مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

سورة الإسراءِ (18-25)

التربية الإسلامية - الصف التاسع

 

 

الْفِكْرَةُ الرئيسة

تبيّنُ الآيات الكريمة أنَّ الناس في الحياة الدنيا فريقانِ:

  • فريقٌ يسعى للدنيا.
  • وفريقٌ يسعى للآخرة.

وترشد إلى أنَّ بر الوالدين من أعظم أسباب دخول الجنة.

 

إضاءةٌ

برُّ الوالدين: هو الإحسان إليهما، وطاعتُهُما بالمعروف، وإظهارُ الحبّ والاحترامِ لهما، ومساعدتُهما في كلّ ما يحتاجان إليه؛ تقربًا إلى الله تعالى.

 

أفهم وأحفظ

بسم الله الرحمن الرحيم

(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25()

 

المفردات والتراكيب

العاجِلَةَ: الدنيا.

مَذْمُومًا: منبوذًا.

مدْحُورًا: مطرودًا من رحمةِ اللهِ تعالى.

محظورًا: ممنوعًا.

فَتَقْعُدَ: فتمكُثَ.

مخذولًا: مهزومًا.

قَضَى: حَكمَ.

أُفٍّ: كلمةٌ تدلُّ على التَّضَجُرِ.

جَنَاحَ الذُّل: كنايةً عن التواضع.

لِلْأَوَّابِينَ: للتائبين.

 

 

أستنيرُ

 

أولًا: تفاوتُ الناس في السعي للدنيا والآخرة

  • تُوجّهُ الآياتُ الكريمةُ الإنسانَ إلى التوازن في السعي للدنيا والآخرة.
  • فيعملُ للدنيا ولا ينسى الآخرة.
  • ويعملُ للآخرةِ ولا ينسى الدنيا.

وهذا هو المنهجُ الذي ينبغي للإنسان أن يلتزمَهُ في حياتِهِ.

وتُبيّنُ الآيات الكريمة أنَّ الناس في سعيهم للدنيا والآخرة صنفان:

  •  الصنف الأول: منْ يجعلُ الدنيا أكبرَ همِّه، ويعملُ لها منْ دون التفاتٍ إلى الآخرة؛ فيقصُرُ جهدَهُ وعملَهُ على تحصيل ملذّات الدنيا وشهواتِها.
  •  وإنْ كان ذلك في معصية الله تعالى، أو بتضييع أوامرِهِ.
  • وبهذا يُعَجَّلُ ما كُتِبَ له من المكاسب والأرزاق حسب مشيئة الله تعالى وحكمتِهِ، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ).
  • ثمَّ يجعلُ الله تعالى جزاءَهُ الطردَ منْ رحمتِهِ؛ فيدخلُ جهنم منبوذًا فيها، قال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ).
  • الصنفُ الثاني: من يجعلُ الآخرةَ أكبرَ همِّهِ، فيعملُ لها ما استطاعَ من الطاعات، وهو مؤمنٌ بالله تعالى، ومصدِّقٌ بما أعدَّهُ له من الجزاءِ العظيم فيها.
  • فيدفعُهُ ذلك إلى اتباع أوامر الله تعالى.
  • واجتناب نواهيه.
  • وإتقان العمل في الحياة الدنيا.
  • فيكون بذلك من عباد الرحمن المشكورين على طاعتهم.
  • المُثابين على أعمالهم، قال تعالى: (وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا).
  • إِلَّا أَنَّ مجرّد الرغبة في الآخرة لا يكفي، بل لا بدَّ من الإيمان والعمل، فالإرادةُ والسعيُ متلازمان للفوز في الآخرة.
  •  وتُبيّنُ الآياتُ الكريمةُ أيضًا أنَّ رِزقَ الله تعالى لا يرتبطُ بالإيمان أو الكفر.
  • إنّما يرزقُ اللهُ تعالى الناس كلَّهُم عطاءٌ منه سبحانه، وتفضُّلًا عليهم، قال تعالى: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا).
  • ثمَّ تُبيّنُ الآياتُ الكريمة أنَّ الناس متفاوتون في عطاءِ الدنيا؛ بِسَعةِ الأرزاقِ وقلَّتِها، وغيرها من الأمور التي فضَّل الله تعالى بها العبادَ بعضَهُم على بعض.
  • وما ذاك إلّا لحكمةٍ يريدُها سبحانَه، قال تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ).
  • أمّا في الآخرة فيقعُ التفاضلُ بين الناس بالدرجات والنعيم، قال تعالى: (وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا).
  • وهو ما يجبُ على الإنسان أن يسعى لتحقيقه.

