أَستنير
بعد إعلان النبي صلى الله عليه وسلم دعوته لعبادة الله وحده لا شريك له، ازداد أذى المشركين له ولمن آمن معه وقاوموا دعوته عليه الصلاة والسلام بأساليب عدة، منها مُقاطعته ومن معه وحِصارهم.
أولًا: صحيفة المقاطعة
المُقاطعة : هي الامتناع عن التعامل مع الآخرين .
أراد المشركون منع النبي صلى الله عليه وسلم من نشر دعوته فاجتمعوا وقرّروا مُقاطعته صلى الله عليه وسلم ومُقاطعة أقاربه (بني هاشم وبني عبد المُطلب) ومن آمن معه حتى يُسَلّموا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لِقتلهِ، وكتبوا بذلك صحيفة عَلقُّوها داخل الكعبة.
فكتبوا في أعلى الصحيفة "بِاسْمِك اللهم" ووضعوا بنودًا منها:
- ألا يُكلّموهم ولا يُجالسوهم.
- ألا يبيعوهم ولا يشتروا منهم .
- ألا يزوّجوهم ولا يتزوّجوا منهم .
ثانيًا: الحصار في شعب أبي طالب
انتقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين إلى شِعب أبي طالب من شدة تضيق المشركين عليهم .
- ماذا فعل المشركون برسولنا صلى الله عليه وسلم ومن معه في شعب أبي طالب؟
- شدّدوا الحصار ومنعوهم من البيع والشراء والحصول على الطعام، فكان يُسْمَع صوت بُكاء أطفالهم من الجوع، فاضطّروا إلى أكل أوراق الشجر من شدّة الجوع.
ثالثًا: انتهاء المقاطعة
بعد ثلاث سنوات، شَعَرَ بعض زُعماء قريش بالضّيق لما أصاب المسلمين من ظُلم، فسَعوا لإنهاء هذه المقاطعة، وفي الوقت نفسه أَخبر الله تعالى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ دودة الأَرَضَة قد أكلت الصحيفة ولم يبقَ منها إلا ما فيه ذِكْر الله تعالى.
فطلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من عمه أبي طالب أن يُخبِر المشركين بذلك، فلما ذهبوا إلى الكعبة رأوا صِدْقَ ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فانتهت بذلك المقاطعة.
أتعلم:
- شعب أبي طالب: هو واد كان يملكه أبو طالب يقع بالقرب من المسجد الحرام في مكة المكرمة.
- (دودة الأَرَضَة): نوع من الحشرات تعيش مجموعات كبيرة، وتأكل الخشب، والحبوب، والأوراق.