مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

حضارات بلاد الشام القديمة ( المظاهر الحضارية والانجازات)

الدراسات الاجتماعية - الصف السابع

أتخيّلُ نَفسي هناكَ: أبحرْنا مِنَ الساحلِ الشرقيِّ للبحرِ المتوسِّطِ باتِّجاهِ الغربِ نحوَ قرطاجَ، نحمِلُ معَنا تجارتَنا وثقافتَنا الفينيقيّةَ وأبجديَّتَنا، وهِيَ الأصلُ الذي اشتُقّتْ مِنهُ الأبجديّاتُ الأُخرى جميعُها.

 

أوّلًا: المظاهرُ الحضاريّةُ لحضاراتِ بلادِ الشامِ القديمةِ

تميّزتْ حضاراتُ بلادِ الشامِ القديمةُ بعددٍ مِنَ المظاهرِ الحضاريّةِ البارزةِ، ومنها:

 

1- نظامُ الحكمِ والإدارةِ

كانَ نظامُ الحكمِ في أغلبِ حضاراتِ بلادِ الشامِ نظامًا وراثيًّا، ويشرفُ فيهِ الحاكمُ على إدارةِ المدينةِ والحياةِ العامّةِ، ويُساعدُهُ أعيانُ المدينةِ والأغنياءُ، بالإضافةِ إلى الكهنةِ الذينَ كانَ لَهُم دورٌ كبيرٌ في إدارةِ الحكمِ.

 

2- الحياةُ الفكريّةُ (اللغةُ والكِتابةُ)

عرفَ الإنسانُ القديمُ الكتابةَ التصويريّةَ التي تقومُ على تصويرِ البشرِ والحيواناتِ والممارساتِ اليوميّةِ، ثمّ تطوّرتْ إلى تصويرِ المقاطعِ الصوتيّةِ التي كانتْ كثيرةَ الصوَرِ، حتّى جاءَ ابتكارُ الفينيقيّونَ للحروفِ الأبجديّةِ التي شكّلتْ ثورةً في عالَمِ كتابةِ اللغاتِ.

تُعدُّ الأبجديّةُ الفينيقيّةُ مِنْ أقدمِ الكتاباتِ الأبجديّةِ، وهِيَ تُكتبُ مِنَ اليمينِ إلى اليسارِ وتتكوّنُ من (22) حرفًا، وقدْ استُخدِمتْ في المنطقةِ الساحليّةِ لشرقيِّ البحرِ المتوسِّطِ. وكانَ هذا الابتكارُ أعظمَ ما قدّمَهُ الفينيقيّون مِنْ خِدْماتٍ إلى العالَمِ؛ فقدْ عُرِفَ الفينيقيّونَ بتلكَ الكتابةِ المقطعيّةِ الصوتيّةِ، ووَضعوا لَها القواعدَ إلى أنْ أخرجوها كتابةً أبجديّةً استخدموها ونشروها في العالَمِ. وكانتِ الأصلَ الذي اشتُقّتْ مِنهُ الأبجديّاتُ الأخرى كاليونانيّةِ، ومِنْها اشتُقّتِ الأبجديّاتُ الحديثة.

وأسهمَ ابتكارُ الفينيقيِّينَ للحروفِ الهجائيّةِ ونشرِها في تقدُّمِ الفكرِ الإنسانيِّ، وقدْ شاعَ استخدامُ اللغةِ الفينيقيّةِ في بلادِ الفينيقيِّينَ وشمالِ بلادِ الشامِ وكيليلكيا (جنوبِ الأناضولِ في تُركيّا الحاليّةِ) وقبرصَ.

مهارات التعلم: الشبه والاختلاف

أو  أوجُهُ الشبهِ والاختلافِ: أُبيِّنُ أوجهَ الشبهِ والاختلافِ بينَ الأبجديّةِ العربيّةِ والأبجديّةِ الفينيقيّةِ، مِنْ حيثُ عددُ الحروفِ واتِّجاهُ الكتابةِ.

  • الشبه: كلاهما يكتب من اليمين إلى اليسار
  • الأختلاف: عدد الأحرف

 

3- العلوم

 

 اشتُهِرَ الفينيقيّونَ في العلومِ ولا سيّما في علومِ الفلكِ والحسابِ الضروريّةِ في الملاحةِ والتجارةِ، وكانَ فينيقيّو قرطاجةَ أوّلَ مَنْ أصدرَ أوراقَ النقدِ على جلودِ الحيواناتِ، واستنبطوا خطوطَ الطّولِ ودوائرَ العرضِ ووضعوها على خرائطِهِم؛ لتحديدِ مواقعِ مستعمراتِهِم ومحطّاتِهِم التجاريّةِ. كما اكتشفوا النجمَ القطبيَّ الشماليَّ لتحديدِ الجهاتِ، وأسهموا في تطوّرِ علمِ الجغرافيا؛ نتيجةً لرحلاتِهِم الاستكشافيّةِ حولَ أفْريقيا وعبورِهِم مضيقَ جبلِ طارقٍ.

مهارات التعلم: السبب والنتيجة

 

السببُ: معرفةُ الفينيقيِّينَ خطوطَ الطولِ ودوائرَ العرضِ.

النتيجة: تحديد الجهات وتوسع انتشار حملاتهم الاستكشافية

 

 

 

 

 

 

 

- الديانة

قامتِ الديانةُ في حضاراتِ بلادِ الشامِ القديمةِ على عِبادةِ قوى الطبيعةِ؛ الشمسِ والقمرِ والأرضِ والسماءِ والبحرِ والمطرِ والبرقِ والرعدِ)، وجعلَ الفينيقيّونَ لكلٍّ مِنَ الحربِ والزراعةِ والملاحةِ والصيدِ إلهًا. وفي مرحلةِ متقدِّمةٍ، كانَ الإلهٌ إيل (El) يُعبَدُ في كلِّ شيءٍ، وأقاموا المعابدَ تمجيدًا لآلِهتِهِم، وكانَ أشهرُها معبدُ أدونيسَ (Adonis temple).

