مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

سورة الغاشية

التربية الإسلامية - الصف العاشر

الفكرة الرئيسة:

بيّنَ القرآنُ الكريمُ أحوالَ النّاسِ يومَ القيامةِ، وما ينالُ الكافرينَ منَ العذابِ، وما يلقاهُ المؤمنونَ الأتقياءُ من السعادةِ والهناءِ. ودعا إلى التَّأَمُّلِ في مظاهرِ الخلقِ والكونِ، والتّذكيرِ بحسابِ الآخرةِ.

 

التّعريفُ بسورةِ الغاشيةِ

  • سورةُ الغاشيةِ مكيّةٌ.
  • وعددُ آياتها 26 آية.
  • ويُستحبُّ قراءةُ هذه السُّورةِ الكريمةِ في الرّكعةِ الثّانيةِ من صلاتيِ الجمعةِ والعيدِ.

 

المفردات و التراكيب

أتلو و أطبق

الْغَاشِيَةِ: يومُ القيامة.

خَاشِعَةٌ: ذليلةٌ.

نَاصِبَةٌ: مُتعَبةٌ.

آنِيَةٍ: شديدةُ الحرارة.

ضَرِيعٍ: شوكٌ.

نَاعِمَةٌ: مُبتَهِجةٌ مُنعّمةٌ.

عَالِيَةٍ: مُرتفعةُ.

لَاغِيَةً: الكلامُ الباطلُ.

مَوْضُوعَةٌ: مُهيّأةٌ للشُّرب.

وَنَمَارِقُ:  وسائدٌ مرصوصٌ بعضها إلى بعض.

وَزَرَابِيُّ: بُسُط.

سُطِحَتْ: بُسِطَت.

إِيَابَهُمْ: رجوعُهم.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) ُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18)  وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أستنيرُ  

موضوعاتُ السُّورةِ الكريمةِ

أحوالُ النّاسِ يومَ القيامةِ - الآياتُ الكريمةُ (1 - 16)

الدلائلُ عل قدرةِ الله تعالى - الآياتُ الكريمةُ (17 - 20)

منهجُ الدّعوةِ إلى الله تعالى - الآياتُ الكريمةُ (21 - 26)

 

أولًا: أحوالُ النّاسِ يومَ القيامةِ

﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)

 

ابتدأت السّورةُ الكريمةُ بالحديثِ عن أحداثِ يومِ القيامة. وقد سُمّيتْ هذهِ السّورةُ الكريمةُ بالغاشيةِ؛ لتدُلَّ على الأهوالِ والشّدائدِ التي تقعُ في ذلك اليوم على الكافرينَ والمجرمينَ، حين يُجازَى الخلقُ على ما قدّموا في حياتهم، فيظهرُ ذلك في وجوهِهم؛ فالوجهُ أشرفُ أعضاءِ الإنسان، كما أنّه يُنبِئ عمّا يجدهُ صاحبُه من شقاوةٍ أو نعيمٍ.

 

والنّاسُ يومَ القيامةِ فريقانِ:

أ. أَهلُ النّارِ: فهؤلاءِ وجُوهُهم ذليلةٌ، مُتعَبَةٌ مِنَ العذاب، يذوقونَ عذابَ نارٍ شديدةِ التوهُّجِ، ويشربونَ مِنْ ماءٍ شديدِ الحرارةِ، لا يَروي ظمأهم، وطعامُهم فيها غيرُ مُستساغٍ، ولا يَسدُّ جوعَهم.

 

ب. أَهلُ الجنّةِ: ترى النّعمةَ والرّضا والسُّرور على وجوهِهم لما وجدوهُ مِنَ النّعيمِ نتيجةَ أعمالِهم الصالحةِ في الحياةِ الدُّنيا.

 

ثانيًا: الدلائلُ على قدرةِ الله تعالى

﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)

 

دعت الآيات الكريمة  إلى النّظرِ والتأمّلِ في كيفيّةِ خلقِ الله تعالى للمخلوقاتِ، ودلائلِ وحدانيّتهِ سبحانهَ، ومن دلائلِ الإبداعِ والإتقانِ والعظمة ما يأتي:

أ. خلقُ الإبلِ: فهيَ سفينةُ الصَحراءِ التي تتحمّلُ مشقّةَ السَّفرِ والأحمالَ والجوعَ والعطشَ، وهِيَ مِنْ أوفرِ الأنعامِ لحمًا ولبنًا ووبرًا.

