مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

خُلُقُ الصبرِ

التربية الإسلامية - الصف الثامن

الفكرةُ الرئيسةُ

  • رغّبَ الإسلامُ في التحليّ بخُلُقِ الصبرِ، وحثَّ عليهِ؛ لِمِا يترتبُ عليهِ مِنْ:
    • حسنِ التصرفِ.
    • وطمأنينةِ النفسِ عندَ مواجهةِ مصاعبِ الحياةِ.
    • والأجرِ الكبيرِ مِنَ اللهِ تعالى.
  • عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قالَ: مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بامرأةٍ تبكي عندَ قبرٍ، فقالَ لَها: (اتّقي اللهَ، واصبرِي) فقالَتْ: إليكَ عنّي، فإنَّكَ لَمْ تُصَبْ بمصيبَتي، ولَمْ تعرفْهُ. فقيلَ لَها: إنَّهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأتَتْ بابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فلَمْ تجدْ عندَهُ بوّابينَ، فقالَتْ: لَمْ أعرفْكَ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الصبرُ عندَ الصدمةِ الأولى) [رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ[.
  • فقد أَوصى النبيُّ صلى الله عليه وسلم المرأةَ بالتقوى والصّبر، لأنّها كانت تبكي عند قبر لوفاة عزيزٍ عليها.
  • قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [الأحقاف: ٣٥[.
    • وأولو العزم منِ الرسُّل،ِ همُ:ْ سيدّنُا نوح عليه السلام، وسيدّنُا إبراهيم عليه السلام، وسيدّنُا موسى عليه السلام ، وسيدّنُا عيسى عليه السلام، وسيدّنُا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • ووصفهُم الله تعالى بذلك؛َ لأنّهُم تحلَّواْ بالصبر على مشاق الدعوة إلى الله تعالى وإيذاء أقوامهِم لهُم.

144

أَسْتَنيرُ

دعا الإسلامُ إلى التحليّ بمكارمِ الأخلاقِ، ​​​​​​​​​​​​​​وقَدْ جاءَتْ بعثةُ سيّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم متمّمةً لتلكَ المكارمِ وداعيةً لها، ومنها: خُلُقُ الصبرِ.

 

أولًاً: مفهومُ الصبرِ

الصبرُ: هوَ حَمْلُ النفسِ على طاعةِ اللهِ تعالى، ومنعُها مِنَ الوقوعِ في معصيتِهِ، ومِنَ الجزَعِ ممّا يقدّرُهُ اللهُ تعالى.

 

ثانيًا: صورُ الصبرِ

للصبرِ صورٌ متعددةٌ، مِنْها:

  • الصبرُ على أداءِ العباداتِ والتكاليفِ الشرعيةِ المختلفةِ.

    • كالجهادِ والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عَنِ المنكَرِ.

    • فالنفسُ الإنسانيةُ بطبعِها تميلُ إلى الراحةِ وحبِّ الملذّاتِ.

    • لِذا رفعَ اللهُ تعالى مكانةَ الصابرينِ على القيامِ بِما فرضَهُ عليهِمْ.

      • كالصبرِ على أداءِ الصلاةِ في مواقيتِها. قالَ تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: ١٣٢ ].

      • والصبرِ على مشقّةِ الصيامِ.

      • وتأديةِ الزكاةِ معَ حبِّ كنزِ المالِ وجمعِهِ.

 

  • الصبرُ على المهامِّ والوظائفِ التي يكلَّفُ بِها:

    • الإنسانُ مكلَّفٌ بإتقانِ ما يُطلَبُ إليهِ مِنْ أعمالٍ ومهامَّ، قالَ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ يُحبُ إذا عملَ أَحدُكمْ عَماً أنْ يُتقنَهُ ).

    • وذلكَ يتطلبُ منهُ الصبرَ حسَبَ الدَّورِ المكلَّفِ بِهِ.

      • فإنْ كانَ ابنًا فيلزمُهُ الصبرُ على بِرِّ والدَيهِ.

      • وإنْ كانَ والدًا أَوْ مربِّيًا أَوْ معلماً فيلزمُهُ الصبرُ على التربيةِ والتنشئةِ.

      • وإنْ كانَ طبيبًا أَوْ بائعًا أَوْ سائقًا لزمَهُ الصبرُ على مشاقِّ مهنتِهِ؛

    • نَيلاً لمرضاةِ اللهِ تعالى، وتحصيلاً للأجرِ والثوابِ.

  • الصبرُ عَنِ المعاصيِ:

    • ويكونُ باجتنابِ النواهي ومجاهدةِ النفسِ عَنِ الاقترابِ منها، لقولِهِ صلى الله عليه وسلم: (حُفَّتِ الجنةُ بالمكارِهِ، وحُفَّتِ النارُ بالشهواتِ ) [رواه مسلم].

    • فيمنعُ الإنسانُ نفسَهُ مِنَ الكسبِ الحرامِ، والغِشِّ، والكذبِ، والنظرِ إلى ما حرّمَ اللهُ تعالى، والاعتداءِ على الآخَرينِ، والشتمِ.

    • وهذا مِنَ الصبرِ الذي يؤجَرُ عليهِ المسلمُ.

