مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

خُلُقُ الرِّفْق: حَديثٌ شَريفٌ

التربية الإسلامية - الصف السادس

الفكرة الرئيسة

  • أَرْشَدَنا سَيِّدُنا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلى التَّحَلّي بخُلُقِ الرِّفْقِ (الذي يَدُلُّ عَلى اللُّطْفِ وَاللّينِ) في سائرِ أُمورِ حَياتنِا؛ لِأَنَّ الرِّفْقَ سَبَبٌ في كُلِّ خَيْرٍ.

 

أَفْهَمُ وَأَحْفَظُ

الْمُفْرَداتُ وَالتَّراكيبُ

الحديث النبوي

الرِّفْقُ: اللّينُ وَاللُّطْفُ

عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنينَ عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شَيْءٍ إلِّا زانهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إلِّا شانَهُ» [رَواه مُسْلم].

زانَهُ: جَمَّلَهُ

شانَهُ: قَبَّحَهُ

 

التَّعريفُ بِراوِيَةِ الْحَديثِ الشَّريفِ

اسْمُها

تَمَيَّزَتْ بِأَنَّها:

أُمُّ الْمُؤْمِنينَ السَّيِّدَةُ عائِشَةُ رضي الله عنها

  • زَوْجَةُ سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَابْنَةُ سَيِّدِنا أَبي بَكْرٍ الصِّدّيقِ رضي الله عنه.
  • مِنْ أَكْثَرِ الصَّحابَةِ الْكِرامِ رضي الله عنهم عِلْمًا في أُمورِ الدّينِ.
  • رَوَتْ كَثيرًا مِنَ الْأَحاديثِ النَّبَوِيَّةِ الشَّريفَةِ.
  • اتَّصَفَتْ بِالْكَرَمِ وَالْإيثارِ وَمُساعَدَةِ الْمُحْتاجينَ.

 

أستنير

يُرْشِدُنا سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلى التَّعامُلِ بِالرِّفْقِ في شُؤونِ حَياتِنا كُلِّها، لِما لِخُلُقِ الرِّفْقِ مِنْ آثارٍ طَيِّبَةٍ تَعودُ عَلى الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ.

 

أَوَّلًا: أَهَمِّيَةُ الرِّفْقِ

  • الرِّفْقُ خُلُقٌ يُحِبُّهُ اللهُ تَعالى، وَيُعْطي عَلَيْهِ الْأَجْرَ وَالثَّوابَ الْعَظيمَ؛ لِأَنَّهُ سَبَبٌ مِنْ أَسْبابِ انْتِشارِ الْمَحَبَّةِ وَالْمَوَدَّةِ بَيْنَ النّاسِ، قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ».
  • فَالتَّحَلّي بِالرِّفْقِ يُزَيِّنُ الْإِنْسانَ وَيُجَمِّلُ سُلوكَهُ، فَيَرْضى عَنْهُ اللهُ تَعالى وَيُحِبُّهُ النّاسُ.
  • وَالْبُعْدُ عَنِ الرِّفْقِ يُقَبِّحُ الْإِنْسانَ وَسُلوكَهُ، فَيَكونُ مَذْمومًا عِنْدَ اللهِ تَعالى وَعِنْدَ النّاسِ.
  • ومن فوائد الرفق أيضاً ما جاء في قَوْل رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يا عائِشَةُ، ارْفُقي؛ فَإِنَّ اللهَ إِذا أَرادَ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، دَلَّهُمْ عَلى بابِ الرِّفْقِ).

 

 

ثانيًا: مَجالاتُ الرِّفْقِ

يَكونُ الرِّفْقُ في مَجالاتِ الْحَياةِ كافَّةً، وَمِنْ ذلِكَ:

