مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ رضي الله عنه

التربية الإسلامية - الصف الثامن

الفكرةُ الرئيسةُ

عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ  رضي الله عنه حاكمٌ مسلمٌ، اشتُهِرَ بتواضعِهِ، وزُهدِهِ، وعدلِهِ، وحرصِهِ على طلبِ العلمِ، واجتهادِهِ في العبادةِ.

 

أَسْتَنيرُ

  • رأى سيّدُنا عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه في منامِهِ أنّهُ سيكونُ مِنْ ذرّيّتِهِ رجلٌ في وجهِهِ أثرُ جرحٍ، سيملأُ الأرضَ عدلًا.

  • وقد أُصيبَ ولدٌ لعبدِ العزيزِ بْنِ مروانَ اسمُهُ عمرُ بجرحٍ في وجهِهِ، فمسحَ أبوهُ الدَّمَ عنهُ وهوَ يقولُ: «إنْ كنتَ أشجَّ بني أميّةَ، إنَّكَ إذًا لسعيدٌ »

    • (الأشجُّ: هوَ الذي في وجهِهِ أثرُ جرحٍ).

  • وقد نالَ الخليفةُ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ رضي الله عنه تقديرَ المسلمينِ ومحبّتَهُمْ؛ لِمِا تميّزَ بِهِ مِنْ خصالٍ حميدةٍ، وأعمالٍ صالحةٍ.
  • وقد لقب الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بخامس الخلفاء الراشدينَ؛ لأنه سار على نهج الخلفاء الراشدين في الحكم بالعدل والزهد والتواضع، مع أنه جاء بعد مدة طويلة منِ نهاية الخلافة الراشدة.

 

أولًاً: التعريفُ بالخليفةِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ رضي الله عنه

  • اسمُهُ: عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ مروانَ بنِ الحَكَمِ رضي الله عنه.

  • لقبُهُ: خامسُ الخلفاءِ الراشدينَ.

  • أمُّهُ: ليلى بنتُ عاصمِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ رضي الله عنه.

  • نسبُهُ: بنو أميّةَ.

  • مولدُهُ: في المدينةِ المنورةِ، عامَ 61 هـ.

  • وفاتُهُ: في حمصَ، عامَ 101 هـ.

 

ثانيًا: نشأتُهُ

  • نشأَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ رضي الله عنه في المدينةِ المنورةِ في أسرةٍ مُحِبَّةٍ للعلمِ.

  • فكانَ أبوهُ رضي الله عنه حريصًا على تنشئَتِهِ تنشئةً علميةً؛ فألحقَهُ بمجالسِ العلمِ في سِنٍّ مبكرةٍ؛ وكلّفَ أحدَ العلماءِ تعليمَهُ وتربيتَهُ،

  • فحفظَ القرآنَ الكريمَ في صغرِهِ، وبقيَ يطلبُ العلمَ إلى أنْ أصبحَ مِنْ علماءِ المدينةِ المنورةِ.

  • تزوّجَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ رضي الله عنه ابنةَ عمِّهِ فاطمةَ بنتَ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ بنِ الحَكَمِ، وممّا قيلَ في الثناءِ عليها:
    • ​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​بِنْتُ الخَليفَةِ والخَليفَةُ جَدُّها      أُخْتُ الخَلائِفِ والخَليفَةُ زَوجُها
  • فكانَ أبوها وجدُّها خليفتَينِ مِنْ خلفاءِ بَني أميّةَ، وكانَ أربعةٌ مِنْ إخوتِها خُلفاءُ، وهُمُ: الوليدُ، وسليمانُ، ويزيدُ، وهشامٌ.

​​​​​​​

ثالثًا: صفاتُهُ

تميّزَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ رضي الله عنه بصفاتٍ كثيرةٍ، مِنْها:

أ.العدلُ

  • حينَ أصبحَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ رضي الله عنه خليفةً للمسلمينَ، كانَ حريصًا على تحقيقِ العدالةِ بيْنَ الناسِ، وردِّ الحقوقِ إلى أصحابِها .
  • ومِنَ المواقفِ التي تدلُّ على عدلِهِ، أنّهُ أوقفَ صرفَ أموالِ بيتِ مالِ المسلمينَ التي كانَتْ لأقاربِهِ مِنْ بني أميّةَ، وكانَ يقولُ لهُمْ: «وأمّا هذا المالُ، فحقُّكُمْ فيهِ كحقِّ أيِّ رجلٍ مِنَ المسلمينَ» .

 

ب.الزُّهدُ والتواضعُ

  • كانَ عمرُ رضي الله عنه يرتدي أثمنَ الثيابِ قبلَ تولّي الخلافةِ، ولكنَّهُ بعدَ أنْ أصبحَ خليفةً، رفضَ أَنْ يتميَّزَ عَنِ الناسِ بمركبٍ أَوْ مجلسٍ أَوْ طعامٍ.

