مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

المذاهب الفقهية الأربعة

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة توجيهي

التعلم القبلي

- الفقه الإسلامي: العلم بالأحكام الشرعية العملية المُستنبَطة من أدلَّتها التفصيلية.

للفقه الإسلامي مصادر عديدة، منها: القرآن الكريم، والسُّنَّة النبوية الشريفة، والإجماع، والقياس، ومراعاة المصالح.

 -هيَّأ الله تعالى لهذا الدين مَنْ يُبيِّن للناس علومه وأحكامه وتشريعاته، مثل: علماء الأصول، وعلماء الفقه.

 العالم الأصولي يقوم باستنباط القواعد من مصادر التشريع.

 الفقيه يسير على القواعد التي وضعها الأصولي، فيستدلُّ بها على حُكْم المسائل الفقهية، ويستنبط الحُكْم الشرعي للمسائل المختلفة، وبخاصَّة ما استجدَّ منها في حياة الناس.

أستذكر 

أَسْتَذْكِرُ فائدة علم الفقه.

  1. فهم الدين فهمًا سليمًا.
  2. معرفة كيفية أداء العبادات.
  3. استنباطِ الأحكامِ الشّرعيّةِ (العمليّةِ) مِنْ أدلّتِها التّفصيليّةِ.

 

الْفَهْمُ وَالتَّحْليلُ

برز في الأمَُّة الإسلامية كثير من العلماء الذين اجتهدوا في بيان أحكام الشريعة الإسلامية للناس، وكانت لهم طرائقهم ومناهجهم الاجتهادية في ذلك؛ ما أدّى إلى ظهور المذاهب الفقهية المُتنوِّعة.

أولًا: مفهوم المذاهب الفقهية

المذهب الفقهي: هو الطريقة التي سار عليها الأئمَّة الفقهاء في فهم النصوص الشرعية، واستنباط الأحكام الفقهية التي بنى عليها علماء الفقه بعدهم.

 ثانيًا: نشأة المذاهب الفقهية الأربعة 

في حياة النبي صلى الله عليه وسلم: كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يرجعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أمور دينهم، ويأخذون العلم منه.

بعد وفاته صلى الله عليه وسلم: أصبح الصحابة رضي الله عنهم مرجعًا للمسلمين في بيان أمور الدين، فنشروا العلم بين الناس.

في عصر التابعين: برز مِنَ التابعين ومَنْ بعدهم علماء كثيرون في مختلف مجالات علوم الشريعة، وكان لهم طلبة من كلِّ البلاد يأخذون من علمهم.
انتشر علماء التابعين في مختلف أرجاء البلاد بعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية، وبرز من هؤلاء علماء مجتهدون، اتخذ كلٌّ منهم طريقة خاصَّة في فهم النصوص الشرعية واستنباط الأحكام منها، وقد أُطلِق على كلِّ طريقة من هذه الط رائق اسم المذهب.

ثالثًا: التعريف بالمذاهب الفقهية الأربعة 

برزت من بين المذاهب والمدارس الفقهية أربعة مذاهب تلقَّتها الأُمَّة بالقبول، وقد هيَّأ الله تعالى لها أتباعًا مخلصين، حملوا على عاتقهم مهمة نشرها بين الناس. وهذه المذاهب هي:
أ . المذهب الحنفي:
- يُنسَب هذا المذهب إلى العالِم الجليل أبي حنيفة النعمان
رحمه الله.

- هو أوَّل المذاهب الفقهية الأربعة ظهورًا.

منهج أبي حنيفة في التعليم

اتَّبَع الإمام أبو حنيفة رحمه الله مع تلاميذه منهجية تقوم على أساس الشورى في النقاش والاجتهاد؛ إذ كان يطرح المسألة الفقهية على تلاميذه، ثمَّ يستمع لآرائهم جميعًا، حتى إذا انتهوا من نقاشهم، وخلُص معهم إلى رأي، قال لهم: دَوِّنوه. أمّا إذا اختلفوا في مسألة ما فكان يُؤجِّل البَتَّ في حُكْمها إلى وقت آخر.
- امتاز الفقه الحنفي بالفقه الافتراضي؛ وهو افتراض حالة أو مسألة لم تقع، وإيجاد حَلٍّ شرعي لها.

- ترك الإمام أبو حنيفة ثروة فقهية كبيرة سهَّلت على الناس أمور حياتهم فيما بعدُ.

