مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

المفكِّرُ العربيُّ إدوارد سعيد

اللغة العربية - الصف العاشر

الوحْدة العاشرةُ                      

مِنْ أدبِ السّيرةِ الغيريّةِ

                                                           

                                                              المفكِّرُ العربيُّ إدوارد سعيد

      كان سعيدٌ مُنخرطًا بشكلٍ يثيرُ الدّهشةَ في الخدماتِ التي تقدّمها كلّيّة كولومبيا على المستويات جميعِها ، فحتّى عندما كان يُقدّمُ حقولًا جديدةً في المجالِ المعرفيِّ ، فإنّه كان مشغولًا أيضًا في إدارةِ الكلّيّة ؛ فقدِ استغلَّ مكانته رسميًّا ، على سبيل المثال ، في المُوازنةِ بين الأدبِ الإنجليزيِّ والأدبِ المُقارنِ ، وحكَّمَ المبارياتِ الشّعريّةَ الّتي يُشاركُ فيها طلبةُ المرحلةِ الجامعيّةِ الأولى ، واختلفَ مَعَ ( ترلنغ ) في جدلٍ علنيٍّ حولَ دورِ التّعليمِ الثّانويِّ في تحضيرِ الطّلبةِ للعملِ الجامعيِّ ، وقدَّمَ ردًّا نقديًّا على تقرير ( اليونسكو )

بعنوان: " تنوُّعُنا الخلّاقُ" اشتكى فيهِ مِنْ أنَّ التّقريرَ ، على الرّغمِ مِنْ كلِّ النّقاطِ الجيّدةِ التي تَضَمَّنَها ، لمْ يذكرْ شيئًا عن تشجيعِ الطّلبةِ على التّفكيرِ المُستقِلِّ .

المفردات :

منخرطًا : التحق به ، وانتظم فيه .

علنيّ : ظاهر .

الأدب المقارن : فرعٌ من فروعِ المعرفةِ يتناول المقارنةَ بينَ أدبينِ ، ينتمي كلٌّ منهما إلى لغةٍ وثقافةٍ مختلفتين .

ترلنغ: ناقدٌ أدبيٌّ أمريكيٌّ .

الفكرة الرئيسة :

دور سعيد في الخدمات التي تقدمها كلية كولومبيا .

 

      أمّا في قاعة التّدريس ، فإنَّ التّركيزَ على الانضباطِ جعلَهُ مرهوبَ الجانبِ في عيونِ طلبَتِهِ ، وكان أحيانًا يُقاطعُ الطّلبةَ، وهم يقرؤون تقاريرَهم الضّعيفة ، أو السَّيِّئةَ الإعداد ، بأنْ يحنيَ رأسَهُ باتّجاه المِنْضَدَةِ ، بينما تعبثُ يدُهُ بالعُملةِ في جيبِه. وكانَ في بعضِ الأحيانِ يُنقِذُ الطّالبَ في أثناءِ تقديمِهِ الهادئِ لتقريره الفاشلِ ، بأنْ يسألَ سؤالًا يستخرجُ منَ الطّالبِ ما كانَ فَشِلَ في قولِهِ . وقدْ طلبَ مِنَ الطَّلبةِ أنْ يقرؤوا كلَّ كلمةٍ في روايةِ " بحثًا عنِ الزّمنِ الضّائعِ " لـ ( بروست) باللّغةِ الفرنسيّةِ ، وأحيانًا كان يلومُ الطّالبَ الذي يشكو مِنْ أنَّ فيلسوفًا ما عجزَ عنْ قولِ شيءٍ ذي معنًى ، وكانَ يقولُ دائمًا : إنَّ مسألةَ التّفسيرِ في مُنتهى الخطورةِ ، ثم يُرْدِفُ : " لا يمكننا تبذيرُ الوقتِ القصيرِ الذي يجمعُنا في قاعةِ الدّرس".

المفردات :

مرهوب الجانب : يُخشى منه ، يرهبه النّاس ويخافونه .

