مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

علاماتُ المنافقِ: حديثٌ شريفٌ

التربية الإسلامية - الصف التاسع

الفكرة الرئيسة

  • المنافقُ: هُوَ الشخصُ الّذي يُظهِرُ الإسلامَ، ويُبطِنُ الكفرَ.
  • هناكَ صفاتٌ إذا توافرَتْ كلُّها أو بعضُها في شخصٍ عُدَّ مِنَ المنافقينَ، وهيَ: الكذبُ، وإخلافُ الوعدِ، وخيانةُ الأمانةِ.

 

أَفْهَمُ وَأَحْفَظُ:

متن الحديث النبوي

عَنْ أبي هريرةَ رضي الله عنه عَنِ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «آيَةُ المنافقِ ثلاثٌ: إذا حدّثَ كذبَ، وإذا وعدَ أخلفَ، وإذا اؤتُمنَ خانَ» [رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ].

المفردات

آيَةُ: علامةُ وصِفةُ.

 

أستنير

يحرصُ الإسلامُ على تطهيرِ نَفْسِ المسلمِ والارتقاءِ بسلوكِهِ وأخلاقِهِ؛ لِذا دعاهُ إلى تجنّبِ السلوكاتِ السيّئةِ التي يتّصفُ بِها المنافقونَ، وقدْ ذكرَ الحديثُ الشريفُ ثلاثًا مِنْ هذهِ العلاماتِ، هيَ:

  • الكذبُ في الحديثِ.
  • وإخلافُ الوعدِ.
  • وخيانةُ الأمانةِ.

 

أَوَّلًا: الكَذبُ في الحديثِ

  • الكَذبُ خُلُقٌ مذمومٌ حرّمَهُ اللهُ تعالى، وحذّرَ منهُ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكانَ يَبغُضُهُ بُغضًا شديدًا، عَنْ أُمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضي الله عنها أنَّها قالَتْ: «ما كانَ خُلُقٌ أبغضَ إلى رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم مِنَ الكَذبِ»؛ لأنَّ الكذّابَ لا يقولُ الحقيقةَ، ويعمَدُ إلى إخفائِها عَنِ الناسِ؛ فيجعلُهُمْ يظلِمونَ ويعتدونَ على بعضِهِمْ بعضًا.
  • ويُبيُّن الحديثُ الشريفُ أَنَّ الكَذبَ مِنْ صفاتِ المنافقِ، أمّا المؤمنُ فهوَ صادقٌ في أقوالِهِ وأفعالِهِ، وفي باطنِهِ وظاهرِهِ؛ لذا يتجنّبُ الكَذبَ، وإنْ وقعَ فيهِ سارعَ إلى تركِهِ والندمِ عليهِ، والتوبةِ منهُ، عَنْ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضي الله عنها أنَّها قالَتْ: «كانَ الرّجلُ يُحدِّثُ عِنْدَ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالكِذْبَةِ؛ فَما يزالُ في نفسِهِ حتّى يعلمَ أَنَّهُ قَدْ أحدثَ مِنْها توبةً»
    • فَما يزالُ في نفسِهِ: فَما يزالُ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم غيرَ راضٍ عنهُ.
  • والتحذيرُ مِنَ الكَذبِ موجَّهٌ للمسلمينَ جميعًا، فالمسلمُ يحرصُ على الصدقِ ويتحرّاهُ في أسرتِهِ ومدرستهِ ومجتمعِهِ.

