مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

تطور علاقة الانسان بالبيئة

الدراسات الاجتماعية - الصف السابع

أتخيّلُ نَفسي هناكَ: أُشاهِدُ فيلمًا وثائقيًّا عَنْ حياةِ الإنسان قبل آلافِ السنينَ، كيفَ كانَ يعيشُ؟ وكيفَ استطاعَ حِمايةَ نفسِهِ والتغلُّبَ على الأخطارِ التي واجهته؟

 

الإنسان والبيئةُ

البيئةُ هِيَ الوسَطُ الطبيعيُّ الذي تعيشُ فيهِ الكائناتُ الحيّةُ والعناصرُ غيرُ الحيّةِ وتتفاعَلُ معَ بعضِها ضِمنَ مكانٍ محدّدٍ. وما يُحدِّدُ طبيعةَ العَلاقةِ بينَ الإنسان والبيئةِ هُوَ مقدارُ استثمارِهِ مكوِّناتِ البيئةِ بصورةٍ عقلانيّةٍ، بِما يضمنُ الإبقاءَ على تلكَ المُكوِّناتِ بنِسَبِها الطبيعيّةِ دونَ زيادةٍ أوْ نُقصانٍ؛ وهُوَ ما يُسمّى التوازنَ البيئيَّ.

 

تطوُّرُ عَلاقةِ الإنسان بالبيئةِ

مرّتْ عَلاقةُ الإنسان بالبيئةِ مُنذُ بَدءِ الخليقةِ إلى يومِنا هذا بعدّةِ مراحِلَ تفاوتَتْ فيها درجةُ تأثيرِ الإنسانِ بالبيئةِ سلبًا وإيجابًا على النحوِ الآتي:

المرحلةُ الأولى: الصيدُ والجمعُ والالتِقاطُ

عاشَ الإنسانُ الأوّلُ في مجموعاتٍ صغيرةٍ تعتمِدُ على الجمعِ والتِقاطِ الثمارِ، وكانَ يسكُنُ في الكهوفِ وينتقلُ مِنْ مكانٍ إلى آخرَ بحثًا عَنِ الطعامِ؛ فلمْ يؤثِّرْ في البيئةِ تأثيرًا سلبيًّا، بسببِ أعدادِهِ القليلةِ وفطرتِهِ السليمةِ؛ فكانَ صديقًا للبيئةِ

 

المرحلة ُالثانيةُ: الزراعةُ والاستقرارُ

 

اكتشفَ الإنسانُ الزراعةَ قبلَ آلافِ السنينَ، واستقرَّ في أماكنَ مناسبةٍ للزراعةِ، مِنْ حيثُ ملاءمةِ المُناخِ ووَفرةِ المياهِ وخُصوبةِ التربةِ؛ إذْ بدأَ بزراعةِ الحبوبِ واستأنسَ الحيواناتِ وعمِلَ عَلى تربيتِها؛ ما أدّى إلى نشوءِ القُرى الزراعيّةِ الصغيرةِ. استخدمَ الإنسانُ في البدايةِ الأدواتِ البسيطةَ المصنوعةَ مِنَ الحجارةِ في الزراعةِ كالفأسِ والسكاكينِ والمناجِلِ، وسكنَ في الكهوفِ والبيوتِ التي بُنيتْ مِنَ الطينِ والحجارةِ والأخشابِ.

 

ثمَّ ظهرتِ الحاجةُ إلى زيادةِ الإنتاجِ؛ ما أدّى إلى تطوُّرِ الأدواتِ المستخدَمةِ في الزراعةِ؛ فظهرَ المِحراثُ الخشبيُّ قبلَ (5000) عامٍ قبلَ الميلادِ في بلادِ الرافدَينِ، واستُخدِمتْ بعدَ ذلكَ المناجلُ المصنوعةُ مِنَ الحديدِ والنحاسِ، وتطوّرتْ أساليبُ الريِّ. وظلَّ تأثيرُ الإنسانِ السلبيِّ في البيئةِ محدودًا وبسيطًا، ولمْ يؤدِّ إلى خللٍ في التوازُنِ البيئيِّ.

- ما العواملُ التي أسهمتْ في تطوُّرِ الزراعةِ.

الحاجةُ إلى زيادةِ الإنتاجِ

 

المرحلةُ الثالثةُ: مرحلةُ الثورةِ الصناعيّةِ

استمرّتِ المُجتمعاتُ البشريّةُ طوالَ العصورِ الوسطى بالاعتمادِ على الزراعةِ بوصفِها نشاطًا رئيسًا، وطوّرتْ أدواتِها واستخداماتِها، كَما طوّرتْ طرقَ التجارةِ وأساليبَها.

ومعَ حركةِ الكشوفاتِ الجغرافيّةِ في القرنَينِ الخامسَ عشرَ والسادسَ عشرَ، على يدِ الأوروبيِّينَ، وما نتجَ عَنْها مِنْ توافُرِ الموادِّ الخامِ وزيادةِ أعدادِ السكّانِ وفائضٍ في الإنتاج، ومعَ تطوُّرِ العلمِ في تلكَ الفترةِ؛ ظهرَتْ بوادرُ الثورةِ الصناعيّةِ.  