يُردف : يُتبِع .

 

الفكرة الرئيسة :

شخصيّة إدوارد سعيد في قاعة التّدريس مع طلبتِه .

 

      ومع أنَّ كثيرًا من طلبَتِهِ أصبحوا أساتذةً ، إلّا أنّه لمْ يطمحْ إلى جعلِهم كذلك ؛ فقد كَرِه أن يكونَ له مُريدون. وبما أنّه لمْ يكنْ مُهتمًّا بصعودِ سلَّم المناصبِ الجامعيّةِ أوِ الانخراطِ في المنافساتِ بينَ أعضاءِ القسمِ ، فإنَّ رسالتَهُ كانتْ تقتصرُ على الكتابةِ والمشاركةِ في المناسباتِ العامّةِ ، ولذا كانتْ قاعةُ المحاضرةِ مَهْرَبًا مِنْ ذلك كلِّه ، وفوقَ ذلك ، كانتْ مكانًا لتجربةِ الأفكارِ ، ومكانًا يستدعي فيه الطّلبةُ مِنْ أجلِ أنْ يختاروا بأنفسِهمْ. وعلى غِرارِ أساتذةٍ آخرينَ في جامعةِ كولومبيا في الكليّةِ ذاتِ الصّبغةِ الرّاقيةِ كانَ يقولُ للطّلبةِ :

" نريدُ أنْ نعرفَ فيمَ تفكّرون وسنَقْسو عليكُمْ". وهكذا كان الطّالبُ والنّصُّ في حوارٍ ، وكانَ سعيدٌ حاضرًا باستمرارٍ بلا رطانةٍ ولا كلامٍ فارغٍ وَفْقًا لتعبير ( لويزيلن ) ، وَ مَعَ ذلك فإنّهُ كانَ مُمْتِعًا جادًّا جدًّا شديدَ القُرْبِ مِنَ النَّصِّ ، وليسَ حاضِرًا مَعَنا لَتسْلِيتنا ، حتّى عندما يروي لنا نكتةً كما يذكرُ (ليون ويستلير) .

المفردات :

مريدون : مفردها مُريد ، وهو المُتعلّم الذي يسيرُ وَفْقَ منهجِ معلِّمِه .

سلّم المناصب الجامعيّة : الرُّتب الجامعيّة .

مَهْربًا : مَلاذًا .               

غِرار : الطّريقة نفسها ،أي على نَمَط واحد  .

الفكرة الرئيسة :

اهتمامات إدوارد سعيد في الجامعة .

 

        كانتْ طريقتُهُ في متابعةِ النّصِّ فريدةً مِنْ نوعِها ، كانت محاضراتُهُ تبدأُ ببطءٍ شديدٍ ، ثمَّ ما إنْ يلتقطُ نقطةَ البدايةِ ويلتقطُ أنفاسَهُ حتّى يندمجَ اندماجًا تامًّا في فنِّه ، القائمِ على مزجِ الدّقّةِ والارتجالِ بتعبير تلميذِهِ "ريك بيرنز ". وكان بعدَ الوصولِ إلى البيتِ متأخّرًا مِنْ رحلةٍ قدْ تطولُ أربعةَ أيّامٍ يصحو في الرّابعةِ صباحًا ؛ ليقرأ كتبًا كان قد قرأها عشراتِ المّراتِ ؛ للتأكُّدِ منْ أنّه سيدخلُ قاعةَ الصّفِّ على أتمِّ الاستعدادِ . وكان ابنه وديعٌ وابنتُه نجلا يتوقّعان منْهُ أنْ يدعَ التّعليمَ خارجَ البابِ عندما يصلُ إلى المنزلِ ، لكنّهُ على العكسِ من ذلك كان يقرأُ ما كتبَهُ كلٌّ منهما عنْ وظيفَتيهما . كان طوالَ المدّةِ التي قضيناها في المدرسةِ يلاحقُهما عَنْ كلِّ جُزئيّةٍ منَ الجُزئيّات ، ويقرأُ كلَّ المقالاتِ التي كتباها للمدرسةِ ، ويكتبُ التّعليقاتِ على الحواشي ، وكانتْ تعليقاتُهُ في العادةِ مُشجِّعةً موجزةً ، وتميلُ إلى تجنُّبِ النّقدِ ، مثل : " أنتَ رائعٌ " ، لكنّهُ جعلَهُما يشعرانِ بأنَّهُ بشكلٍ منَ الأشكالِ لم يكنْ يُرخي لهما الحبلَ لأنّهُ أبوهُما ، وكانَ مُعجبًا ومندهشًا قليلًا بما كانَ في مقدورِهِما عملُهُ .

المفردات :

فريدة : نادرة   .           يلتقط البداية : يُمسك . 

الارتجال :حديث لم يكن مُهيّأ بشكل مُسبق .

الحواشي : تعليق يُكتب على هامش الصّفحة .

لم يكنْ يُرخي لهما الحبل : لم يتركهما على هواهما .

الفكرة الرئيسة :

طريقة إدوارد سعيد في متابعة النّصّ.

 

       أمّا طلبتُهُ في مرحلةِ الدّراساتِ العُليا ، فقدْ علَّمَهُم طريقةً مُتمهِّلةً شموليةً في عملِ الأشياءِ ، لكنّها بالغةُ الجديّةِ ، بحيثُ يصلونَ إلى زبدةِ الموضوعِ، كان يعلُّمهم عن طريقِ الأفعالِ كيف يعدّون أنفسَهم للمعرفةِ ؛ فقد علَّمَ بعضَهُم مثلَ ( دبرا بول )، المتخصّصةِ في الانثروبولوجيا ومساعدتِهِ السّابقةِ ، أهميّةَ الحماسةِ في البحثِ العلميِّ ، أمّا من حيثُ محتوى المعرفةِ، فقد عرّف الطلبةَ أهميّةَ الفيلولوجيا، وماذا تعني في الوقتِ الحاضرِ ، وما كانت عليه في تاريخِها الطّويلِ ،وهو علمٌ لم يكونوا يعرفون عنه شيئًا . وكان يتمتّع بموهبةِ التّعلّمِ منهم أيضًا ، كما اعترف هو بذلك .

المفردات :  

الدّراسات العُليا : هي دراسة تبدأ من حيث انتهت الدّراسة الجامعيّة .

الجِدّية : الحَزْم .          

زبدة الموضوع : جوهر الموضوع ( أساسه ) .

الأنثروبولوجيا : علمٌ يهتم بدراسةِ أسلوبِ حياةِ الشّعوبِ والمجتمعات ، ولغاتهم ولهاجتهم وآثارهم على مرّ العصور.

الفيلولوجيا : علمُ دراسة اللّغة دراسةً تاريخيّة مِن مصادرها الشّفويّة والمكتوبة .

الفكرة الرئيسة :

طُرق تعليمه لمرحلة الدّراسات العُليا .

 

        لم يُغامرْ سعيدٌ بالخروجِ من دائرةِ الأدبِ الغربيِّ إلّا في أوساطِ الثمانيناتِ تحت ضغطِ طلبتِهِ الذين حثّوه على القراءةِ ( جنوا أجيبي )و ( آسيا جبار ) وغيرِهما من عالمِ الجنوبِ، وكان ابنُه وديعٌ مهمًّا أيضًا ؛ إذ إنَّه عرَّفه بالباحثينَ الشّبابِ الذين كان سعيدٌ يجهلُهم ، ولفت نظرُهُ إلى الرّوائيين المعاصرينَ وقد منعه اهتمامه بالقضيّةِ الفلسطينيّةِ من قراءتِهم ، وكان بطبيعةِ الحالِ قد عملَ لبعضِ الوقتِ في دعمِ الرواياتِ والشّعرِ العربيينَ ،كالروائيِّ السودانيِّ الطّيبِ الصالحِ منذُ عامِ ( 1976 ) على الأقلِّ. فقد قرأ قائمةً من أدبِ العالمِ الثّالثِ لإعدادِ كتابه " الثّقافةُ والإمبرياليّةُ " .

