مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

سورة آل عمران الآيات الكريمة ( 169- 174)

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • سبب غزوة أحد: في السّنة الثّالثة للهجرة اجتمع مشركو قريش لمحاربة المسلمين والانتقام لهزيمتهم في بدر.
  • مكان الغزوة: في منطقة جبل أحد، وهو سلسلة جبال كبيرة قرب المدينة المنوّرة، ومنها جزء يسمّى جبل الرّماة.
  • موقف النّبيّ صلى الله عليه وسلم: خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم مع مئات من الصحابة الكرام والتقى مع المشركين في أُحُد.
  • خطة النبي صلى الله عليه وسلم للغزوة: أمر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسين من الرّماة بقيادة عبد الله بن جُبَيْر رضي الله عنه بالوقوف على جبل الرّماة لحماية ظهر المسلمين، وطلب منهم ألاّ يتركوا مواقعهم مهما كانت نتيجة المعركة.
  • أحداث الغزوة وسبب انقلاب النتائج لصالح المشركين:
    • كانت الغلبة للمسلمين، وانهزم جيش المشركين في البداية، ظنّ الرّماة أنّ المعركة قد انتهت فنزل كثير منهم عن الجبل.
    • فطن المشركون لذلك والتفّوا على المسلمين، وأصابوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتلوا سبعين من الصحابة الكرام.
  • من الصور المشرقة في غزوة أحد: أنه سارع الصحابة الكرام للدّفاع عن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنيل الشهادة، وبرز ذلك في صور كثيرة، فقد روى البخاريّ أنّه لمّا نزل الرّماة عن الجبل وانهزم المسلمون قال أنس بن النَّضْر رضي الله عنه: "اللهم إنّي أعتذر إليك ممّا صنع هؤلاء -يعني المسلمين- وأبرأُ إليكَ ممّا صنع هؤلاء -يعني المشركين-، ثم تقدّم، فلقيه سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال: أين يا أبا عمر؟ فقال أنس رضي الله عنه: "واهًا لريح الجنّة يا سعد؛ إنّي أجده دون أُحُد. ثم مضى فقاتل القوم حتّى قُتلَِ، فما عُرِفَ حتّى عرفته أخته ببِنانهِ، وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم» [رواه البخاري].

 

أَفهمُ وأَحفظُ

معاني المفردات والتراكيب

الآيات الكريمة (169- 174)

  • وَلَا تَحْسَبَنَّ: لا تظنّن.
  • الْقَرْحُ: الجراح.
  • حَسْبُنَا اللَّهُ: يكفينا الله ناصرًا ومعينًا.
  • فَانْقَلَبُوا: رجعوا.

(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174))

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

تناولت الآيات الكريمة جانبًا ممّا حصل يوم أحد، وبيّنت ما فعله الصحابة ذلك اليوم، والدروس والعبر التي يجب أن نستفيدها من ذلك الحدث.

أولاً: فضائل الشّهداء (الآيات 169-171)

  • أصاب المسلمين همٌّ شديدٌ وحزنٌ كبيرٌ لما وقع بهم في أحد من أحداث تتمثل بـ:
    • استشهاد عدد كبير من الصحابة.
    • إصابة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • فأنزل الله - سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)؛ تسلية لهم وتثبيتًا لقلوبهم.
  • أشارت الآيات الكريمة إلى بعض ما أعدّ الله تعالى للشهداء من جزاء يبيّن فضلهم ومنزلتهم عند الله عزَّ وجلَّ، فبيّنت أنهم:
    • أحياء عند الله تعالى حياة خاصّة لا تشبه حياتهم في الدنيا.
    • أنّ الله تعالى أعدّ لهم الكثير من النعيم الذي يملؤهم فرحًا وسعادة، قال تعالى: (فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).
    • مطمئنين لعاقبة مَنْ سيلحق بهم في درب الشّهادة، قال تعالى: (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
  • فكان ذلك تخفيفًا من حزن المسلمين، وتوجيهًا لهم لسلوك طريق الشهداء دون خوف على ما عندهم من الأبناء والأزواج، ودون حزن على ما تركوه من متاع الدنيا، فإنّ الله سبحانه قد أعدّ لهم النعيم الدائم الذي لا يزول.
  • جاء التعبير بقوله تعالى: (عِنْدَ رَبِّهِمْ)، زيادة تكريم للشهيد، فهم في قرب من الله تعالى، وتقديمه على قوله: ﴿يُرْزَقُونَ﴾ إشارة إلى أنّ جِوارَ الله تعالى أعظم رزق.