  • وممّا يدلُّ على تواضعِهِ رضي الله عنه أنَّ سراجَ بيتِهِ نفدَ زيتُهُ، فعرضَ أحدُ ضيوفِهِ أنْ يُصلِحَ السراجَ، فقالَ عمرُ   رضي الله عنه (ليسَ مِنْ مروءةِ الرجلِ استخدامُ ضيفِهِ)، ثُمَّ ذهبَ رضي الله عنه وأصلحَ السراجَ بنفسِهِ، وقالَ: (قُمْتُ وأنا عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ، ورجعْتُ وأنا عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ ).

أَتعلمَّ

الزُّهد:ُ هو النظر إلى الدنيا بعَين الزوال وقِصر الأمل،ِ وترك ما لا ينفع في الآخرةِ.

 

رابعًا: خلافتُهُ وإنجازاته

  • شعرَ الخليفةُ سليمانُ بنُ عبدِ الملكِ رضي الله عنه بِدُنُوِّ أجلِهِ، فاستشارَ مَنْ حولَهُ في مَنْ يتولّى الخلافةَ بعدَهُ، فأشاروا عليهِ بتوليةِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ رضي الله عنه؛ وذلكَ لِمِا يتمتعُ بِهِ مِنْ صفاتٍ حسنةٍ، ومحبةٍ بين الناسِ، فأخذَ سليمانُ رضي الله عنه بمشورتِهِمْ، وأوصى بالخلافةِ لعمرَ  رضي الله عنه

  • وبعدَ وفاةِ سليمانَ بنِ عبدِ الملكِ رضي الله عنه سنةَ (99)  للهجرةِ، تولّى عمرُ بنُ عبدِ العزيز رضي الله عنه خلافةَ المسلمينَ لعامَينِ ونصفٍ.

 

وعلى الرغمِ مِنْ قِصر فترةِ حكمِهِ، فقد تميزَتْ خلافته بعدّةِ إنجازاتٍ، منها:

1- توليةُ أهلِ الكفايةِ والأمانةِ:

  • كانَ عمرُ رضي الله عنه يدركُ أنَّ الولاةَ يمثّلونَ الخليفةَ في حُكمِ الولاياتِ.

 

  •  لذا كانَ حريصًا على حسنِ اختيارِ الولاةِ، وانتقاءِ أكثرِهِمْ أمانةً وحرصًا على مصالحِ الناسِ.
  • وكانَ يوجّهُهُمْ ويرشدُهُمْ ويراقبُهُمْ.

2- تحسينُ أحوالِ الناسِ الاقتصاديةِ:

  • وذلكَ بـ
    • تخفيفِ الضرائبِ عنهُمْ
    •  وتشجيعِ الأغنياءِ على دفعِ الزكاةِ.
  •  فتحسّنَتْ أحوالُ الناسِ.
  • وقلَّتْ نسبةُ الفقرِ، حتّى كتبَ لهُ وُلاتُهُ بأنَّهُمْ لا يجِدونَ مَنْ يأخذُ زكاةَ المالِ.

3- حفظُ السنّةِ النّبويّةِ:

  • فقَدْ كلّفَ رضي الله عنه عددًا مِنَ العلماءِ بتدوينِ السنّةِ النبويّةِ.
  • وأصبحَتِ الدولةُ تشرفُ على تدوينِها، بعدَ أنْ كانَتْ عملاً فرديًّا.

 

صُوَرٌ مشرقةٌ

  • لما تولّى عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ رضي الله عنه الخلافةَ، طلبَ إلى زوجتِهِ فاطمةَ بنتِ عبدِ الملكِ رحمها الله  أنْ تعيدَ إلى بيتِ مالِ المسلمينَ عقدًا مِنَ الجواهرِ أهداهُ لَها والدُها مِنْ خزينةِ الدولةِ؛ حينَ كانَ خليفةً، وقالَ لَها عمرُ: «إنّي أكرهُ أنْ أكونَ أنا وأنتِ وهوَ في بيتٍ واحدٍ »، قالَتْ: «لا، بَلْ أختارُكَ عليهِ وعلى أضعافِهِ »، فأمرَ بِهِ، فحُمِلَ حتّى وُضِعَ في بيتِ مالِ المسلمينَ.

  • خاطبَ الجراحُ بنُ عبدِ اللهِ الحَكميُّ -والي عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ رضي الله عنه على خُراسانَ- الناسَ حينَ انتهَتْ ولايتُهُ، فقالَ: «جئتُكُمْ في ثيابي هذِهِ التي عليَّ، وعلى فَرَسي، لَمْ أُصِبْ مِنْ مالِكُمْ إلّا حِليَةَ سَيفي».

 

أَرْبِطُ معَ التاريخِ

  • حكمَ الخليفةُ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ رضي الله عنه الدولةَ الأمويّةَ، وعاصمتُها دمشقُ، وكانَتْ هذِهِ الدولةُ مِنَ الدُّوَلِ الكبرى في العالَمِ، إذِ امتدَّتْ مِساحتُها مِنْ أطرافِ الصينِ شرقًا، إلى الأندلسِ غربًا.

  • جامعُ قُرطُبةَ مِنْ أبرزِ الآثارِ الإسلاميةِ الّتي ما تزالُ قائمةً في إِسبانيا (الأندلسِ(.