المفردات :

جنوا أجيبي : روائيٌّ من نيجيريا .

آسيا جبار : كاتبة جزائريّة .

لفت نظره : أثار انتباهه .

الإمبرياليّة : فنُّ السّيطرةِ والتّحكُّم من دولةٍ كبيرةٍ على أقاليمَ و دولٍ أخرى ؛ لتوسيع مناطق سيطرتها .

الفكرة الرئيسة :

بداية اهتمامه بالأدب العربيّ .

 

      وكانتْ تعليقاتُه في أثناءِ تصحيحِ كتاباتِ طلبتِه لا تخلو من صراحةٍ ؛ فقدْ كتبَ لأحدِ طلبتِه الذين كانَ يُشرفُ عليهم : " إطالةٌ لا تحتملُ " ، و " مبالغةٌ " ، و " مفاهيمُ فارغةٌ " ، و " كتابتك مُغرقةٌ في إرضاءِ الذّاتِ ، وبعيدةٌ عن الانتماءِ إلى موقفٍ معيّنٍ لتكونَ جيّدةً " . لم تكنْ تعليقاتُه كلُّها توبيخًا ، فقد تركَ لدى طلبتِهِ انطباعًا بأنّهم ليسوا أقلَّ من الكتّابِ الذين قرؤوا عنهم في المادّةِ التي درسوها معه .

   كانتِ السُّمعةُ التي اكتسبها في وقتٍ مبكرٍ من سيرتِهِ العلميّةِ من بينِ النُّخبةِ من العاملين في مهنَتِه ، والعددِ الكبيرِ مِنَ العروضِ الّتي تلقّاها مِنَ الجامعاتِ الأخرى ، تستندُ إلى الشّعورِ الشّائعِ بأنّهُ كانَ أفضلَ مُدرِّسٍ عرفوهُ .

الفكرة الرئيسة :

السّمعة الذي اكتسبها إدوارد سعيد في حياته

===============================================================================                            

  أَتَعرَّفُ كاتبَ النَّصِّ

تِمُثي برِنَّن :

تلميذُ إدوارد سعيد ، الّذي ظلّ صديقًا مُخلصًا لهُ حتّى وفاتِه (2003 ) ، يعملُ مدرِّسًا للعلومِ الإنسانيّةِ في جامعةِ منيسوتا بالولاياتِ المتّحدةِ ، وحاصلٌ على زمالاتٍ من المجلسِ الأمريكيِّ للجمعيّاتِ العلميّةِ ، والمؤسّساتِ الألمانيّةِ للبحثِ.

  وقدِ استفادَ المؤلّفُ مِنْ شَهاداتٍ ، حصلَ عليها مِنْ عائلةِ سعيدٍ ومنْ أصدقائِهِ و تلاميذِه وخصومِهِ ، واستعانَ بكتاباتِ سعيدٍ غيرِ المنشورةِ ، ومُسَوّداتِ رواياتِهِ ، ورسائلِهِ الشّخصيّةِ .

 

                  أَتَعَرّفُ جَوَّ النَّصِّ

   يسردُ هذا النّصِّ جانبًا من سيرةِ المفكِّرِ الفلسطينيِّ إدوارد سعيد ؛ إذْ يظهرُ بوصفِهِ إداريًّا في كلّيّة كولومبيا ، وأستاذًا جامعيًّا فيها ، ويصفُ علاقتَهُ بطلبتِهِ داخلَ قاعةِ التّدريسِ ، وعلاقتَهُ بطلبةِ الدّراساتِ العُليا ، والمنهجَ الذي اتّبعَه معهم ، ويعرضُ جانبًا من شخصيّتِهِ بوصفِهِ ناقدًا أدبيًّا ، ويعرجُ على علاقته بأولاده من جانبٍ تربويٍّ .