ب. إتقانُ خلقِ السَّماءِ وما فيها من النُّجومِ والكواكبِ الكثيرةِ.

ج. خلقُ الجبالِ، فجذورها مغروسةٌ في الأرض لتعملَ على تثبيِتها؛ كالأوتادِ التي تُثبّتُ الخيمةَ.

د. بسطُ الأرضِ وتمهيدُها ليَسهُلَ العيشُ عليها والسَّيرُ فيها.

 

 

أتأَمَّلُ وأَستنبطُ

أمرَ الله تعالى بالتّفكُّرِ والنّظر في هذا الكونِ؛ لنستدلَّ على وجودهِ عزَّ وجلَّ، فعنْ طريقِ التفكُّر في خلقِ اللهِ تعالى للإبلِ؛ أستنبِطُ السّمات الخَلقِيّةَ التي أودعَها الله تعالى في الإبل حتى تتكيّفَ مع بيئةِ الصّحراءِ:

  • سِمةُ الشَّفتينِ: فهي عريضة و مشقوقة لتساعد الإبل على تناول الأشواك.  
  • سِمةُ السَّنامِ: تكتل كمية كبيرة من الدهون في منطقة السنام يحُول دون انتشار حرارة الشمس إلى داخل الجسم.
  • سِمةُ الخُفّ: مكون من نسيج دهني سميك يعين الجمل على السير فوق الرمال الناعمة.

 

صورةٌ مشرقةٌ

حَرِصَ العُلماءُ المُسلمونَ على التّفكرِ في آياتِ الكونِ، فها هو القاضي شريحٌ رحمهُ الله يقولُ يومًا لجلسائهِ: (اخرُجوا بِنا حتّى ننظُرَ إلى الإبلِ كيف خُلِقتْ، وإلى السّماءِ كيفَ رُفِعتْ).

 

ثالثًا: منهجُ الدعوِةِ إلى الله تعالى

﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)

 

خُتِمت السُّورة الكريمةُ ببيانِ منهجِ الدّعوةِ إلى الله تعالى:

  • وجوبُ تذكير النّاس وتبليغِهمْ، وهي الغايةُ من إرسالِ الرُّسُل عليهم السلام.
  •  عدمُ الإكراه على الاعتقاد بالدينِ؛ فمهمّةُ الدّاعيةِ تتمثلُ في الإرشادِ، ولَيسَ له أنْ يُكره النّاسَ على الهدايةِ.
  •  إنذارُ مَن أعرضَ عن الحقّ وكفرَ به بالعذابِ الأليمِ يومَ القيامةِ، فرجوعُ الخلق إلى الله سبحانهُ وتعالى يومَ القيامةِ واقعٌ لا محالةَ، فيحاسبُهم الله تعالى على ما قدّموا في حياتِهم الدُّنيا.

 

قف

هناك خطأٌ يقعُ فيه بعضُ من يقرأُ الآيتينِ الكريمتينِ:

قالَ تعالى: ﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾.

وذلكَ عندَ نُطقِ كلمةِ (إنّ)؛ حيثُ يُطيلُ في الغُنّةِ ويَزيدُ معها ألفًا، فتصبح: (إنّا).

ولذلكَ ينبغي للقارئ أن لا يُشبِعَ الفتحةَ فتصبحَ ألفًا.

شاخصة قف

 

فقرة أستزيدُ

الفاصلةُ القرآنيّةُ: هي الحرفُ الأخيرُ من الآيات القرآنيّة في كُلّ سورةٍ من سُورِ القرآن الكريمِ.

وجاءتِ الفاصلةُ القرآنيّةُ في الآيات الكريمةِ التي تتحدّثُ عن أحوالِ النّاس يومَ القيامةِ، بحرف الهاءِ التي كانت تاءً مربوطةً في الأصلِ؛ لأنّ الهاءَ حرفٌ خفيٌّ، فتناسبَ هذا الحرفُ مع الحديثِ عن يَومِ القيامةِ الذي أخفاهُ الله عزّ وجلّ عن الخلقِ.

 

أربط مع العلوم

أشارت الدِراساتُ الجيولوجيةُ إلى أنّ الجبالَ تغطي مساحة 24 % تقريبًا من سطحِ اليابسة.