مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

جهود علماء المسلمين في خدمة القرآن الكريم

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

تكفّل الله تعالى بالحفاظ على القرآن الكريم من أي تحريف أو تبديل، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وقد قدّم العلماء قديمًا وحديثًا العديد من الإسهامات التي كان لها دور مهمّ في خدمة القرآن الكريم والمحافظة عليه، منذ بدء نزوله على سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وشملت هذه الجهود جوانب متعدّدة منها:

أولاً كتابة القرآن الكريم

  • تمّت كتابة القرآن الكريم كاملاً بين يدي سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة كُتَّاب الوحي من الصحابة.
  • ومن هؤلاء الصحابة الكرام:
    • زيد بن ثابت
    • وأُبَّي بن كعب
  • من هم كتَّاب الوحي؟
    • هم مجموعة من الصحابة الكرام الماهرين بالكتابة اختارهم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه المهمّة الجليلة.
  • كيف تمت كتابة القرآن الكريم زمن النبي صلى الله عليه وسلم؟
    • كان سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كلّما نزل عليه شيء من القرآن الكريم دعا بعضهم ليكتبوه في موضعه من القرآن الكريم.
    • لم ينقضِ زمن النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلّا وقد حفظ الصحابة الكرام آيات القرآن الكريم؛ غيبًا في صدورهم وكتابةً على السطور.

 

ثانيًا جمع القرآن الكريم ونسخه

(1) جمع القرآن الكريم

  • لمّا تولّى سيّدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة أمر بجمع القرآن الكريم.
  • حيثُ كان قد كُتبِ في حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم في صحف مفرّقة، فأمر بجمعه في مصحف واحد خشية ضياعه.
  • وذلك باقتراح من سيدنا عمر بن الخطاب؛ عندما استشهد عدد كبير من حُفَّاظ القرآن الكريم وقرّائه في حروب الرّدة.
  • ولما تمّ الجمع حُفِظَ هذا المصحف الشريف عند سيّدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
  • وبعد وفاته حُفِظَ عند سيّدنا عمر رضي الله عنه.
  • ثم حُفِظَ عند أم المؤمنين السيّدة حفصة بنت عمر رضي الله عنهما.

(2) نسخ القرآن الكريم

  • في عهد سيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه نُسِخَ هذا المصحف عدّة نُسَخ.
  • تم إرسالها إلى الشام والبصرة واليمن ومصر ومكة وبقيت نسخة في المدينة المنوّرة.
  • كان السبب في تعدّد هذه النُّسَخِ ما حصل من اختلاف الناس في قراءة القرآن الكريم، فأشار سيّدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه على الخليفة بنسخ المصحف الشريف بطريقة تُسَهِّلُ على الناس قراءته لاختلاف لهجاتهم.

دور زيد بن ثابت رضي الله عنه في جمع القرآن الكريم ونسخه

  • كلّف الخليفتان أبو بكر وعثمان رضي الله عنهما الصحابي زيد بن ثابت رضي الله عنه - وهو في العشرينات من عمره - بمهمتي:
    • جمع القرآن الكريم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
    • نسخ القرآن الكريم في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
  • وقد ساعده في ذلك مجموعة من كُتّاب الوحي وأتمّوها على أكمل وجه.
  • اختير زيد بن ثابت رضي الله عنه لهاتين المهمتين العظيمتين؛ للأسباب الآتية:
    • لما كان يتميّز به من ملازمته لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • همّته العالية وفهمه الدّقيق.
    • حفظه التّام للقرآن الكريم.

