مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

شعر الثورة العربية الكبرى

القضايا الأدبية - الصف التوجيهي أدبي

شعر الثورة العربية الكبرى

متى انطلقت الثورة العربية الكبرى؟ ومن قائدها؟ وما سبب انطلاقها؟

انطلقت الثورة العربية الكبرى عام (1916م)

بقيادة الشّريف الحسين بن علي

استجابة طبيعيّة لظاهرة التّحدي التي فرضتها السيطرة العثمانيّة على الوطن العربي، وقد بلغ هذا التّحدي أوجَه حين حاول العثمانيون تغريب العرب عن ثقافتهم وحضارتهم وتراثهم وتتريك لغتهم.

أبرز الشعراء الذين ظهروا في هذه المرحلة: فؤاد الخطيب، وجميل العظم، وإلياس فرحات، ومحمد العدناني، ومحمد مهدي الجواهري، وغيرهم.

ومن موضوعات شعر الثورة العربيّة الكبرى:

١- الاعتزاز بالقوميّة العربيّة، فالشعوب العربية تجمعها عوامل مشتركة من لغة وثقافة وتاريخ، وقد دعا الشعراء إلى الاعتزاز بهذه القومية العربية، وفي ذلك يقول الشاعر جميل العظم:

لَقدْ دَالت الأيام وانقلَب الـدَّهر           فقلْ لِبَني جَنْكيزَ قــــدْ قُضِيَ الأمرُ

وَقدْ عادَ أمرُ المسلميـنَ لأهْـلِـهِ         وهـل أهْــلُـهُ إلا كـــــــــــنـانةُ والـنَّـضْــرُ

أولئـك قومي بَـــــارَك اللهُ فِيِهــمُ         أُباهي الورى فَخْرا بهم وَلِيَ الفَخرُ

جنكيز خان مؤسس الدولة المغولية وإمبراطورها، كان قائدا عسكريا شديد البأس سفّاكا للدماء، سيطر على قبائل المغول والترك والسلاجقة وغيرهم، (ت 624 هـ).

٢- الاستياء من سياسة العثمانيين، ووصفُ ظلمهميقول الشاعر الفلسطيني محمد العدناني:

ظَنَّ العِدى أنَّنا نَعْنو لِظلمـِهم          ولا نُـــحِــــــــسُّ بِما لِلنِّيــرِ من ألــمِ

وَأَنَّ بَسْمَتَنَا فيهـا رِضًــــــى بـهـمُ         وما تَــحَــلَّــــوا بهِ مِنْ رائِعِ الشِّيـــمِ

وما دروا أَنَّ بَرْقَ المُزْنِ يَــــتْـــبَعُهُ         بعدَ ابتسامَتِهِ، قصفٌ مِنَ الرُّجم

نعنو: نخضع. النِّيرُ: الخشبة المعترضة فوق عنقي الثورين المقرونين لجرِّ المحراث أو غيره، والمقصود هنا الاحتلال.

الرُّجم: الشهب، وهي ما يظهر في السماء كأنها نجوم تتساقط.

ويصف جميل الزَّهاوي إعدام جمال باشا السفاح أحرار العرب، فيقول:

على كُلِّ عـــــــــــــودٍ صاحِبٌ وخَـليــلُ     وفـــي كُـــــــــــــــلِّ بيــتٍ رَنَّــةٌ وعـويـلُ

كأنَّ وجوهَ القــومِ فَوْقَ جذوِعهم      نجــومُ سماءٍ فــي الصَّبـاحِ أفولُ

3- مدح الشريف الحسين بن علي وأبنائه، وتأكيد أحقيَّتهم في المُلْك.

صدح العديد من الشعراء وهتفوا مهلِّلين للثورة وقائدها بقصائد من عيون الشّعر القومي، وكان من أبرزهم الشيخ فؤاد الخطيب الذي ألقى قصيدته المشهورة (تحيّة النهضة) بين يدي الشريف الحسين بعد إعلان الثورة مباشرةً، فكانت سببًا في منحه لقب شاعر الثورة العربية الكبرى، وشاعر النهضة العربية، ومنها:

حَيِّ الشَّريفَ وحَــــــيِّ البَيْتَ والحَرَما      وانهضْ فمثلُكَ يرْعى العَهدَ والذِّمما

يا صاحِبَ الـهمَّة الشَّمّـاءِ أَنتَ لها       إن كانَ غَـــيْــرُكَ يْرضى الأَيْنَ والسَّأمــا

إيـهٍ بـــنـــي العَــــرَبِ الأحْــــرارِ إنَّ لَـكُــمْ       فــــــــجــرا أطَـلَّ علـى الأكــوانِ مُبْتَسِما

يا بْنَ الــنَّـبِـيِّ وَأَنْـــــتَ الــــيـوم وِارُِثُـهمْ       قــــدْ عـــادَ مُــــتَّصــلًا مـــا كان مُنْفَصِما

الأين: التعب. السأم: الملل والضجر.

