مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

عَظَمة الله عزّ وجلّ I (حديث نبوي شريف)

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلمُ القَبلِيُّ

يُوقنُِ المسلم أن الله تعالى هو الإله الخالق المستحق للعبادة دون سواه، له الأسماء الحسنى، وهـو المتصف بكل صفات الكمال المنزه عن صفات النقص، والمالك لكلِّ ما في الكون والمدبّر لأمره، وهذا الاعتقاد يدفع المسلم إلى:

  • الالتزام بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.
  • شكر الله تعالى على كلّ ما يعطيه من نعم مستشعرًا أنّها من فضل الله تعالى وعطائه لعباده، فالعباد مفتقرون إليه وهو سبحانه الرّزاق والمعطي.

 

أَقرأُ وأَحفظُ

نص الحديث النبوي

معاني المفردات والتراكيب

عَنْ أبي ذرٍّ رضي الله عنه عَنِ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيما رَوى عَنِ الله تَبارَكَ وَتَعالى أنَّهُ قالَ:

«يا عِبادِي إنِّ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مَُرَّمًا، فلا تَظالَمُوا، يا عِبادِي كُلُّكُمْ ضالٌّ إلّ مَن هَدَيْتُهُ، فاسْتهَْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبادِي كُلُّكُمْ جائِعٌ، إلاّ مَن أَطْعَمْتُهُ، فاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبادِي كُلُّكُمْ عارٍ، إلاّ مَن كَسَوْتُهُ، فاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبادِي إنَّكُمْ تُْخطِئُونَ باللَّيْلِ والنَّهارِ، وَأَنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَِميعًا، فاسْتَغْفِرُونِي أغَْفِرْ لَكُمْ، يا عِبادِي إنكَُّمْ لَنْ تَبلُْغُوا ضَِّري فَتضَُُّرونِي وَلَنْ تَبلُْغُوا نفَْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يا عِبادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كانُوا على أَتْقى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنكُمْ، ما زادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كانُوا على أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ، ما نقََصَ ذلكَ منِ مُلْكِي شيئاً، يا عِبادِي لو أنَّ أوََّلكَُمْ وَآخِرَكُمْ وإنسَْكُمْ وَجِنَّكُمْ قامُوا في صَعِيدٍ واحِدٍ فَسَأَلُونِ فأعْطَيْتُ كُلَّ إنسْانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممّا عِندِي إلّا كما يَنْقُصُ المخِْيطَُ إذا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبادِي إنَّما هي أَعْمالُكُمْ أُحْصِيها لَكُمْ، ثمّ أُوَفِّيكُمْ إياّها، فمَن وَجَدَ خَيًْرا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ، فلا يَلُومَنَّ إلّ نَفْسَهُ ».

  • فاسْتهَْدُونِي:اسألوني الهداية.
  • صَعِيدٍ: مكان.
  • المخِْيطَُ: الإبرة.
  • أُحْصِيها: أجمعها وأحفظها.
  • أُوَفِّيكُمْ إياّها: أعطيكم جزاءها.

 

 

 

بطاقة تعريف براوي الحديث

  • هو الصحابي الجليل أبو ذر جُنْدَب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه.
  • من السابقين إلى الإسلام، وأحد الذين جهروا بالإسلام في مكة قبل الهجرة النبوية.
  • هاجر إلى المدينة المنورة بعد غزوة أحد، ولازمَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها.
  • كما شهد فتح بيت المقدس مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتوفي سنة 32 هـ بالقرب من المدينة المنورة.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

في الحديث القُدسيّ الشّريف الّذي يرويه النّبي صلى الله عليه وسلم عن ربِّه مجموعة من القضايا المهمّة الّتي يجب على المسلم أن يؤمن بها ويعمل بمقتضاها، هي:

 

أولاً: تحريمُ الظُّلم

بدأ الحديث القُدسيّ الشريف ببيان عدل الله عزّ وجلّ، وأنّه حرّم الظّلم على نفسه وعلى عباده، ونهاهم أن يتظالموا فيما بينهم.

وجاء التّحذير من الظّلم في الحديث الشّريف لسوء عاقبته على الفرد والمجتمع.

أثر الظلم على الفرد وعلى المجتمع:

  • يفقد الظّالم محبّة الله تعالى ومحبة النّاس له.
  • يؤدّي الظلم إلى انتشار الأحقاد بين أفراد المجتمع.
  • وهو سبب في تدمير المجتمعات وتعجيل العقوبة لها، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)،[هود:102].

 

 والظّلم نوعان:

  • ظلمُ الإنسانِ نفسَهُ:
    • وأعظم صوره الشرك بالله عزّ وجلّ، قال تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، [لقمان:13].
    • ومن صور ظلم الإنسان لنفسه، ارتكابه للمعاصي؛ لأنّه بذلك يوردُها المَهالِك.
  •  ظلمُ الإنسانِ غيرَهُ: وقد يكون بالقول كالشّتم والسّبّ والغيبة والنميمة، وقد يكون بالفعل كالاعتداء على الغير أو على ماله أو على عرضه، أو هضم حقوقه كظلم الابن لوالديه بالعقوق.

وقد حذّر النّبيّ صلى الله عليه وسلم الظّالم من دعوة المظلوم؛ لأنّها لا تردّ عند الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ دعوةَ المظلومِ » [رواه البخاري ومسلم].

