مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

سورةُ الكهفِ: الآياتُ الكريمةُ ٩- ١٥

التربية الإسلامية - الصف الثامن

الفكرةُ الرئيسةُ

  • تتناولُ الآياتُ الكريمةُ قصةَ الفِتيةِ الذينَ لجؤوا إلى الكهفِ؛ فِرارًا مِنْ قومِهِمُ المشركينَ الّذينَ أرادوا أنْ يردّوهُمْ عَنْ دينِهِمْ، حيث:
    • حدثَتْ قصةُ أصحابِ الكهفِ قبلَ الإسلامِ.
    • حيثُ عاشَ فتيةٌ في بلدةٍ كانَ أهلُها يعبدونَ آلهةً مِنْ دونِ اللهِ تعالى.
    • فتركوا ما كانَ عليهِ قومُهُمْ مِنْ عبادةِ غيرِ اللهِ تعالى.
    • فحاولَ قومُهُمْ أنْ يردّوهُمْ عَنْ دينِهِمْ.
    • ففرّوا إلى كهفٍ خارجَ بلدتهِمْ؛ حفاظًا على دينِهِمْ وأنفُسِهِمْ.

 

 

بطاقة تعريفية بسورة الكهف

  • سورة الكهف سورة مكِّيّةٌ، عدد آياتِها (110) آياتٍ.
  • سُمّيَت بذلك نسبة إلى قصة أصحاب الكهف الَّتي وردتَ فيها.
  • جاء في فضلِها عنَ أبي الدَّرداء رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم قال: (منَ حفظ عشرَ آياتٍ مِن أوّلِ سورة الكهف عُصِمَ منَ الدَّجال).
  • سبب نزول السورة:
    • سألت قريش أحبارَ  (علماءَ( اليهودِ في المدينةِ المنورةِ عَنْ أمرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ودعوتِهِ.
    • فطلبَ الأحبارُ إليهِمْ أَنْ يسألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثلاثِ مسائلَ: عنْ أصحابِ الكهفِ، وعنِ الرّوحِ، وعنْ أمرِ رجلٍ جابَ مَشْرقَ الأرضِ ومغربَها.
    • فإنْ أجابَ عنها فهوَ نبيٌّ مرسَلٌ، وإنْ لَمْ يُجِبْ عَنْها فهوَ يدّعي النبوّةَ.
    • فلمّا سألوهُ صلى الله عليه وسلم عَنْ هذِهِ المسائلِ أجابَهُمُ أنَّهُ سيخبرُهُمُ الجوابَ في اليومِ التّالي، ولَمْ يقلْ: (إِنْ شاءَ اللهُ)، فتأخّرَ عنهُ الوحيُ.
    • فشقَّ ذلكَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبدأَ المشركونَ يُشكّكونَ في صدقِ نبوّتِهِ، إلى أَنْ نزلَ الوحيُ بعدَ ذلكَ بآياتٍ مِنْ سورةِ الكهفِ تتضمّنُ إجاباتٍ عَنْ أسئلتِهِمْ.

 

أَفْهَمُ وَأَحْفَظُ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)

 

معاني المفرداتُ والتّراكيبُ

  • الْفِتْيَةُ: جمعُ فتًى، وهوَ الشّابُّ اليافعُ.
  • فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ: ألقَيْنا عليهِمُ النّومَ.
  • بَعَثْنَاهُمْ: أيقظناهُمْ مِنْ نومِهِمْ.
  • الْحِزْبَيْنِ: الفريقَينِ المختلفَينِ في مدّةِ نومِ الفتيةِ.
  • أَمَدًا: مدّةً مِنَ الزّمنِ.
  • وَرَبَطْنَا:  ثبَّتْنا.
  • شَطَطًا: بعيدًا عَنِ الحقِّ.
  • بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ: بحُجّةٍ واضحةٍ.
  • افْتَرَى: اختلقَ.

 

موضوعاتُ الآياتِ الكريمةِ

أوَّلاً: لجوءُ الفتيةِ إلى الكهفِ

  • يخاطبُ اللهُ تعالى نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم في بدايةِ الآياتِ الكريمةِ، ويخبرُهُ بأنَّ قصةَ أصحابِ الكهفِ وما فيها مِنْ دلائلِ عظَمةِ اللهِ تعالى وقدرتِهِ ليسَتِ المظهرَ الوحيدَ الدّالَّ على عظَمتِهِ سبحانَهُ، قالَ تعالى: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا).
  • ففي هذا الكونِ كثيرٌ مِنَ المظاهرِ العجيبةِ الدّالّةِ على عظَمةِ  اللهِ وقدرتِهِ سبحانَهُ وتعالى التي لا حدَّ لَها، مثلَ خلقِ السماواتِ والأرضِ وغيرِها.
  • تبدأُ القصةُ بالإخبارِ بأنَّ هؤلاءِ الشبابَ المؤمنينَ أخذوا بالأسبابِ التي تحفظُهُمْ مِنْ أعدائِهِمْ، قالَ تعالى: (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا):
    • حيثُ لجؤوا إلى الكهفِ؛ فِرارًا بدينِهِمْ.
    • ثُمَّ توجّهوا إلى اللهِ تعالى بالدعاءِ، بأنْ:
    •  يرحمَهُمْ.
    • ويغفرَ لهُمْ ذنوبَهُمْ.
    • وينجّيَهُمْ مِنْ أعدائِهِمْ.
    • وأنْ يهديَهُمْ إلى طريقِ السدادِ والرشادِ.

