التَّعلُّمُ القَبليُّ
التّفكّر في خلق الله تعالى عبادة تقرّبنا إليه، وتزيدنا إيمانًا به سبحانه وتعالى ويقينًا أنّه خالق الكون بهذا الشكلّ البديع، كما أنّ التّفكّر يفتح الآفاق أمام الإنسان لاكتشاف السّنن الكونيّة في خلق السّماوات والأرض.
|
|
الآيات الكريمة (21 - 24) من سورة الروم |
المفردات والتراكيب |
|
بسم الله الرحمن الرحيم وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) |
|
الفَهمُ والتَّحليلُ
حثّ القرآن الكريم الإنسان على التّأمّل والنّظر في آيات الله تعالى في الكون، وقد ذكرت الآيات القرآنيّة الكريمة عددًا من هذه الآيات والمظاهر الدالّة على قدرته وبديع صنعه سبحانه وتعالى.
أوَّلاً: الزّواج سَكينة ورحمة: الآية (21)
- بيّنت الآية الكريمة أن الزواج آية على كمال قدرة الله عز وجل.
- ثمَّ بيّنت الآية الكريمة أنّ الحكمة من كون الزّوجين من أصل واحد تحقيق السكن ، وأنهم يرجعون إلى آدم عليه السلام.
- وضّحت الآية الكريمة أنّ من لوازم الزّوجيّة تحقّق المحبّة وحصول الانسجام والتّفاهم بين الزّوجينِ، وفي هذا إشارة إلى طبيعة العلاقة الّتي يجب أن تربط بين الزّوجينِ وأعضاء الأسرة كافّةً، وهي المودّة والرّحمة والمحبّة.
- واختتمت الآية الكريمة بالدّعوة إلى التّفكّر في الحكمة من الزّواج؛ إذ فيه استمرار بقاء الإنسان واستمرار نسله، قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
ثانياً: خلق السّماوات والأرض وتنوّع البشر : الآية (22)
- أكّدت الآية الكريمة أنّ خَلْق السّماوات وارتفاعها بغير عمد، وخَلْق الأرض مع اتّساعها وامتدادها من آيات الله تعالى الدالّة على عظمته.
- كما بيّنت الآية قدرة الله تعالى في اختلاف لغات النّاس وتباين طباعهم وألوانهم؛ فمنهم الأبيض والأصفر والأسود والأحمر.
- ثمّ ختمت الآية بقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾، أي أنّ في خلق السماوات والأرض، واختلاف الألوان واللغات عبرةً لكلّ ذي علم وبصيرة؛ ليدرك الحكمة من هذا الخلق وهذا الاختلاف.
ثالثًا: نعمة النّوم: الآية (23)
- ومن آيات الله تعالى الدالّة على عظيم خلقه نعمة النّوم بالليل والنهار؛ إذ في النّوم تحصل الرّاحة ويذهب التّعب.
- وفي قوله تعالى: ﴿وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) دعوة إلى السعي في طلب الرّزق.
- وختمت الآيات بقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ لبيان أنّ التّوجيهات الواردة في الآيات الكريمة لا يعقلها إلاّ من يسمع ويتدبّر.
رابعًا: نعمة الغيث: الآية (24 )
- أخبرت الآيات الكريمة أنّ من دلائل قدرة الله تعالى تَشَكُّلُ ظاهرة البرق ورؤية النّاس له، فيخافون من الصواعق والضّوء الّذي قد يحدث من البرق، وفي الوقت نفسه يطمعون في الغيث.
- ثمّ ينزّل الله تعالى من السّحاب غيثًا فيحيي به الأرض بعد جَدْبها وجفافها، وفي هذا دليل على كمال قدرة الله تعالى وعظيم حكمته وإحسانه.
- وجاء ختام الآية الكريمة بقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾؛ أي أنّ كلّ الشواهد السابقة من إنزال الماء وإحياء الأرض، آيات ودلائل يفهمها أصحاب العقول السّليمة.
الإِثراءُ والتَّوسُعُ
- أثبتت الدّراسات العلميّة أنّ النّوم له أثر كبير على صحّة الإنسان؛ فهو ضروريّ لتنشيط الدّماغ بشكلٍ عامّ والذّاكرة بشكل خاصّ؛ فالدّماغ يتعب أثناء الصّحو من تراكم المعلومات فيصبح أقلّ كفاءةً ويحتاج إلى شيء من الرّاحة لتنشيطه.
- كما أنّ قلّة النّوم تؤدّي إلى عدم استقرار الحالة النّفسيّة ممّا يؤدّي إلى حدوث اضطرابات لدى الإنسان قليل النّوم، إضافة إلى أمراض جسديّة تصاحب قلّة النّوم كالضّغط، والسُّكريّ، وأمراض الأوعية القلبيّة، والسُّمنة، وسرعة ظهور علامات الشّيخوخة.