ويمجّد الشاعر الجزائريّ عبد الله بافقيه الأمير عبد الله الأول بن الحسين، فيقول:

أَيــا مَنْ لِلَعَلاءِ سعــى وَجَـــدّا       ومَــــــــــــنْ ســادَ الأَنامَ أبًا وَجَـــــدّا

فَدَيْتُكَ فارِِسَ الهَيْجا بروحي      وَمِــثْـــــــلُكَ فــي البريةِ مَنْ يُفَــــدّا

إلـى عَـــلْــــــيـاكَ (عَبْدَ الله) إنِّــي      نَظمْتُ مِنَ المَدائِحِ فيكَ عِقْدا

شَرُفْتُ بِمَدْحِكَ السَّاميِ لِأَنّي     رَقِــــيــــتُ عُـلًا وَنِلْـتُ بذاكَ مَجْــدا

وفي مبايعة الشريف الحسين بن علي وتأكيد أحقيَّته في الملك يقول الشاعر اللبناني مصطفى الغلاييني:

يا أيُّها المَلِكُ الميْمــونُ طالِعُهُ        أنْتَ الإمامُ بِحَقِّ الشَّرْعِ لا الغَلَـبِ

لَــــكَ الخِلَافَةُ، ما فـيَ أمْرِها رَيْبٌ       رَغْمَ العَدُوِّ وَرَغْمَ الأَحْمَقِ الشَّغـبِ

أبا الملوكِ إليْكَ العُــرْبُ ناظـرةٌ       بِطَرْفِ وَلْهانَ صَبِّ القَلْبِ مُلْتَهِبِ

فَامْدُدْ نُبايِعْكَ يا بْنَ الأكرمينَ يدًا     تفيضُ خيرًا علـى الإسلام والعَـرَبِ

الشِّغب: الكثير الشغب، يعني من يحاول تهييج الشر وإثارة الفتن والاضطراب.

 

4- وصف تجاوب الأمّة العربية مع الثّورة.

تجاوبت الأمة العربية مع الثورة من شتّى الأقطار لما أملوه في الوحدة والتحرر، وهي ليست مقصورة على قطر دون آخر، فشارك فيها من كل حدب وصوب الكبير والصغير بعزيمة وبسالة كبيرتين في سبيل التحرر والقضاء على الطغيان، يقول الشاعر فؤاد الخطيب واصفا تحرّك الجيوش العربية:

لِمَنِ المضارِبُ في ظلال الوادي       رَيّا الـرِّحـاب تَغَــصُّ بالــوُرّاد؟

اللُه أكــــبــــــر تـــــــــلـــــكَ أُمّـةُ يَعْـــرُبٍ       نَفَرَتْ مِــنَ الأغْوِارِ والأنجــادِ

طَـوتِ الــمرِاحِلَ والأَسِنَّـةُ شُـــرَّعٌ       والبيضُ مُتْلَعَـةٌ مِنَ الأغْمــادِ

ومشتْ تدكُّ البغيَ، مِشْيَةَ واثقٍ      بـــــالله، والــــتّــاريــخ، والأَجــــداد

عَـرَبٌ تطوّع كَـهْــلُهُــم وغلامهــمْ       للِـــمَـــــــوت غيـر مسخَّـــرٍ بِقِيـاد

وثبَتْ بِهـــم فــي نقعِ كلِّ كريهــــةٍ       هِـــمَـــمُ الـغُـــزاةِ وعِفَّـــةُ الزُّهادِ

الأسنة: الرماح. البيض متلعة: السيوف مخرجة من أغمادها.

نقع الكريهة: الغبار الذي يتصاعد حين اشتداد الحرب.

٥- رثاء الشريف الحسين بن علي.

كان لوفاة الشريف الحسين بن علي صدًى كبيرٌ في وجدان الشعراء في شتى بقاع العالم العربي لما له من مكانة دينية وقومية. يقول أحمد شوقي:

لَكَ فـــي الأرْضِ والسماءِ مآتِـمْ      قـــــــــامَ فيها أبــــو الملائكِ هاشــــــمْ

يـــا أبــــــا العِلْيَةِ البَهاليلِ سـَـــــــلْ      آباءَك الزُّهْرَ هَلْ من الموت عاصمْ؟

تِلْكَ بــغدادُ فــي الدّموِعِ وعمـــــا      نُ وَراءَ السَّــــــــواد والــــــــــــشّامُ واجِـمْ

واشْتَــرَكْنَـــا فَمِصْرُ عَبْرى ولُبْـنـــا      نُ سَـــكــــوبُ العُيــــونِ باكي الحَمائـمْ

٦- التّغنِّي بذكرى الثّورة العربيَّة الكبرى.

تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية سنويا بذكرى الثورة العربية الكبرى، وقد كان للعام (2016م) سمة تميزه عن الأعوام الأخرى؛ إذ احتفلت المملكة بمرور مئة عام على انطلاقة الثورة العربية الكبرى، وفي هذه المناسبة نظم الشاعر حيدر محمود قصيدة بعنوان (سيد الشهداء)، ومنها:

والشّريـفُ الحسينُ يسرقُ شمسا       فـي عيـونِ الأْبناء والأَحْــــــفـاد

هي أمُّ الــــــــــرايات، أَعـطــت، وتعـطي       كـل حـــرٍّ شــــهـــادة الـــــــمـيلاِد

وعلى خـــفـــقهـا استفاقـت شعـوبٌ        مـن ظـلامِ القيوِد، والأَصفاد

جَمْرُها وحْــــده الــذي يـــــــــوقِــدُ الجَمْــــ         ـر وكلُّ النيـرانِ مَحْض رماد

 

الخصائص الفنيّة لشعر الثورة العربيّة الكبرى

١- يستخدم النبرة الخطابيّة والتعبير المباشر عن المعاني، مثل قول فؤاد الخطيب:

يا بْن النَّبي وأنت اليْوم وارثهم          قد عادَ متَّسلا ما كان منفسما

وقول الشاعر اللبناني مصطفى الغلاييني:

يا أيُّها المَلِكُ المَيْمــونُ طالِعه      أنت الإمام بحقِّ الشرِع لا الغلب

٢- يتصف بسمو العاطفة وحرارتها من خلال الاعتزاز بالقومية العربية ووصف الظلم الذي وقع على الشعوب العربية والتطلع إلى التحرر.

٣- يلتزم عمود الشعر العربي.