 

ثانيًا: عنايةُ اللهِ تعالى بالفتيةِ داخلَ الكهفِ

  • بعدَ لجوءِ الفتيةِ إلى الكهفِ، ضربَ اللهُ عزَّ وجلَّ على آذانِهِمْ، فناموا نومًا طويلًا، وَمَعَ أنَّ أسماعَهُمْ كانَتْ صحيحةً سليمةً.
  • إِلّا أَنَّ اللهَ تَعالى بقدرتِهِ حالَ بينَهُمْ وبَينَ أَنْ يسمعوا شيئًا يوقظُهُمْ مِنْ نومِهِمُ الذي مكثوا فيهِ سنينَ عديدةً؛ لحكمةٍ أرادَها اللهُ سبحانَهُ وتعالى، وَهِيَ إثباتُ قدرتِهِ عَزَّ وجلَّ على البعثِ، قالَ تعالى: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا).
  • ثُمَّ أيقظَهُمُ اللهُ تعالى، وعبّرَ عَنْ إيقاظِهِمْ بلفظِ (بَعَثْنَاهُمْ)؛ ليشيرَ إلى أنَّ يقظتَهُمْ مِنْ نومِهِمُ الطويلِ تشبهُ حالةَ البعثِ بعدَ الموتِ.
  • وعندَما استيقظوا مِنْ نومِهِمْ أصبحَتْ تلكَ المدّةُ التي مكثوها نِيامًا في كهفِهِمْ موضعَ خِلافٍ بينَ الناسِ، قالَ تعالى: (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا).

 

أتعلَّم

  • توقيف حاسةّ السمع عند أهل الكهف يجمع بينَ قدرة الله تعالى وبينَ حقائق العلم عند الحديث عنَ حاسةّ السمع.
  • إذِ إنِ الصَّوت الخارجي منِ أهم الأشياء التي تسُهم في إيقاظ النائم، وقد ثبت هذا الأمر في الآية الكريمة في قولهِ تعالى: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) ،
  • ومعنى الضّربِ هنا هو تعطيل حاسةّ السمع التي تعمل بصورة مستمرةّ، وكان ذلك لمدةّ سنوات عديدةٍ.
  • وقد أثبت العلم الحديث أن هذا التعطيل ينجم عنَ تعطلّ العصب السمّعي الثاّمنِ.

 

ثالثًا: الثباتُ على الإيمانِ والتحذيرُ مِنْ عبادةِ غيرِ للهِ تعالى

  • تبيِّنُ الآياتُ الكريمةُ أنَّ قصةَ أصحابِ الكهفِ واقعيةٌ ليسَ فيها شيءٌ مِنَ الخيالِ، قالَ تعالى(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ).
  • فُهُمْ شبابٌ مؤمنونَ صدَقوا في إيمانِهِمْ، وعملوا بطاعةِ اللهِ تعالى، وثبَتوا في وجهِ الطغيانِ.
  • فكانَ توفيقُ اللهِ تعالى لهُمْ بأنْ زادَهُمْ إيمانًا وهدًى، قالَ تعالى: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى).
  • وثبّتَ سبحانَهُ قلوبَهُمْ على الإيمانِ؛ ليتحمّلوا ما سيلاقونَهُ مِنْ أذًى في سبيلِهِ (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ).
  • فقَدْ أعلنوا أمامَ قومِهِمُ الكفّارِ  إيمانَهمْ باللهِ تعالى وحدَهُ، وإقرارَهُمْ لهُ سبحانَهُ بالربوبيةِ، فهُوَ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ، ولا مستحقَّ للعبادةِ سواهُ، ومَنْ يعتقدُ بغَيرِ هذا فقدِ ابتعدَ عنِ الحقِّ وظلمَ نفسَهُ، قالَ تعالى: (إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا).
  • ثُمَّ يلتفتُ بعضُهُمْ إلى بعضٍ معترضينَ على عبادةِ قومِهِمْ آلهةً غيرَ اللهِ تعالى، مَعَ عدمِ قدرتِهِمْ على الإتيانِ بأَدلةٍ واضحةٍ تُثبِتُ استحقاقَ هذِهِ الأصنامِ للعبادةِ، قال تعالى: (هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ).
  • فَما مِنْ أحدٍ أعظمُ ظلمًا لنفسِهِ ممَّنِ افترى على اللهِ الكذبَ بنسبةِ الشريكِ إليهِ سبحانَهُ، قال تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا).

 

أَرْبِطُ معَ اللغةِ العربيّةِ

  • مِنَ الأساليبِ البلاغيّةِ في اللغةِ العربيةِ استخدامُ ضميرِ الجمعِ (نا) للدِّلالةِ على التعظيمِ،  وقَدْ وردَتْ في الآياتِ الكريمةِ بعضُ الأفعالِ الماضيةِ المتصلةِ بضميرِ الجمعِ، مثلُ (فَضَرَبْنَا)، (بَعَثْنَاهُمْ)، (وَرَبَطْنَا) وغيرِها؛ للدِّلالةِ على تعظيمِ اللهِ تعالى وإجلالِهِ.
  • يُفرّقُ علماءُ اللغةِ العربيةِ في المعنى بَينَ كلمتَيِ: (النبأِ) و(الخبرِ)، فَـ (النبأُ) يدلُّ على أَنَّ المُخبَرَ  عنهُ لَهُ شأنٌ عظيمٌ، وليسَ في الإخبارِ عنهُ كذبٌ، أمّا (الخبرُ) فيُحتمَلُ أنْ يكونَ صادقًا أو كاذبًا؛ لذا تتمثّلُ دقّةُ التعبيرِ في قولِهِ تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ).