مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الوديعةُ وأحكامُها في الفقهِ الإسلاميِّ

التربية الإسلامية - الصف العاشر

الفكرة الرئيسة:   

يحتاجُ الإنسانُ إلى حفظِ أموالهِ وممتلكاتهِ التي قد لا يستطيعُ حفظَها بنفسهِ، ولذا شرعَ الإسلامُ الوديعةَ لتُحقّقَ مصالحَ النّاسِ وتكونَ صورةً من صُوَرِ التعّاونِ بِينَهم.

والوديعةُ بابٌ من أبوابِ الخيرِ والتّعاونِ، وفيها حفظٌ لأموالِ النّاسِ وقضاءٌ لحوائجهم، قالَ تَعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ﴾ [المائدة 2].وقَدْ كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يحفظُ الودائِعَ لقريشٍ قبلَ بعثتِهِ وبعدَها حتى عُرِفَ بالصَّادِقِ الأَمينِ.

أولا: مفهومُ الوديعةِ

هي ما يضعهُ شخصٌ عندَ غيرهِ أمانةً ليحفظهُ لَهُ، ثمَّ يَردُهُ إِليهِ عندَ طلبهِ.

ويُطلقُ على الوديعةِ أَحيانًا لفظُ الأمانةِ؛ وذلكَ لأنَّ الأَمانةَ لفظٌ عامٌ يشمل كُلَّ ما اؤتمنَ الإنسانُ عليهِ.

 

أَستذكِرُ عَقدَ القَرضِ وأُقارِنُ بينَه وبينَ الوديعةِ كما في الجدول الآتي:

وجه المُقارَنَةِ

القَرَضُ

الوَديعةُ

انتقالُ المُلكية

تنتقل الملكية الى المقترض

لا تنتقل الملكية إلى المودع عنده

الغرضُ مِنْه

سد حاجات الناس

حفظ أمول الناس

السداد

 عليه سداده

عليه إرجاعها

 

ثانيًا : أَركانُ عقدِ الوديعةِ

لعقدِ الوديعةِ أَركانٌ يقومُ عليها، وهي:

أ . المُودِعُ: هو المالكُ للشَّيءِ الذي يرغبُ بحفظهِ.

ب. المُودَعُ عندَه: هو مَنْ يقومُ بحفظِ الودائعِ.

ج . الوديعةُ: الشيءُ الذي يرغبُ المودِع في حفظهِ.

د . الصِّيغةُ: ما صدرَ من الطَرفينِ مُعبًّرا عن موافقتهما على إِجراءِ عَقدِ الوديعةِ.

فإذا قال يوسفُ لجارهِ محمودٍ: سأضعُ سيارتي عندكَ إلى حينِ رجوعي منْ سَفَري خارجَ البلادِ؛ فقالَ محمودٌ: قبلتُ، على بركةِ اللهِ، فإن  أَركانَ عقدِ الوديعةِ في هذا المثال هي:

المودِعُ

المودَعُ عِندَهُ

الوَديعةُ

الصِّيغةُ

يوسف

محمود

السيارة

  • "سأضع سيارتي عندك"
  • "قبلت، على بركة الله"

 

ثالثًا: أَحكامُ عقدِ الوديعةِ

وَضَع الإسلامُ للوديعة أحكامًا وضوابطَ يجبُ مراعاتها مرضاةً لله تعالى، ومنها:

  • الوديعةُ مستحبةٌ في حقِّ المودَعِ عِندَهُ إذا كان قادرًا على حِفظِها.
  •  الوديعةُ أمانةٌ في يدِ مَنْ قَبِلَها، ويجبُ عليهِ أَن يؤدِّيها متى طَلبَها صاحِبُها، ويحرمُ عليهِ إنكارُها، قاَلَ تَعَالَ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾ [النساء58].
  • يجبُ على المودَعِ عنده حفظُ الوديعةِ، ولا يجوزُ له استخدامُها إلّا بإذنِ صاحبِها، فإذا هلكتِ الوديعةُ دونَ تَعدٍّ أو تقصيرٍ من المودَعِ عندهُ فلا شيءَ عليهِ، لقولِ سيّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «من أُودِعَ وديعةً فلا ضَمانَ عَليهِ » [رواه ابن ماجه]. أمّا إذا قصَّرَ في حِفظِها أو تَعدّى عليها فتَلِفتْ فعليهِ ضَمانُها.

 

صورةٌ مشرقةٌ

مع معاداةِ قريشٍ لسيّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ إلا أنّهم كانوا يأمنونَه على أماناتِهم أكثرَ ممّا كانوا يأمنونَ أهليهم وأصحابَهم، ومع معاداتِم له وتآمرِهم على قتلهِ صلى الله عليه وسلم إلا أنّهُ عندَ هجرتهِ إلى المدينةِ المنورةِ استبْقى سيّدنا عليَّ بنَ أَبي طالبٍ رضي الله عنه في مكّةَ ليردَّ الأماناتِ إلى أَصحابِها، وهذا ممّا يؤكّدُ أهميّةَ محافظةِ المسلمِ على الودائعِ والأماناتِ أيًّا كانَ أصحابُها.

أَستزيدُ

يصحُّ للإنسانِ أن يأخذَ أجرةً مقابلَ حفظِ الوديعةِ، ومنْ ذلكَ ما تقدِّمُهُ البنوكُ والمصارفُ من صُورٍ حديثةٍ لحفظِ الودائعِ، كصناديقِ الأماناتِ التي تتيحُ للمودِعِ الاحتفاظَ بمقتنياتِهِ الثمينةِ وأوراقهِ المُهمّةِ في مكانٍ آمنٍ، وتُمكِّنُهُ هذهِ الخدمةُ مِنَ الوصولِ إلى صندوقهِ الخاصِّ في أيِّ وقتٍ.

أربط مع القصص النبوي

حِفظُ الأماناتِ والودائعِ وردُّها إِلى أَصحابِها سببٌ لتفريجِ الكُرباتِ والهُمومِ؛ ومِنْ ذلكَ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أخبرَنا عَنْ قِصةِ ثلاثةِ رجالٍ لجأوا إلى غارٍ بسبب المطَرِ الشّديدِ فأَطبَقَ حجرٌ على بابِه، وَحُبِسُوا فيه، فأخذوا يدعونَ اللهَ تعالى أَنْ يُفرِّجَ عنهم، فأنجتهم أَعمالهمُ الصالحةُ بفضلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وكانَ مِنْ هؤلاءِ مَنْ قامَ بحفظِ الأمانةِ.