من صور ظلمِ الإنسانِ غيرَهُ:

  • ظلم التّاجر المشترين بالغشّ والخيانة.
  • ظلم اليتيم بأكل ماله.
  • حرمان الورثة من الميراث.
  • حرمان النّساء من مهورهنّ.
  • ظلم كلِّ راعٍ لرعيّته.
  • الظلم الذي يقع على الدول والشعوب باحتلال أرضها والاستيلاء على خيراتها كالظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني.

 

ثانياً: حاجةُ الخلق لله تعالى وافتقارُهم إليه

الإنسان بحاجة إلى ربِّه عزّ وجلّ في شؤون حياته كلِّها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، [فاطر:15]، ولذلك أمر الله تعالى عباده أن يلجؤوا إليه في طلب جميع حاجاتهم، ووعدهم بإجابة ما طلبوه، فهو سبحانه مالك مفاتيح الرّزق، وهو صاحب المغفرة، وبيده الهداية والتّوفيق.

ومظاهر افتقار الخلق لربّهم لا حصر لها؛ فهم يلجؤون إليه في أحوالهم كلِّها، ويحتاجون عونَه في شؤونهم كلّها. وتبرز مظاهر الحاجة إلى الله تعالى في قضايا متعدّدة بيّنها الحديث الشّيف، منها:

  • طلب الهداية؛ فنحن نطلب الهداية من الله تعالى في كلّ ركعة من صلاتنا.
  • طلب الرزق؛ كطلب الطعام والشراب واللباس والمال والبنين والطمأنينة وراحة البال.
  • طلب المغفرة منه سبحانه؛ فالخلق في حاجة لمغفرة الله تعالى؛ لما قد يقع منهم من خطأ أو تقصير في حقّه سبحانه، فما من إنسان إلا وقد يقع منه الذنب والإثمّ فيخطئ قال صلى الله عليه وسلم : «كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التوََّّابونَ » [رواه أحمد]. ولهذا على المسلم أن يتعهّد نفسَهُ بالتّوبة كلّما أذنب.

شروط التوبة:

  • أن يقلع المُذنب عن ذنبه.
  • يستغفر لمعصيته، ويندم على تقصيره في حق الله تعالى.
  • يعزم على عدم تكرار هذا الذنب، فإذا وقع في الذّنب مرّة أخرى جدّد التّوبة والعهد ولم ييأس؛ ثقة منه بأنّ له ربًّا يغفر الذّنب ويقبل التوبة من عباده المخطئين.

 

ثالثًا: استغناءُ الله تعالى عن خَلْقِهِ

  • يؤكّد الحديث الشّريف أنّ الله تبارك وتعالى غنيٌ عن الخلق كلّهم لا تنفعه طاعة الطّائعين، ولا تضرّه معصية العاصين، بل لو آمن من في الأرض جميعًا، وبلغوا أعلى مراتب الإيمان والتّقوى، لم يزد ذلك في ملك الله شيئًا.
  • ولو كفر من في الأرض جميعًا، ما نقص من ملكه شيئًا؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى مستغنٍ عن خلقه، وإنّما يعود أثر الطّاعة أو المعصية على العبد نفسه، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)، [فصلت: 46].
  • وبالرّغم من ذلك فإنّ نعم الله سبحانه غير منقطعة، وهي موصولة للطائع والعاصي على السواء، دون أن يجعل تلك المعاصي مانعًا لهذا العطاء، وهذا من كرم الله تعالى وجوده.
  • ولو طلب الخلق كلُّهم ما يحتاجون إليه لأعطاهم الله تعالى حوائجهم دون أن ينقص من ملكه شيئًا سبحانه، ومثلهم في ذلك مثل إبرة أدخلت في البحر فلم تنقص منه شيئًا.

 

رابعاً: عدلُ الله تعالى

  • تؤكِّد خاتمةُ الحديث الشّريف عدلَ الله تعالى، فكلُّ عمل يعمله العبد في الدنيا يُدوَّن في كتاب، قال تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا)، [النبأ:29]؛ ليُجازى به، فإن وجد خيرًا أرجع الفضل لله تعالى، فحَمِدَه على توفيقه وعونه، قال تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) [الأعراف:43].
  • وأمّا من وجد في عمله شرًّا فلا يلومنّ إلا نفسه؛ لتقصيره في الحياة الدُّنيا؛ ولذلك فإنّ الكفّار والعُصاة يتحسّرون يوم القيامة؛ لما يرون من أعمالهم السّيِّئة، قال تعالى: (قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا)، [الأنعام:31]، وهذا يؤكِّد العدل المطلق لله عز وجل، قال تعالى: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)، [فصلت:46]

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

  • العدل من أهمّ الأسس الّتي تبنى عليها المجتمعات، وهو من أهمّ المبادئ الّتي دعت الشريعة الإسلاميّة إلى إقامتها في حياة النّاس، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، [النحل:90].
  • وللعدل مجالات متنوّعة منها:
    • العدل في إدارة شؤون الدُّولة، وهو الّذي يُشعر النّاس بالأمان والمساواة والاطمئنان، وهو واجب على كلّ من تولّى وِلايَة مهما صغرت.
    • العدل في القضاء والفصل بين المتخاصمين، فيعلم كلّ إنسان أنّه سيصل إلى حقّه ولن يظلم.
    • العدل بين الأولاد؛ بألّا يميل الآباء والأمّهات لأحد من الأبناء دون الآخر.