مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

تدوينُ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ الشريفةِ

التربية الإسلامية - الصف الثامن

الفكرةُ الرئيسةُ

بذلَ المسلمونَ جهودًا عظيمةً في تدوينِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ الشريفةِ؛ لأنّها المصدرُ الثاني للتشريعِ الإِسلاميِّ، ومرَّتْ هذهِ الجهودُ في مراحلَ عديدةٍ، حتّى وصلَتِ السُّنَّةُ النَّبويَّةُ إِلينا اليومَ بصورتِها الحاليّةِ.

وقد حَظِيَت السُّنَّةُ النَّبويَّةُ بالعنايةِ والاهتمامِ؛

  • امتثالًا لقولِهِ تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).
  • ولأنّها المصدرُ الثاني للتشريعِ الإِسلاميِّ.

 

أَسْتَنيرُ

بدأَتْ عنايةُ المسلمينَ بالسُّنَّةِ النَّبويَّةِ منذُ عهدِ سيِّدِنا محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، واستمرَّتْ إِلى زمنِنا الحاضرِ.

أَوَّلًا: مفهومُ تدوينِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ

تدوينُ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ: هوَ كتابةُ الأَحاديثِ النَّبويَّةِ الشريفةِ وجمْعُها.

 

ثانيًا: أَهمِّيَّةُ تدوينِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ

لتدوينِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ أَهمِّيَّةٌ كبيرةٌ، منْها:

  • حفظُها منَ النسيانِ والضياعِ.
  • سهولةُ الوصولِ إِلى الأَحاديثِ الشريفةِ.
  • معرفةُ الأَحكامِ الشرعيَّةِ ولا سيَّما الَّتي لمْ ترِدْ في القرآنِ الكريمِ.

 

ثالثًا: مراحلُ تدوينِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ

المرحلةُ الأولى: التدوينُ في عهدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم والصحابةِ رضي الله عنهم.

  • حرَصَ سيِّدُنا محمَّدٌ صلّى الله عليه وسلّم في بدايةِ الأَمرِ على توجيهِ اهتمامِ الصحابةِ نحوَ القرآنِ الكريمِ، وأَمرَهُمْ بحفظِهِ وكتابتِهِ، ونهاهُمْ عنْ كتابةِ الأَحاديثِ النَّبويَّةِ الشريفةِ:
    • خشيةَ انشغالِهِمْ بكتابتِها عنِ القرآنِ الكريمِ.
    • وخوفًا منِ اختلاطِها بآياتِهِ الكريمةِ،
  • التزمَ الصحابةُ رضي الله عنهم وصيَّةَ نبيِّنا الكريمِ، واكتفَوا بتلقّي الأَحاديثِ النَّبويَّةِ الشريفةِ بالسماعِ، وحفظِها في الصدورِ.  قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (لا تَكْتُبوا عَنّي، وَمَنْ كَتَبَ عَنّي غَيْرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ).
  • وفي آخرِ العهدِ النَّبويِّ ازدادَ عددُ الصحابةِ الَّذينَ يحفظونَ ما نزلَ منَ القرآنِ الكريمِ، واستقرَّتِ الآياتُ الكريمةُ في صدورِ المؤمنينَ؛ فأَذِنَ النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم لبعضِ أَصحابِهِ رضي الله عنهم بكتابةِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ، فعَنْ عَبْدِ الله بنِ عَمْرِو بنِ العْاصِ رضي الله عنه قالَ: قُلْتُ: يَا رَسولَ الله،ِ  إنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْياءَ، أَفَأَكْتُبُها؟ قالَ نَعَمْ قُلْتُ: في الغَضَبِ وَالرِّضا؟ قالَ: نَعَمْ؛ فَإنِّي لا أَقولُ فيهِما إلِّا حَقًّا).
  • وبعدَ وفاةِ نبيِّنا محمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم استمرَّتِ الجهودُ الفرديَّةُ في تدوينِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ في عهدِ الخلفاءِ الراشدينَ، وازدادَ اهتمامُ الصحابةِ بجمعِ الأَحاديثِ الَّتي يحفظونَها عنْ سيِّدِنا رسولِ اللِه صلّى الله عليه وسلّم وكتابتِها في صحفٍ خاصّةٍ بكلٍّ منهُمْ على رقاعِ الجلدِ وغيرِها.
  • منَ الصحفِ الخاصَّةِ الَّتي جُمعَتْ في هذهِ المرحلةِ الصحيفةُ الصادقةُ لعبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما وصحيفةُ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما وصحيفةُ أَبي شاه رضي الله عنه.

