التَّعلُّمُ القَبليُّ
- دعا الإسلام إلى مكارم الأخلاق، ومنها الأمانة، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: ٥٨].
- ولا يقتصر خُلُقُ الأمانة على حفظ الأموال بل يتّسع ليشمل الكثير من الجوانب، مثل:
- أداء الحقوق الّتي أمرنا الشرع بها.
- القيام بالتكاليف الشّرعية كالوضوء والصّلاة والصّيام غيرها.
- فالأمانة تعني: أن يقوم الإنسان بتأدية واجباته على أكمل وجه وبحسب قدرته وطاقته.
أَقْرَأُ وأَحْفَظُ
|
الحديث الشريف |
معاني المفردات والتراكيب |
|
عَنْ عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنهَُّ سَمِعَ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «كلّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتهِِ؛ فَالإمَِامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتهِِ، والرَّجُلُ في أهْلهِِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتهِِ، والمرَْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتهَِا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ » [رواه البخاري ومسلم]. |
|
|
بطاقة تعريفية براوي الحديث |
|
الفَهمُ والتَّحليلُ
قرّرت الشّريعة الإسلامية مبدأ المسؤوليّة الشّاملة في المجتمع الإسلاميّ، وحمّلت كلّ فرد فيه مجموعة من المسؤوليّات الّتي تتّفق وموقعه وقدراته.
وتتعدّد صور المسؤوليّة لتشمل جميع جوانب الحياة، ومن صورها:
أولاً: مسؤوليّة الحاكم
- بيّن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الشّريف أنّ الحاكم مسؤول عمّن يرعاهم، ويتحقّق ذلك من خلال:
- قيامه بحفظ الدّين.
- إقامة العدل بين النّاس وكفالة حرّيّتهم.
- تطبيق الشّورى.
- الحرص على مصالح الأمّة؛ من خلال نهوضه بشعبه في كلّ المجالات الّتي تحقّق مصلحة الوطن.
- فإن قام بذلك فقد أدّى أمانة المسؤوليّة أمام ربّه وشعبه.
- ويندرج تحت هذه المسؤوليّة كلّ من أُوكلت إليه مهمّة القيام على شؤون النّاس ومصالحهم، كالوزراء والأعيان والقضاة، والنّواب والمدراء، وغيرهم.
ثانيًا: مسؤوليّة الرّجل والمرأة
- الأسرة هي اللّبنة الأساسيّة لبناء المجتمع، فبصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد؛ لذا اعتنى الإسلام بالأسرة بما يضمن تماسكها وتكاملها.
- وقد وضع الإسلام على الرّجل مسؤوليّات محدّدة تجاه أسرته منها:
- رعاية البيت.
- أداء حقوق زوجته وأبنائه.
- الإنفاق على الأسرة وتأمين حاجات أفرادها.
- وعلى المرأة أيضًا مسؤوليّات تختصّ بها، منها:
- أداء حقوق زوجها.
- رعاية أبنائها.
- كما يشترك الرجل والمرأة في مسؤوليّات متعدّدة تجاه أسرتهما وأبنائهما ومن ذلك:
- العناية بتربية الأولاد وتقديم الحب والحنان لهم وتنشئتهم على الأخلاق الفاضلة منذ الصّغر كالصّدق، والوفاء، واحترام الكبير وإكرام الضّيف، والاحسان إلى الجار.
- رعاية مواهب أبنائهما والعناية بتعليمهم العلومَ النّافعةَ وما يحتاجون إليه من الأحكام الشّرعية، وتدريبهم على أداء العبادات كالصّلاة وما يتّصل بها من طهارة، والصّيام وما يتّصل به من أحكام.
ثالثًا: مسؤوليّة العامل
- بيّن الحديث الشّريف أنّ المسؤوليّة تشمل جميع الأفراد، وتمسّ كلّ من يقوم بالمسؤوليّة مهما كانت صغيرة.
- ويتّسع مفهوم الخادم الّذي ورد في الحديث الشّريف ليشمل الأجير أو العامل، فالواجب على الجميع:
- القيام بواجباتهم المكلّفين بها بأمانة وإتقان، وبما يحقّق الخير والمصلحة للمكان الّذي يعملون فيه.
- أن يحفظوا ما في أيديهم من مال لأصحاب العمل، فهم مسؤولون أمام الله تعالى عن أداء وظيفتهم وعملهم، ومسؤولون أمام أنفسهم عن القيام بوظيفتهم وأدائها على أكمل وجه، ومسؤولون أمام وطنهم ومؤسّساتهم ومراجعيهم ومن يقومون بخدمتهم عن أداء العمل والوظيفة على وجهها الصحيح، ليعطوا كلّ ذي حقّ حقّه.
|
صورة مشرقة ضرب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أروع الأمثلة في حمل المسؤولية وأدائها بأمانة ومن ذلك ما رواه خادمه (أسلم) قال: خرجت ليلةً مع عمر إلى حرَّة واقم، فقال: يا أسلم، ها هنا رَكْب قد قصر بهم الليل، انطلِق بنا إليهم، فأتيناهم فإذا امرأةٌ معها صبيان لها، وقِدر منصوبة على النار، وصبيانها يتضاغَون. فقال عمر: السلام عليكم يا أصحاب الضَّوء. قالت: وعليك السلام. قال: أدنو؟ قالت: ادنُ، أو دَعْ، فدنا. فقال: ما بالكم؟ قالت: قصر بنا الليل والبرد. قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟ قالت: من الجوع. فقال: وأي شيء على النار؟ قالت: ماء أعلِّلهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر. فبكى عمر ورجع يهرول إلى دار الدقيق، فأخرج بعض الدقيق، والشحم. وقال: يا أسلم، احمله على ظهري. فقلت: أنا أحمله عنك. فقال: أنت تحمل وزري يوم القيامة؟ فحمله على ظهره، وانطلقنا إلى المرأة، وصنع لهم الطعام، ثم تركه بين يدي الصبيان، وقال: كُلوا فأكَلوا حتى شبعوا - والمرأة تدعو له وهي لا تعرفه - فلم يزل عندهم حتى نام الصغار، ثم أوصى لهم بنفقة وانصرف. |
الإِثراءُ والتَّوسُعُ
- المسؤوليةّ المجتمعيةّ: هي سيادة روح الجماعة في تحمّل الالتزامات تجاه الوطن ومقدراته.
- ومن أهمّ صُور المسؤوليّة المجتمعيّة العمل التّطوعيّ الّذي يقوم به الإنسان عن رغبة منه ودون إلزامٍ شعورًا منه بالمسؤوليّة تجاه غيره.
- ومن الأمثلة على العمل التّطوعيّ:
- تقديم العون والمساعدة لمن يحتاجها.
- إيجاد المؤسسات الّتي تهتمّ بذوي الاحتياجات الخاصّة، ورعاية الأيتام، والعناية بكبار السنّ.
- الحفاظ على البيئة ومواردها.
- المساعدة في أوقات الشِّدّة والأزمات.