 

ثالثًا: حفظ القرآن الكريم وتعليمه ونشره

  • في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
    • حثّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على حفظ القرآن الكريم، وتعلّمه وتعليمه، فحفظه عدد كبير من الصحابة الكرام.
    • قام النبيُّ صلى الله عليه وسلم بإرسال عدد من الصحابة (حفظة القرآن الكريم) لتعليم القبائل المختلفة تلاوة القرآن الكريم وأحكامه، واستمرّ ذلك بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
  • في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه
    • لما نُسِخ القرآن الكريم في عهد سيّدنا عثمان رضي الله عنه أُرْسِلَ مع كلّ نسخة مُعلِّم متقن لتعليم الناس وِفق ما تعلمه الصحابة الكرام من سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذوا يعلّمون الناس القرآن الكريم ويحفّظونهم إياه.
    • ومن هؤلاء الصحابة الكرام:
      • عبد الله بن مسعود.
      • أبو موسى الأشعريّ.
      • أُبَّي بن كعب
      • عبد الله بن عباس.
  •  تفرّغ كثير من علماء الصحابة الكرام والتابعين ومَنْ جاء بعدهم لتعليم الناس تلاوة القرآن الكريم وقد عُرِف هؤلاء بالقُرّاء.

 

رابعاً: ضبط المصحف الشريف

  • كانت المصاحف التي نُسِخت في عهد سيّدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه خالية من التنقيط وعلامات الإعراب؛ لأنها الطريقة التي كان العرب يكتبون بها في ذلك الوقت؛ حيث إنهم كانوا قادرين على الكتابة والقراءة دون الحاجة إلى التنقيط وعلامات الإعراب.
  • ولكن لمّا كثر عدد المسلمين ودخل غير العرب في الإسلام صعب عليهم قراءة القرآن الكريم وكثر الخطأ في قراءته، فظهرت الحاجة إلى ضبطه.

  • تم ضبط المصحف الشريف في مرحلتين:
    • زمن سيّدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قام أبو الأسود الدُّؤليّ بضبط المصحف الشريف ووضع علامات تدل على حركات الإعراب؛ حفاظًا على القرآن الكريم من التبديل والتحريف.
    • في عهد الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان طلب الحجّاج بن يوسف الثقفيّ من التابعيين يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم نقط الحروف المتشابهة؛ لتمييزها عن بعضها مثل (ب، ت، ث، ح، ج، خ، ز، ر، س، ش).
  •  ثم تتابع الاهتمام بالقرآن الكريم في العصور اللاحقة حفظًا وتفسيرًا وتلاوة وتعلُّمًا وتعليمًا وبيان أحكامه وعلومه.

 

خامسًا خدمة القرآن الكريم في العصر الحديث

استمرت العناية بخدمة القرآن الكريم في العصر الحديث وظهر ذلك في أمور عدّة منها:

  • طباعة القرآن الكريم؛ حيث أُنشِئت المؤسسات الأهليّة والرسميّة التي تُعنى بذلك، فَطَبَعَتْ نُسَخًا من المصحف الشريف بأعداد كبيرة تم توزيعها في البلاد.
  • إنشاء المواقع الإلكترونيّة، والقنوات الفضائيّة، والتطبيقات على الهواتف النقالة؛ التي سهلت علينا الوصول إلى كثير من المعلومات المتعلّقة بالقرآن وألفاظه ومعانيه وعلومه.
  • إنشاء المؤسسات والجامعات والمراكز والجمعيات؛ التي تُعنى بتعليم القرآن الكريم وتحفيظه وتعليم أحكام تلاوته وتجويده وطباعة الكتب المتعلّقة بعلومه المختلفة.
  • ترجمة معاني القرآن الكريم بمختلف لغات العالم؛ بهدف إيصاله إلى الناس كافّة، ونشر الدعوة الإسلاميّة.

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ   

  • اعتنى العلماء قديماً وحديثًا بالقرآن الكريم وعلومه المختلفة، فظهرت التفاسير المتنوّعة للقرآن الكريم؛ فكان من المفسرين من اهتمّ بالجانب:
    • الفقهيّ مثل القرطبيّ في كتابه (الجامع لأحكام القرآن).
    • البلاغيّ مثل كتاب (أنوار التنزيل) للبيضاوي. وغير ذلك من الجوانب.
  • كما ظهرت المؤلَّفات التي تُعنى بعلوم القرآن مثل كتاب (البرهان في علوم القرآن) للزركشيّ.
  • وفي العصر الحديث ظهرت مجموعة مميّزة من كتب التفسير كتفسير (التحرير والتنوير) للطاهر ابن عاشور.