  وهذا النّصِّ هوَ أحدُ فصولِ كتاب " إدوارد سعيد ، أماكن الفكرِ" ، وهو سيرة غيريّة تترجمُ لحياةِ إدوارد سعيد ، الذي كان رائدًا لدراساتِ ما بعد الاستعمار ، وناقدًا وأديبًا واسعَ الثّقافةِ. ولهذا الكتابِ قيمةٌ كبيرةٌ ؛ فهو قراءةٌ غيرُ مباشرةٍ لفكرِ إدوارد سعيد ، وتأويلٌ جديد لسيرته " خارج المكان" ،وكأنّ ( تِمُثي) يعيدُ قراءة " خارجَ المكانِ " ، لكنْ عبرَ مصادرها الأساسيّةِ ، وليسَ راويها الأصليِّ .

 

 

* أدبُ السّيرة الغيريّة :

نوعٌ من أنواع أدبِ السّيرةِ ، يُعنى بدراسةِ حياةِ شخصيّةٍ ما ، وسردِ أخبارِها المَرويّة عنها ، وتحليلِ الظّروفِ التي أحاطتْ بها ؛ عصرِها ، وبيئتِها ، ومولدِها و نشأتِها ، وتعليمِها ، وكشفِ أثرها في شخصيّته وخبراتِهِ وآرائه .

وتُختارُ الشّخصيّةُ المترجمُ لها بناءً على قيمتها السّياسيّة والتّاريخيّة ، والثّقافيّة والفكريّةِ ، والاقتصاديّةِ والاجتماعيّة .

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) الأفعالُ المتعدّيةُ إلى مفعولَيْنِ .

 

إنَّ الأفعال المتعديّة -بشكلٍ عام- هي الأفعال التي لا تكتفي بفاعلها لإتمام المعنى المُراد، بل تحتاجُ إلى مفعولين؛ ليتمّ معنى الجملة ، مثل : وهبَ اللهُ الإنسانَ عقلًا .

وهبَ : فعل / الله : اسم الجلالة ( فاعل ) / الإنسانَ : مفعول به أوّل / عقلًا : مفعول به ثانٍ .

إذن لم يكتمل معنى الجملة بمفعول واحد؛( وهبَ اللهُ الإنسانَ )

نتساءل : ماذا وهب اللهُ الإنسانَ ؟ الجواب : عقلًا .

" هنا اكتمل معنى الجملة"  .

 

هذه الأفعال تُقسم إلى قسمين وهي:

- الأفعال المتعديّة إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرًا.

-الأفعال المتعديّة إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.

 

الأفعال المتعديّة إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرًا

 وهي الأفعال التي تتعدّى إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرًا إذا جرّدنا منها الفعل والفاعل ،

 وهذه الأفعال هي: أفعال العطاء أو السخاء: وهي الأفعال التي تدلُّ في معناها على معنى البذل والعطاء والمنح، مثل: "أعطى، منحَ، كسا، ألبسَ، منعَ ، وهَبَ ، سأل".

 ومثال هذه الأفعال:

أعطى الرّجلُ الولدَ تُفاحةً

 والمفعول به الأول في الجملة هو الولدَ، والثّاني تفاحةً، وهذان المفعولان إذا تمّ تجريدهما من تأثير الفعل عليهما، فإنّهما لن يصلحا لأنْ يصبحا مبتدأ وخبرًا، لذلك كانت هذه الأفعال تتعدى لمفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرًا .

 

الأفعال المتعديّة إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر :

 تنقسم الأفعال المتعديّة إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر إلى أقسام، وهي: (أفعال القلوب ) وسمّيتْ بذلك ؛ لدلالتها على القلب ، وتشمل :

- أفعال الرّجحان : وهي الأفعال التي تقع في معنى الظنِّ والتخمين في الجملة، فكلُّها تُفيد المعنى ذاته، وهو ظنَّ أو شكّ أو خمّن، وهذه الأفعال هي:

"ظنَّ، خالَ، حسبَ ،جعل ، عدَّ بمعنى ظنَّ، زَعَمَ ، و هَبْ بمعنى افترض"

 مثل: حسبَ أحمدُ الجوَّ دافئًا.

