مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

سورة الحج: الآيات الكريمة ( 5- 7)

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان الّتي لا يصحّ الإيمان دونها، ومن مقدّمات اليوم الآخر الموت الّذي هو أوّل مراحل الآخرة، قال تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾  [الأعراف:34[،ومن أحداث اليوم الآخر أيضًا البعث بعد الموت.

أتَوقَّف

  • سورة الحجّ مدنيّةٌ.
  • عدد آياتها (78) آيةً.
  •  اشتملت على كثيرٍ من الأحكام، منها:
    • شعائر الحجّ.
    • والإِذن بالجهاد والقتال في سبيل الله.
    • وبعض مسائل العقيدة وأمور الغيب كقيام الساعة والبعث بعد الموت.

 

أَفهمُ وأَحفظُ

المفردات والتراكيب

الآيات الكريمة(5-7)

  • رَيْبٍ: شك.
  • عَلَقَةٍ: قطعة من الدم الجامد.
  • مُضْغَةٍ: قِطْعَة لحم بقدرِ ما يُمْضَغ.
  • أَرْذَلِ الْعُمُرِ: آخره في حالِ الكِبَِر  والعَجْزٍ.
  • هَامِدَةً: يابسة جافة لا نبات فيها.
  • اهْتَزَّتْ: تحرّكت بالنبات. وَرَبَتْ: ارتفعت بنمو نباتها.
  • بَهِيجٍ: باعِثٌ عَلى السُّرورِ بِحُسْنِهِ ونضَارَتهِ.ِ

 (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

  • جاءت الآيات الكريمة بخطاب عامّ لمنكري البعث والإحياء يوم القيامة، من خلال تذكيرهم بقدرة الله على خلقهم أوّل مرّة من تراب، ثمّ بيّنت مراحل خلق الإنسان في رحم الأم إلى ولادته وحتّى وفاته.
  • البعث: هو عودة الحياة للأموات يوم القيامة، وذلك بعد النّفخة الثّانية في البوق.

 

أولاً من أدلّة البعث

ردّت الآيات الكريمة على منكري البعث من خلال:

  • بيان قدرة الله تعالى على إعادة إحياء المخلوقات، كما كانت قدرته على خلقهم أوّل مرّة.
  • دعوة النّاس للتّفكر في مراحل خلقهم ومراحل حياتهم.
  • النّظر في دورة حياة النباتات.

 وفيما يلي بيان ذلك:

أ . بيان أصل خلق الإنسان:

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ)

  • بيّنت الآية الكريمة أنّ أصل خلق الإنسان من تراب، فقدرة الله تعالى على خلق الإنسان من تراب أوّل مرّة دليل على قدرته تعالى على إعادة إحيائه وبعثه بعد الموت يوم القيامة.
  • يؤكّد العلم الحديث أن جميع العناصر التي يتركّب منها جسم الإنسان موجودة في التراب مثل الحديد، المغنيسيوم، والبوتاسيوم.

 

ب. أطوار خلق الإنسان:

  • بيّنت الآيات أطوار خلق   الإنسان بدءًا من النُّطْفة الّتي جاءت نتيجة اختلاط ماء الرجل بماء المرأة، وصولاً إلى الطَّور الثّاني وهو العلقة والّتي هي قطعة دم جامدة، ثمّ إلى المضغة الّتي وصفها الله تعالى بأنّها قد تكون مكتملة الخلق مصوّرة تصويرًا تامًّا أو غير مكتملة الخلق والتصوير، فالله الّذي خلق الإنسان في هذه الأطوار قادر على بعثه بعد الموت.
  • تحدّث القرآن الكريم منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام عن مراحل خلق الله تعالى للإنسان بوصف دقيق، لم يعرفه العلم الحديث إلا في بداية القرن العشرين عند اكتشاف المجهر الإلكترونيّ والكروموسومات.

 

ج. مراحل حياة الإنسان:

  • بينت الآيات الكريمة مراحل حياة الإنسان منذ ولادته ومروره بمرحلة الطفولة ومرحلة الشباب والقوة وإدراك الأشياء.
  •  ثمّ بيّنت الآيات الكريمة أنّ من النّاس من يموت في مُقتبَل عمره، ومنهم من يُعمَّرُ حتّى يُرَدَّ إلى أرذل العمر، قال تعالى:  (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا)، فالله الّذي جعل حياة الإنسان تمرُّ بهذه المراحل قادر على إحيائه وبعثه بعد الموت.

 

د . قدرة الله تعالى على إحياء الأرض بالمطر:

  • تبيّن لنا الآيات الكريمة أنّ الأرض الميَْتة الّتي لا حياة فيها ولا زرع، حينما ينزل عليها الماء تعود لها الحياة، وتنبت فيها نباتات مختلفة اللّون والطعم والشّكل، وفي هذا دليل آخر يبيّن قدرة الله عزّ وجلّ على البعث بعد الموت.

 

ثانياً تحقّق البعث والحساب

  • بعد أن ذكرت الآيات الكريمة أمثلة على قدرة الله عزّ وجلّ على الخلق والإحياء، ختمت بتأكيد هذه الحقيقة، قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى).
  • ثمّ أكّدت الآيات الكريمة أنّ يوم القيامة له وَقتٌ محدّد معلوم عند الله عزّ وجلّ، قال تعالى: (وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا)، وهذا اليوم لا يعلم وقتَهُ إلا اللهُ تعالى كما قال تعالى: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا) ]الأحزاب: ٦٣[.
  • وفي ذلك اليوم يبعث الله عزّ وجلّ النّاس من قبورهم للحساب قال تعالى: (وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ).

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

تترتّب العديد من الآثار والثّمرات على الإيمان بالبعث، منها:

  • استقامة سلوك الإنسان في الحياة الدّنيا، وملازمة ما يحبّه الله تعالى ويرضاه، وذلك بامتثال أمره تعالى واجتناب نهيه طمعًا بالأجر والثواب وحُسن العاقبة، والالتزام بالأخلاق الحسنة، والقيام بالواجبات والعبادات على الوجه المطلوب.
  • الحَذَر من المعاصي وما يُبغضه الله تعالى، والحرص على تجنّب ما حذّر منه خوفًا من العقاب والعذاب.
  • بعْث الطّمأنينة في نفس المؤمن، وإعانته على الصّبر على ما يُصيبه في حياته الدنيا من فَوات نعمة أو حدوث مصيبة، فلا يجزع من تأخُّر رزقه، ولا يحزن على ما مضى منه، ولا يقلق على ما هو آتٍ منه.