الفكرة الرئيسة
- تَعْرِضُ سورَةُ الزَّلْزَلَةِ أَحْداثًا مِنْ يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَتُؤَكِّدُ أَنَّ الْإنْسانَ سَيُحاسَبُ عَلى أَعْمالِهِ جَميعِها، صَغيرِها وَكَبيرِها، وَخَيْرِها وَشَرِّها.
- والإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان الستة.
- يُحَدِّدُ مَصيرَ النّاسِ يَوْمَ الْقِيامَةِ عمله، يقول تعالى: ﴿فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 19]، ويقول تَعالى: (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [المجادلة: 15]
إِضاءَةٌ |
|
سورَةُ الزَّلْزَلَةِ: سورَةٌ مَدَنِيَّةٌ، عَدَدُ آياتِها (8) آياتٍ. |
|
الْمُفْرَداتُ وَالتَّراكيبُ |
أَفْهَمُ وَأَحْفَظُ |
|
زُلْزِلَتِ: حُرِّكَتْ تَحْريكًا عَنيفًا. |
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) |
|
أَثْقَالَهَا: كُلَّ ما في داخِلِها. |
|
|
تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا: تُخْبِرُ بِما عُمِلَ عَلَيْها. |
|
|
أَوْحَى لَهَا: أَمَرَها. |
|
|
يَصْدُرُ: يَخْرُجُ. |
|
|
أَشْتَاتًا: مُتَفَرِّقينَ. |
|
|
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ: مِقْدارًا صَغيرًا. |
الْمَوْضوعاتُ الرَّئيسَةُ لِلآْياتِ الْكَريمَةِ
أَوَّلًا: مِنْ أَحْداثِ يَوْمِ الْقِيامَةِ
تُبَيِّنُ الْآياتُ الْكَريمَةُ بَعْضَ أَحْداثِ يَوْمِ الْقِيامَةِ:
- حَيْثُ تَهْتَزُّ الْأَرْضُ وَتَتَحَرَّكُ حَرَكَةً شَديدَةً، قالَ تَعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾.
- ثُمَّ تُخْرِجُ كُلَّ ما في داخِلِها مِنْ مَعادِنَ وَصُخورٍ وَغَيْرِها.
- ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ تَعالى النّاسَ مِنْ قُبورِهِمْ لِلْحِسابِ، قالَ تَعالى: (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾،
- وَيَتَساءَلُ الْإنْسانُ يَوْمَ الْقِيامَةِ في دَهْشَةٍ وَخَوْفٍ: ماذا حَدَثَ مِنْ حَوْلي؟ وَما الَّذي جَرى حَتّى تَضْطَرِبَ الْأَرْضُ وَتَهْتَزُّ؟ قالَ تَعالى: ﴿وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا﴾، فَيَأْتيهِ الْجَوابُ:
- بِأَنَّ اللهَ تَعالى هُوَ مَنْ أَمَرَ الْأَرْضَ أَنْ تَتَحَرَّكَ وَتَهْتَزَّ مِنْ أَجْلِ بِدايَةِ الْحَشْرِ وَالْحِسابِ،
- وَأَنَّها سَتَشْهَدُ بِما فَعلَ النّاسُ فيها مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، قالَ تَعالى: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾.
ثانيًا: حِسابُ النّاسِ عَلى أَعْمالِهِمْ
- تُبَيِّنُ الْآياتُ الْكَريمَةُ حالَ النّاسِ يَوْمَ الْقِيامَةِ حينَ يَخْرُجونَ مِنْ قُبورِهِمْ لِلْعَرْضِ وَالْحِسابِ،
- إِذْ يَخْرُجونَ جَماعاتٍ مُتَفَرِّقَةً لِيُرِيَهُمُ اللهُ تَعالى نَتيجَةَ أَعْمالِهِمْ، قالَ تَعالى: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾
- فَمَنْ يَعْمَلِ الْأَعْمالَ الصّالِحَةَ سَيُجْزى بِها وَإِنْ كانَتْ صَغيرَةً، بِمِقْدارِ ذَرَّةٍ لا تُرى بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ، وَسَيَجِدُها مَكْتوبَةً في صَحيفَةِ أَعْمالِهِ، قالَ تَعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾.
- وَكَذلِكَ مَنْ يَعْمَلِ الْأَعْمالَ السَّيِّئَةَ سَيُعاقَبُ عَلَيْها وَإِنْ كانَتْ صَغيرَةً، وَسَيَجِدُها مَكْتوبَةً في صَحيفَةِ أَعْمالِهِ، قالَ تَعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾.
- وَلِذلِكَ قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْروفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقى أَخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ" [رَواه مُسْلم]
- تَحْقِرَنَّ: تُقَلِّلَنَّ مِنْ قيمَتِهِ.
- بِوَجْهٍ طَلْقٍ: ضاحِكٍ مُسْتَبْشِرٍ.
- وَكانَ سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُشَجِّعُ النّاسَ عَلى الصَّدَقَةِ وَلَوْ كانَتْ قَليلَةً فَيَقولُ: "اتَّقوا النّارَ وَلَوْ بشِقِّ تَمْرَة، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبكَلمَةٍ طَيِّبَةٍ " [رَواهُ الْبُخارِيُّ وَمُسْلِمٌ[
أستزيد
- حَثَّ اللهُ تَعالى الْإنْسانَ عَلى عَمَلِ الْخَيْرِ وَلَوْ كانَ قَليلًا، وَاجْتِنابِ فِعْلِ الشَّرِّ وَلَوْ كانَ صَغيرًا، فَقالَ تَعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)﴾،
- وَقدْ نَزَلَتْ هاتانِ الْآيَتانِ في رَجُلَيْنِ:
- كانَ أَحَدُهُما يَرى أَنَّهُ لا يُؤْجَرُ عَلى الشَّيْءِ الْقَليلِ، فَإِذا أَتاهُ مِسْكينٌ يَخْجَلُ وَيَسْتَقِلُّ أَنْ يُعْطِيَهُ شَيْئًا قَليلًا، وَيَقولُ: ما هذا بِشَيْءٍ، وَإِنَّما نُؤْجَرُ عَلى ما نُعْطي وَنَحْنُ نُحِبُّهُ.
- وَكانَ الْآخَرُ يَتَهاوَنُ بِالذَّنْبِ الْيَسيرِ، وَيَقولُ: لَيْسَ عَلَيَّ مِنْ هذا شَيْءٌ، إِنَّما أَوْعَدَ اللهُ بِالنّارِ عَلى الْأَمورِ الْكَبيرَةِ.
أَرْبِطُ مَعَ الْعُلومِ
- تَتَكَوَّنُ الْمادَّةُ مِنْ جُسَيْماتٍ مُتَناهِيَةٍ في الصِّغَرِ لا يُمْكِنُ رُؤْيَتُها بِالْمِجْهَرِ الضَّوْئِيِّ الْمُرَكَّبِ؛ تُسَمّى الذَّرّاتِ.
- الذَّرَّةُ هِيَ أَصْغَرُ جُزْءٍ مِنَ الْعُنْصُرِ تُكْسِبُهُ خَصائِصَهُ الَّتي تُمَيِّزُهُ عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الْعَناصِرِ.
- وَتَتَكَوَّنُ مِنْ ثَلاثَةِ أَنْواعٍ مِنَ الْجُسَيْماتِ، هِيَ: الْبُروتوناتُ، وَالنُّيوتْروناتُ، وَالْإلِكْتُروناتُ.