مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

المسرحية

القضايا الأدبية - الصف التوجيهي أدبي

المسرحيّة

فنٌ أدبيٌّ يقوم على فكرة الصراع بين متناقضين، تنجزها شخوص تحيا وتروي قصتها أو تعرض قضيتها عن طريق الحوار.

شتوي (٢٠١٨م): الفن الأدبي الذي يقوم على فكرة الصراع بين متناقضين، تنجزها شخوص تحيا وتروي قصتها أو تعرض قضيتها عن طريق الحوار. هو:

أ- الخاطرة         ب- المقالة             ج- المسرحية       د- الرواية

تختلف عن القصة، فالقصة يروي أحداثها كاتبُها، والمسرحية قصة حوارية قابلة للتمثيل المسرحي ويصاحب تمثيلها مناظر ومؤثرات مختلفة.

يُراعى في المسرحية جانبان: تأليف النص المسرحي، والتمثيل الذي يجسّم المسرحية أمام المشاهدين تجسيمًا حيّا. 

وتقوم المسرحية على موضوع رئيس واحد تتمحور حوله منذ البداية حتى النهاية، دون تشتيت الانتباه بموضوعات ثانوية أو تفصيلات زائدة، كما ينبغي ألا تغرق في الوصف والتعليق؛ لأن ذلك يضعف البناء الدرامي ويفقد القارئ أو المشاهد صلته بالنص.

1- نشأتها

المسرح فنٌّ يونانيٌّ من أعرق الفنون وأقدمها، نشأ نشأة دينية، فقد كانت المسرحية تتناول الشخصيات العظيمة، بدأت بالآلهة عند الإغريق، ثم بأبطال من البشر تصورهم أنهم أنصاف آلهة، ثم صار الإنسان المميز –كشخصيات الملوك والأمراء- هو البطل، وتطور هذا الفن ليصبح أكثر الفنون تعبيرا عن الإنسان.

تأثرت المسرحية بالتطور الذي لحق بفنون الأدب الأخرى، فظهرت تيارات مختلفة في المسرح الأوروبي في القرنين التاسع عشر والعشرين، بعد أن بدأ الفكر الإنساني يستقل في مواقفه ويتحرر من سيطرة التراث القديم.

وأول من أدخل الفن المسرحي إلى البلاد العربية هو اللبناني مارون نقاش(1) الذي اقتبس هذا الفن من إيطاليا حين سافر إليها، وبدأ تمثيله باللغة العربية الدارجة، وكانت أولى المسرحيات التي قدّمها لجمهوره العربي في بيروت هي رواية «البخيل» المعرَّبة عن (موليير)، وذلك في العقد الرابع من القرن التاسع عشر الميلادي، فنالت إعجاب كل من حضرها، ثم أتبعها بعرض مسرحية أخرى هي «أبو الحسن المغفل».

بعد ذلك ظهر أبو خليل القباني(2) فخطا بالفن المسرحي خطوة إلى الأمام، وقرَّبه إلى الجماهير باختياره المسرحيات الشعبية مثل «ألف ليلة وليلة»، واتخذ من الفصحى لغة للحوار، ومزج فيها بين الشعر والنثر مع العناية بالسجع أحيانًا، وظل يقدِّم مسرحياته في دمشق في الأعوام (1884 - 1878م)، ثم هاجر إلى مصر، وتابع تقديم مسرحياته فيها، وقد لقي فنُّه هوًى في نفوس المصريين واعترفوا له بالفضل في تثبيته.

ثم ظهر رائد المسرحية في الأدب العربي توفيق الحكيم الذي بدأ نشاطه المسرحي النثري بمسرحية «الضيف الثقيل» سنة(1918م) مستخدما أسلوب الرمز، حيث رمز بالضيف الثقيل إلى الاحتلال الإنجليزي، ثم ألَّف مسرحية «المرأة الجديدة»، ثم المسرحية الرمزية الذهنية «أهل الكهف»، والمسرحية الاجتماعية «الأيدي الناعمة»، والتحليلية النفسية «نهر الجنون»، والمسرحية الوطنية «ميلاد بطل».

وقد أصبح فن المسرح من الفنون القيمة التي تقام لها المهرجانات، ويمنح مؤلفوها ومخرجوها وممثلوها الجوائز، لتفوقهم الإبداعي، ولقدرتهم في الفن المسرحي على تقديم صورة صادقة عن المجتمع العربي المعاصر.

(1) مارون بن إلياس النقاش (1855 - 1817)م، ولد في صيدا بلبنان، كان أول من مهد الطريق لتشخيص الروايات على المسرح العربي بعد أن ساح في أنحاء أوروبا ورجع مغرما بفن التمثيل، فعرّب روايات عدة.

(2) ولد في دمشق سنة (1833م)، وتوفي سنة (1903م).

2- نوعا المسرحية

شاع نوعان للمسرحية من أيام الإغريق، هما:

أ- المأساة: وهي ترجمة للكلمة اليونانية (التراجيديا) التي تنتهي أحداثها بفاجعة، وهي عادة تؤكد قيمة إنسانية كبرى، وكانت بدايات التأليف فيها مقصورة على تصوير حياة العظماء، ثم أصبحت تتناول عامة الناس، وتتميز بالجدية، وحدّة العواطف، وصعوبة الاختيار في المواقف، وسلامة اللغة في الصياغة.  

