مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

سورةُ البقرة الآياتُ الكريمةُ (143-144)

التربية الإسلامية - الصف العاشر

الفكرة الرئيسة:

تبيُّن الآيتانِ الكريمتانِ قيمةَ الوسطيّةِ، وضرورةَ التزامِ المؤمنينَ أوامرَ اللهِ تعالى، مثلَما حصلَ عندَ تحويلِ القبلةِ.

 

التّعريفُ بسورةِ البقرةِ:

  • سورةُ البقرةِ مدنيةٌ.
  • هِيَ السّورةُ الثّانيةُ مِنْ حيثُ التّرتيبُ في المصحفِ الشّريفِ.
  • هِيَ أطولُ سورةٍ في القرآنِ الكريمِ، عددُ آياتِها 286 آيةً.
  • ممّا جاءَ في فضلِها ما رواهُ أَبو هريرةَ أَنَّ سيدَنا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لا تَجْعَلوا بُيوتَكُمْ مَقابِرَ، إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِن الْبَيْتِ الَّذي تُقْرَأُ فيهِ سورَةُ الْبَقَرَةِ "[رواهُ مسلمٌ].

 

معاني المفردات و التراكيب

أفهمُ وأحفظُ

أُمَّةً وَسَطًا: نهجُها معتدلٌ

يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ:  يرتدُّ عَنِ الإسلامِ.

لَكَبِيرَةً: شاقّةً وثقيلةً.

لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ: يُذهبُ أجورَكُمْ.

شَطْرَ: نحوَ أَوْ جهةَ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التفسير

 

أولًا: الوسطيةُ (الآية 143)

  • مدحَ اللهُ تعالى هذهِ الأمةَ باتباعِها منهجَ الوسطيّةِ والاعتدالِ في مناحي الحياةِ كلِّها.
  • والوَسَطيةُ: هِيَ الموازنةُ والاعتدالُ في الأمورِ كلِّها مِنْ دونِ إفراطٍ ولا تفريطٍ.
  • وَقَدْ تميّزَتْ أمّةُ الإسامِ بالوَسطيّةِ في جميعِ جوانبِ حياتِها: العمليّةِ، والأخلاقيّةِ، والاعتقاديّةِ.
  • تظهرُ خاصيّةُ الوسطيّةِ في الإسلامِ منْ خلالِ عدمِ تكليفِ اللهِ عزَّ وجلَّ النّاسَ بما يشقُّ عليهِمْ، ممّا يُمكِّنُ المسلمَ مِنْ تطبيقِ الأحكامِ الشّرعيّةِ بسهولةٍ ويُسرٍ.
  • وبهذهِ الوسطيّةِ استحقَّتْ أمّةُ سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم الشّهادةَ على الأممِ يومَ القيامةِ بأنَّ أنبياءَهُمْ عليهم الصلاة السلام  قَدْ بلّغوا رسالاتِ اللهِ تعالى، ونبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم سيشهدُ على أمتِهِ بتبليغِها دينَ اللهِ تعالى. يقول الله تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا".

 

أتأمّلُ وأصِلُ

أتأمّلُ النّصوصَ الآتيةَ، وأصِلُ بخطٍّ كلًّ مِنْها بما يناسبُهُ مِنْ مظاهرِ الوسطيّةِ:

الرقم

مظاهرُ الوسطيّةِ

الرقم

النّصُّ

1

التّوسّطُ والاعتدالُ في الطّعامِ والشّرابِ

2

قال تعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ  وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا  وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ"

2

المُوازنةُ بَيْنَ الدُّنيا والآخرةِ

1

 قال تعالى: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا  وَلَا تُسْرِفُوا  إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"

3

التّوسّطُ والاعتدالُ في النّفقةِ

3

قال تعالى: "وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا"

 

ثانيًا: التزامُ أوامرِ اللهِ تعالى

يسعى المسلمُ في حياتِهِ إلى إرضاءِ اللهِ تعالى، وذلكَ بالتزامِ أوامرِهِ واجتنابِ نواهيهِ، وقد بيَّنَتِ الآيات الكريمةُ  اختبارَ اللهِ عزَّ وجلَّ لالتزامِ المسلمينَ أوامرَهُ بتحويلِ القبلةِ مِنْ بيتِ المقدسِ إلى بيتِ اللهِ الحرامِ.

الآية

الشرح

وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا

صلّى سيدُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم والمسلمونَ مَعَهُ متّجهين إلى بيتِ المقدِسِ في صلاتِهِمْ مدةً تقاربُ 17 شهرًا بعدَ الهجرةِ.

إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ

كانَ أمرُ اللهِ عزَّ وجلَّ بتحويلِ القبلةِ مِنْ بيتِ المقدِسِ إلى الكعبةِ المشُرّفةِ اختبارًا لَمِنْ يتّبعُ أمرَ الله ورسولهِ صلى الله عليه وسلم، ولضعيفِ الإيمانِ الذي قَدْ يرتدُّ عَنِ الإسلام.

وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ

المؤمنُ المُخلصُ لا يجدُ مشقّةً في التزامِ أوامرِ اللهِ تعالى، أمّا ضعيفُ الإيمانِ فإنَّهُ يترددُ.

وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ

جاءَ في سببِ نزولِها أنَّ الصّحابةَ سألوا عَنْ حالِ مَنْ ماتَ مِنَ المؤمنينَ قبلَ تحويلِ القبلةِ وَعَنْ حُكمِ صلاتِهِمْ، فجاءَ

الرّدُّ مِنَ اللهِ تعالى بأنَّهُ لَنْ يُضيعَ أجرَ صلاتِهِمْ وثوابَها.

قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا

قَدْ علمَ الله تعالى ترقّبَ سيدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وانتظارَهُ

نزولَ الوحيِ إليهِ في شأنِ تحويلِ القبلةِ، فتمَّ ما أرادَهُ وما يرضيهِ صلى الله عليه وسلم بتحويلِ القبلةِ نحوَ الكعبةِ المشرفةِ.

فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ

في السّنةِ الثّانيةِ للهجرةِ، أمرَ اللهُ تعالى المسلمينَ بالتّوجهِ إلى الكعبةِ في صلاتِهِمْ.

 

 

أستزيدُ

مسجدُ القِبلتَينِ

هُوَ مسجدٌ مِنْ مساجدِ المدينةِ المنورةِ، وردَ أنَّهُ في أثناءِ صلاة المسلمينَ فيهِ باتجاهِ بيتِ المقدِسِ، نزلَ أمرُ اللهِ تعالى بتحويلِ القبلةِ إلى الكعبةِ، فنادى منادٍ مِنْ خلفِهِمْ يأمرُهُمْ بتحويلِ القبلةِ، فما كانَ منهُمْ إلّا أَنِ استجابوا لأمرِ الله تعالى في أثناءِ صلاتِهِمْ واتجهوا جنوبًا باتجاهِ مكةَ المكرمةِ، فسُمِّيَ المسجدُ بهذا الاسمِ.