مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

المحافظةُ على المالِ في الإسلامِ

التربية الإسلامية - الصف الثامن

الفكرةُ الرئيسةُ

  • المحافظةُ على المالِ مِنْ مقاصدِ الإسلامِ الأساسيةِ؛ لِما للمالِ مِنْ دَورٍ كبيرٍ في إعمارِ الأرضِ.
  • وقد فطر الله تعالى الناس على حب المال والسعي للإكثار منهُ، ويسّر لهُم أسباباً مشروعة لتحصيلِه؛ وذلك لِما للمال مِن دوَر في عمارة الأرض ورفاه الإنسانِ.
  • وقد شرعَ الإسلامُ أحكامًا وتوجيهاتٍ عدّةً لِبيانِ طُرُقِ كسبِهِ، وإنفاقِهِ، وتنميتِهِ، والمحافظةِ عليهِ.
  • قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تزولُ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتّى يُسأَلَ عَنْ عُمرِهِ فيمَ أفناهُ، وعَنْ علمِهِ فيمَ فعلَ فيهِ، وعَنْ مالِهِ مِنْ أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعَنْ جسمِهِ فيمَ أبلاهُ »، فقد بيّنَ الحديثُ الشريفُ أمرَينِ يحاسَبُ عليهِما الإنسانُ في مالِهِ، هُما:
    • مِنْ أينَ اكتسبَهُ؟
    • وفيمَ أنفقَهُ؟
  • والمالُ عصبُ الحياةِ، فلا قيامَ لحياةِ الأفرادِ والمجتمعاتِ إلّا بِهِ.
  • وقدِ اهتمَّ الإسلامُ بِهِ اهتمامًا كبيرًا؛ ليحقّقَ الإنسانُ الدَّورَ الذي أرادَهُ اللهُ تعالى لهُ في الحياةِ.

​​​​​​​​​​​​​​

أولًا: مفهومُ المالِ في الإسلامِ

هوَ كلُّ شيءٍ لهُ قيمةٌ بيْنَ الناسِ وأباحَ الإسلامُ للإنسانِ الانتفاعَ بِهِ، كالذهبِ، والنقودِ، والأرضِ، والبيوتِ، والسيّاراتِ.

 

ثانيًا: أهميةُ المالِ

  • وردَ ذكرُ المالِ في القرآنِ الكريمِ في مواضعَ كثرةٍ؛ دِلالةً على أهميتِهِ في حياةِ الناسِ، قالَ تعالى:﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران: 14]
    • القناطيرُ المقنطَرةُ: الأموالُ المُكدَّسةُ.
  • والمالُ مِنْ ضروريّاتِ الحياةِ التي لا غِنى للإنسانِ عَنْها في طعامِهِ وشرابِهِ، ولباسِهِ، ومسكنِهِ، إذْ يُمكِّنُ صاحبَهُ مِنَ العيشِ الكريمِ، فينفقُ منهُ على نفسِهِ، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اليدُ العُليا خيرٌ مِنَ اليدِ السُّفلى »، أَيْ إنَّ اليدَ المنفِقةَ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ تعالى مِنَ اليدِ الّتي تستجدي المالَ وتأخذُ الصّدقاتِ.

 

ثالثًا: الأحكامُ التي شرعَها الإسلامُ للمحافظةِ على المالِ

شرعَ الإسلامُ أحكامًا عدّةً لكسبِ المالِ وإنفاقِهِ وتنميتِهِ والمحافظةِ عليهِ، ومِنْ ذلكَ:

​​​​​​​أ.الحثُّ على كسبِ المالِ بالطُّرُقِ المشروعةِ.

  • كالعملِ في التجارةِ، والصناعةِ، والزراعةِ، وسائرِ أشكالِ العملِ المشروعةِ كالحِرَفِ والمِهَنِ وغيرِها. قالَ تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15].
  • ونَهى عَنِ الكسبِ الحرامِ للمالِ، ​​​​​​​قالَ تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ [النساء: ٢٩ ].
  •  وَمِنْ طُرُقِ الكسبِ الحرامِ: السرقةُ، والغِشُّ، والاحتكارُ، والقِمارُ، والرّبا، والرّشوةُ، وبيعُ المخدِّراتِ والمُسْكِراتِ.

ب.الحثُّ على تنميةِ المالِ واستثمارِهِ بالسُّبلِ المشروعةِ كلِّها.

  • كالصناعةِ والزراعةِ والتجارةِ وغيرِها.
  •  وقَدْ حثَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على الاستثمارِ بقولِهِ: «إِنْ قامَتِ الساعَةُ وفي يَدِ أحدِكُمْ فسيلةٌ، فإِنِ استطاعَ أَلّا تقومَ حتّى يغرِسَها فليغرِسْها » [رواهُ أحمدُ].
  • وقالَ سيدُنا عمرُ بنُ الخطابِ  رضي الله عنه: «اتَّجِروا في أموالِ اليتامى، لا تأكلْها الزكاةُ» [رواهُ مالكٌ]

ج.إنفاقُهُ في الوجوهِ المشروعةِ، وتحريمُ إضاعتِهِ وإتلافِهِ.

  • قالَ تعالى:﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الحديد: 7].
  • والتوسّطُ والاعتدالُ في إنفاقِهِ.
  •  والنهيُ عَنِ الإسرافِ والتقتيرِ، قالَ تعالى:﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ [الفرقان: 67 [.

د.تحريمُ الاعتداءِ على أموالِ الآخَرينَ.

  • قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ، دمُهُ، ومالُهُ، وعِرضُهُ » [رواهُ مسلمٌ]. ومِنْ طُرُقِ الاعتداءِ على أموالِ الآخَرينَ: الغَصْبُ، والسرقةُ، والاحتيالُ، وخيانةُ الأمانةِ.
  • وقَدْ وضعَ الإسلامُ عقوباتٍ رادعةً لكلِّ مَنْ يعتدي على أموالِ الآخَرينَ، كعقوبةِ السرقةِ، قالَ تعالى:﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38 [.

هـ. الإرشادُ إلى توثيقِ المعاماتِ الماليةِ؛

  • لحفظِ حقوقِ الناسِ وأموالِهِمْ.
  • والحرصُ على عدمِ ضَياعِها.
  • ومنعًا للمنازعةِ والاختلافِ.
  • قالَ تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ﴾ [البقرة: 282 [ .

 

أَسْتَزيدُ

  • حرصًا مِنَ الشريعةِ الإسلاميةِ على المحافظةِ على المالِ وعدمِ إضاعتِهِ اشترطَتْ في الإنسانِ ليحقَّ لَهُ التصرّفُ في مالِهِ: البلوغَ، والعقلَ، وحسنَ التصرفِ بالمالِ.
  • فنهَتْ أنْ يتصرّفَ السفيهُ في مالِهِ، وهوَ مَنْ لا يحسنُ التعاملَ مَعَ مالِهِ، ولا يعرفُ قَدْرَهُ، قالَ تعالى: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: ٥].
  • وشرعَتْ أنْ يكونَ للصغيرِ وصيٌّ للتصرفِ في مالِهِ حتّى يكبرَ ويحسنَ التصرّفَ في مالِهِ، ​​​​​​​قالَ تعالى: ﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ[النساء: 6[ .

 

أَرْبِطُ معَ القانونِ

للحفاظِ على الأموالِ العامّةِ وعدمِ الاعتداءِ عليها، أمرَ جلالةُ الملكِ عبدِاللهِ الثاني ابنِ الحسينِ حفظهُ اللهُ بإنشاءِ هيئةٍ للنزاهةِ ومكافحةِ الفسادِ.