فنٌ شعري يُعنى بمدح النبي محمد -صلى- وتعداد صفاته الخُلُقية والخَلْقية، وإظهار الشوق لرؤيته وزيارته، وزيارة الأماكن المقدسة التي ترتبط بحياته، مع ذكر معجزاته المادية والمعنوية، والإشادة بغزواته.
لأنَّ الرسولَ حيٌّ في نفوس المسلمين برسالته وسنته ومبادئه التي بُعث من أجلها.
2- نشأته
نشأ المديح النبوي في صدر الإسلام، واستمر النظم فيه في العصرين: الأموي والعباسي.
لكثرة ما تعاقب على المسلمين من ويلات ومصائب وأحزان، بعد الهجمات المتوالية: الصليبية، والتترية، فتوسلوا إلى الرسول الكريم أن يكون شفيعًا لهم عند الله لكي ينجيهم من النوائب التي كادت تقضي على وجودهم.
لأنهم وجدوا فيه فرحتهم وسعادتهم وراحتهم النفسية، ويتدارسونه وينشدونه في مجالسهم ومحافلهم وأماكن عبادتهم.
3- من أشهر شعرائه (يحفظها الطلبة).
نظم عدد من الشعراء دواوين خاصة قصروها على المديح النبوي، مثل:
1- معارج الأنوار في سيرة النبي المختار، للصرْصَري (تـ656هـ).
2- بشرى اللبيب بذكرى الحبيب، لابن سيّد الناس اليعمري (تـ734هـ).
3- منتخب الهدية في المدائح النبوية، لابن نباتة المصري (تـ768هـ ).
4- فرائد الأشعار في مدح النبي المختار، لابن العطار الدنيسري (تـ794هـ ).
5- شفاء الكليم بمدح النبي الكريم، لابن عربشاه الدمشقي (تـ901هـ ).
ومن أشهر من يمثل هذه الظاهرة في تلك الفترة البوصيري، وله جملة قصائد أشهرها(البردة) المعروفة باسم (الكواكب الدُّرّية في مدح خير البرية) وتقع في مئة واثنين وستين بيتًا، ومطلعها:
أمِنْ تَذَكُّرِ جيرانٍ بذي سَلَمِ مَزَجْتَ دمعًا جرى من مُقْلَةٍ بدَمِ
ثم يعرض البوصيري بغيته بمدح الرسول فيتغنّى بصفاته وسيادته وقيادته للعرب والعجم، وحاجة الناس إلى شفاعته، فيقول:
مـحـمدٌ سيـدُّ الكــونينِ والثَّقَلَيْــنِ والفريقينِ من عُرْبٍ ومن عجمِ
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ لِكـــلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ
يَجُـــرُّ بَحْـرَ خَمِيسٍ فوقَ سابِحَةٍ يرمي بموجٍ من الأبطالِ ملتطمِ
ومــــن تكنْ برسول الله نصرتُه إن تلقــــهُ الأُسدُ في آجامها تَجمِ
وقد بيّن الشاب الظريف منزلة الرسول الرفيعة، والتوسل إليه وطلب الشفاعة منه للنجاة من عذاب النار، فالآمال معقودة عليه، فقال:
مَا كَانَ يرضى لَك الرَّحمَنُ منزلةً يَا أَشْرَفَ الخلقِ إلّا أشـــرفُ الـــــــــرّتبِ
لِي مِنْ ذُنُوبِي ذَنب وَافِرٌ فَعَسى شَـــــــفَـــاعـةً مِنكِ تُنْجيني مِنَ اللَّـــهَبِ
جَعَلْــتُ حُبَّك لي ذُخْراً ومعتمداً فَــــــــــــــكَــــان لي ناظراً مِنْ نَاظر النُّوَبِ
إِلَيْكَ وَجّهْتُ آمالي فَــلَا حُــــجِبَتْ عنْ بَابِ جُودِكَ إِنَّ المَوْتَ فِي الحُجُبِ
ووصف الشعراء معجزاته، لا سيّما حادثة الإسراء والمعراج وصفا مفصلا دقيقا، يقول أبو زكريا يحيى بن يوسف الصرْصَري في قصيدة تجاوز عدد أبياتها ثمانمِئة وخمسين بيتا:
سُــبــحــانَ ذي الجَــبــروتِ وَالبُـرهـانِ وَالعِــــزِّ وَالمَـــلكـــوتِ وَالسُـــلــــــــــطـــانِ
أَســرى مِــنَ البَــــيــــتِ الحَـرامِ بِهِ إِلى أَقــصــى المَــسـاجِـدِ لَيـسَ بِـالوَسـنـانِ
فَــعَــلا البُــراقَ وَكـانَ أَشَـرَف مَـركـبٍ يَــطــوي الــقِــــــــــفـارَ بِـسُـرعَـةِ الطَـيَـرانِ
وذكروا غزواته وفاة جده عبد المطلب، وأشاروا إلى ذكره والثناء عليه في الكتب السماوية، يقول ابن الساعاتي (معارضا قصيدة كَعب بن زهير):
بـــثّـــت نبوته الأخبارُ إذ نَـطَقـَــتْ فحدّثـــت عـــنـــــــــــــــهُ تــــوراةٌ وإنجيـــــــل
فضيلةٌ عرفتْ من عبدِ مطّلبٍ والقوم صرعى كعصفٍ وهو مأكول
ردَّت أعــاديــــــــــه في بدرٍ ويومئذٍ جـيــادهُ الـــقُــــبُّ والــطّــيــرُ الأبــــــــــابيل
صيفة 2019: بثّت نبوته الأخبارُ إذ نَطَقـتْ فحدّثـت عنهُ تــوراةٌ وإنجيـل
البيت السابق من قصيدة عارض فيها ابن الساعاتي الشاعر:
أ. الصرصري ب. كعب بن زهير ج. ابن سيّد الناس د. ابن العطّار
الخصائص الفنية لشعر المديح النبوية (يحفظها الطلبة)
1- تبرز فيه العاطفة وتدفق المشاعر تجاه الرسول عند الحديث عن شمائله ومعجزاته وطلب شفاعته.
2- يتميز بوحدة الموضوع وطول القصيدة.
3- تأثرت مضامينه بالقرآن الكريم، ومن ذلك الحديث عن حادثة الإسراء والمعراج، وذكر النبي في الكتب السماوية، والطير الأبابيل، وبالحديث النبوي الشريف عند ذكر البراق في حادثة الإسراء.
4- يشيع فيه فن المعارضات، مثال ذلك قصيدة ابن الساعاتي التي عارض فيها كعب بن زهير في قصيدته التي مطلعها:
بانتْ سُعاد فقلبي اليومَ متبولُ مُتَيَّمٌ إثْرِها لم يُفْدَ مَكْبولُ
صيفية 2022: الخصيصة الفنية التي يلتقي فيها شعر المديح النبوي في العصرين الأيوبي والمملوكيّ مع شعر المرأة في الأندلس هي:
أ. طول القصائد ب. تعدد الموضوعات ج. وحدة الموضوع د. قِصَر القصائد