- يُعَدُّ المذهب الحنفي أوسع المذاهب انتشارًا في العالَم، وبخاصَّة في العراق، والشام، والهند، وباكستان، وأفغانستان، وتركيا.

صُوَرٌ مُشْرِقَةٌ

- كان الإمام أبو حنيفة رحمه الله إذا اجتهد في مسألة ما، ووصل فيها إلى حُكْم، قال: «هذا رأي النعمان بن ثابت (أيْ أبي حنيفة)، وهو أحسن ما قدرنا عليه؛ فمَنْ جاء بأحسن منه فهو مذهبي».
- امتدح الإمام الشافعي
رحمه الله الإمام أبا حنيفة رحمه الله بقوله: «الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه».

أتعرف 

أَتَعَرَّفُ المزيد عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله، ثمَّ أُدَوِّنُ بعض المعلومات عنه.

عاصر الأمويين والعباسيين، هو أول الأئمة الأربعة، قابل عددًا من الصحابة، كان قوي الشخصية، اشتغل بتجارة القماش، عيّن مشرفًا على بناء بغداد.

ب. المذهب المالكي:
إمام هذا المذهب الفقهي هو عالِم المدينة المُنوَّرة وفقيهها الإمام مالك بن أنس 
رحمه الله.

- يعتقد بعض الناس أنَّ الإمام مالك بن أنس رحمه الله هو ابن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، والحقيقة أنَّه لا توجد علاقة نسب بينهما.

- يُعَدُّ المذهب المالكي ثاني المذاهب الفقهية ظهورًا.
- أجمع المسلمون على إمامة الإمام مالك
رحمه الله.

- بلغ الإمام مالك رحمه الله درجة كبيرة من العلم، لا سيَّما علم الحديث.

- أُطلِق على الإمام مالك رحمه الله لقب «أمير المؤمنين في الحديث»، و «إمام دار الهجرة».

- ألّف الإمام مالك رحمه الله كتاب (الموُطَّأ) الذي جمع فيه كثيرًا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة الكرام رضي الله عنهم.

منهج الإمام مالك في التعليم

كان الإمام مالك رحمه الله يَتَّبعِ أسلوب التلقين في تدريس طلبته، فيُمْلي عليهم مسائل العلم المُتنوِّعة، ويُبيِّن لهم رأيه فيها.

- كانت تأتيه المسألة من مسائل العلم، فينشغل بها؛ حتى إنَّا تمنعه الطعام والشراب والراحة.

- كان الإمام مالك رحمه الله لا يَهمُّه أنْ يقول للسائل: «لا أعلم»، إنْ لم يكن مُتثبِّتًا من فتواه.
- انتشر المذهب المالكي في كثير من البلدان، مثل: بلاد المغرب العربي، والسودان، ومعظم الدول الإفريقية.

صُوَرٌ مُشْرِقَةٌ

- صنَّف الإمام مالك رحمه الله كتابه (المُوطَّأ) بناءً على طلب الخليفة العباسي المنصور عام 143 ه. - طلب الخليفة من الإمام مالك رحمه الله  أنْ يكون كتابه مرجعًا للمسلمين، وأنْ يُعلِّقه على أستار الكعبة، ثمَّ يُرسِل منه نسخًا إلى أقطار المسلمين، ويترك الناس ما سواه من كتب، لكنَّ الإمام مالك رحمه الله رفض ذلك، قائلًا: «يا أمير المؤمنين، إنَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرَّقوا في البلاد، وأخذ كلُّ بلد بما وصل إليه، فدع الناس وما هم عليه ».

وهذا يُؤكِّد:

1) تمسُّك الإمام مالك بن أنس رحمه الله بالبُعْد عن التشدُّد؛ رحمةً بالمسلمين، وتخفيفًا عنهم.

2) وجوب مراعاة ما استقرَّ عند الناس في البلاد المختلفة من أقوال أهل العلم؛ لكيلا تنشأ فتنة بين المسلمين في حال فُرِض عليهم الأخذ برأي واحد.
● أثنى الإمام الشافعي
رحمه الله على الإمام مالك رحمه الله، قائلًا: «إذا ذُكِر العلماء فمالك النجم».

أتعرف 

أَتَعَرَّفُ المزيد عن الإمام مالك رحمه الله، ثمَّ أُدَوِّنُ بعض المعلومات عنه.

اشتهر بقوة حفظه للحديث، وهو إمام مدرسة الحديث، كان صبورًا ورعًا وصاحب خلق حسن، كان قليل الفتوى كي لا يخطئ في الفتوى.