ثانيًا: التحذيرُ من الشرك بالله تعالى

  • تُحذّرُ الآيات الكريمةُ من الشرك بالله تعالى، والانشغالِ بما يصرفُ الإنسان عن عبادتِهِ وتوحيده سبحانَهُ؛ فكلُّ مَنْ يجعلُ مع الله شريكًا سينالُ الخذلان والشقاءَ في الدنيا، والذلَّ والهوان في الآخرة.
  • فلا يملكُ أحدٌ لهُ نفعًا ولا ضَرًّا، ولنْ يخلّصهُ أحدٌ من عذابِ الله تعالى يوم القيامة، قال تعالى: (لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا).

 

ثالثًا: الإحسانُ إلى الوالدين

  • تربطُ الآياتُ الكريمة بين عبادةِ الله تعالى وحدَهُ وبينَ البرِّ بالوالدين في قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًالتؤكّدَ وجوب طاعتِهِما والإحسان إليهما، والنهيَ عن كلِّ ما يؤذيهما ولو بكلمةٍ صغيرة.
  •  وتشيرُ الآيات الكريمة إلى وجوب رعاية الأولادِ والديهمْ وكفالتِهمْ عندَ الكِبَرِ، قال تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا).
  • وقد جاءَ التعبيرُ القرآنيُّ بلفظِ: (عِنْدَكَ)؛ ليدلَّ على أنَّ الأصلَ هو أنْ يعيشَ الوالدانِ في كَنَفِ أولادِهِم عند الكِبَرِ؛ لأنَّهُم في هذه السِّنِّ أحوجُ إلى البِرِّ والقيام بحقوقِهِما بما يوفّرُ الأُنسَ والراحةَ والطمأنينةَ لهما.
  •  وترشدُ الآية الكريمة الأولادَ إلى رعاية والديهِمْ والقيام بحقوقِهِم من دون تَضَجُّرٍ أو تأفُّفٍ، وأن يُقبلوا على ذلك بقلبٍ منشرحٍ وقولٍ لَيِّنٍ لطيفٍ، قال تعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
  • وتوجِّهُهُم إلى التواضع للوالدين، وقد شبَّهت ذلك في قوله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ)،  بالطائرِ الذي يضمُّ جناحيه على فراخِهِ حمايةً لها وتربية.
  • فعلى الولدِ أن يكفلَ والديه بأنْ يضمَّهُما إلى نفسه كما فعلا ذلك به صغيرًا.
  • ويوجّهُ سبحانه الأولاد إلى الدعاءِ للوالدين بالرحمة، فأثمنُ ما يقدّمُهُ الولدُ لوالديهِ الدعاءُ لهما في حياتِهما، وبعدَ مماتِهما، قال تعالى: (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).

رابعًا: سَعةُ علم الله تعالى

  • تُبيّنُ الآية الكريمة أنَّ الله تعالى وحدَهُ الذي يعلمُ ما في النفوس من خيرٍ أو شرٍّ، قال تعالى: (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ).
  • ولنْ يُضيعَ اللهُ تعالى خيرًا نواهُ الإنسانُ إنْ كان مقصِدُهُ مرضاةَ الله تعالى، فإنَّهُ سبحانَهُ غفورٌ للتائبين، قال تعالى: (إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا).

 

أستَزيدُ

  • منْ سُنَنِ الله تعالى في الكون أنْ جعل للتقدّمِ والتأخّرِ في مختلف المجالات العلمية والحضارية أسبابًا، مَنْ أخذ بها تقدّم وإنْ كان كافرًا، ومَنْ أهملها تأخّر وإن كان مؤمنًا.
  • وحينَ فَقِهَ المسلمون هذا المعنى، تقدّموا في كثيرٍ من المجالات العلمية والحضارية، ومنْ ثَمَّ خدموا الإسلام والإنسانية جمعاء.
  • فجمعوا بين عمارة الحياة الدنيا والسعي للآخرة، قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).

 

أربطُ  مع القانونِ

  •  أكّدَ الإسلامُ وجوبَ الإنفاقِ على الوالدين وخدمتِهِما، وقضاء حوائجِهِما، وتحقيقِ رغباتهما، وتلبية طلباتهما بِقَدْرِ الاستطاعة، من دون تأفُّفٍ أو تَضَجُّرٍ.
  • وقد نصَّ قانون الأحوال الشخصية الأردنيُّ على وجوب إنفاقِ الولد الموسِرِ ( ذكرًا كان أو أنثى) على والديه الفقيرين، ولو كانا قادرين على الكسب.

 

أسمو بقيمي

  1. أبرُّ بوالديَّ، وأتلطّفُ في الحديثِ معهُما.
  2. أتَّبعُ أوامر الله سبحانه وتعالى ولا أعصيه.
  3. أؤمن بالله تعالى ولا أشرك به.