حديث شريف : صِلَةُ الأَرحام

أفهم وأحفظ عنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قاطِعُ رَحِمٍ". [رواهُ مسلمٌ].

التعريف براوي الحديث الشريف

• الصحابيُّ الجليلُ جُبَيْرُ بنُ مُطْعِمٍ رضي الله عنه منْ سادةِ قريشٍ.
• رَوى عددًا منَ الأحاديثِ النبويةِ الشريفةِ.
• تُوفِّي سنةَ (58 هـ)في المدينةِ المنوّرةِ.
• حمى أبوهُ مُطْعِمٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حينَ عادَ منَ الطائف.

 

أولاً: مَفهومُ صِلةِ الأَرحامِ

• الأَرحامُ: جميعُ الأقرباءِ منْ جهةِ الأبِ والأمِّ.
• صِلةُ الأَرحامِ: الإحسانُ والتواصلُ معَ الأقرباءِ.
• منَ الأمثلةِ على الأرحامِ: الوالدانِ، والأبناءُ والبناتُ، والأجدادُ والجدّاتُ، والإخوةُ والأخَواتُ، والأعمامُ والعمّاتُ، والأخوالُ والخالاتُ، وأولادُهم وبناتُهُمْ.

 

ثانياً: الدَّعوةُ إلى صِلةِ الأرحامِ

• حثَّ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على توثيقِ العلاقةِ بنَ الأقرباءِ، فأَمرَ بصِلةِ الأَرحامِ، وحذّرَ منْ قطْعِها .
• حثَّ الإسلامُ على توثيقِ العلاقةِ بنَ الأقرباءِ، فأَمرَ بصِلةِ الأَرحامِ.
• جعلَها منْ فضائلِ الأعمالِ، وزادَ منَ الأجرِ كلّما كانَتِ الرَّحِمُ أَقربَ ؛ فالأُمُّ، ثمَّ الأبُ، ثمَّ الأجدادُ والجدّاتُ أقربُ، فقدْ أجابَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ الذي سألَهُ: مَنْ أَحَقُّ النّاسِ بحُسْنِ صحابتي؟ بقولِهِ: "أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبوكَ، ثُمَّ أَدْناكَ أَدْناكَ" [رواهُ مسلمٌ]. [أَدْناكَ أَدْناكَ: الأقربُ فالأقربُ].
• حرّمَ الإسلامُ قطعَ الأَرحامِ، فقدْ بيَّن سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الحديثِ الشريفِ أنَّ قطْعَنا أرحامَنا يؤخّرُ دخولَنا الجنَّةَ.
• دعانا سيّدُنا محمّدٌ صلى الله عليه وسلم إلى صلِة أَقربائِنا، حتّى لوْ قطعونا وامتنعوا عنْ زيارتِنا.

 

ثالثاً: صورٌ مشرقةٌ

عُرِفَ نبيُّنا صلى الله عليه وسلم  بصِلةِ رحِمِهِ قبلَ بعثتِهِ، فقدْ أخبرَتْ أمُّ المؤمنينَ السيّدةُ خديجةُ رضي الله عنها في قصّةِ بَدءِ الوحيِ في قولِا عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "كلّا واللهِ ما يخزيكَ اللهُ أبدًا، إنّكَ لتصِلُ الرَّحِمَ..." [رواهُ البخاريُّ]. والأَمثلةُ منْ سيرةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على صِلةِ الأرحامِ كثيرةٌ، منْها:

أ. دعوةُ الأرحامِ إلى الخيرِ، فقدْ كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو أرحامَهُ إلى اللهِ تعالى، فلمّا نزلَ قولُهُ تعالى: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: 214 ]، دعا نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم  أرحامَهُ إلى الإسلامِ.

ب. الوَصِيّةُ بالأَرحامِ خيرًا، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في وصيّتِهِ في حجَّةِ الوداعِ: "أُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أَهلِ بَيتي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أَهلِ بَيتي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أَهلِ بَيتي" [رواهُ مسلمٌ].