ج. المذهب الشافعي:
يُنسَب هذا المذهب إلى العالِم الجليل محمد بن إدريس الشافعي 
رحمه الله.

أناقش 

أُناقشُ أفراد مجموعتي في أهمية توجيه الأُسْرة المسلمة أبناءَها إلى دراسة العلوم النافعة، وأثر ذلك في صقل معارفهم ونبوغهم.

للأسرة أثر كبير في توجيه أبناءها نحو دراسة العلوم النافعة التي تعود بالنفع على المجتمع كله، مما يصقل شخصية الأبناء ويسهم في جعلهم أفرادًا صالحين في المجتمع يمتلكون القِيم المثلى فالتوجيهُ القيمي يبدأُ في نطاقِ الأسرةِ أولاً. فالأسرةُ هي التي تُكْسِبُ الطفلَ قِيَمَهُ فَيَعْرِفُ الَحقَ والبَاطلَ، والخيرَ والشرَ، وَهو يَتلَّقَى هذه القيمِ دونَ مناقشةٍ في سِنيهِ الأولى، حيث تتحددُ عناصرُ شخصيتِهِ، وتتميزُ ملامحُ هويتِهِ على سلوكه وأخلاقه؛ لذلك فإن مسؤولية الأسرةِ تعليمِ أبنائها القيم الرفيعة، والأخلاق الحسنة.

تُوفِّي والد الإمام الشافعي رحمه الله وهو صغير، فحملته أُمُّه إلى مَكَّة المُكرَّمة حيث يقيم أقرباؤه، وعمره يومئذٍ سنتان، فنشأ فيها، وتلقّى العلم صغيرًا، وحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، ثمَّ حفظ (الموُطَّأ) في سِنِّ العاشرة، ثمَّ تنقَّل في حلقات العلم والعلماء في مَكَّة المُكرَّمة حتى بلغ سِنَّ الثامنة عشرة.
بعد ذلك انتقل إلى المدينة المُنوَّرة، وتلقّى العلم عن الإمام مالك
رحمه الله، ولازمه حتى وفاته عام 179 هـ، فانتقل إلى اليمن، وأقام فيها عدد سنين، ثمَّ توجَّه إلى بغداد، حيث تلقّى العلم على يد محمد بن الحسن تلميذ الإمام أبي حنيفة رحمه الله، ثمَّ عاد إلى مَكَّة المكُرَّمة، ومكث فيها تسع سنوات، ثمَّ عاد مَرَّة أُخرى إلى العراق عالِمًا كبيرًا عام 195 هـ، وفيها وضع ما سُمِّي المذهب الشافعي القديم، ثمَّ انتقل إلى مصر عام 199 هـ، فأعاد النظر في كثير من اجتهاداته؛ لنضجه العلمي، وتغيُّر الظروف والأحوال، وظلَّ في مصر حتى توفّاه الله تعالى فيها. وقد أُطلقِ على ما دَوَّنه الإمام الشافعي في مصر اسم المذهب الجديد.
من كتب الإمام الشافعي
رحمه الله: 

- (الرسالة) وهو أوَّل كتاب في أصول الفقه.

- دَوَّن تلاميذه كتابه المشهور في الفقه (الأمُ).

  •  يُعَدُّ المذهب الشافعي ثالث المذاهب الفقهية ظهورًا، وقد انتشر في بلاد الشام، والعراق، واليمن، ومصر، وإندونيسيا، والهند وغيرها من البلاد.

أتتبع وأستنتج

كثرة رحلات الإمام الشافعي تدل على حرصه على طلب العلم والبحث عن الحق والاطلاع على جميع الآراء الفقهية، وكان لهذا دور كبير في زيادة علم الشافعي ومعرفته واطلاعه ولذا غيّر بعض أقواله وفتاويه.

صُوَرٌ مُشْرِقَةٌ

● كان الإمام أحمد رحمه الله يُكثرِ من الدعاء لشيخه الإمام الشافعي رحمه الله؛ فعن عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال: قلت لأبي: يا أبتِ، أيُّ رجل كان الشافعي؛ فإنّ أسمعك تُكثرِ الدعاء له؟ فقال: «يا بني، كان الشافعي رحمه الله كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس» (أخرجه ابن عبد البر في كتابه الانتقاء).
كان الإمام الشافعي رحمه الله غزير العلم، وممّا يدلُّ على ذلك أنَّه كان يأتيه أصحاب الحديث، فيَعرضون عليه، فيوقِفهم على مسائل من علم الحديث، فيعجبون منه، ثمَّ يأتيه أصحاب الفقه، فما يقومون إلّا وهم يُقِرّون له بالإتقان والديانة، ويأتيه أصحاب علم الأدب، فيقرؤون عليه الشعر، وكان من أعرف الناس بالتاريخ، مع عقل ودِين.
● كان الإمام الشافعي
رحمه الله مثالًا في أدبه، واحترام مخالفيه. ومن ذلك قوله: «رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».

