مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

سورة الجاثية الآيات الكريمة ( 23 – 27)

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

خلق الله تعالى الإنسان بفطرة سليمة، لكنّ بعض الناس انحرف عنها واتّبع أهواءه، فأرسل الله سبحانه الرّسل لهداية الناس إلى الصراط المستقيم، إلاّ أنّ كثيرًا من الناس أنكروا وجود الخالق سبحانه أو أشركوا معه غيره، وكثيرًا منهم كذّبوا باليوم الآخر، وهذا ما تناولته الآيات في سورة الجاثية.

 

أَفهمُ وأَحفظُ

  • سورة الجاثية مكيّة.
  • عدد آياتها 37 آية.
  •  من السّور التي تبدأ بـ (حم).
  • سمّيت بهذا الاسم لورود لفظ (جاثية) في قوله تعالى: ﴿وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً﴾، وتعني الجلوس على الرّكبتين على هيئة الخاضع الذّليل الخائف انتظارًا لحكم الله يوم القيامة.

معاني المفردات والتراكيب

الآيات الكريمة (23-27) من سورة الجاثية

  • اتَّخَذَ إِلَهَهُ: اتبع شهواته
  • وَخَتَمَ: أغلق.
  • غِشَاوَةً: غطاء.
  • الدَّهْرُ: الزمن.
  • يَظُنُّونَ: يتوهّمون.
  • الْمُبْطِلُونَ: أهل الباطل.

يقول الله تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27)

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

يؤمن أهل الباطل بمعتقدات مُنحرفة، فجاءت الآيات الكريمة تبيّن بعضًا منها وتردّ عليها وتبيّن خطأها.

أولاً معتقدات أهل الباطل

أ. الاحتكام إلى هوى النّفس/ (الآية 23):

  • فهم لا يقيسون أعمالهم بميزان الشّرع، بل يخالفون ما يأمرهم به الله تعالى، ويتبعون ما تدفعهم إليه أهواؤهم وشهواتهم، قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ فأنزلوا أهواءهم منزلة الإله، فوقعوا بسبب هذا في ضلال بعيد.
  • ولم يستخدموا ما أعطاهم الله تعالى من أدوات العلم؛ كالسّمع والبصر والعقل، في الوصول إلى الهداية فَحُرِموا التّوفيق، قال تعالى: ﴿وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ﴾.
  • وختمت الآية الكريمة بقوله تعالى: ﴿أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾؛ للدّعوة إلى اليقظة والحذر من اتباع الهوى، فمن تذكّر تيّقظ وتنبّه وعاد إلى التزام أوامر الله تعالى وطاعته.

 

ب. إنكار وجود الله تعالى وإنكارُ اليوم الآخر/ (الآيتان 24-25):

  •  أنكر فريق من أهل الباطل وجود الله تعالى وقدرته على البعث، ونسبوا ما يحدث في الكون من إحياء وإماتة إلى مرور الأيّام والسّنوات ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا﴾.
  • - وأنكروا وجود اليوم الآخر الذي يبعث الله فيه الناس ويحاسبهم على أعمالهم وأحوالهم في الدّنيا، يقول تعالى: ﴿وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ﴾.
  • وكلّ هذا الإنكار والادّعاء ناتج عن جهل وتوهّم، وليس مبنيًّا على قاعدة علميّة يقينيّة قائمة على البحث والتّثبّت، قال تعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾.
  • وقد بلغ من شدّة عناد أهل الباطل إنكارهم لليوم الآخر واستبعادهم للبعث، أن اقترحوا عودة آبائهم وأجدادهم الذين ماتوا سابقًا إلى الحياة ليخبروهم بحقيقة وجود الله وحقيقة الآخرة حتّى يصدّقوا بذلك ويؤمنوا بآيات الله التي تتلى عليهم، قال تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.
  • وفي وصف الآيات بقوله ﴿بَيِّنَاتٍ﴾ إشارة إلى شدّة وضوحها ودلالتها على صدق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم الحاجة إلى ما طلبوه من أمور ليستجيبوا له ويؤمنوا بما جاء به.

 

ثانياً الردّ على معتقدات أهل الباطل

أ. بيان بطلان معتقدات أهل الباطل/ (الآية 26):

  • بينت الآيات بطلان معتقدات أهل الباطل من نسبة الموت والحياة إلى الدّهر، وإنكار وجود اليوم الآخرِ من خلال: تذكيرهم بواقع نشأتهم:
    • حيث خلقهم الله تعالى وأوجدهم في هذه الحياة من العدم، قال تعالى:﴿قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ﴾.
    • فمَنْ خلقهم أول مرة من العدم لا يعجز عن إعادة إحيائهم مرّة أخرى.
  • ولكن اقتضت سُنَّةُ الله تعالى أن يكون ذلك في موعد محدّد هو يوم القيامة، قال تعالى:﴿ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾.
  • ومجيء الفعل المضارع في الآية الكريمة ﴿اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ﴾ دلالة على الحدوث المستمرّ؛ فهم يرون هذا الإحياء وهذه الإماتة بشكل متجدّد في كلّ يوم من حياتهم ، ومع ذلك لا يتّعظون ولا يتوصّلون بذلك إلى الإيمان بالله عزَّ وجلّ وقدرته على البعث.

 

ب.إثبات أن الملك المطلق هو لله سبحانه/ (الآية 27):

  • قال تعالى:﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، فمن له هذا الملك الواسع المطلق قادر على كل شيء، وهو القادر على بعثهم يوم القيامة ومحاسبتهم على أعمالهم في الدّنيا.
  • ولكنّ جهلهم وضلالهم أخفى عنهم هذه الحقيقة الواضحة، وسيرى أهل الباطل من المشركين ومنكري الخالق سبحانه يوم تقوم السّاعة صِدْقَ ما أُخبرِوا به، ويومئذ تكون الخسارة العظيمة التي تصيبهم قال تعالى:﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ﴾ وهي الخسارة الحقيقيّة للذين أَمعَنوا في باطلهم ولم يستفيدوا ممّا وهبهم الله تعالى من أدوات العلم والمعرفة التي توصلهم إليه.
  • ولم تُحدِّد الآية الكريمة ماهيّة الخسارة؛ لتشمل كل أنواع الخسارات.

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

  • لم يكن العرب قديمًا على دين واحد، فكان منهم:
    • الوثنيون الذين عبدوا الأصنام.
    •  الحنفاء الذين آمنوا بوجود إله واحد ورفضوا عبادة الأصنام.
    • وكان منهم مَنْ أنكر وجود الإله ونسبوا كل ما يحدث إلى الدّهر، وادّعوا بأنّه الذي يتحكّم في بحركة الكون.
      • وهؤلاء أطلق العلماء عليهم اسم (الدّهريّة أو الدّهريين) وهو اسم مشتقّ من الدّهر، وكانوا ينكرون البعث والحشر.
      • ويشبههم بهذا في العصر الحديث الملحدون الذين ينكرون وجود الخالق سبحانه، ويدّعون أنّ الكون خلق نفسه.