها أوروبا على العالم الإسلامي في فترات تاريخية متعاقبة بين (٤٩٠هـ/١٠٩٦م - ٦٩١ هـ/١٢٩١م)، أي ما يقارب القرنين من الزمان، وسميت بالحروب الصليبية.
ولمعرفة الحملات الفرنجية (الصليبية)، تأمل الخريطة، ثم أجب عن السؤالين الآتيين:
ما المناطق التي ركزت عليها الحملات الفرنجية.
بلاد الشام وتحديدً الأردن وفلسطين .
أشر إلى الطرق التي سلكتها الحملات الفرنجية للوصول إلى المشرق الإسلامي.
من أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى الأراضي المقدسة في الأردن وفلسطين .
ثالثاً: دوافع حروب الفرنجة
تعددت دوافع حروب الفرنجة على المشرق الإسلامي، ولمعرفة هذه الدوافع، تأمل الشكل، ثم أجب عن السؤال الآتي:
|
دوافع حروب الفرنجة |
|
الاقتصادية تتمثل برغبة ملوك أوروبا في السيطرة على طرق التجارة، عن طريق العالم الإسلامي (طريق البخور وطريق الحرير)، والسيطرة على ثروات العالم الإسلامي. |
|
الدينية تتمثل بمحاولة انتزاع الأماكن المسيحية المقدسة في فلسطين من أيدي المسلمين، بحجة أن الحجاج المسيحيين يلاقون الاضطهاد أثناء زيارتهم لبيت المقدس، وقد أعلن البابا مضاعفة الجزاء لكل من يشترك في حروب الفرنجة، وغفران ذنوب المخطئين منهم، ودخول من يموت منهم جنات النعيم. إضافة إلى رغبة البابا بسيطرة على الكنائس الشرقية. |
|
السياسية تتمثل برغبة أمراء الفرنجة بتأسيس إمارات لهم في المشرق، لأن النظام الإقطاعي في أوروبا كان قائما على أساس تولي الابن الأكبر إقطاع والده وحرمان بقية أبنائه من الميراث، فاستغلوا ضعف المسلمين وانقسامهم، لتحقيق رغباتهم في أن تكون لهم إمارة. |
|
الاجتماعية تتمثل بالرغبة في التخلص من الأحوال الاجتماعية السيئة في أوروبا، مثل الفقر والعبودية والمنازعات، والبحث عن سبل تحسينها، عن طريق الحروب الفرنجية. |
الشكل (2-2) : دوافع حروب الفرنجة
رتب دوافع حروب الفرنجة حسب أهميتها من وجهة نظرك.
1- السياسية
تتمثل برغبة أمراء الفرنجة بتأسيس إمارات لهم في المشرق، لأن النظام الإقطاعي في أوروبا كان قائما على أساس تولي الابن الأكبر إقطاع والده وحرمان بقية أبنائه من الميراث، فاستغلوا ضعف المسلمين وانقسامهم، لتحقيق رغباتهم في أن تكون لهم إمارة.
2- الاقتصادية
تتمثل برغبة ملوك أوروبا في السيطرة على طرق التجارة، عن طريق العالم الإسلامي (طريق البخور وطريق الحرير)، والسيطرة على ثروات العالم الإسلامي.
3-الدينية
تتمثل بمحاولة انتزاع الأماكن المسيحية المقدسة في فلسطين من أيدي المسلمين، بحجة أن الحجاج المسيحيين يلاقون الاضطهاد أثناء زيارتهم لبيت المقدس، وقد أعلن البابا مضاعفة الجزاء لكل من يشترك في حروب الفرنجة، وغفران ذنوب المخطئين منهم، ودخول من يموت منهم جنات النعيم. إضافة إلى رغبة البابا بسيطرة على الكنائس الشرقية.
4- الاجتماعية
تتمثل بالرغبة في التخلص من الأحوال الاجتماعية السيئة في أوروبا، مثل الفقر والعبودية والمنازعات، والبحث عن سبل تحسينها، عن طريق الحروب الفرنجية.
رابعاً: حملات الفرنجة
أدى نجاح الفرنجة في حملتهم الأولى إلى تشجيعهم على متابعة حملاتهم على العالم الإسلامي، فقاموا بثماني حملات اتجهت إلى بلاد الشام ومصر وتونس.
