مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

سورةُ النّساءِ: الآيتانِ الكريمتانِ (58-59)

التربية الإسلامية - الصف العاشر

الفكرة الرئيسة:

أكّدَ القرآنُ الكريمُ على مجموعةٍ من المبادئِ الشَّرعيّةِ العامّةِ التي تُسهم في بناءِ المجتمعِ على أُسسٍ سليمةٍ مثلَ أداءِ الأمانةِ، والعدلِ، وطاعةِ اللهِ، وطاعةِ رسولِهِ صلى الله عليه وسلم، وأُولي الأمِر.

 

 

 

 

 

 


 

أتهيأُ وأستكشفُ

وصَفَ جعفرُ بنُ أَبي طالبٍ حالَ العربِ قبلَ الإسلامِ فقالَ: «كُنّا قومًا أهل جاهلية، نعبدُ الأصنامَ، ونسيءُ الجوارَ، ويأكلُ القويُّ منا الضَّعيفَ، حتى بعثَ اللهُ إلينا رسولً منّا، نعرفُ نسبَه وصدقَه وأمانتَهُ، فدعانا إلى اللهِ لنوحِّدَه ونعبدَه، ونتركَ ما كُنّا نعبدُ مِنَ الحجارةِ والأوثانِ، وأمرَنا بصدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وحُسنِ الجوارِ، والكفِّ عَنِ المحارمِ والدماءِ، ونهانا عَنْ قولِ الزورِ، فَصدّقناهُ وآمنَّا بهِ، واتّبعناهُ على ما جاءَ بهِ مِنَ اللهِ تعالى » [رواه ابن خزيمة في صحيحه[.

1) أَستنتِجُ أهميةَ الإيمانِ في نشرِ القيمِ الفاضلةِ والأخلاقِ في المجتمعِ.

  • الإيمان يدعو إلى مكارم الأخلاق كالصدق و أداء الامانة والنهي عن قول الزور، وهذا يؤدي إلى بناء مجتمع قوي متحاب ومترابط. 

2) أَستخرِجُ من النَّصِّ ما يدلُّ على طاعةِ اللهِ تعالى وطاعةِ رسولِهِ صلى الله عليه وسلم .

  • قول جعفرُ بنُ أَبي طالبٍ  رضي الله عنه " واتّبعناهُ على ما جاءَ بهِ مِنَ اللهِ تعالى"

 

التعريف بسورة النّساء

  • سورةُ النّساءِ مدنيةٌ، وعددُ آياتها (176).
  • اهتمّت السُّورةُ الكريمةُ بتنظيمِ العلاقاتِ بينَ أفرادِ المجتمعِ.

المفردات و التراكيب

أفهم  أحفظ

نِعِمَّا: عبارةُ مدحٍ، (نِعمَ مَا).

يَعِظُكُم بِهِ: يُذكّركُم به ويرشدُكم إليه.

تَنَازَعْتُمْ: اختلفتُم.

فَرُدُّوهُ: فأرجِعوهُ.

تَأْوِيلاً: مرجِعًا.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)).

 

موضوعاتُ الآيتين الكريمتين:

دعتِ الآيتانِ الكريمتانِ إلى المحافظةِ على القيمِ الفاضلةِ التي تحفظُ حقوقَ الإنسانِ وتساعدُ في بناءِ المجتمعاتِ على أُسُسٍ سَليمةٍ، ومن هذه القيم:

1) أداءُ الأمانةِ.

2) العدلُ بينَ الناسِ.

3) طاعةُ اللهِ تعالى وطاعةُ رَسولِهِ صلى الله عليه وسلم وأولي الأمرِ.

4) ردُّ الخلافِ إلى كتابِ اللهِ وسنّةِ رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

أولًا: أداءُ الأمانةِ

  • تدعو الآيةُ الكريمةُ إلى وجوبِ أَداءِ الأمانةِ، قالَ تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا".
  • للأَمانةِ صُورٌ عِدّةٌ منها:
    • الأَمانةُ مع اللهِ تعالى ورسولهِ صلى الله عليه وسلم: وذلك بمراعاةِ حقِّ الله تعالى في أمرهِ ونهيهِ، وتوقيرِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم ، والامتثالِ لما أمرَ به، واجتناب ما نهى عنه، ومحبَّةِ آلِ بيتهِ الكرامِ.
    • الأَمانةُ مع النفسِ: باختيارِ الأنفعِ لها في الدينِ والدُنيا، مثلَ الحرصِ على صحّةِ البدنِ والعقلِ؛ والابتعادِ عمّا يسببُ لها الضررَ؛ مثلَ المُسْكِراتِ، والمخدِّراتِ، والتدخينِ، وغيرِها.
    • الأَمانةُ مع النّاسِ: بأن يقومَ المرءُ بما يُكلَّفُ بهِ مِنْ أَعمالٍ بدقةٍ وإِتقانٍ، ويتجنّبَ الغِشَّ في المعاملاتِ، وأن يحفظَ حقوقَ الناسِ؛ مثلَ ردِّ الودائعِ وحفظِ الأسرارِ.
  • حذّرَ الإسلامُ من التفريطِ بالأمانةِ، وعدَّ ذلكَ مِن صفاتِ المنافقينَ؛ فلقدْ قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ" [متفق عليه].