 

المرحلةُ الثانيةُ: التدوينُ في عهدِ التابعينَ

  • استمرَّ تدوينُ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ في عهدِ التابعينَ، واشتُهِرَ منْهُمْ مَنِ اعتنى بتدوينِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ مثلَ: سعيدِ بنِ المُسيَّبِ رحمه الله، وعروةَ بنِ الزبيرِ رحمه الله.
  • وبقيَتْ جهودُ التدوينِ فرديَّةً، حتّى جاءَ أَميرُ المؤمنينَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ  رحمه الله، فرأى :
    • أَنَّ بقاءَ الأَحاديثِ الشريفةِ في صحفٍ مبعثرةٍ سيؤدّي إِلى ضياعِها.
    • وأَنَّهُ لا بدَّ منَ العملِ على جمعِها في مصنَّفاتٍ خاصَّةٍ.
  •  فأَمرَ الإِمامَيْنِ محمَّدَ بنَ شهابٍ الزهريَّ، وأَبا بكرِ بنَ حزمٍ رحمهما الله بجمعِها وكتابتِها، قالَ الإِمامُ الزهريُّ رحمه الله: أَمرَنا عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ رحمه الله بجمعِ السُّننِ، فكتبناها دفترًا دفترًا.
  • فانتقلَتْ كتابةُ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ منَ الجهودِ الفرديَّةِ إِلى الجهودِ الرسميَّةِ الَّتي تشرفُ عليها الدولةُ.

 

المرحلةُ الثالثةُ: العصرُ الذهبيُّ للتدوينِ

  • بعدَ عهدِ التابعينَ رحمهم الله نشطَ تدوينُ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ، وجمعَها العلماءُ في كتبٍ خاصَّةٍ، ومنْ أَشهرِ هذهِ الكتبِ: موطّأُ الإِمامِ مالكٍ، وصحيحا البخاريِّ ومسلمٍ، وسننُ أَبي داودَ، وسننُ الترمذيِّ، وسننُ النسائيِّ، وسننُ ابنِ ماجه.
  • وهكذا يسَّرَ اللهُ تعالى لهذهِ الأُمَّةِ علماءَ مخلِصينَ حفظوا السُّنَّةَ النَّبويَّةَ الشريفةَ ودوَّنوها.
  • وواجبُنا نحنُ اليومَ أَنْ نحافظَ على سُنَّةِ نبيِّنا محمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم كما حافظَ عليها سلَفُنا الصالحُ.

 

أَسْتَزيدُ

  • أَتاحَتِ التكنولوجيا الحديثةُ إمكاناتٍ كبيرةً لخدمةِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ الشريفةِ، عنْ طريقِ موسوعاتٍ حديثيَّةٍ ضخمةٍ في:
    • مواقعَ إِلكترونيَّةٍ.
    • أَوْ أَقراصٍ مدمجةٍ.
    • أَوْ تطبيقاتٍ حديثيَّةٍ.
  •  تُمكِّنُ الباحثَ منَ الوصولِ إِلى الأَحاديثِ الشريفةِ وتخريجِها وشرحِها بسهولَةٍ ويُسرٍ.
  • ومنْ أَشهرِ المواقعِ الَّتي تُعنى بخدمةِ الباحثينَ في السُّنَّةِ النَّبويَّةِ موقعُ برنامَجِ الكتبِ التسعةِ.

 

أربط مع علوم الحديث

لمْ تكنْ جهودُ العلماءِ مقتصرةً على جمعِ الأَحاديثِ، بلْ شملَتْ أَيضًا دراسةَ الأَحاديثِ، وبيانَ درجةِ صحَّتِها، وشرحَها، وتوضيحَ معانيها.