  • الرِّفْقُ بِالنَّفْسِ في جَميعِ الْأَحْوالِ وَالْأَعْمالِ:
    • فَاللهُ تَعالى لا يُكَلِّفُ أَحَدًا فَوْقَ طاقَتِهِ، وَهذا مِنْ رَحْمَتِهِ تَعالى بِخَلْقِهِ وَإِحْسانِهِ إِلَيْهِمْ، قالَ تَعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
    • وَعَلى الْإِنْسانِ أَنْ يَقومَ بِكُلِّ ما عَلَيْهِ مِنْ أَعْمالٍ حَسَبَ طاقَتِهِ، قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا أَيُّها النّاسُ، عَلَيْكُم مِنَ الْأَعْمالِ ما تُطيقونَ».
  • الرِّفْقُ مَعَ النّاسِ:
    • فَالرِّفْقُ يَكونُ في تَعامُلِ الْإِنْسانِ مَعَ الْبَشَرِ جَميعًا، وَمُخاطَبَتِهِمْ بِلُطْفٍ وَلينٍ، قالَ تَعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا).
    • وَأَوْلى النّاسِ بِالرِّفْقِ: الْوالِدانِ، وَالْإِخْوَةُ، ثُمَّ الْأَقارِبُ، وَالْجيرانُ، وَالْيَتامى، وَالْمَساكينُ، وَكِبارُ السِّنِّ، وَالْأَطْفالُ، وَمَنْ يَقومونَ عَلى خِدْمَتِنا.
    • وَسَيِّدُنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْقُدْوَةُ الْحَسَنَةُ لَنا في تَعامُلِهِ بِالرِّفْقِ مَعَ مَنْ يَخْدِمُهُ، وَيَدُلُّ عَلى ذلِكَ قَوْلُ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه «خَدَمْتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنينَ، فَما قالَ لي: أُفٍّ، وَلَا: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلَا: أَلا صَنَعْتَ».
  • الرِّفْقُ بِالْكائِناتِ الْحَيَّةِ كَالْحَيَواناتِ وَالنَّباتاتِ:
    • وَيَكونُ ذلِكَ بِالْعِنايَةِ بِها، وَعَدَمِ إيذائِها.
    • وَقَدْ حَثَّ سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلى الرِّفْقِ بِالْحَيَواناتِ وَالْإِحْسانِ إِلَيْها، وَوَعَدَ مَنْ يَرْفُقُ بِها بِالْأَجْرِ الْعَظيمِ، فَقالَ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنا رَجُلٌ يَمْشي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا، فَشَرِبَ مِنْها، ثُمَّ خَرَجَ فَإذِا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثرَّى مِنَ الْعَطَشِ، فَقالَ: لَقَدْ بَلَغَ هذا مِثْلُ الَّذي بَلَغَ بِيَ. فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ»، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وإنَّ لَنا في الْبَهائِمِ أَجْرًا؟ قالَ: «في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ ».
      • الثَّرى: التُّرابُ.

 

صُوَرٌ مُشْرِقَةٌ

  • كانَ سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: «إنِيّ لَأَقومُ إلى الصَّلاة وَأنَا أُريدُ أنْ أُطَوِّلَ فيها، فَأَسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ في صَلاتي كَراهِيَةَ أنْ أَشُقَّ عَلى أُمِّهِ».
    • فَأَتَجَوَّزُ: فَلا أُطيلُ.
  • عَنْ أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قالَ: «كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْخُذُني فَيُقْعِدُني عَلى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلى فَخِذِهِ الْأُخْرى، ثُمَّ يَضُمُّهُما، ثُمَّ يَقولُ: «اللّهُمَّ ارْحَمْهُما؛ فَإنِّي أرْحَمُهُما».

 

أستزيد

  • حَثَّ الْإِسْلامُ عَلى الرِّفْقِ بِالْبيئَةِ وَالْمُمْتَلَكاتِ الْعامَّةِ؛ كَالْمَساجِدِ، وَالْمَدارِسِ، وَالْمُسْتَشْفَياتِ.
  • وَصُوَرُ الرِّفْقِ بِالْبيئَةِ عَديدَةٌ، مِنْها:
    • عَدَمُ قَطْعِ الْأَشْجارِ في الْحَدائِقِ وَالْمُتَنَزَّهاتِ.
    • وَالْمُحافَظَةُ عَلى نَظافَةِ الْأَماكِنِ الْعامَّةِ، وَكَفُّ الْأَذى عَنْها أَوِ الْعَبَثِ بِها، قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَتُميطُ الْأَذى عَنِ الطَّريقِ صَدَقَةٌ».
      • تُميطُ: تُزيلُ.

 

 

أَرْبِطُ مَعَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ

  • مِنْ أَساليبِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ: الْجَمْعُ بَيْنَ الشَّيْءِ وَضِدِّهِ، وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ:
    • كَلِمَةُ (زانَهُ) ضِدُّها كَلِمَةُ (شانَهُ).
    • كَلِمَةُ (الرِّفْقِ) ضِدُّها كَلِمَةُ (الْعُنْفِ).