  • الصبرُ على المصائبِ:

    • الدنيا دارُ ابتلاءٍ واختبارٍ.
    • والحياةُ مليئةٌ بالصعابِ والمشاقِّ التي قَدْ تواجهُ الإنسانَ، قالَ تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد: ٤ ].
    • لِذا حثَّ اللهُ تعالى الإنسانَ على الصبرِ على ما يصيبُهُ مِنْ بلاءٍ، كَفَقْدِ إنسانٍ عزيزٍ، أَوِ الإصابةِ بالمرضِ، وغيرِها مِنَ الابتلاءاتِ التي قَدْ تصيبُهُ في هذِهِ الدنيا.
    • قالَ تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)] البقرة: 155- 157].
    • وقَدْ وجَّهَ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المسلمَ إلى:
    • أَنْ يصبرَ عندَ نزولِ مصيبةٍ بِهِ.
    • ويحتسبَ الأجرَ عندَ اللهِ تعالى.
    • وأنْ يكثِرَ مِنَ الدعاءِ.
    • قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (ما مِنْ مسلمٍ تصيبُهُ مصيبةٌ، فيقولُ ما أمرَهُ اللهُ: (إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعونَ، اللّهمَّ أْجُرني في مُصيبتي، وأخلفْ لي خرًا مِنْها)، إلّا أخلفَ اللهُ لَهُ خرًا مِنْها ) [رواهُ مسلمٌ[.

 

146

صُوَرٌ مشرقةٌ

  • 1 صبرَ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على موتِ زوجتِهِ خديجةَ رضي الله عنها، وعمِّهِ أبي طالبٍ.

  •  وحينَ ماتَ ابنُهُ إبراهيمُ قالَ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ العينَ تدمعُ، والقلبَ يحزنُ، ولا نقولُ إلّا ما يرضي ربَّنا، وإنّا بفراقِكَ يا إبراهيمُ لمحزونونَ ) [رواهُ البخاريُّ[.

  • 2 صبرَ سيِّدُنا أيوبُ عليه السلام  على ما أصابَهُ مِنَ البلاءِ في مالِهِ وولدِهِ وجسدِهِ، وقَدْ كانَ لَهُ مِنَ الدوابِّ والأنعامِ والحرثِ شيءٌ كثيرٌ، وأولادٌ كثيرونَ، ومنازلُ مرضيةٌ، فابتُلِيَ في ذلكَ كلِّهِ، قالَ تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٣ [.

  • 3 أصيبَ التابعيُّ الجليلُ عروةُ بنُ الزُّبيرِ في رجلِهِ أثناءَ سفرهِ مِنَ المدينةِ المنورةِ إلى دمشقَ، فقالَ الأطباءُ: ليسَ لهُ دواءٌ إلّا أنْ تُقطعَ رجلُهُ. وفي أثناء السفرِ ماتَ ابنُهُ محمدٌ مِنْ بغلةٍ ضربتْهُ، فقالَ عروةُ: اللّهمَّ كانَ لي بنونَ سبعةٌ، فأخذْتَ واحدًا وأبقيْتَ لِيَ ستةً، وكانَ لي أطرافٌ أربعةٌ، فأخذْتَ واحدًا وأبقيْتَ ثلاثةً، ولئِن ابتليْتَ لقَدْ عافيْتَ، ولئِنْ أخذْتَ لقَدْ أبقيْتَ.

 

أَسْتَزيدُ

  • الصبرُ خُلُقٌ عظيمٌ يهذّبُ النفسَ، وممّا يعينُ عليهِ:

    •  يقينُ الإنسانِ بحسنِ الجزاءِ عندَ اللهِ تعالى والثوابِ في الدنيا والآخرةِ.

    • واليقينُ بالفرجِ. قالَ تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)﴾.

  •  للصبرِ فضائلُ تعودُ بالنفعِ على المسلمِ في الدنيا والآخرةِ، مِنْها:

    • مضاعفةُ الأجرِ والثوابِ، قالَ تعالى: ﴿أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا﴾ [القصص: ٥٤ [، لأنَّهُ علامةٌ على الرضا طلبًا للأجرِ.

    • تكفيرُ السيئاتِ.

      • قالَ تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [التوبة: 12 0] [ظمأٌ: عطشٌ، نَصَبٌ: تَعَبٌ، مَخمصةٌ: جوعٌ، نَيلًا: قتلًا أَوْ هزيمةً أَوْ أذًى].

      • وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (ما يصيبُ المسلمَ مِنْ نَصَبٍ ولا وَصَب ولا همٍّ ولا حَزنٍ، حَتى الشوكةُ يُشاكُها، إلّا كفّرَ اللهُ بِها مِنْ خطاياهُ )[رواهُ البخاريُّ[.

    •  تعويدُ النفسِ على التحمُّلِ في تحقيقِ المطالبِ الدنيويةِ.

      •  فالوصولُ إلى الرُّتَبِ العاليةِ في العلمِ والعملِ لا يتمُّ إلّا بالصبرِ والتحمّلِ.

      • فلا نكادُ نرى ناجحًا في حياتِهِ إلّا كانَ لَهُ مِنَ الصبرِ نصيبٌ.

 

أَتَدَبَّرُ وَأَسْتَخْرِجُ

  • يُستفاد من قولِهِ تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ ]البقرة: ١٥٥ - ١٥٧ ]:

  • 1 العبارةَ التي تقالُ عندَ نزولِ المصيبةِ: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).

  • 2 جزاءَ اللهِ تعالى للصابرينَ:

    • البُشر ى من الله تعالى.

    • صلاة الله عليهم ورحمته بهم.

    • أنّهم هم المهتدون.

148

أَرْبِطُ معَ اللغةِ العربيةِ

  • مِنْ أسماءِ اللهِ الحسنى (الصَّبورُ )، ومعناهُ الذي لا يستعجلُ في مؤاخذةِ العُصاةِ، بلْ يصبرُ عليهِمْ ويفتحُ لهُمْ بابَ التوبةِ.

  • وقَدْ وردَتْ في القرآنِ الكريمِ كلمةُ (صَبّار )، في قولِهِ تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [إبراهيم: ٥] والصَّبّارُ صيغةُ مبالغةٍ تعني: كثرَ الصبرِ، وهيَ مِنْ صفاتِ المؤمنينَ.