 

أُطبِّقُ تَعَلُّمي

أُبيِّنُ صُوَرَ الأمَانةِ في النّصوصِ الشّرعيّةِ الآتيةِ:

 

النُّصوصِ الشَّرعيَّةُ

الأَمانةُ معَ اللهِ تَعَالى وَرَسولهِ صلى الله عليه و سلم

الأَمانةُ معَ النفسِ

الأَمانةُ معَ الناسِ

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَدّ الأَمانةَ إلى مَنْ ائتمنَك، ولا تَخُنْ مَنْ خانَك" [رواه الترمذي]

 

 

قال تعالى: "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" (الاحزاب :72)

 

 

 

 

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا[رواه البخاري]

 

 

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا حدَّث الرَجلُ بالحديثِ ثُمّ الْتَفَتَ فهِيَ أمانةٌ " [رواه أبو داود].

(الْتَفَتَ: نظرُ مخافةَ أن يسمعهُ أحدٌ آخرَ إشعارًا بأَنَّ هذا الأَمرَ أَمانةٌ أَو سِّرٌ).

 

 

 

ثانيًا: العدلُ بينَ النّاسِ

  • دعا القرآنُ الكريمُ إلى تحقيقِ مبدأِ العدلِ بينَ الناس جميعًا، دونَ تمييزٍ بينَهُم في الديانةِ أو اللَّونِ أو العرقِ، قالَ تعالى: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ﴾،
  • والعدلُ واجبٌ على كُلِّ صاحبِ مسؤوليةٍ في المجتمعِ؛ فالحاكمُ مُطالَبٌ بالعدلِ بينَ رعيّتهِ، والأبُ مُطالَبٌ بالعدلِ بينَ أبنائهِ، والمعلّمُ يعدِلُ بينَ طُلّبهِ، وصاحبُ العملِ بينَ عُمّلهِ.
  • ختمِت الآيِة الكريمةِ رقم (58) بقولِهِ تعالى: "إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا":
    • دَلالة  على أن الله سميع وبصير  يرى ويسمع وسيحاسب من يخون الامانة ومن لا يحكم بالعدل بين الناس.

 

ثالثاً: طاعةُ الله تعالى وطاعةُ رسولهِ صلى الله عليه وسلم وأُولي الأمرِ

  • دعا القرآنُ الكريمُ في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ) إلى:
    • وجوبِ طاعةِ الله تعالى باتّباعِ أوامرِ القرآنِ الكريمِ، واجتنابِ نواهيهِ.
    • وجوب طاعةِ سيِّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم باتّباعِ سنّتهِ والتَّخلُّقِ بأخلاقِهِ صلى الله عليه وسلم.
    • كما حَثَّ القرآنُ الكريمُ على وجوبِ طاعةِ أُولي الأمرِ، وتنفيذِ أوامِرِهمْ في غيرِ معصيةٍ للهِ عزَّ وجلَّ؛ إِذْ بمخالفتِهم تعمُّ الفوضى وينتشرُ الفسادُ.

 

رابعاً: الرُّجوعُ إلى كتابِ اللهِ وسنّةِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم

  • من مستلزماتِ الإيمانِ باللهِ: التسليمُ والقبولُ بما أمرَ الله تعالى ورسولُه صلى الله عليه وسلم في مختلفِ القضايا والمسائلِ.
  • يكون ذلك بالرُّجوعِ إلى القرآنِ الكريمِ والسنّةِ الشريفةِ؛ فهما المرجعُ عندَ الاختلافِ والتنازعِ، قال تعالى: "فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً"

 

أُبدي رَأيي

1) أَنقدُ الدَّعوةَ إلى الاكتفاءِ بالقرآنِ الكريمِ وحدَهُ مصدرًا للتشريعِ في الإسلامِ وتركِ السنَّةِ النبويَّةِ الشريفةِ.

  • هذه الدعوة باطلة لأن السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التشريع  وجاءت موضحة ومفسرة للقرآن الكريم.

2) بعدَ وفاةِ الأبِ اختلفَ الأبناءُ في توزيعِ الميراثِ؛ فَقَرَّروا أنْ يكونَ الميراثُ للذُّكورِ فقطْ دونَ الإناثِ، ما توجيهُكَ لهُمْ في هذا الخلافِ؟

  • تصرف خاطئ ويجب عليهم الرجوع الى القرآن الكريم و السنة النبوية الذي يعطي الإناث نصيباً من الميراث.

 

صورةٌ مشرقةٌ

يزخرُ التّاريخُ الإسلاميُّ بنماذجَ من العدلِ بينَ النّاسِ؛ ومنْ ذلكَ قولُ الخليفةِ الرَّاشدِ أبي بكرٍ الصدِّيقِ في خُطبةِ خلافتِه: "القويُّ فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذَ الحقَّ منهُ، والضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتى آخُذَ لهُ حقَّه" [السيرة النبوية لابن هشام].

 

أستزيدُ

تضمّنَ قولهُ تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُم فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" أَهمَّ الأدلةِ الإجماليّةِ للأحكامِ الشّرعيّةِ، وذلكَ كما يأتي:

  • الدّليلُ الأَوَّلُ: القرآنُ الكريمُ، وذلكَ في قولهِ تعالى: ﴿أَطِيعُواْ اللَّهَ.
  • الدّليلُ الثّاني: السُّنَّةُ النّبويةُ قالَ تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ.
  • الدّليلُ الثّالثُ: القياسُ قالَ تعالى:﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ.