مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

تحرير جنوب الأردن من سيطرة الفرنجة

التاريخ - الصف التاسع

تحرير جنوب الأردن من سيطرة الفرنجة

أولاً: تحرير جنوب الأردن

أدرك نور الدين زنكي أهمية تحرير جنوب الأردن من سيطرة الفرنجة، فقاد حملة عسكرية(565هـ/1170م)، وعندما وصل الجيش الإسلامي إلى البلقاء، خيم في عمان عدة أيام للاستراحة، ثم واصل السير عن طريق حسبان ماراً بوادي الوالة، فوادي الموجب فالربة حتى وصل الكرك، ففرض حصاره على المدينة، وهاجم المناطق والقرى التابعة لها، إلا أن هذه الحملة لم تحقق نتيجة حاسمة بسبب حصانة المدينة.

بعد أن تولى صلاح الدين الأيوبي حكم مصر، حرص على إيجاد ممر آمن يربط مصر بالشام، فشن عدة حملات من مصر على كل من الشوبك والكرك، وبعد ان آل حكم الشام ومصر لصلاح الدين لصلاح الدين الأيوبي، استكمل مهمة تحرير الكرك والشوبك وأيلة (العقبة)، فقاد مجموعة من الحملات العسكرية لتحرير جنوب الأردن.

ولمعرفة جهود صلاح الدين الأيوبي في تحرير منطقة جنوب الأردن، تأمل الجدول الآتي:

جهود صلاح الدين الايوبي لتحرير جنوب الأردن من سيطرة الفرنجة

 

الحملة الأولى: (579هـ/1183م)

خرج صلاح الدين الأيوبي من دمشق إلى الكرك سالكاً طريق الزرقاء فعمان ثم حسبان فالربة، وفرض حصاره على الكرك مدة من الزمن، ثم انسحب منها.

 

الحملة الثانية:(580هـ/1184م)

توجه صلاح الدين إلى الكرك، وحاصرها مدة ثلاثة أسابيع، حتى كاد أن يحررها لولا قدوم قوات الفرنجة من بيت المقدس، فاضطر صلاح الدين إلى الانسحاب إلى حسبان، ليغري الفرنجة بملاقاته، لكن الفرنجة انسحبوا إلى الكرك ودخلوها، فرد صلاح الدين بمهاجمة بعض المناطق التابعة لبيت المقدس مثل: نابلس وجنين.

الحملة الثالثة:(583هـ/1187م)

عجل اعتداء أرناط على قافلة المسلمين القادمة من مصر إلى بلاد الشام، ورفضه تسليم ما نهبه، في خروج صلاح الدين يرافقه ولده الأفضل لحصار الكرك، فأرسل صلاح الدين قسماً من جيشه بقيادة ولده، لمهاجمة مناطق مملكة بيت المقدس، فالتقى الأفضل مع الفرنجة في موقعه صفورية، فانتصر المسلمون، وحينما سمع صلاح الدين بنبأ الانتصار ترك العادل على حصار الكرك وعاد إلى دمشق. وبعد معركة حطين استمر حصار الكرك ما يقارب من سنة ونصف حتى استسلم الفرنجة. أما الشوبك فاستسلمت بعد حصار دام سنتين. وبتحريرها دخلت الأردن تحت حكم الأيوبيين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانياً: دور الأردن في مقاومة الفرنجة وتحرير القدس

كان لأهل الأردن دور في مقاومة الوجود الفرنجي، إذ شهدت أرض الأردن تحركات الجيوش الإسلامية، وشارك أهله في العمليات العسكرية، ومنها مشاركة بعض قبائل الأردن في حملة نور الدين الزنكي على الكرك سنة(565هـ/1170م)، وقد تنبه صلاح الدين الأيوبي إلى أهمية موقع الأردن في التضييق على الفرنجة، وأهمية اتخاذه قاعدة لتحرير القدس والإعداد للمعركة الفاصلة (حطين)، لذا حرص على تحرير الكرك؛ لتكون منطلقاً لقواته لمواجهة الفرنجة في حطين.

وتنبه صلاح الدين الأيوبي أيضاً أثناء الإعداد للمعركة الفاصلة لأهمية شمال الأردن، فأمر قائده عز الدين أسامة ببناء قلعة عجلون عام (580هـ/1184م) على قمة جبل عوف، لتكون مشرفة على بيسان وغور الأردن، وقد اختار صلاح الدين الأيوبي هذا الموقع الاستراتيجي؛ لمراقبة تدخلات الفرنجة، ولإحكام سيطرته على الأغوار والطريق المؤدية إلى دمشق والبلقاء، ولمنع أي توسع للفرنجة في شمالي الأردن، ولتسهيل تحركات قواته في المنطقة.

استمر دور الأردن في مقاومة الفرنجة، فبعد قدوم الحملة الفرنجية السادسة على بلاد الشام بقيادة الإمبراطور الألماني (فردريك الثاني) سنة (626هـ/1229م)، عقد الملك الايوبي الكامل مع الإمبراطور معاهدة يافا، ونصت على عقد هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات، وأهم ما جاء فيها:

- تسليم الملك الأيوبي الكامل القدس، والناصرة، وبيت لحم، ومدينة اللد، والقرى الممتدة على طول الطريق بين القدس وعكا للفرنجة.

- وضع الملك الكامل شروط عدة، تتمثل في:

  •  بقاء أسوار مدينة القدس خراباً فلا يعاد بناؤها.
  •  أن يبقى المسجد الأقصى وقبة الصخرة بأيدي المسلمين.
  • ضمنت المعاهدة حرية العبادة للمسلمين في الأماكن المقدسة، وبالمقابل تعهد الإمبراطور فردريك بعدم القيام بأي هجوم على مصر أو حتى المساعدة فيه.

 

 

 

 

 

 

 

 

خالف الفرنجة شروط الهدنة التي نصت على إبقاء الأسوار خراباً، فأعادوا بناءها، وهاجموا قافلة تجارية إسلامية قرب نهر الأردن؛ فغضب الملك الأيوبي الناصر داود أمير الكرك، وحشد قوات من الأردن، واجتاح أعمال القدس، وهاجم المدينة سنة(637هـ/1239موبعد حصار دام (21) يوماً، طلب الفرنجة الأمان، فسمح لهم الناصر داود بالخروج على ألا يأخذوا معهم مالاً ولا سلاحاً، فعادت القدس بعد احتلال دام عشر سنوات، وكان لهذا الفتح أثر في نفوس المسلمين.