التعلُّم القبليّ
- نظَّم الإسلامُ العقودَ التجاريّة بين الناس، وحَرَّم كلَّ ما يُفضي إلى أكْل أموالهم بالباطل، مثل: السَّرقة، والغشّ، والرِّبا، وغير ذلك من الوسائل غير المشروعة.
- وأباح مجموعةً من المعاملات الماليّة، مثل:
- البيع الذي يقوم على تمليك سِلْعةٍ لقاءَ ثمنٍ محدَّد،
- والإجارة التي تعتمد على تمليك منفعةٍ لقاءَ أُجْرةٍ ما،
- والمُضارَبَة المتمثلة في تقديم المال من أحد الطرفين، شرطَ أن يكون العملُ والجهدُ من الطرف الآخر.
وغير ذلك من العقود.
أستذكر
أستذكر تعريف رِبَا القُرُوض (رِبَا النسيئة).
← طلبُ المُقرِض زيادةً على أصل القَرْض بسبب التأخير في الوفاء بالقرض عن موعده.
الفهم والتحليل
لمَّا كان العملُ المصرفيُّ التقليديّ يقوم غالبًا على المعاملات الربويّة، وعلى أُسُسِ تخالفُ أحكام الشريعة الإسلامية، فقد ظهرت الحاجةُ إلى إنشاء المصارف الإسلامية التي تحرصُ على تقديم الخدمات المصرفيّة وفقَ الضوابط والأحكام الشرعية.
أوّلا: مفهوم المصارف الإسلامية
|
أتوقف الصِّرافة: تحويلُ الأوراقِ النقديّة من عُمْلةٍ إلى أخرى، ولكنَّ المعاملاتِ الماليّة في المصارف الإسلامية أعَمُّ من ذلك بكثير. |
المصارف الإسلامية: مؤسَّساتٌ ماليَّةٌ مصرفية تلتزم بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في معاملاتها.
ثانيا: أبرز المعاملات في المصارف الإسلامية
تُقدِّم المصارفُ الإسلامية لعملائها عددًا من الخدمات التي تحقِّقُ مصالحهم وفقَ أحكام الشريعة الإسلامية.
وفيما يأتي أبرزُ صُور المعاملات في المصارف الإسلامية:
أ. إيداعُ الأموال وسَحْبُها:
توفِّرُ المصارفُ الإسلاميةُ خدمةَ حفْظِ الأموال النقديَّةِ في الحسابات الخاصّة بعُملائها، وإمكانيّة سحبِها عند حاجتهم إليها.
ومن الطرائق التي يمكنُ بها سَحْبُ الأموال: الشيكّات، والبطاقات المصرفية.
وتُعدّ الحساباتُ المصرفية أكثرَ الوسائلِ أمانًا وضبطًا للأموال الخاصّة وحفظِها.
ب. إصدار البِطاقات الائتمانيّة:
تُوفِّرُ المصارفُ الإسلامية للعملاء خدمة إصدار بطاقاتٍ تحوي رصيدًا مستقلًّا عن مُدَّخراتهم المصرفية، بوصْفِ ذلك قرْضًا حَسَنًا تُقدِّمه هذه المصارفُ لِعملائها؛ ما يُتيح لهم شراء حاجاتهم؛ شرْطَ تسديد ما أُنْفِق من الرصيد خلال مدَّةٍ مُعيَّنة.
وبالمقابل؛ تستفيد المصارفُ من هذه الخدمة بأخْذِها نسبةً من ربْح التُّجَّار الذين يبيعون السِّلَع لهؤلاء العملاء.
ج. استثمار أموال العملاء:
تعمل المصارف الإسلامية على استثمار أموال العملاء بوصْفِها ودائع استثمارية، لقاء نسبةٍ من الأرباح للمصارف.
د. التمويل:
تُقدِّمُ المصارفُ الإسلامية التمويلَ اللازمَ لعملائها باستخدام أساليب تمويليّة متعددة، منها:
1. بيْعُ المُرَابحة للآمِر بالشِّراء:
|
أتوقف الوفاءُ بالوعد واجبٌ، فإذا لم يَفِ المشتري بوعدِه بشراء السِّلعة أو استئجار العقار بعد شرائهما من البنك بناءً على طلبه، فإنَّ البنك سيبيع السِّلعة أو العقار. ويتحمَّل الواعِدُ بالشِّراء ما لَحِق البنكَ من ضَرَرِ نُقصان الثمن؛ لأنّه المتسبِّبُ فيه. |
- هو طَلَبُ العميل إلى المصرف شراءَ سِلْعةٍ مُعيَّنة؛ شرْطَ أن يَعِدَ العميلُ بشرائها من المصْرِف. وبعد تملُّكِ البنك للسِّلعة، فإنّ العميل يشتريها بثَمَنٍ مُقسَّطٍ لقاءَ زيادةِ رِبْحٍ مُتَّفَقٍ عليه.
- ويُشترط لصحَّة بيع المُرابَحَة:
- عِلْمُ كلٍّ من المصرف والعميل بثَمَن السّلعة قبل شرائها.
- علْمُ كلٍّ من المصرف والعميل بنسبة الرِّبح التي حدَّدَها المصرفُ لنفسِه.
- تملُّكُ المصرفِ للسّلعة قبل بيعِها للعميل.
العلمُ بالمدَّة المحدَّدة التي سوف يُسدَّد الثمنُ فيها للمصرف.
- وفي سعي المصرف للحفاظ عل حقه؛ فقد يَشترط على العميل:
- إحضارَ كفيلٍ يُمكن الاعتماد عليه بالدَّفع إذا تأخَّر العميلُ عن الوفاء بالتزاماتِه تجاه المصرف،
- أو رَهْنَ السِّلعة التي باعَها للعميل، بحيث يَمنعه من بيْعِها؛ ليستوفيَ الحقَّ من ثَمَنِها في حال تَأخَّر العميلُ عن السَّداد.
- وهذا مثالٌ على ذلك:
طَلَب رائدٌ إلى المصرف شراءَ سيّارةٍ مُعيَّنةٍ بمبلغ (10.000) دينار. وبعد أن اشتراها المصرفُ باعها لِرائدٍ بمبلغ (12.500) دينار؛ على أن يلتزم رائدٌ بدَفْع المبلغ كاملًا في صورة أقساطٍ مُدَّة خمس سنواتٍ.
2. الإجارة المنتهية بالتمليك:
|
أتوقف العقارات: الأموالُ الثابتة في مكانها التي لا يُمكن نقلُها من دون تَلَفٍ، مثل: الأراضي، والمباني. |
- يختصّ ذلك غالبًا بالعقارات.
- إذ يتقدَّم مَن يرغبُ في شراء عقارٍ مُعيَّنٍ بالطلب إلى المصرف أن يشتري العقار، واعدًا المصرف باستئجار العقار مُدَّةً مُحدَّدةً، فإذا اشتراه المصرفُ أَجَّرَه للعميل، ثم يعمل المصرفُ على تمليك العقار للعميل عند انتهاء مدَّة الإجارة بثمنٍ رمزيٍّ أو من دون مقابلٍ.
- وهذا مثالٌ على ذلك:
طلبت مَرْوَةُ إلى المصرف شراء شُقّةٍ سكنيّةٍ مُعيَّنةٍ، ووَعَدَته باستئجارها إجارةً مُنتهيَةً بالتمليك، فاشتراها المصرف، ثم أَجَّرَها لِمروة مُدَّة عشرِ سنوات، ووَعَدَها المصرفُ بنقل ملكيّة الشقّة إليها بعد انتهاء مُدّة عقد الإجارة.
أتوقّع
أتوقَّعُ حالَ أصحاب الأموال النقديّة في ظلّ عدم وجود مصارف إسلاميةٍ لإيداع الأموال.
← الخوف على الأموال، والمشقة في سبيل تأمينها من السرقة أو الإنفاق.
أتأمَّل وأستنتج
أتأمَّل الحديث النبويَّ الشريف الآتي، ثم أستنتجُ منه شرطًا من شروط بيع المرابحة:
روى حكيمُ بن حِزَام رضي الله عنه أنه قال لرسول الله ﷺ: يا رسولَ الله، إنّي أشتري بُيُوعًا (سِلَعًا)، فما يَحِلُّ لي منها، وما يَحْرُمُ عَلَيَّ؟ قال ﷺ: "إِذَا اشْتَرَيْتَ بَيْعًا، فَلَا تَبِعْهُ حَتَّى تَقْبِضَهُ".
← ثبوت ملكيّة السلعة للشخص وقبضِها قبل أن يبيعها للآمِر بشرائها.