 - أفعال اليقين: وهي الأفعال التي تقع في معنى اليقين بالشيء في الجملة، فكلُّها تحمل معنى التيقُّنِ وتنفي الشك والتخمين عن الكلام، وهذه الأفعال هي:

 "رَأى، عَلمَ، دَرَى، تَعلَّمْ بمعنى إعلمْ، وَجَدَ، ألفى"

 مثل: وجدتُ الجهلَ مُهلكًا.

- أفعال التحويل أو الصيرورة: وهي الأفعال التي تفيد معنى صيّر أو حوّل، فكلُّها تحمل ذات المعنى وهو معنى التحويل والتغيير، وهذه الأفعال هي:

"صَيَّرَ، رَدَّ، تَرَكَ، اتّخَذَ، جَعَلَ"

مثل: صيَّرتُ الماءَ عكرًا.

يجب القول إنَّه إذا تمَّ تجريد المفاعيل في أفعال الظّنّ واليقين والتحويل من تأثير الفعل، فإنّ هذه المفاعيل تشكل جملًا اسميّة مؤلفة من مبتدأ وخبر، مثل " ظنّ الطالبُ الامتحانَ سهلًا " إذا جردناها من الفعل والفاعل ( الامتحانُ سهلٌ )؛ لذلك كانت أفعال اليقين والظنِّ والتّحويل أفعالًا متعدية إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.

 

- الأفعال المتعدّية إلى مفعولين يمكنُ أنْ تنصبَ ضميرًا متّصلًا يُعرب : ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به أول ، والضمائر هي ( نا المفعولين " يكون ما قبلها متحرّكًا" / الهاء / الكاف / وياء المتكلم ) ، ومفعولًا به ثانيًا .

 

نموذج إعرابيٌّ

قوله تعالى: {'إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ ءَابَآءَهُمْ ضَآلِّينَ}[٤]

 ألفوا: فعل ماضٍ مبني على الضم المقدّر على الألف المحذوفة ، وهو من أفعال اليقين .

 والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

آباءهم: مفعول به أوّل منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، و الضمير "هم" مبني في محل جرّ بالإضافة.

 ضالين: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامةُ نصبه الياء لأنّه جمع مذكّر سـالم، والنّون عوضٌ عن التّنوين في الاسـم المُفرد.


=============================================================================== 

                                                                        بحر المتقارَب

 

أقرأُ الأبيات الآتية، وأتفهّم معانيها:

لَئِنْ كُنْتَ في السِّــنِّ تِرْبَ الهِلالِ               لَقَدْ فُقْتَ في الحُسْـنِ بَدْرَ الكَمالِ

صُحــونٌ تُسافِــرُ فيهــا العُيــونُ                  وتَحْــسَــرُ مِــنْ  بُعْــدِ أقْطارِهــا

وقــبَّــةُ  مُـلْــكٍ  كـــأنَّ   النُّــجــو                مَ تُفْـضـــي إليـــهــا بأسْـــرارهــا

التّقطيع العروضيّ للأبيات السّابقة:

لَئِنْ كُنْتَ في السِّــنِّ تِرْبَ الهِلالِ                             لَقَدْ فُقْتَ في الحُسْـنِ بَدْرَ الكَمالِ

 لَ إنْ كنْ/ تَ فِسْ  سِنْ/ نِ تِرْ بَلْ/ هـِ لا لي           لَ قَدْ فقْ/ تَ فِلْ حُسْ/ نِ بَدْ رَ لْ/ كَ ما لي

 ٮ ـــ ـــ   /  ٮ ـــ ـــ /ٮ ـــ ـــ /ٮ ـــ ـــ                                  ٮ ـــ ـــ /  ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ ـــ

 