 

ثانياً: طاعة الله ورسوله والثّقة بنصر الله (الآيتان 172-173)

  • لمّا رجع المسلمون من أُحُد وصلهم خبر بأنّ المشركين يتجهّزون لمهاجمة المدينة المنورّة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالخروج لملاقاتهم، ليَعلَم المشركون بأنّ المسلمين ما زالوا أقوياء، فاستجاب المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم رغم ما بهم من الجراح، قال تعالى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ).
  • وصل النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى منطقة (حمراء الأسد)، وهي منطقة تقع على بعد اثني عشر كيلو مترًا جنوب المدينة المنوّرة، وأقام فيها ثلاثة أيّام، فلمّا سمع المشركون خبر خروج النّبيّ صلى الله عليه وسلم خافوا من لقائه ورجعوا إلى مكّة.
  • أثنى الله تعالى على المسلمين؛ لاستجابتهم لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعدهم بالأجر العظيم في قوله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ).
  • وقد مدحهم الله تعالى كذلك في قوله: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ)؛ لأنّ الشائعات لم تؤثّر فيهم باجتماع المشركين وعزمهم على استئصال المسلمين، فلجأوا إلى ربهم سبحانه وازدادوا ثقة بنصره، قال تعالى: (فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

 

ثالثاً: جزاء الطّاعة والثّبات (الآية 174)

  • بيّنت خاتمة الآيات الكريمة جزاء طاعة المؤمنين لله تعالى، واستجابتهم لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثقتهم بنصر الله سبحانه حين قالوا: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، فألقى الله الرّعب في قلوب المشركين وتركوا ما عزموا عليه من مهاجمة المسلمين وأكملوا طريقهم إلى مكّة، ورجع المسلمون من حمراء الأسد إلى المدينة دون قتال لم يصبهم أذى، وعفا الله عنهم بسبب قيامهم بما يرضِي الله تعالى من الأقوال والأفعال. قال تعالى: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ).

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

  • ذكرت السّنّة النّبويّة الشّيفة جملة من فضائل الشّهداء ومكانتهم عند الله تعالى، ومن ذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «للشَّهيدِ عندَ الله ستُّ خصالٍ يُغفَرُ لَهُ في أوَّلِ دَفعةٍ من دمِهِ، ويَرى مَقعدَهُ منَ الجنَّةِ، ويُجارُ من عذابِ القبرِ، ويأمنُ منَ الفزعِ الأَكْبرِ، ويُحلّى حُلَّةَ الإيمانِ، ويزوَّجُ منَ الحورِ العينِ، ويُشفَّعُ في سبعينَ إنسانًا من أقاربهِ»ِ [رواه ابن ماجه].
  • لقد قدّم الأردن الكثير من الشهداء الذين دافعوا عن المقدسات بكل شجاعة واستشهد العديد منهم دفاعًا عن المسجد الأقصى المبارك، وبذلوا الكثير من التضحيات في سبيل الدفاع عن تراب الوطن في معركة الكرامة.
  • وتعتني القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي بأسر الشهداء وتوفر لهم مقاعد دراسية في الجامعات والرعاية الصحية وفرص العمل وتقدم لهم الهدايا والدعم المالي في المناسبات والأعياد المختلفة.