وفي منتصَفِ القرنِ الثامنَ عشرَ، اخترعَ الإنسانُ الآلةَ البُخاريّةَ لتحريكِ القاطراتِ والسفُنِ وتشغيلِ المصانعِ، وبدأَ باستخدامِ الوقودِ الأُحفوريِّ وبخاصّةٍ باستخدامِ الفحمِ الحجريِّ؛ ما أدّى إلى زيادةِ نسبةِ الغازاتِ الضارّةِ بالبيئةِ كغازِ ثاني أُكسيدِ الكربونِ. رافقَ التطوُّرَ الصناعيَّ تطوُّرٌ علميٌّ في المجالِ الصحِّيِّ، الأمرُ الذي أسهمَ في القضاءِ على العديدِ مِنَ الأمراضِ فازدادَ عددُ السكّانِ ونشأَتِ المُدنُ الكُبرى وزادَ الطلبُ عَلى الغِذاء؛ فمارسَ الإنسانُ العديدَ مِنَ الأنشطةِ الضارّةِ بالبيئةِ لزِيادةِ إنتاجِ الغذاءِ، كقطعِ الغاباتِ أوْ إحراقِها لتحويلِها إلى أراضٍ زراعيّةٍ؛ ما تسبّبَ في خللٍ في التوازُنِ البيئيِّ.

 

مهارات التعلم: السبب والنتيجة

السبب: تحسن الاوضاع الصحية

النتيجة: ازدادَ عددُ السكّانِ ونشأَتِ المُدنُ الكُبرى وزادَ الطلبُ عَلى الغِذاء

 

المرحلةُ الرابعةُ: ثورةُ تُكنولوجيا المعلوماتِ

مُنذُ منتصَفِ القرنِ العشرينَ تطوّرتْ تُكنولوجيا المعلوماتِ، ورافقَ ذلِكَ زيادةٌ في أعدادِ السكّانِ في العالَمِ، وزيادةٌ في المُمارساتِ غيرِ العقلانيّةِ في استثمارِ الموارِدِ الطبيعيّةِ، عبرَ الأنشطةِ الصناعيّةِ المختلفةِ والتوسُّعِ في استخدامِ الأسمدةِ الكيميائيّةِ والمُبيداتِ الحشريّةِ في الزراعةِ، وتحوُّلِ مِساحاتٍ واسعةٍ مِنَ الغاباتِ والأراضي الرعويّةِ إلى أراضٍ زراعيّةٍ؛ ما أدّى إلى أضرارٍ كبيرةٍ في البيئةِ والتنوُّعِ الحيويِّ فيها.

 

تنبّهتِ العديدُ مِنَ الدولِ والمُنظّماتِ الدوليّةِ إلى قضايا البيئةِ للحدِّ مِنَ المُمارساتِ السلبيّةِ، ورسمِ السياساتِ والمُمارساتِ البيئيّةِ الإيجابيّةِ نحوَ البيئةِ، وعُقِدتْ العديدُ مِنَ المؤتَمراتِ والاتِّفاقيّاتِ الدوليّةِ حولَ البيئةِ، مثل مؤتمر قمة الأرض ( ريودي جانيرو) واتفاقية (كيوتو) ومؤتمر (باريس).

 

 

أشكالُ تأثيرِ الإنسانِ في البيئةِ

1- تأثيرٌ إيجابيٌّ

يتفاعلُ الإنسانُ معَ البيئةِ لتحقيقِ حاجاتِهِ دونَ إلحاقِ أيِّ خللٍ بمُكوِّناتِ البيئةِ الطبيعيّةِ، كتوليدِ الكهرباءِ مِنْ طاقةِ الرياحِ أوِ الطاقةِ الشمسيّةِ.

2- تأثير سلبي

يُمارِسُ الإنسانُ العديدَ مِنَ المُمارساتِ التي تؤثِّرُ بصورةٍ سلبيّةٍ في البيئةِ وتُدمِّرُ مُكوِّناتَها، كاستخدامِ الوقودِ الأُحفوريِّ في الصناعةِ والأنشطةِ البشريّةِ المختلفةِ، والزحفِ العُمرانيِّ على المناطقِ الزراعيّةِ.

مهارات التعلم: السبب والنتيجة

السبب: التوسع في استخدام الوقود الاحفوري

النتيجة: التأثير بصورةٍ سلبيّةٍ في البيئةِ وتدميرُ مُكوِّناتَها

 

جهودُ الأُردنِّ في حِمايةِ البيئةِ

حِمايةُ البيئةِ هِيَ حِمايةُ الكائناتِ الحيّةِ والنظُمِ الطبيعيّةِ، واستغلالُ موارِدِ البيئةِ الطبيعيّةِ استغلالًا أمثلَ يضمنُ استمرارَها وَفقَ نظامٍ طبيعيٍّ متوازنٍ. برزَتِ العديدُ مِنَ المنظّماتِ الدوليّةِ المُهتمّةِ بحِمايةِ البيئةِ حولَ العالَمِ، وعُقِدتِ العديدُ مِنَ المؤتمراتِ والاتِّفاقيّاتِ البيئيّةِ. وقَدْ شاركَ الأُردنُّ في العديدِ مِنْها، مثلِ اتِّفاقيّةِ (فينّا) لحمايةِ طبقةِ الأوزونِ في عامِ 1985م، واتِّفاقيّةِ (باريس) في عامِ 2015م، وحرِصَ الأُردنُّ على حِمايةِ البيئةِ المحلِّيّةِ عبرَ إصدارِ قانونِ حِمايةِ البيئةِ في عامِ 1995م، والإستراتيجيّةِ الوطنيّةِ لحِمايةِ البيئةِ، بالإضافةِ إلى السعيِ لتحقيقِ الوعيِ البيئيِّ عبرَ وسائلِ الإعلامِ والمناهجِ الدراسيّةِ والندواتِ والمؤتمراتِ وبرامجِ التوعيةِ البيئيّةِ.

 

- أُحدِّدُ أهمَّ وسائلِ تحقيقِ الوعيِ البيئيِّ في الأُردنِّ.

تحقيقِ الوعيِ البيئيِّ عبرَ وسائلِ الإعلامِ والمناهجِ الدراسيّةِ والندواتِ والمؤتمراتِ وبرامجِ التوعيةِ البيئيّةِ.