ب- الملهاة: وهي (الكوميديا)، وموضوعاتها تتناول المشكلات اليومية الواقعية، ويغلب عليها الطابع المحلي، ويعدّ عنصر الفكاهة عنصرا رئيسًا فيها ونهايتها غالبًا تكون سعيدة.

صيفية (٢٠٢١): يغلب على الملهاة (الكوميديا):

أ- حدّة العواطف                              ب- الطّابع المحلّيّ                              ج- سلامة اللغة في الصياغة               د- صعوبة اختيار المواقف

ولم يعد هذا التقسيم قائمًا في المسرح المعاصر، إذ قد تختلط فيه المأساة بالملهاة ،فالحياة مزيج منهما.

 

3- عناصر المسرحية:

أ- الحدث المسرحي: تعتمد المسرحية مثل القصة على الحدث الذي يتناول قضية من قضايا الحياة بحيث يظهر هذا الحدث من خلل الحوار بين شخوصها.

ب- الشخوص، وهي نوعان:

شخوص رئيسة محورية: تدور حولها معظم الأحداث، ومن بينهم تبرز  شخصية أو أكثر يطلق عليها اسم البطل، وهي الشخصية المحورية، وتعلق بها الأحداث منذ البداية حتى النهاية، ويجب أن تكون نامية متطورة (1).

شخوص ثانوية: لها أدوار محددة مكملة للدور الرئيس الذي يقوم به الأبطال بحيث تدفع المسرحية إلى النمو باستمرار.

والكاتب في القصة ينبغي أن يرسم لنا صورة للشخصية من جانبيها الظاهري والباطني حتى نتعرف أبعادها، أما في المسرحية فإن الشخصية تظهر أمامنا ونحن نتعرف عليها عن طريق حركتها وكلماتها، وتقاس مهارة الكاتب المسرحي بمدى نجاحه في تحريك شخوصه أمامنا، وإنتاج مجالات لها يبرز فيها سلوكها. أما إذا قدم لنا الشخوص في سورة ثابتة غير نامية، فهذا عيب يجعل من الشخصية (شخصية مسطحة) (2) لا عمق فيها.

 

(1) الشخصية النامية المتطورة هي الشخصية التي يتم تكوينها بتمام القصة أو المسرحية، فتتطور من موقف لموقف، ويظهر لها في كل موقف تصرف جديد يكشف عن جانب منها.

(2) الشخصية المسطحة هي الشخصية التي لا تتطور ولا تتغير ولا تتبدل مهما كانت المؤثرات والمتغيرات في القصة، ويتذكرها القارئ بسهولة.

جـ- الفكرة: وهي المضمون الذي تعالجه المسرحية، وما يهدف الكاتب إلى إبرازه من خلالها، وذلك بعرض صور من الحياة والعادات والتقاليد، ما يساعد على ترسيخ قيمٍ أخلاقية ومُثُل فاضلة.

د- الزمان والمكان: هما الإطار الذي تجري فيه أحداث المسرحية، وتحديدهما يساعد على فهم الأحداث، وتصور الجو النفسي والاجتماعي المسيطر على سلوك الشخوص.

هـ- الحوار: يتشكّل منه نسيج المسرحية وتتنامى بفضله الأحداث لتبلغ منتهاها، وعلى الكاتب أن يلائم ببراعة بين أسلوب الحوار والشخوص، بحيث يجعله حيّا معبرًا عن طبيعة الشخوص، كما أنه يحدد مجالها، ويصور ملامحها النفسية. إن لغة الحوار المسرحي لو فصلت عن التمثيل وقرئت مكتوبة لاحتاجت إلى حرص وعناية لفهم المقصود منها، فالحركة والإشارة وتتابع الحوادث، ومشاهدة الشخوص، وإدراك السياق، كل ذلك يعين على فهم المقصود من الكلام حين تمثل المسرحية على خشبة المسرح.

وحتى يكون الحوار جيدًا فلا بد من أن تكون (الجمل الحوارية) مناسبة لمستوى الشخصية، وقادرة على إيصال الفكرة التي تعبر عنها، وأن يكون الحوار متدفقا وحارا، ومعبّرا عن الصراع وطبائع الأشخاص والأفكار.

و- الصراع: هو العنصر الأساس في المسرحية، يقوم بين طرفين متناقضين، ويشكل عقدة المسرحية. وصورته الشائعة في المسرحيات صراع بين الخير والشر، ويبدأ طبيعيا بسيطا، ثم ينمو ويشتد، حتى يبلغ الذروة، ثم يأتي الحل في نهاية المسرحية.

4- المسرحية في الأردن

عُرف المسرح في الأردن في مطلع القرن العشرين عن طريق بعض المسرحيات التاريخية والدينية والاجتماعية وعدد من المسرحيات المترجمة، فضلًا عن بعض المحاولات في التأليف المحلي التي قام بها بعض الهواة في الأردن، وكانت هذه الأعمال المسرحية تُقدَّم في الأندية والمدارس والكنائس والجمعيات الخيرية، وذلك للتعبير عن المشاعر الوطنية والقومية وإشاعة روح التصدي للغزو الفكري والثقافي الذي تعرض له وطننا العربي، إضافة إلى توظيفها لأغراض تربوية تعليمية.

ومن أهم الأعمال المسرحية الأردنية المحلية «المضبوعون» لمحمود الزيودي، و«المأزق» لبشير هواري، و«دولة العصافير» لفخري قعوار، و«تغريبة ظريف الطول» لجبريل الشيخ، و«ألف حكاية وحكاية من سوق عكاظ» لوليد سيف، و«كوكب الوهم» لعاطف الفراية.