 

ثانيًا: إخلافُ الوعدِ

  • الوعدُ: هُوَ أنْ يُلْزِمَ الإنسانُ نفسَهُ بأمرٍ ما تُجاهَ الغَيرِ، فإذا وعدَ الإنسانُ وعدًا ونَوى في قلبهِ الإخلافَ بهِ، فقَدِ اتّصفَ بصفاتِ المنافقينَ، أمّا إذا وعدَ ولَمْ يستطعِ الوفاءَ لعُذرٍ؛ فلا إثمَ عليهِ.
  • والوفاءُ بالوعدِ مِنْ صفاتِ الأنبياءِ عليهم السلام، قالَ تعالى مادحًا نبيهُ سيدَّنا إسماعيلَ عليه السلام: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا).
  • وقدْ مثّلَ سيّدُنا محمّدٌ صلى الله عليه وسلم قدوةً صالحةً للمؤمنينَ بِوفائِهِ بالوعدِ في كثيرٍ مِنَ المواقفِ، ومِنْ ذلكَ:
    • وفاؤُهُ صلى الله عليه وسلم بوعدِهِ للأنصارِ رضي الله عنهم حينَ وعدَهُمْ بعدَ فتحِ مكةَ بقولهِ: «أَوَلا ترضَونَ أَنْ يرجعَ النّاسُ بالغنائمِ إلى بيوتِهمْ، وترجعونَ برسولِ الله إلى بُيوتكُمْ؟»، فوفّى صلى الله عليه وسلم بوعدِهِ، ورجعَ مَعَ الأنصارِ إلى المدينةِ المنورةِ بعدَ فتحِ مكةَ المكرّمةِ.
    • وفاؤُهُ صلى الله عليه وسلم بوعدِهِ للمشركينَ حينَ اتفقَ معهُمْ في صُلحِ الحُدَيبِيَةِ عَلى أَنْ يَرُدَّ المسلمونَ مَنْ جاءَهُمْ مسلمًا مِنْ مكّةَ بَعْدَ الصلحِ، فَوفّى صلى الله عليه وسلم بوعدِهِ، وردَّ لَهُمْ أَبا بَصيرٍ رضي الله عنه حينَ جاءَهُمْ مسلمًا.
  • إنَّ الوفاءَ بالوعدِ مِنَ الصفاتِ الحسنةِ التي يجبُ على المؤمنينَ جميعًا التزامُها؛ امتثالًا لأمرِ الله تعالى، ومنعًا لإلحاقِ الضررِ بالآخَرينَ.

 

ثالثاً: خيانةُ الأمانةِ

  • الأمانةُ: هيَ كُلُّ حَقٍّ لَزِمَ أداؤُهُ وحفظُهُ مادّيًّا أَوْ معنويًّا.
  • خيانةُ الأمانةِ صفةٌ ذميمةٌ مِنْ صفاتِ المنافقينَ، نَهى اللهُ تعالى عنها، فقالَ سبحانَهُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
  • وقَدْ أمرَ اللهُ تعالى بأداءِ الأماناتِ، فقالَ سبحانَهُ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا).
  • وعَدَّ أداءَ الأمانةِ مِنْ صفاتِ المؤمنينَ المفلحينَ، فقالَ سبحانَهُ: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ).
  • ووعدَ الذينَ يُراعونَ أماناتِهِمْ بالجنةِ، فقالَ سبحانَهُ: (أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ).
  • ويشملُ أداءُ الأمانةِ ما يأتي:
    • أداءَ حقوقِ اللهِ تعالى ورسولِهِ صلى الله عليه وسلم؛ بالقيامِ بالطاعاتِ، واجتنابِ المعاصي.
    •  أداءَ حقوق العبادِ؛ برَدِّ الأماناتِ إلى أصحابِها، وحفظِ أسرارِهِمْ وعدمِ كَشفِها.
    • أمانةَ المسؤوليةِ، فقَدْ حذّرَ صلى الله عليه وسلم مِنْ تقصيرِ المسؤولِ في مسؤوليتِهِ، فقالَ: «إنّها أمانةٌ، وإنّها يومَ القيامةِ خِزيٌ وندامةٌ، إلّا مَنْ أخذَها بِحقِّها، وأدّى الّذي علَيهِ فيها».

