مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

سورةُ الإسراءِ الآياتُ الكريمةُ (13-17)

التربية الإسلامية - الصف التاسع

الفكرة الرئيسة

  • تُبيُّن الآياتُ الكريمةُ أنَّ كلَّ إنسانٍ مسؤولٌ عَنْ عملِهِ، وسيحاسبُهُ اللهُ تعالى عليهِ يومَ القيامةِ. وتعرضُ الآياتُ الكريمةُ بعضَ مظاهرِ عدلِ الله تعالى مَعَ عبادِهِ، وتتحدّثُ عَنْ سنّةِ اللهِ تعالى في التعاملِ مَعَ الأُمَمِ.
  • وكّلَ اللهُ تعالى بكلِّ إنسانِ مَلَكَيْنِ مُلازِمَينِ لَهُ لكتابةِ حسناتِهِ وسيّئاتِهِ، يقول تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).

 

أَفْهَمُ وَأَحْفَظُ

المفرداتُ والتراكيبُ

سورةُ الإسراءِ (13-17)

أَلْزَمْنَاهُ: جعَلْناهُ مُلازِمًا لَهُ لا يفارقُهُ.

وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)

طَائِرَهُ: عملَهُ.

مَنْشُورًا: مكتوبًا.

حَسِيبًا: محاسبًا.

وَلَا تَزِرُ: لا تحملُ.

وَازِرَةٌ: نَفْسٌ.

وِزْرَ: إثمَ.

فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ: وقعَ عليها العذابُ.

الْقُرُونِ: الأمَمِ

 

أستنير

 

أَوَّلًا: مسؤوليةُ الإنسانِ عَنْ عملِهِ/ الآيتانِ الكريمتانِ (13-14)

  • تُبيُّن الآياتُ الكريمةُ أنَّ كلَّ إنسانٍ مسؤولٌ عَنْ أعمالهِ الّتي تصدرُ عنهُ مِنْ خيرٍ أَوْ شرٍّ، وأنَّ هذا العملَ سيكونُ مُلازمًا لَهُ مُلازمةَ القلادةِ للعُنُقِ، لا ينفصلُ عنهُ حتّى يحاسَبَ عليهِ، قالَ تعالى: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ)، فيُخرجُ اللهُ تعالى لَهُ يومَ القيامةِ سِجِلًّا مكتوبًا دُوِّنَتُ فيهِ أعمالُهُ كافةً لا يغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلّا كُتِبَتْ فيهِ، قالَ تَعالى: (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا)، فيُقالُ لَهُ: «اقرأْ كتابَ أعمالِكَ»، وحاسِبْ نفسَكَ، قالَ تعالى: (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)؛ ليكونَ ذلكَ حُجّةً عليهِ.

 

ثانيًا: مِنْ مظاهرِ عدلِ اللهِ تعالى/ الآيةُ الكريمةُ (15)

  • تُبيُّن الآياتُ الكريمةُ مظهرًا مِنْ مظاهرِ عدلِ الله تعالى، وهوَ:
    • أنَّ اللهَ تعالى يُثيبُ الإنسانَ على عملِهِ، فإنْ أحسنَ واستقامَ فلَهُ الثوابُ، وإنْ أساءَ وسلكَ طريقَ الضلالِ فعليهِ عقابُ ذلكَ، قالَ تعالى: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا).
    • كَما أنَّ الإنسانَ يومَ القيامةِ غيرُ محاسَبٍ على ذنبِ غيرِهِ ولا مسؤولٌ عنهُ (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
  • وتؤكّدُ الآياتُ الكريمةُ أنَّ اللهَ تعالى أرسلَ الرّسُلَ مبشِّرينَ ومنذِرينَ، فلا يعذّبُ سبحانَهُ أحدًا لَمْ تصلْهُ دعوةُ الرّسُلِ عليهم السلام، قالَ تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)، وهذا مِنْ مظاهرِ عدلِ الله تعالى.

 

ثالثاً: عاقبةُ المفسدينَ/ الآيتانِ الكريمتانِ (16-17)

  • تشيرُ الآياتُ الكريمةُ إلى سُنّةِ اللهِ تعالى في الأقوامِ السابقينَ الّذينَ عَصَوْا أمرَ ربِّهِمْ، ورَفضوا دعوةَ أنبيائِهِ ورُسُلِهِ عليهم السلام وكذّبوهُمْ، وانحرَفوا عَنْ طريقِ الهدايةِ، وانغمَسوا في الشهواتِ والملذّاتِ، واستعمَلوا نعمةَ الله تعالى في معصيتهِ، والإفساد في الأرضِ والظلمِ؛ فوقعَ عليهمِ العقابُ والهلاكُ الّذي لا مردَّ لَهُ، قالَ تعالى: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا).
  • وتُحذّرُ الآياتُ الكريمةُ الناسَ مِنْ عدمِ الاستجابةِ لأوامرِ الله تعالى؛ لكَيْلا يصيبَهُمْ ما أصابَ الأُمَمَ السابقةَ مِنَ العقابِ والدمارِ، إنْ هُمُ انحرَفوا عَنْ طريقِ الهدايةِ، وسَلَكوا طريقَ الضلالِ والفسادِ في الأرضِ، مِثلَما حدثَ مَعَ الأقوامِ الّتي جاءَتْ بعدَ قومِ سيّدِنا نوحٍ عليه السلام؛ كقومِ هودٍ عليه السلام، وقومِ صالحٍ عليه السلام، وقومِ شعيبٍ عليه السلام، قالَ تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ). واللهُ سبحانَهُ لا يَخفى عليهِ شيءٌ، فهوَ عالِمٌ بِما يقومُ بِهِ الناسُ، بصيرٌ بأعمالهم جميعًا، وهوَ وحدَهُ مَنْ يجازيهِمْ عَليها، قالَ تعالى: (وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا).

 

أستزيد

  • قومُ عادٍ وثمودَ قبائلُ عاشَتْ في الجزيرةِ العربيةِ قبلَ آلافِ السنينَ، وهيَ مِنَ الأُمَمِ السابقةِ التي أهلكَها اللهُ تعالى بفعلِ معاصيهِمْ، واستكبارِهِمْ وتكذيبِهِمْ أنبياءَهُمْ، وَفسادِهِمْ في الأرضِ وطغيانِهِمْ، قالَ تعالى: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، فأهلكَهُمُ اللهُ تعالى مَعَ ما تمتَّعوا بِهِ مِنَ قُدُراتٍ هائلةٍ، فقدْ كانَ قومُ ثمودَ ينحِتونَ القصورَ في الجبالِ. أمّا قومُ عاد فأهلكَهُمُ الله تعالى بسببِ تكذيبهِمْ نبيَّههُمْ سيدنا هودًا عليه السلام وإفسادهِمْ في الأرضِ، قالَ تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ).

 

أَرْبِطُ مَعَ التربيةِ الاجتماعيةِ والمدنيةِ

  • تُعَدُّ الجَلوةُ العشائريةُ مِنَ العاداتِ التي فيها بعضُ الظّلمِ؛ لأنَّها تحمّلُ مَنْ لَمْ يقترفْ خطأً مسؤوليةَ غيرِهِ وأخطاءَهُ، وتترتّبُ عليها آثارٌ سلبيةٌ، منها: الشعورُ بالظلمِ، والخوفُ والتوترُ، والاغترابُ، قالَ تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).