ثانيًا: المظاهرُ الاقتصاديّةُ في حضاراتِ بلادِ الشامِ القديمةِ

1- الزراعة

برعَ الأموريّونَ في تربيةِ الحيواناتِ وصناعةِ منتجاتِها المختلفةِ مِنَ الألبانِ ومشتقّاتِها. ومعَ بدايةِ استقرارِهِم في المناطقِ الزراعيّةِ في القربِ مِنَ الأنهارِ؛ تحوّلوا إلى العملِ في الزراعةِ، فشيّدوا المساكِنَ والبيوتَ والتجمُّعاتِ السكنيّةَ. أمّا الكنعانيّونَ فقدْ اعتنوا أيضًا في الزراعةِ وبخاصةٍ في زراعةِ العنبِ والتينِ والزيتونِ، وعرفوا بعضَ الأدواتِ لطحنِ الحبوبِ، واستعملوا وزناتٍ مِنَ الفضّةِ بدلًا مِنَ النقودِ.

2- الصناعةُ

 

اشتُهِرَ الفينيقيّونَ في صناعةِ الصباغِ الأرجوانيِّ الذي استُخرِجَ مِنَ الأصدافِ البحريّةِ واستُخدِمَ في صباغةِ الأقمشةِ المطرّزةِ التي نالتْ شُهرةً كبيرةً في العالَمِ القديمِ، بالإضافةِ إلى صناعةِ الخزفِ وتطويرِ صناعةِ الزجاجِ التي أُخِذتْ منَ الحضارةِ المصريّةِ.

كَما برعوا في صناعةِ السفنِ، وقدْ تضافرتْ في إتقانِها العواملُ البشريّةُ والطبيعيّةُ؛ مِنْ خشبٍ وخبرةٍ ملاحيّةٍ ومعلوماتٍ جغرافيّةٍ وفلكيّةٍ وملاءمة الساحل للصيد والسفر، واستطاعوا بها ربطَ الشرقِ بالغربِ مِنْ سواحلِ بلادِ الشامِ شرقًا إلى سواحلِ البحرِ المتوسِّطِ الغربيّةِ، ووصلوا إلى أُوروبّا ونشروا لغتَهُم وثقافتَهُم وتِجارتَهُم.

أمّا الآراميّونَ فقدْ برعوا في صناعةِ الملابسِ والأثاثِ الخشبيِّ والجلودِ وأدواتِ الكتابةِ، وفي صناعةِ الحليِّ وغيرِها، وفي الكثيرِ مِنَ الصناعاتِ.

مهارات التعلم: السبب والنتيجة

 

السبب: - الموقع البحري وخبرةٍ ملاحيّةٍ ومعلوماتٍ جغرافيّةٍ وفلكيّةٍ وملاءمة الساحل للصيد والسفر والنشاط الاقتصادي ( التجارة) وتوفر المواد الخام ( الغابات)

 

النتيجة: تطوُّرِ صناعةِ السفنِ في الحضارةِ الفينيقيّةِ

3- التجارة

عملّ الأموريّونَ مرافقينَ وأدلاءَ للقوافلِ العابرةِ للصحراءِ؛ لمعرفتِهِم بأحوالِها وبالطرقِ والآبارِ والينابيعِ فيها، وبلغتِ التجارةُ أوجَ ازدهارِها في العصرِ الآراميِّ؛ إذْ كانَ التجّاُر يبعثونَ قوافلَهُم إِلى بلادِ المشرقِ القديمِ، ويحتكرونَ التجارةَ الداخليّةَ في البلادِ، فقدْ تاجروا بالأقمشةِ المطرّزةِ والكتّانِ والحجارةِ الكريمةِ، ونقلوا العطورَ والعقاقيرَ والزيوتَ والتمورَ والثمارَ المجفّفةَ إلى تلكَ البلادِ.

كما سيطرَ الفينيقيّونَ على التجارةِ البحريّةِ في البحرِ المتوسِّطِ والبحرِ الأحمرِ، وأقاموا مراكزَ تجاريّةً على سواحلِ المغربِ العربيِّ وأسّسوا مملكةً تجاريّةً في قُرْطاجة (تونُسَ حاليًّا) امتدّتْ إلى جنوبِ شبهِ الجزيرةِ الأيْبيريّةِ (إسْبانيا والبُرْتغال حاليًّا). وقدْ قامتِ التجارةُ الفينيقيّةُ في أوّلِ الأمرِ على المبادلاتِ العينيّةِ ثمّ استخدموا النقودَ في مبادلاتِهِم التجاريّةِ، وُسكّتْ هذِهِ النقودُ مِنَ الذهبِ. كما رافقَ التجارَ في رحلاتِهِم المسافرونَ والمغامرونَ؛ ما أدّى إلى انتقالِ الأُسرِ مِنْ بلادِ الشامِ إلى البلادِ الأُخرى حاملةً معَها حضارتَها ومعتقداتِها وثقافاتِها ولُغاتِها، وقدْ نَشروها في عدّةِ مناطِقَ.

مهارات التعلم : السبب والنتيجة

السببُ: لمعرفتِهِم بأحوالِها وبالطرقِ والآبارِ والينابيعِ فيها

النتيجةُ: عملتِ الشعوبُ الأموريّةُ أدلاءَ للقوافلِ العابرةِ للصحراءِ.