 

أستزيد

النفاقُ نوعانِ، هُما:

  • النفاقُ الاعتقاديُّ:
    • وهوَ النفاقُ الأكبرُ الّذي يُظهِرُ صاحبُهُ الإسلامَ، ويُبطِنُ الكفرَ.
    • وهذا النوعُ يُرجُ صاحبَهُ مِنَ الدّينِ.
    •  ومِنْ أمثلتِهِ ما كانَ يفعلُهُ المنافقونَ في زمنِ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ كانوا يُظهرونَ الإيمانَ ويُبطنونَ الكفرَ.
  • النفاقُ العمليُّ:
    • وهوَ النفاقُ الأصغرُ.
    • ويرجعُ إلى اختلافِ ما يُبطِنُهُ الإنسانُ مِنْ سلوكاتٍ عمّا يُظهِرُهُ، مَعَ بقاءِ الإيمانِ في القلبِ.
    • وهذا لا يُخرِجُ صاحبَهُ مِنَ الدّينِ.
    • وقَدْ ذكرَ الحديثُ الشريفُ ثلاثةَ سلوكاتٍ تمثّلُ النفاقَ العمليَّ.

 

أَرْبِطُ مَعَ السيرة النبوية

  • يشتركُ اليهودُ مَعَ المنافقينَ في كثيرٍ مِنْ صفاتِهِمْ الَّتي يُعَدُّ الكَذبُ أبرزَها؛ فحينَ سألَهُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ عبدِالله بنِ سَلامٍ رضي الله عنه وكانَ يَهوديًّا فأسلمَ دونَ علمِهِمْ- فَقالوا: «أَعْلَمُنا وابنُ أَعْلَمِنا، وأَخْبَرُنا، وابْنُ أَخْبَرِنا ...» فخرجَ عبدُالله إليهِمْ، فقالَ: «أشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ، وأشهدُ أنَّ محمّدًا رسولُ الله». فقالوا: «شَرُّنا وابنُ شَرِّنا». ووقَعوا فيهِ».
  • تخلّفَ المنافقونَ عَنِ المشاركةِ في غزوةِ تبوكَ، واعتذروا إلى النّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذلكَ بأعذارٍ كاذبةٍ، فقَبِلَ صلى الله عليه وسلم اعتذارَهُمْ، ولَم يعاقبهُمْ، إلّا أنَّهُ أمرَ بمقاطعةِ ثلاثةٍ مِنَ المؤمنينَ اعترَفوا بخطئِهِمْ في التخلُّفِ عَنْ غزوةِ تبوكَ، وأنَّهُ لا عُذرَ لُهَمْ في ذلكَ، وبعدَ خمسينَ يومًا عَفا اللهُ تعالى عنهُمْ وقَبِلَ توبتهم.
  • رَأى سيّدُنا أبو بكرٍ الصّدّيقُ رضي الله عنه حنظلةَ بنَ أبي عامرٍ رضي الله عنه يبكي، فسألَهُ: «ما لكَ يا حنظلةُ؟» فقالَ: «نافَقَ حنظلةُ يا أبا بكرٍ، نكونُ عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يُذكّرُنا بالنّارِ والجنّةِ كأنّها رأيَ عَينٍ، فإذا رجَعْنا إلى الأزواجِ والضّيعة نَسينا كثيرًا». فقالَ أبو بكرٍ رضي الله عنه: «فوالله إنّا لكذلكَ، انطلِقْ بنِا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم». فأخبَرا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بِما يشعرانِ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ تدومونَ على الحالِ الّتي تقومونَ بِها مِنْ عِندي، لصافحَتْكُمُ الملائكةُ في مجالسِكُمْ، وفي طُرُقِكُمْ، وعَلى فُرُشِكُمْ، ولكنْ يا حنظلةُ، ساعةً وساعةً»
    • رأيَ عَينٍ: كأنَّنا نَراها بأعيُنِنا.
    • ساعةً وساعةً: أيْ إنَّهُمْ غيرُ مطالَبينَ بالبقاءِ على الحالِ التي يقومونَ بِها مِنْ عندِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بصورةٍ دائمةٍ.