صُحــونٌ تُسافِــرُ فيهــا العُيــونُ                            وتَحْــسَــرُ مِــنْ  بُعْــدِ أقْطارِهــا

 صـُ حو نُنْ/ تـُ سا فـِ/ رُ فِيْ هَلْ/ عُ يو نُ               وَ تَحـْ سَـ/ رُ مِنْ بُعْ/ دِ أَقَـ طا/ رِ ها

 ٮ ـــ ـــ   /ٮ ـــ ٮ  /  ٮ ـــ ـــ   / ٮ ـــ ٮ                   ٮ ـــ ٮ/ ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ ـــ /ٮ ـــ

 

وقــبَّــةُ  فُـلْــكٍ  كـــأنَّ   النُّــجــو                            مَ تُفْـضـــي إليـــهــا بأسْـــرارهــا   

وَ قُبـْ بـَ/ ــةُ فُلْ كِنْ/ كــَ أَنٍ نَنْ/ نُ جو                  مَ تُفْـ ضي/ إِ  لَيْ ها/ بـِ أسْ را/ رِ  ها

ٮ ـــ ٮ  / ٮ ـــ ـــ /  ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ                          ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ ـــ / ٮ ـــ

أنعم النّظر في تقطيع الأبيات السّابقة، ثم أجب عن الأسئلة الآتية:

١ – ما التّفعيلة التي تكرّرت في الأبيات السّابقة؟

  لعلّك لاحظت أنّ التفعيلة التي تكرّرت في البيت الأول هي (فعولن:ٮ ـــ ـــ)

 

2 – كم تفعيلة في كلّ شطر؟

          أربع تفعيلات في كلِّ شطر

3 – كم عدد التّفعيلات في البيت؟

        ثماني تفعيلات

 

وهذا بحر المُتقارَب ، ووزنه:

فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ                      فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ

 

         لعلّك لاحظت أيضًا أنّ التّفعيلتين الّلتين تكرَّرتا في حشو البيتيْن الثّاني والثّالث وعروض البيت الثاّني،

هما: التّفعيلة الرّئيسة( فعولن ٮ ـــ ـــ)،

التّفعيلات الفرعيّة:

وصورتها الفرعيّة( فعولُ: ٮ ـــ ٮ)،

وأنّ تفعيلتي؛ العروض في البيت الثّالث، والضّرب في البيتيْن الثاني والثالث جاءتا على صورة

( فعو: ٮ ـــ ).

أما مفتاح بحر المتقارَب، فهو:

عَنِ المتقارَبِ قالَ الخليلُ.                فَعولُن فَعولُن فَعولُن فَعول   

 

مجزوء المتقارَب

أنظرُ في تقطيع البيت الآتي:

    لَنا صاحِبٌ لمْ يَزَلْ                                        يُعَلِّلُنا بِالأمل    

  ل نا صا / حِ بُنْ لَمْ /  يـَ  زَ لْ.                          يُ عَلْ لـِ  /  لـُ نا بِلْ / أ  مَلْ

   ٮ ـــ ـــ   /    ٮ ـــ ـــ  /  ٮ ـــ                              ٮ ـــ ٮ  /   ٮ ـــ ـــ   /  ٮ ـــ

   فعولن  / فعولن   /  فعو.                          فعولُ    /فعولن   / فَعو

 

نستنتج أنّ :

بحر المتقارب يأتي  تامًّا بثماني تفعيلات، ومجزوءًا بستّ تفعيلات.

 وزنه تامًّا : 

                        فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ  فَعولُنْ                      فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ

 

     وزنه مجزوءًا:

    فَعولُنْ فَعولُنْ فَعو.                             فَعولُنْ فَعولُنْ فَعو

 

بحر المتقارب  :  له تفعيلة واحدة متكرّرة (فعولن ٮ ـــ ـــ) 

 

   ولهذه التفعيلة صورًا  أخرى فرعيّة:

 1-(فعولُ ٮ ـــ ٮ)  في الحشو والعروض .

2-( فَعو: ٮ ـــ ) في العروض والضّرب.