مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

حقُّ الحرِّيَّةِ

التربية الإسلامية - الصف الثامن

الفكرةُ الرئيسةُ

  • الحرِّيَّةُ حقٌّ منْ حقوقِ الإِنسانِ التي أكّدَها الإِسلامُ، وشرَّعَ لها ضوابطَ تنظِّمُها؛ ليتمكَّنَ منَ التصرُّفِ في شؤونِهِ بحرِّيَّةٍ، دونَ الاعتداءِ على الآخرينَ.
  • في المجتمعاتِ الَّتي تقدِّرُ حقوقَ الإِنسانِ، توجدُ حرِّيّاتٌ أساسيَّةٌ تكونُ ممارستُها محميَّةً بالقانونِ، مثلَ: حرِّيَّةِ الاعتقادِ. وحرِّيَّةِ التعبيرِ.

 

أَسْتَنيرُ

الحرِّيَّةُ حاجةٌ فِطريَّةٌ للإِنسانِ؛ لذا أَمرَ الإِسلامُ بحمايتِها، وشَرَعَ ضوابطَ تكفلُ ممارستَها، وتحولُ دونَ إِساءةِ استخدامِها.

أَوَّلًا: مفهومُ الحرِّيَّةِ

الحرِّيَّة: حقُّ الإِنسانِ في التصرُّفِ في شؤونِهِ ضمنَ حدودِ الشرعِ والقانونِ.

 

ثانيًا: مجالاتُ الحرِّيَّةِ

للحرُّيَّةِ مجالاتٌ عديدةٌ، منْ أَهمِّها:

أ.حرِّيَّةُ الاعتقادِ وتأْديةِ الشعائرِ الدينيَّةِ:

  • حثَّ الإِسلامُ على الدعوةِ إِلى اللهِ تعالى بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ.
  • إِلّا أَنَّهُ تركَ للناسِ حرِّيَّةَ اختيارِ دينِهِمْ، ولمْ يُكرِهْ أَحدًا على الدخولِ في الإِسلام، قالَ تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ).
  • وأَتاحَ لغيرِ المسلمينَ حرِّيَّةَ ممارسةِ شعائرِهِمُ الدينيَّةِ في دُورِ العبادةِ الخاصَّةِ بهِمْ.
  • ومنْ هنا ظهرَتِ العُهدةُ العُمريَّةُ؛ حيثُ تعهَّدَ أَميرُ المؤمنينَ عمرُ بنُ الخطّابِ رضي الله عنه لغيرِ المسلمينَ منْ أَهلْ القدسِ بـ:
    • حمايتِهِمْ وحمايةِ كنائسِهِمْ.
    • وكَفلَ لغيرِ المسلمينَ حرِّيَّةَ ممارسةِ شعائرِهِمُ الدينيَّةِ.

ب- حرِّيَّةُ التفكيرِ:

  • أَتاحَ لنا الإِسلامُ حرِّيَّةَ التفكيرِ والإِبداعِ، وشجَّعَنا على تطويرِ قدراتِنا ومهاراتِنا العقليَّةِ بطلبِ العلمِ؛ لتحقيقِ النهوضِ والتطوُّرِ في حياتِنا
  • قالَ تعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).

ج- حرِّيَّةُ التعبيرِ عنِ الرأْيِ:

  • أَتاحَ الإِسلامُ لكلِّ فردٍ منْ أَفرادِ المجتمعِ الحقَّ في التعبيرِ عنْ آرائِهِ في قضايا الحياةِ.
  • وأَكَّدَ ضرورةَ نشرِ ثقافةِ الحوارِ، وتقبُّلِ الآراءِ بينَ الناسِ.
  • وقدْ كانَ نبيُّنا صلّى الله عليه وسلّم يحاورُ أَصحابَهُ رضي الله عنهم ويستشيرُهُمْ في كثيرٍ منَ القضايا.
  • وكانَ صلّى الله عليه وسلّم حريصًا على الاستماعِ للجميعٍ رجالاً ونساءً وصغارًا.
  • ومنَ الأَمثلةِ الدالَّةِ على تشجيعِ الصحابةِ أَبناءَهُمْ على التعبيرِ عنِ الرأْيِ، ما رُويَ عنِ ابنِ عمرَ  رضي الله عنهما أَنَّهُ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْراءَ، لا يَسْقُطُ ورَقُها ولا يَتَحاتُّ ) فقالَ القَوْمُ: هي شَجَرَةُ كَذا، هِيَ شَجَرَةُ كَذا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، وَأَنا غُلامٌ شابٌّ اسْتَحْيَيْتُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (هِيَ النَّخْلَةُ) فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ، فقالَ: لَوْ كُنْتَ قُلْتَها لَكانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذا وكَذا)

 