أتعرف 

أَتَعَرَّفُ المزيد عن الإمام الشافعي رحمه الله، ثمَّ أُدَوِّنُ بعض المعلومات عنه.

الجرأة في الحق وحُسنُ المناظرة وقوة الحجة والصبر على البلاء.

د. المذهب الحنبلي:
يُنسَب هذا المذهب إلى العالِم الجليل أحمد بن حنبل
رحمه الله .

- تُوفِّيَ والد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وهو لا يزال صغيرًا، فتولَّت أُمُّه العناية به وتربيته، وأخذت تُوجِّهه إلى العلم منذ صغره.

- امتاز رحمه الله بالجِدِّ والحرص على طلب العلم؛ لذا سافر في طلب العلم إلى الكوفة، والبصرة، ومَكَّة المُكرَّمة، والمدينة المُنوَّرة، واليمن، مُتحمِّلًا كثيرًا من المَشاقِّ في أسفاره.
- اشتُهِر
رحمه الله بإمامته في الحديث والفقه، وجمعه بين العلم والعمل. وقد كان لعلمه أثر في شخصيته، وأسلوب حياته؛ إذ كان خاشعًا، ووقورًا، وقريبًا من تلاميذه وأصحابه بحيث كان مُؤثِّرًا فيهم، ومُتواضِعًا لهم.

- روى عنه ولده عبد الله (المسند) الذي جمع فيه نحو ثلاثين ألف حديث نبوي شريف.
- يُعَدُّ المذهب الحنبلي رابع المذاهب الفقهية ظهورًا، وقد انتشر في بلدان عديدة، منها الجزيرة العربية.

● قال الإمام الشافعي  رحمه الله :«  خرجْتُ من بغداد وما خلَّفْتُ بها أحدًا أتقى، ولا أورع، ولا أفقه من أحمد بن حنبل».
● استمرَّ الإمام أحمد
رحمه الله في طلب العلم حتى مماته، وقد شوهِد - على كِبَِ سِنِّهِ- يطوف البلاد، ويجمع الحديث الشريف، فقيل له: يا إمام، هذا على كِبَِر سِنِّكَ؟ قال: «نعم، مع المحبرة إلى المقبرة».
● قال يحيى بن معين 
رحمه الله: « ما رأيْتُ مثل أحمد بن حنبل، صَحِبْتُهُ خمسين سَنَة، ما افتخر علينا بشيء ممّا كان فيه من الصلاح والخير : « خرجْتُ من بغداد وما خلَّفْتُ بها أحدًا أتقى، ولا أورع، ولا أفقه من أحمد بن حنبل».
 

أتعرف 

أَتَعَرَّفُ المزيد عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، ثمَّ أُدَوِّنُ بعض المعلومات عنه.

كان فقيها وعالمًا بالحديث الشريف، تصدر للفتوى بعد الأربعين من عمره، ارتحل بين كثير من البلاد طلبًا للعلم، كان من أوائل من جمع الأحاديث من كل البلاد ودونها، تعرّض للأذى من المعتزلة فصبر على ذلك.

قَضِيَّةٌ لِلنِّ قاشِ 

يد عو بعض الناس إلى ترك العمل بالمذاهب الفقهية بدعوى أنَّه يُمكِن لمن عَلِمَ نصَّ القرآن الكريم والحديث الصحيح أنْ يعرف الأحكام الشرعية للوقائع والأحداث. أُناقشِ أفراد مجموعتي في آثار ذلك. 

من آثار ذلك انتشار الجهل والفتاوى التي لا تستند إلى فهم دقيق.