تأمل الجدول، ثم أجب عن الأسئلة التي تليه:
|
الحملة |
أهدافها ومجرياتها ونتائجها |
|
حملة الفرنجة الأولى (حملة الأمراء) (٤٩٠ هـ/١٠٩٦م - ٤٩٣ هـ/١٠٩٩م) |
كان للدوافع المذكورة في الشكل (2-2)، دور في خروج الحملة الفرنجية الأولى، التي ضمت جيوشاً كثيرة من أنحاء أوروبا، التقت في القسطنطينية، ثم توجهت عبر آسيا الصغرى، إذ ألحق الهزيمة بالسلاجقة المسلمين، ثم تقدمت بعد ذلك نحو بلاد الشام، وقد نجحت هذه الحملة بتأسيس إمارات الفرنجة، مثل: الرها، وأنطاكيا، وطرابلس، ومملكة بيت المقدس. |
|
حملة الفرنجة الثانية (٥٤٢ هـ/١١٤٧م - ٥٤٣ هـ/١١٤٩م) |
كان هدفها استعادة الرها من يد المسلمين بعد أن تمكن عماد الدين زنكي من تحريرها، فهاجمت الحملة دمشق، ولكنها لم تستطع احتلالها؛ لاستنجاد أهلها بنور الدين زنكي، الذي قضى على معظم رجال الحملة، ففشلت وعادت إلى أوروبا. |
|
حملة الفرنجة الثالثة (٥٨٧ هـ/١١٩١م - ٥٨٨ هـ/١١٩٢م) |
جاءت بهدف استعادة بيت المقدس بعد أن تمكن المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي من تحريرها، بعد انتصارهم على الفرنجة في معركة حطين سنة (٥٨٣ هـ/١١٨٧م)، وانتهت هذه الحملة بتوقيع صلح الرملة بين الطرفين. |
|
حملة الفرنجة الرابعة (٥٩٨ هـ/١٢٠٢ - ٦٠١ هـ/١٢٠٤م) |
استهدفت مصر لثرواتها الغنية وموقعها الاستراتيجي إلا أنها تحولت بعد ذلك إلى القسطنطينية. |
|
حملة الفرنجة الخامسة (٦١٤ هـ/١٢١٧م – ٦٢٠ هـ/١٢٢١م) |
استهدفت السيطرة على القدس عن طريق السيطرة على الدول الأيوبية في مصر فاحتلت دمياط بداية، ثم واصلت السير نحو القاهرة إلى أن فتح عليهم المصريون الجسور، فخشوا الغرق واضطروا للانسحاب، وبذلك فشلت في احتلال مصر. |
|
حملة الفرنجة السادسة (٦٢٦ هـ/١٢٢٨م - ٦٢٧ هـ/١٢٢٩م) |
وقع الملك الكامل الأيوبي معاهدة يافا مع قائد الحملة الإمبراطور الألماني فريدرك الثاني، وبموجبها تقرر الصلح بين الطرفين لمدة عشر سنوات، وتسليم بيت المقدس وبيت لحم والناصرة إلى الفرنجة على أن يبقى الحرم القدسي بيد المسلمين. |
|
حملة الفرنجة السابعة (٦٤٦ هـ/١٢٤٨م - ٦٤٨ هـ/١٢٥٠م) |
تزعمها الملك الفرنسي لويس التاسع، وهدفها استرداد بيت المقدس، بعد أن تمكن الملك الأيوبي الناصر داود ملك الكرك من تحريرها من أيدي الفرنجة، وتمكنت الحملة من احتلال دمياط وتقدمت نحو المنصورة، لكنها فشلت بعد أن وقع لويس التاسع في الأسر. |
|
حملة الفرنجة الثامنة (٦٦٩ هـ/١٢٧٠م) |
بعد أن ضعف مركز الفرنجة في بلاد الشام بسقوط أنطاكيا بيد المسلمين، قاد الملك الفرنسي لويس التاسع حملة إلى المغرب العربي إلا أنها فشلت بسبب وفاته في تونس |
ما عدد الحملات التي قادها الفرنجة على العالم الإسلامي؟
عدد الحملات التي قادها الفرنجة على العالم الإسلامي ثماني حملات .
برأيك، ما أخطر حملات الفرنجة، ولماذا؟
الحملة الأولى ؛ لأنها كانت الأضخم ، وأدت إلى تأسيس إمارات فرنجية ، والحملة السادسة ؛لأنه تم تسليم بيت المقدس وبيت لحم والناصرة إلى الفرنجة .
هل نجحت حملات الفرنجة جميعها في تحقيق أهدافها؟
لم تنجح جميع حملات الفرنجة في تحقيق أهدافها.
خامساً: نتائج حروب الفرنجة
كان لحروب الفرنجة نتائج كثيرة، منها:
١-ازدياد النشاط التجاري بين الشرق والغرب أثناء تلك الحروب.
٢-لفت أنظار الأوروبيين إلى استعمار المنطقة.
٣-تراجع المد الإسلامي نحو الدولة البيزنطية وأوروبا؛ بسبب انشغال المسلمين بهذه الحروب.
٤-انتقال مظاهر الحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا، ونقل الكثير من العلوم والاختراعات التي كانت السبب في نهضتها.
٥-ولادة روح المغامرة والسفر لدى الأوروبيون، الأمر الذي مهد لحركة الاكتشافات الجغرافية.
٦-المساعدة في انهيار نظام الإقطاع في أوروبا، وتحرير الفلاحين والعمال من سيطرة الأمراء.
٧-بناء حصون وقلاع جديدة في بلاد الشام لمقاومة غزو الفرنجة.