ثالثًا: ضوابطُ الحرِّيَّةِ

أتاحَ الإسلامُ لكلِّ فردٍ منْ أفرادِ المجتمعِ الحقَّ في التعبيرِ عنْ آرائِهِ في قضايا الحياةِ وَفقَ معرفتِهِ واختصاصِهِ. إلّا أنّهُ ضبطَ هذهِ الحُرّيّةَ بعددٍ منَ الضوابطِ الَّتي تكفلُ استخدامَها على نحوٍ سليمٍ، ومنْ أَهمِّ هذهِ الضوابطِ:

أ - التزامُ مبادئِ الشريعةِ الإِسلاميَّةِ وأَحكامِها:

  • حرَّمَ الإسلامُ علينا أَنْ نستغلَّ حقَّنا في الحرِّيَّةِ للقيامِ بمخالفاتٍ شرعيَّةٍ.
  • ويشملُ ذلكَ كلَّ ما نهى اللهُ تعالى عنْهُ، مثلَ: شربِ الخمورِ والربا، والسبِّ والشتمِ ، ونشرِ الإشاعاتِ عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ.

ب- التزامُ القوانينِ والأَنظمةِ:

  • نظّمَتِ القوانينُ حياةَ الناسِ، مثلَ: قوانينِ السيرِ، وأنظمةِ منعِ انتشارِ الأوبئةِ.
  • فلا يجوزُ مخالفتُها باسمِ الحرِّيَّةِ الشخصيَّةِ؛ لأَنَّ ذلكَ يؤدّي إلى فوضى في حياةِ الناسِ.
  • وقدْ أمرَنا اللهُ - عزَّ وجلَّ - بطاعةِ وليِّ الأمرِ، قالَ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ).

 

رابعاً: أمثلة على التصرّفات المخالفة لضوابط الحرية في الإسلام

  • أن يُجاهرُ شخصٌ بالإفطارِ في شهرِ رمضانَ المباركِ؛ بحجَّةِ أنَّ ذلكَ حرِّيَّةٌ شخصيَّةٌ.
  • أن يرفضُ سائقٌ التزامَ قوانينِ السيرِ؛ لأَنَّها منْ وضعِ البشرِ.
  • أن ينصبَ أحدُ الأشخاصِ خيمةَ عزاءِ والدِهِ في الشارعِ المقابلِ لبيتِهِ.
  • أن توقفَ سيِّدةٌ سيّارتَها أمامَ موقفِ أحدِ المنازلٍ.
  • أن يلعِبَ وليدٌ معَ إخوتِهِ كرةَ القدمِ داخلَ شقّتِهِمُ الواقعةِ في الطابقِ الثاني منَ العِمارةِ.
  • أن يحفرَ سالمٌ اسمَهُ على إحدى الأشجارِ في حديقةٍ عامّةٍ.

 

أَسْتَزيدُ

منَ الأُمور الَّتي ينبغي لنا مراعاتُها في حياتِنا:

أ- العاداتُ السليمةُ:

وهيَ ما تعارفَ عليهِ الناسُ منَ العاداتِ الاجتماعيَّةِ الَّتي تتَّفقُ معَ الشرعِ والقانونِ، نحوَ: احترامِ الكبيرِ، ومشاركةِ الناسِ أفراحَهُمْ وأحزانَهُمْ.

ب- حقوقُ الإِنسانِ:

أيْ أنَّ حُرِّيَّةَ الإنسانِ منضبطةٌ بتجنُّبِ الاعتداءِ على حقوقِ الآخرينَ، نحوَ: حقِّ الجارِ، وحقوقِ الملكيَّةِ، وحقِّ الحمايةِ منَ الشائعاتِ.

 

أربط معَ الدستورِ

منْ موادِّ الدستورِ الأُردنيِّ المادّتانِ: السابعةُ والثامنةُ، اللتانِ تتعلّقانِ بالحُرِّيّاتِ:

  • الحرِّيَّةُ الشخصيَّةُ مصونةٌ.
  • كلُّ اعتداءٍ على الحقوقِ والحرِّيّاتِ العامَّةِ أَوْ حرمةِ الحياةِ الخاصَّةِ للأُردنيّينَ جريمةٌ يعاقبُ عليها القانونُ.
  • 3لا يجوزُ أَنْ يُقبَضَ على أَحدٍ أَوْ يوقَفَ أَوْ يُحبَسَ أَوْ تُقيَّدَ حرِّيَّتُهُ إِلّا وَفقَ أَحكامِ القانونِ.
  • كلُّ مَنْ يُقبَضُ عليهِ أَوْ يوقَفُ أَوْ يُحبَسُ أَوْ تُقيَّدُ حرِّيَّتُهُ تجبُ معاملتُهُ بما يحفظُ عليهِ كرامَتَهُ، ولا يجوزُ تعذيبُهُ، بأَيِّ شكلٍ منَ الأَشكالِ، أَوْ إيذاؤهُ بدنيًّا أَوْ معنويًّا.