مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

طريق الحج الشامي وأثره في الأردن

تاريخ الأردن - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

طريق الحج الشامي وأثره في الأردن

 

كان لقافلة الحج الشامي الأثر الأكبر في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الأردن، فكانت تنطلق من دمشق إلى الرمثا، ثم إلى الفدين (المفرق)، وتتجه القافلة بعد ذلك إلى الضليل الواقعة بين الزرقاء والمفرق، ومنها إلى الزرقاء حيث يقام سوق يحتوي على السلع المختلفة التي تجلب من مدن دمشق وقراها، إذ يتم التبادل التجاري في هذه المحطات، فكان التجار من مدينة عجلون يحضرون السلع إلى مدينة الزرقاء للمتاجرة بها، وأحيانًا تمر قافلة الحج بالأزرق قبل توجهها نحو الزرقاء لوجود الماء فيها، فقد قيل:

 

قلت وقد جئنا إلى منزل                            الزرقاء والحرم له يرزق

لا ترجعي يا نوق عن مكة                            فقد سقيناك من الأزرق

ثم تنطلق  قافلة الحج من الزرقاء إلى زيزياء، وفيها  أسواق تجارية وبركة لسقي الحجاج  حيث يقيم الحاج فيها يوما ، أما تجار عمان فيخرجون للمتاجرة مع الحجاج، ثم يتجه الركب إلى القطراني (القطرانة)، وفيها بركة ماء وخان، وحولها يوجد التجار الذين يقدمون للمسافرين ما يحتاجونه من أطعمة وأشربة، وما تحتاجه دوابهم من أعلاف مثل الشعير والتين  وقد يتجه الحجاج إلى اللجون وفيها ماء جار، ثم يقصدون الكرك، وفيها يقيمون أربعة أيام، يقام في أثنائها سوق لهم  .ثم  تذهب القافلة بعد ذلك إلى وادي الحسا بين الكرك ومعان، فيرد الحجاج ماءها ، ومنها يرحلون نحو معان؛ للتزود بالمياه والطعام، ويقام لهم سوف يحتوي العديد من البضائع والسلع سواء للحجاج أو رواحلهم، فيغتنم أهالي المنطقة الفرصة للتجارة.

وفي معان ينقسم طريق الحج إلى اتجاهين:

1-  الأول نحو عقبة الصوان، ثم نحو ذات حج، ثم إلى تبوك، فالعلا إلى أن ينتهي إلى المدينة المنورة، ثم مكة.

2-  ثاني من معان إلى أيلة، ويلتقي مع قافلة الحج المصري، ثم نحو المدينة فمكة، وفي العقبة

(أيلة) تمام سوق تداري بقصده التجار من سائر المناطق الشامية الملك والريح، وقد وصفه الحريري في كتابه الدرر بقوله: وينصب  سوق  كبيرة فيه من البضائع  والفواكه ما لا يوجد في غيره، إنه مكان مقصود تأتي إلى السلع في الشام، وتقام فيه الأسواق العظيمة  والمتشبعة التي لا توجد في أمهات  الأقاليم وكبار المدن  في النهاية الأقاليم وكبار المدن وهذا  يدل على أهمية السوق وتنوع  سلعه

كان طريق الحج الشامي جزءا من الطرق التجارية النشطة بين  بلاد الشام وجنوب شبه الجزيرة العربية (اليمن)، وقد كان هذا الطريق أغنى طرق التجارة  وأهمها على الإطلاق ، إذ كانت العوامل التجارية تحمل بضائع الصين والهند وإفريقية، وهي سلع ضرورية لا توجد في كل الأقاليم.

من أهم محطات الحج محطة زيزا (زيرياء، الجيزة)، حيث يقام فيها سوق تجاري كبير في

موسم الحج، يتزود منه الحجاج بما يحتاجونه، ولم يقتصر هذا السوق على خدمة الحجاج وحدهم، بل كانت القبائل تحصل على حاجاتها من السلع عن طريق المقايضة بمنتجاتها من الغلال والأجبان والبسط والماشية وغير ذلك، وكان السوق يقام في ساحة واسعة حتى تتسع للأعداد الكبيرة من الجمال، ولذا اهتم المماليك ببناء الخانات، ومنها: خان قياد (ضبعة)، وخان الزبيب، وخان الحسا، وخان القطرانة. أما محطة أيلة( العقبة)، فيقصد سوقها الحجاج القادمون عبر بلاد الشام والقادمون عبر قافلة الحج المصري، فتلتقي القافلتان للتوجه نحو الحجاز.

كان موسم الحج مناسبة دينية واقتصادية وثقافية، إذ يلتقي المسلمون على اختلافهم في القوافل، فيتعارفون على عادات بعضهم وأحوالهم الاقتصادية وعلومهم. ومن آثار مرور قافلة الحج الشامي بالأراضي الأردنية :

1- شعور الحجاج بالأمان والطمأنينة من مخاطر الطريق، إذ كانت تحرس القافلة قوة عسكرية.

2- متاجرة الحاج بما حمل من بلاده من سلع مع غيره من الحجاج، أو استبداله ببعض سلعه سلعا يحتاجها الحجاج الآخرون.

3-  توفر طرق المواصلات مما أدى إلى تطور التجارة وازدهار الأسواق .

4- تحول مراكز طريق الحج ومحطاته بعد ذلك إلى مدن.

5- إقامة الاستراحات على طول طريق الحج، وقد استفاد منها أبناء القبائل المقيمة على الطريق

بتقديم خدمات الدلالة وتأجير دوابهم لنقل الحجاج.

6- الاحتكاك والاتصال بين سكان المنطقة والحجاج القادمين من البلاد الإسلامية المختلفة.