أبحث عن
أبحثُ عن معاملاتٍ أخرى للمصارف الإسلامية.
← التقسيط الميسر لأقساط التعليم، تمويل المشاريع الاقتصادية الخاصة.
ثالثا: مزايا المصارف الإسلامية
تمتاز المصارف الإسلامية عن غيرها من المصارف التقليديّة بما يأتي:
أ. الالتزامُ بأحكام الشريعة الإسلامية في المعاملات المصرفيّة والاستثمارية:
- تقوم المعاملاتُ في المصارف الإسلاميّة على الوضوح والشفافيّة والبُعد عن الرِّبا والجهالة والاحتيال والغشّ؛ إذ إنها لا تُموِّل أيَّ سِلَعٍ أو خدماتٍ حَرَّمها الإسلام، ولا تُقدِّمُ قُرُوضًا مقرونةً بفوائدٍ لأنَّ ذلك هو الرِّبا المُحَرَّم. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عِمْران: 130].
ب. امتثال القِيَم الإسلامية في العمل المصرفيّ:
- يتمثَّل ذلك في:
- إمْهالِ المُعْسِرِ من دون زيادةٍ على مبلغ الدَّيْن،
- وتقديم قُرُوضٍ حَسَنَةٍ لِغرض التعليم أو العلاج،
- وكذلك الإسهام في أعمال البِرِّ والإحسان،
- وتقديم خدماتٍ عديدةٍ للمجتمع، مثل: مساعدة الجمعيّات الخيريّة، والمؤسَّسات الاجتماعية، وصناديق الزّكاة، والمؤسَّسات العلمية.
أقترح حلولًا
يَجْنحُ بعضُ الأشخاص إلى التعامل مع المصارف التقليديّة بحُجَّة أنّ الفائدة الربويَّة فيها أقلُّ من الزيادة التي تضعها المصارفُ الإسلامية في بعض التمويلات.
← دعوة المصارف الإسلامية إلى تقليل نسبة الزيادة على معاملاتها التجارية، وإرشاد المجتمع إلى ميزات وخصائص عمل البنوك الإسلامية.
الإثراء والتوسُّع
- انتشرت المصارف الإسلامية في مختلَف أنحاء العالَم، ودَخَلَت أسواقًا جديدة لم تصلْ إليها من قبلُ في إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، حتى وصل عددُها إلى مئات المصارف في تلك الأرجاء. وقد تجاوز إجماليُّ قيمة الأصول الماليّة الكليّة للمصارف الإسلامية في العالَم مئات المليارات.
- ونظرًا إلى انتشار المصارف الإسلامية واختصاصها ببعض الأحكام الشرعية؛ فقد أُنشِئت أقسامٌ في الجامعات الأردنية لتدريس تخصُّص المصارف الإسلامية.
دراسة معمقة
- كثُرت الدراسات والكُتُب التي تناولت المصارف الإسلامية، وبيَّنت أحكامها ودَوْرَها الاقتصاديّ.
- مثل كتاب (البُنُوك الإسلامية: النّقود والبُنُوك
في النّظام الإسلاميّ). - مضمون الكتاب (الدراسة):
- أفرده المؤلِّف للحديث عن النّظام النقديّ والمصرفيّ المُلتزِم بأحكام الشريعة الإسلامية.
- وبيَّن فيه الدَّورَ المُهمَّ الذي يؤدِّيه هذا النظامُ في تحقيق أهداف الأمّة الإسلامية؛ اقتصاديًّا، وماليًّا، وسياسيًّا، واجتماعيًّا.
مستخدما الرمز المجاور، أرجعُ إلى المبحث الثاني في هذا 
الكتاب لِتعرُّف خدمة التحويلات النقديّة التي يُقدِّمُها المصرفُ الإسلامي.
← يقوم المصرف الإسلامي بتحويل النقود من مكانٍ إلى آخر مقابل عمولة أو أجرة. وهذه أجرة مشروعة، وليست من قبيل الربا.
القيم المستفادة
أستخلصُ بعض القيم المستفادة من الدرس.
1) أحرصُ على تحرِّي الحلال في المعاملات الماليّة.
2) أُوقِنُ بمرونة الشريعة الإسلامية في مراعاة مصالح الناس.
3) أقدّر جهود المصرفيين الملتزمين بأحكام الشريعة الإسلامية في تيسير حاجات الناس.