رابعًا: أسباب اختلاف المذاهب الفقهية

بالرغم من اتفاق أئمَّة المذاهب الفقهية على الأحكام الفقهية الأساسية، فإنَّهم اختلفوا في كثير من الأحكام الفقهية الجزئية والتفصيلية التي لا نصَّ فيها. وفيما يأتي أبرز الأسباب التي أدَّت إلى ذلك:
أ . اللغة: يوجد في اللغة العربية ألفاظ وحروف تشترك في عدد من المعاني، مثل حرف (الباء) الوارد في قوله تعالى:﴿وامسحوا برؤوسكم
(المائدة: 6). فقد اختلف الفقهاء في مقدار المسح من الرأس عند الوضوء:

- منهم مَنْ قال: إنَّ الباء زائدة، فيجب مسح كلِّ الرأس.

- منهم مَنْ قال: هي للتبعيض، فيُجزِئ مسح بعض الرأس.
ب. وصول الحديث وثبوته: تختلف أقوال الفقهاء وآراء المذاهب بسبب الاختلاف في رواية السُّنَن:

- قد لا يصل الحديث إلى المُجتهِد، فيفتي في المسألة اعتمادًا على آية أو حديث آخر،  وقد يلجأ إلى القياس.

- وقد يصل الحديث إلى المُجتهِد، ولا يعمل به؛ لحُكْمه عليه بالضعف.
ج. أصول الاستنباط: لكلِّ مذهب فقهي أصول استنباط قد تختلف في جزئياتها عن أصول المذاهب الأُخرى؛ فقد اختلف بعض الفقهاء في أصول الاستنباط التي يرجعون إليها، وفي القواعد الأصولية التي يعتمدون عليها.

فمثلًا، الإمام مالك رحمه الله قدَّم عمل أهل المدينة على بعض أصول الاستنباط؛ لقرب عهده بالنبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضي الله عنهم في زمنه، وكذلك توسَّع في العمل بالمصالح المُرسَلة أكثر من غيره.

  • عمل أهل المدينة: هو ما أخذ به أهل المدينة المُنوَّرة من أحكام فقهية زمن الإمام مالك رحمه الله والزمن الذي قبله؛ ما يعني أنَّه م أعرف الناس  بالتنزيل، وبما كان من بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم للوحي، وهذه المَزِيَّة ليست لأحد غيرهم؛ لذا رأى الإمام مالك رحمه الله أنَّ الحقَّ لا يخرج عمّ ذهبوا  إليه؛ ما يجعل عملهم حُجَّة توجِب تقديمه على غيره من الأعمال.

 د . اختلاف الأعراف والعادات: لكلِّ بلد عاداته وتقاليده التي تُميِّزه من غيره.

وبعض الأحكام مبنية على العُرْف، مثل: المكاييل، والموازين، وأحكام المُزارعة والمُساقاة وغيرها.

واختلاف هذه الأعراف والعادات قد يؤدّي إلى اختلاف الأحكام الفقهية؛ لذا اختلفت فتاوى الإمام الشافعي رحمه الله بين مصر والعراق.

أفكر

أُفَكِّرُ في الأثر الإيجابي لاختلاف المذاهب الفقهية.

  1. حرية الفكر.
  2. إتباع أوامر الله في حثه للتعلم والعمل والاجتهاد.
  3. اختبار العلماء والمجتهدين في انقيادهم لأوامر السنة النبوية والقرآن الكريم.
  4. البحث المستمر في أصول الدين والآراء كشف جميع التأويلات الباطلة من الدخلاء على العلم وبيان آرائهم الضالة.

 

الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ

لا تنحصر المذاهب الفقهية فقط في المذاهب الأربعة، وإنَّما توجد مذاهب أُخرى كثيرة لم تنتشر مثل انتشار المذاهب الأربعة.

من هذه المذاهب: مذهب سفيان الثوري، ومذهب الأوزاعي، ومذهب الليث بن سعد، ومذهب إسحاق بن راهَوَيْه، ومذهب زيد بن علي، ومذهب ابن جرير الطبري، ومذهب داود الظاهري رحمهم الله.

وقد كان لكلٍّ من هؤلاء أتباع يفتون بأقوالهم، لكنَّ مذاهبهم لم تنتشر، (أعلل).

إمّا لعدم تلقّي الأُمَّة لها بالقبول الذي لاقته المذاهب الأربعة التي كانت شاملة ومُتفوِّقة.

وإمّا لعدم وجود تلاميذ يحملون فقههم، ويعملون على انتشاره.

القيم المستفادة 

أَسْتَخْلِصُ بعض القِيَم المستفادة من الدرس.

  1. أُقَدِّرُ دور علماء المسلمين في نشر العلم والفقه.
  2. أحرص على العلم النافع.
  3. أحرص على الاجتهاد في طلب العلم.