أَتَخَيَّلُ نَفْسي هُناكَ:
في أَثْناءِ مُشارَكَتِنا في إِحْدى الْمُخَيَّماتِ الْكَشْفِيَّةِ وَفي نَشاطٍ مَسائِيٍّ، طلَبَ قائِدُ الْكَشّافَةِ إِلَيْنا أَنْ نُعَبِّرَ عَنْ أَنْفُسِنا وَالصِّفاتِ الْمُمَيِّزَةِ لِكُلٍّ مِنّا. فَكَّرْتُ قَليلًا في ما يُمَيِّزُ شَخْصِيَّتي، وَفي الْمَهاراتِ الَّتي أُتْقِنُها.
بِناءُ الشَّخْصِيَّةِ: مَجْموعَةٌ مِنَ الْعَوامِلِ الَّتي تُسْهِمُ في تَشْكيلِ صِفاتِ الْفَرْدِ وَسُلوكِهِ، وَتَطْويرِ شَخْصِيَّتِهِ.
عَوامِلُ بِناءِ الشَّخْصِيَّةِ
تُسْهِمُ عِدَّةُ عَوامِلَ في بِناءِ شَخْصِيَّةِ الْفَرْدِ وَتَكْوينِها وَالتَّأْثيرِ فيها، وَمِنْها:
أَوَّلًا: الْعَوامِلُ الْوِراثِيَّةُ الَّتي تَنْتَقِلُ مِنَ الْآباءِ إِلى الْأَبْناءِ؛ كَبَعْضِ الطِّباعِ وَالصِّفاتِ الْجَسَدِيَّةِ، وَمِنْها: لَوْنُ الْعُيونِ وَالْبَشَرَةِ، وَطولُ الْقامَةِ.
ثانِيًا: الْعَوامِلُ الْمُكْتَسَبَةُ الَّتي يَكْتَسِبُها الْفَرْدُ بِالتَّدْريبِ وَالتَّعَلُّمِ، وَتَنْشَأُ نَتيجَةَ الْخِبْراتِ وَالْمَواقِفِ الَّتي نَمُرُّ فيها، مثلُ تَحَمُّلِ الْمَسْؤُولِيَّةِ، وَاكْتِسابِ اللُّغَةِ، وَالْقُدْرَةِ عَلى إِتْقانِها.
الْعَوامِلُ الْمُؤَثِّرَةُ في الصِّفاتِ وَالسُّلوكاتِ الَّتي يَكْتَسِبُها الْفَرْدُ:
- الْأُسْرَةُ: تُوَجِّهُ الْأُسْرَةُ أَبْناءَها نَحْوَ الْعَمَلِ السَّليمِ النّافِعِ، عَنْ طَريقِ التَّرْبِيَّةِ الصَّحيحَةِ الَّتي تُعَدُّ الْمُكَوِّنَ الْأَساسِيَ لِلشَّخْصِيَّةِ الْمُتَوازِنَةِ في مَراحِلِ الْعُمُرِ الْمُبَكِّرَةِ.
وَلِلْوالِدَيْنِ دَوْرٌ كَبيرٌ في بِناءِ شَخْصِيَّةِ الْأَبْناءِ والتَّأْثيرِ فيها؛ عًنْ طريقٍ مُمارَسَتِهِم الْأَدْوارَ الْآتِيَةِ:
الْأَصْدِقاءُ وَالْمُحيطُ الْاجْتِماعيُّ: تَتَأَثَّرُ شَخْصِيَّةُ الْفَرْدِ بِأَصْدِقائِهِ وَبِالْمُجْتَمَعِ الْمُحيطِ بِهِ، فَيُصْبِحُ سُلوكُهُ مُشابِهًا لِسُلوكِهِم.
الْمَدْرَسَةُ: تُسْهِمُ الْمَدْرَسَةُ في تَكْوينِ شَخْصِيَّةِ الطَّلَبَةِ وَاكْتِشافِ مَهاراتِهِم وَتَطْويرِها، وَإِشْراكِهِم في أَنْشِطَةٍ تُسْهِمُ في التَّكْوينِ السَّليمِ لَهُم، وَالْحَدِّ مِنَ الْمُشْكِلاتِ الَّتي تُؤَثِّرُ فيهِم.
الْإِعْلامُ وَالْعالَمُ الرَّقْمِيُّ: تُؤَثِّرُ وَسائِلُ الْإِعْلامِ الْمُخْتَلِفَةُ؛ كَالتِّلْفازِ وَالْمِذْياعِ وَالصُّحُفِ وَالْإِنْتَرْنِتّ في شَخْصِيَّةِ الْأَفْرادِ وَأَفْكارِهِم؛ لِقُدْرَتِها عَلى جَذْبِهِم وَالتَّأْثيرِ فيهِم، بِاسْتِعْمالِ طَرائِقَ عَرْضٍ جاذِبَةٍ لِلْمَعْلوماتِ، وَإِمْكانِيَّةِ الْوُصولِ إِلَيْها بِسُهولَةٍ.
مَعْلومَةٌ
الْعالَمُ الرَّقْمِيُّ: عالَمٌ يَتَمَيَّزُ بِالتِّكْنولوجيا الْحَديثَةِ وَالاتِّصالاتِ الْإِلِكْترونِيَّةِ، الَّتي تُمَكِّنُنا مِنَ الْوُصولِ إِلى الْمَعْلوماتِ وَالْخِدْماتِ عَبْرَ الْإِنْتَرْنِتّ وَالْأَجْهِزَةِ الذَّكِيَّةِ الْمُخْتَلِفَةِ.
أَذْكُرُ أَمْثِلَةً عَلى وَسائِلِ الْإِعْلامِ الَّتي أَسْتَعْمِلُها.
- التلفاز
- الهاتف
- وسائل التواصل الاجتماعي
- المذياع
أَتَعَلَّمُ: هَذِهِ الصِّفاتُ الْمُكْتَسَبَةُ لَيْسَتْ ثابِتَةً، فَهِيَ تَتَغَيَّرُ وَتَتَطَوَّرُ عَنْ طَريقِ الْوَقْتِ وَالْجَهْدِ، وَالْإِصْرارِ عَلى التَّحْسينِ وَتَحْقيقِ الْأَهْدافِ.