ج. الثَّناءُ على الأرحامِ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنْ سعدِ بنِ أبي وقّاصٍ رضي الله عنه وهوَ منْ أخوالِهِ بني زهرةَ: "هذا خالي، فلْيُرِني امرُؤٌ خالَهُ" [رواهُ الترمذيُّ]، وقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنِ ابنِ عمّتِهِ الزُّبَيْرِ بنِ العوّامِ رضي الله عنه: "إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوارِيًّا، وإنَّ حَوارِيَّ الزُّبَيْرُ بنُ العَوّامِ" [رواهُ البخاريُّ] [حَوارِيَّ: ناصري وخاصّتي من أصحابي].

د. التَّألُّمُ لإيذاءِ أَحدٍ منْ أَرحامِهِ، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لسيّدِنا عليِّ بْنِ أَبي طالبٍ رضي الله عنه: "فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنّي، فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَني" [رواهُ البخاريُّ].

 

أَتَدَبَّرُ الحديثينِ النَّبويّينِ الشَّريفينِ الآتيينِ، وأستنتِجُ منْهُما صورةَ صِلةِ الرَّحِمِ:

الرقم	الحديثُ الشريفُ	صورةُ صِلةِ الرَّحِمِ
1	دعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم  لابنِ عمِّهِ عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما فقالَ: "اللّهُمَّ فقِّهْهُ في الدّينِ، وعلِّمْهُ التأْويلَ" [رواهُ الإمامُ أحمدُ]، [التأويلُ: تفسيرُ القرآنِ الكريمِ].	الدعاء للأرحام
2	عنْ سعدِ بنِ أبي وقّاصٍ رضي الله عنه قالَ: "اشتَكَيْتُ بمَكَّةَ فجاءَني النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يعودُني، ووضعَ يدَهُ على جَبهتي، ثمَّ مسحَ صَدري وبَطني، ثمَّ قالَ: "اللّهُمَّ اشفِ سَعْدًا، وأَتمِمْ لَهُ هِجْرتَهُ" [رواهُ البخاريُّ].	عيادة المريض من الارحام

 

رابعاً: منْ ثمراتِ صِلةِ الرَّحِمِ

1) رضا اللهِ تعالى، والبعدُ عنْ سخَطِهِ، والفوزُ بالجنّةِ.

2) المودّةُ، والأُلفةُ، والتكافلُ بينَ الأقاربِ.

3) مغفرةُ الذنوبِ والخطايا.

4) البركةُ في الرزقِ والعُمرِ.

 

أَتَدَبَّرُ الأحاديثَ النبويّةَ الشريفةَ الآتيةَ، ثمَّ أستنتِجُ منْها ثمراتِ صِلةِ الأرحامِ:

الرقم	الحديثُ الشريفُ	ثمرةُ صِلةِ الأرحامِ
1	قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يا أيُّها النّاسُ، أَفشوا السَّلامَ، وأَطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأَرحامَ، وَصَلّوا باللَّيلِ والنّاسُ نيامٌ، تَدْخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ" [رواهُ ابنُ ماجةَ].	رضا اللهِ تعالى، والبعدُ عنْ سخَطِهِ، والفوزُ بالجنّةِ.
2	قال رسولُ اللهِ  صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فليصِلْ رحِمَهُ" [رواهُ البخاريُّ].	صلة الرحم من مقتضيات الإيمان بالله واليوم الآخر.
3	قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "صِلةُ الرَّحِمِ، وحُسنُ الخُلُقِ، وحُسنُ الجوارِ، يُعَمِّرانِ الدِّيارَ، ويزيدانِ في الأَعمارِ" [رواهُ أحمدُ].	البركةُ في الرزقِ والعُمرِ.

 

خامساً: كيفية صلة الأرحام

تكونُ صِلةُ الأَرحامِ بأمورٍ كثيرةٍ، منْها:

1) المبادرةُ إلى زيارةِ الأرحامِ.

2) حُسْنُ المعاملةِ

3) الإحسانُ، وتقديمُ المساعدةِ.

4) تلبيةُ الدعوةِ، والمشاركةُ في الأفراحِ والأحزانِ.

5) التواصلُ بمختلفِ الوسائلِ، وتوظيفُ وسائلِ التواصلِ الحديثةِ لذلكَ، مثلَ: الهاتفِ، ووسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ.