مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الفصل الرابع : الواقع الاجتماعي والثقافي والتربوي للوطن العربي

تاريخ العرب - الصف التوجيهي أدبي

 

   الفصل الرابع : الواقع الاجتماعي والثقافي والتربوي للوطن العربي:  

تكون  المجتمع العربي بالتدريج عبر تاريخ طويل،  وخاصة منذ الفتوحات الإسلامية،  في نسميه اليوم الوطن العربي،  ومن أبرز السمات  العامة للمجتمع العربي أنه مجتمع تجاري  - زراعي في مدنه وأريافه، وشبه رعوي في بعض مناطقه الريفية والبدوية. 

ويتمركز في تنظيمه الاجتماعي والاقتصادي حول العائلة والعشيرة، وهو لا يزال في طور النمو الصناعي، مع وجود تفاوت كبير بين الدول العربية الغنية والفقيرة، وبين الأغنياء والفقراء داخل كل بلد عربي. 

المجتمع العربي متجانس في هويته الثقافية على الرغم من اتصافه بالتعددية الاجتماعية والدينية والعرقية, 

الشعب العربي في مجمله شعب فتي بسبب ارتفاع نسبة من هم دون الخامسة عشرة من العمر من أبنائه 

 أولا : الهوية الثقافة العربية الإسلامية     

يقصد بالهوية الثقافية العربية الإسلامية : بأنها مجموعة السمات والخصائص التي تتفرد بها الشخصية العربية وتجعلها متميزة عن غيرها من الهويات الثقافات الأخرى، وهي العامل الذي يحدد السلوك، ونوع القرارات والأفعال الأصلية للفرد والجماعة، والعنصر المحرك الذي يسمح للأمة بمتابعة التطور والإبداع، مع الاحتفاظ بمكوناتها الخاصة. 

وهذا معناه أن كل ثقافة تتميز عن غيرها من الثقافات الأخرى من حيث طبيعة الشخصية، وأساليب الاتصال ولا سيما اللغة، والصور المختلفة للسلوك، بالإضافة إلى المعاير والقيم والعلاقات الاجتماعية التي تربط بين أفرادها.              

 ثانيا: مكونات الهوية الثقافية العربية الإسلامية

تكون الهوية الثقافية العربي الإسلامية من عناصر عدة مرتبطة ببعضها، ومن أبرز هذه المكونات:

1- اللغة: تعد اللغة هي المكون الأساس في الهوية الثقافية العربية، وهي من الركائز الأساسية للوجود العربي، والوحدة العربية التي تؤدي إلى وحدة الشعور والفكر.  واللغة العربية هي الجسر الذي عبر منه العرب والمسلمون جيلا بعد جيل لتحقيق التواصل الثقافي والاجتماعي، وهي لغة القرآن الكريم، وهي لغة ثرية في محتواها ومفرداتها، إضافة إلى وجود لغات أخرى في الوطن العربي إلى جانب اللغة العربية كاللغة الكردية، واللغة الأمازيغية.

2- الدين: تستمد الهوية الثقافية العربية الإسلامية مقوماتها من الدين الإسلامي فهو الذي يحدد للأمة فلسفتها الأساسية عن سر الحياة وغاية الوجود، فالتوحيد بمعناه الشامل يمثل أبرز ملامح هوية الأمة الثقافية إلى جانب وجود ديانات أخرى كالمسيحية، واليهودية، تعايش أصحابها مع المسلمين في إطار التسامح الديني الذي انتهجه المسلمون في علاقاتهم مع غيرهم من أصحاب الديانات السماوية.

3- التاريخ المشترك: يمثل التاريخ أحد المقومات الأساسية لهوية الأمة، فلا يمكن لأي أمة أن تشعر بوجودها إلا عن طريق التاريخ، فهو الذي يميز الجماعة البشرية عن بعضها بعضا. فكل الذين يشتركون في ماض واحد ويعتزون ويفخرون بمآثره يكونون أبناء أمة واحدة. 

وتقوم الثقافة العربية الإسلامية على أساس تداخل المعرفة وتكاملها،

وهي ثقافة تجمع علوم الدين وعلوم الدنيا، وبعد أن أقامت قاعدتها الفكرية والعلمية على أساس من الأصالة والتميز لم تتردد في الانفتاح على العالم من حولها تأخذ من ثقافاته وعلومه ما تحتاج إليه، فيصبح جزءاً منها، وتضيف إليه، ثم تعطي غيرها من الثقافات مثلما أخذت منها.

وهي ثقافة شيدت حضارة ذات ثقافة إنسانية توازنت فيها القيم الروحية والمادية.

 ثالثا: التحديات التي تواجه الهوية الثقافية العربية الإسلامية

* تعرضت الهوية الثقافية العربية الإسلامية لتحديات كبيرة، بسبب

- عدم مواكبتها لتطورات العصر، وضرورة الحوار والتفاعل مع الثقافات الأخرى

- ضرورة الحوار والتفاعل مع الثقافات الأخرى

- عدم الاستفادة من الثورة المعلوماتية

* ومن أبرز التحديات التي تواجه الثقافة العربية:

1- التبعية الثقافية التي كان المستعمر الأوروبي يهدف بها القضاء على الرموز الأساسية للثقافة العربية الإسلامية، وقد ترتب على هذا التحدي بروز ثلاثة اتجاهات في الثقافة العربية:

أ- الاتجاه التقليدي: ويدعو إلى التمسك الشديد بالماضي الثقافي والتراثي للأمة بكل ما فيه، والدعوة إلى ممارسة الحياة على أساس منه.

بالاتجاه الحداثي: ويدعو إلى إحلال الثقافة الغربية بدلا من الثقافة العربية طريقًا للنهوض

ج- الاتجاه التوفيقي: ويدعو إلى المواءمة بين الاتجاهين الأول والثاني وما في التراث من نضج ومعارف وعلوم متعددة، وهو اتجاه علمي يريد الجمع بين الاتجاهين والإفادة منها,

*وقد تجسدت التبعية الثقافية في

- محاولة إحلال قيم وعادات جديدة محل القيم والعادات العربية والإسلامية،   كالمباهاة، والتقليد الأعمى،

- وتشويه التاريخ العربي الإسلامي،

- العمل على إضعاف اللغة العربية والنيل منها.

2- ضعف التكيف الإيجابي مع المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية  والتكنولوجية المتسارعة وثورة المعلومات       - عدم تشجيع الإبداع،   - والتنوع الفكري.  

3- انعكاس التجزئة السياسية على الواقع الثقافي؛ حيث كان من النتائج السلبية للتجزئة  السياسية

                               - غلبة  ثقافة القطر على ثقافة الأمة،

                               - وضعف التنسيق والتعاون الثقافي بين الدول العربية.

4- معاناة الأقطار العربية تفشي الأمية بنسب متفاوتة، ما يحد من

                               - محاولات النهوض الثقافي

                               - ومواجهة التحديات الثقافية التي تواجه الأمة.

5-اختراق ثقافة الأمة وزعزعتها وتذويب هويتها وسلب مكوناتها عن طريق الغزو الثقافي الذي يقوم على التأثير في اللغة والسلوك والأخلاقيات ونمط المعيشة والتقليد الأعمى. وتتنوع وسائل هذا الغزو؛ فتدخل عن طريق

     - التعليم   - والصحافة   - الأفلام السينمائية والتلفازية - وسائل التواصل والاتصال الاجتماعي الحديثة.

 رابعًا: دور التربية والتعليم في الحفاظ على الهوية الثقافية الإسلامية

تؤدي التربية والتعليم دورا أساسيا في مجال الهوية الثقافية، حيث يرتبط بالتعليم 

 - تربية النشء

- غرس قيم الولاء والانتماء لأوطانهم

- تأكيد الثوابت القومية

- تأكيد تعزيز التفاعل الإيجابي مع معطيات الثقافات الأخرى بلا انبهار أو ذوبان

فالأصالة لا تعني الانغلاق عن مكتسبات العلم الحديث أو القطيعة مع ثقافتنا وماضي الأمة الحضاري، وإنما تعني الفهم الصحيح للتراث، وربط العلم بالعمل والحياة.

 خامسًا: التعليم في الوطن العربي

نشأ النظام التعليمي الحديث في الوطن العربي مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي في مراكز محددة لم تتعد  الدولة العثمانية  ومصر، وذلك قبل أن يتوسع نطاقها  مع مطلع القرن العشرين لتعم الأقطار العربية جميعها في النصف الأول من القرن الماضي.  

1- التعليم الحكومي في الوطن العربي:

ساد نظام التعليم الحديث، بعد ظهور الدولة العصرية في الوطن العربي؛ إذ بدأت الحكومات بالاهتمام بشؤون التعليم، وتمثل ذلك في تأسيس جهاز رسمي في الحكومة حمل اسم "نظارة المعارف" كما كان الشأن في مصر في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر،

* يواجه التعليم العام في الوطن العربي عددًا من المشكلات والتحديات، من أبرز تلك التحديات:

 أ- اختلاف السياسات التربوية والتعليمية في البلدان العربية، وتعدد النظم والمناهج المتعدد، أسهم في عزل الدول العربية عن بعضها تربوياً، وفي ذلك إضعاف الروابط الثقافية والمعرفية بين هذه الدول، وتقليل فرص الاستفادة المتبادلة من الخبرات لتطوير التعليم في إطار الجوامع الفكرية  والحضارية.

إقراء النص الآتي, ثم أجب عن الأسئلة التي تليه:

حدد ميثاق الوحدة الثقافية العربية الصادر عن الجامعة العربية عام 1964م هدف التربية والتعليم بأنه" تنشئة جيل عربي واع مستنير مؤمن بالله، مخلص للوطن العربي، يثق بنفسه وبأمته،  ويدرك رسالته القومية والإنسانية، ويتمسك بمبادئ الحق والخير والجمال، ويستهدف المثل العليا والإنسانية في السلوك الفردي والجماعي، ويهيئ لأفراده أن تنمو شخصياتهم بجوانبها كافة، ويملكوا ارادة النضال المشترك، وأسباب القوة والعمل الإيجابي، متسلحين بالعلم والخلق كي يسهموا في تطوير المجتمع العربي والسير به دما في معارج التطور والرقي، وفي تثبيت مكانة الأمة العربية المجيدة، وتأمين حقها في الحرية والأمن والحياة الكريمة"

انظر النص كامل لميثاق الوحدة العربية على الموقع الآتي: www.alecso.org،

( المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة).

* ما الأهداف التي تسعى التربية العربية لتحقيقها؟

       - تنشئة جيل واع مستنير مؤمن بالله، مخلص للوطن العربي، يثق بنفسه وبأمته

     - يدرك رسالته القومية والإنسانية

     - يتمسك بمبادئ الحق والخير والجمال

* ما مدى تمكن التعليم في الوطن العربي من تحقيق هذه الأهداف

- استهدافه المثل العليا والإنسانية في السلوك الفردي والجماعي

- يهيئ لأفراده أن تنمو شخصياتهم بجوانبها كافة

- يملكوا ارادة النضال المشترك، وأسباب القوة والعمل الإيجابي، متسلحين بالعلم  والخلق.

* ما أثر تحقيق هذه الأهداف في مستقبل الأمة العربية

- تطوير المجتمع العربي والسير به قدما في معارج التطور والرقي

- تثبيت مكانة الأمة العربية المجيدة

- تأمين حقها في الحرية والأمن والحياة الكريمة

ب- عدم مواكبة كثير من مناهج التعليم لتطورات العصر  وتقنياته، والتقدم الهائل في مجالات الاتصال والمعلومات والتكنولوجيا الرقمية؛ ما أسهم في تعميق الهوة بين التعليم في الوطن العربي، والتعليم في العالم المتقدم. 

ج- عدم توفر البيئة المدرسية في عدد من البلدان العربية التي تتفق مع المتطلبات الأساسية لإنجاح العملية التربوية من حيث المباني والمختبرات وفرص التعبير الحر عن الآراء، إضافة إلى المركزية الشديدة في الإدارة، ما يؤثر سلبيًا في العملية التعليمية، ويحد من حرية المبادرة، والتفكير، واستنباط الحلول للمشكلات القائمة على مستوى الإدارات التعليمية، وعلى مستوى الهيئات التدريسية في المدارس.

د- عدم موائمة مخرجات التعليم مع حاجات سوق العمل المتنامية

هـ- محدودية الميزانيات العامة المخصصة للتعليم في معظم البلدان العربية.

و- غياب التنسيق الفعال ما بين الأقطار العربية في مجال تنفيذ الإستراتيجيات التربوية.

ز- ضعف قدرة معظم الدول العربية عللى جذب الكفاءات للتعليم.

ح- ظاهرة التسرب من المدارس ولا سيما قبل إنهاء التعليم الإلزامي بسبب الرسوب أو الانقطاع، ومن آثارها زيادة معدلات الأمية والجهل والبطالة، وإضعاف البنية الاقتصادية والإنتاجية، وتسبب أيضا ظواهر خطيرة كعمل الأطفال واستغلالهم، وظاهرة الزواج المبكر وغيرها.

ط- الأمية: على الرغم من النجاحات التي حققتها عدد من الدول العربية في مجال محو الأمية إلا أن معدلات الأمية في الوطن العربي لا تزال أعلى من المتوسط الدولي، بل أعلى من متوسطها في الدول النامية، إذ تشير  الإحصائيات إلى وجود نحو (90)مليون أمي من إجمالي سكان الوطن العربي الباغ(390)مليون نسمة، أي ما يعادل نحو(30%) من البالغين.

وبمقارنة هذه  الأرقام  بمثيلاتها في مناطق العالم المختلفة يتضح لنا مدى حدة هذه المشكلة، إذ لا تتعدى نسبة الأمية في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا(1%)، ولا تزيد في أوروبا على(3%)، بينما يصل المتوسط في أمريكا اللاتينية،  وآسيا(26%) و (33%)على التوالي.

تأمل الجدول الآتي الذي يبين الأمية في بعض الدول العربية حسب تقديرات منظمة اليونسكو لعام 2015م.

  موريتانيا    اليمن  المغرب مصر   السودان  الجزائر  العراق  تونس  سورية  ليبيا   لبنان  الإمارات  الأردن  سلطنة عُمان  لسعودية  البحرين لكويت  فلسطين  قطر  الدولة
%48 %30  %28    %25 %24 %20 %20 %18  %14  %9 %6  %6  %5 %5 %5  %4 %4 %3  %2 نسبة الأمية

 *الشكل( 1-17) جدول يبين نسب الأمية في الدول العربية حسب تقديرات منظمة اليونسكو لعام 2015م.

   2- التعليم العالي في الوطن العربي:  

بدأ التعليم العالي في العالم العربي الإسلامي منذ بداية الحضارة العربية الإسلامية، في المساجد وجوامع  تدرس القرآن الكريم وعلومه والمذاهب الفقهية والحديث الشريف وعلم الكلام،

يعد جامع الزيتونة في تونس الذي بني عام 732م بمثابة أول جامعة إسلامية، وأول جامعة في العالم,

ويعد الجامع الأزهر في مصر من أهم المساجد وأشهرها في العالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، وقد بني في عام 970م بأمر من الخليفة المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين في مصر.

وقد حافظ هذا النوع من التعليم على وحدة الفكر واللغة والثقافة العربية، ومع تراجع تأثير الحضارة العربية الإسلامية وضعفه، وما رافقه من تأخر علمي وحضاري، وخضوع الوطن العربي للاستعمار الأوروبي وجد العرب أنفسهم أمام تكنولوجيا الغرب الحديثة.

وعندما انتهت حروب التحرير، ونال العرب استقلالهم بعد الحرب العالمية الثانية، كان العلم والتعليم أول الاستراتيجيات التي عملوا بها لبناء وطنهم، وعلى هذا الأساس نشأت مؤسسات التعليم العالي( الجمعات والمعاهد العليا)في كل بلدان الوطن العربي تقريبًا.

وتعد الجامعات العربية بصفة عامة جامعات ناشئة، إذ إن حوالي (80%) منها لا يزيد عمرها عن (40) عامًا. وتتركز الجامعات العربية غلبًا في المدن الكبيرة باستثناء بعض البلاد العربية مثل مصر وليبيا والمغرب والأردن والجزائر. وتختلف الجامعات العربية من حيث التخصصات والاهتمام العلمي،

توجد جامعات عامة وشاملة تضم معظم التخصصات مثل جامعة القاهرة، وجامعة دمشق، وجامعة محمد الخامس بالرباط، والجامعة الأردنية في عمان، وجامعة الملك سعود بالرياض،

وتوجد أيضا جامعات متخصصة مثل جامعة الفاتح للعلوم الطبية بطرابلس ليبيا، وجامعة العلوم والتكنلوجيا الأردنية. 

وحقق التعليم العالي إنجازات نوعية وكمية، وأسهم في بناء الدولة الحديثة في الوطن العربي، فقد أنشئت الجامعات والمعاهد العليا التي خرجت أجيالا من الموظفين والاختصاصيين في مختلف شؤون الحياة في المجتمع العربي الحديث، بل إن هؤلاء الخريجين حلوا تدريجيا محل الكثير من الموظفين والخبراء الأجانب الذين كانوا يديرون أجهزة الدولة في معظم البلاد العربية. 

وأسهم التعليم العالي ولا يزال إلى جانب مؤسسات تعليمية أخرى في إعداد المواطن، وترسيخ مبدأ المواطنة، وفكرة الحقوق والواجبات في الدولة الحديثة في الوطن العربي، فتوسعت آفاق المواطن العري ومداركه، وأصبح يشعر بوطنه ومشكلاته، والعالم وتحدياته.

وبالرغم من كل ما سبق من إنجازات، فإن تطوير التعليم العالي في الوطن العربي لا يزال يواجه مشكلات وتحديات كثيرة، أهمها:

أ- غلبة طابع النقل والاستعارة من النماذج الأجنبية على محاولات الإصلاح الكثيرة التي شهدها التعليم العالي، وعدم اتصافها بطابع التجديد والملاءمة لحاجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البيئة العربية المعاصرة.

ب- تدني نوعية الخريجين، وعدم ملاءمة إعدادهم وتدريبهم مع حاجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وقدرة سوق العمل على استيعابهم.

ج- وجود فائض من خريجي بعض التخصصات في العلوم الإنسانية والآداب والقانون والاقتصاد الأمر الذي نتج عنه - بطالة مقنعة أو ظاهرة، إلى جانب - النقص الشديد في تخصصات أخرى مثل العلوم التقنية المتقدمة والتطبيقية،

ما أدى إلى استيراد العمالة الأجنبية المدربة.

د- يواجه التعليم العالي طلبًا اجتماعيا متزايدا على مؤسساته، بسبب

                 - النمو السكاني السريع،

 - واعتبار الدراسة في الجامعة قيمة اجتماعية بحد ذاتها بغض النظر عن جدوى الشهادة الجامعية.

 هـ- انتشار مؤسسات التعليم العالي في العواصم والمدن الكبرى، ما أدى إلى                           

                 - أضعف الإسهام في تنمية الريف، 

                 - وساعد على الهجرة من الريف إلى المدن،

                 - وقلل من تكافؤ الفرص.

و- مواجهة التعليم العالي أزمات مالية واقتصادية باستمرار، وذلك بسبب

                 - تزايد الحاجة للموارد المالية للإنفاق على مؤسسات التعليم،

                 - وتمويل الزيادة المطردة بعدد الجامعات وزيادة عدد طلابها،                             

                 - وتقلص ما تخصصه البلاد العربية للتعليم العالي في ميزانياتها السنوية.

3- البحث العلمي في الوطن العربي: 

(البحث العلمي) هو الدراسة  العميقة والحقيقية لمشكلة من المشكلات التي تواجه المجتمع وقطاعاته المختلفة في أي ميدان من ميادين العلوم الطبيعية، أو العلوم الإنسانية.

وإذا كان التعليم هو القاعدة الأساسية التي تبنى عليها حضارة الأمم،

فإن البحث العلمي هو الوسيلة لتحقيق نهضتها وتقدمها.

وقد تضمنت قاعدة البيانات الخاصة بالبنك الدولي كشفًا بنسبة الإنفاق الإجمالي على البحث العلمي من الدخل القومي في عام 2008م لعدد من الدول العربية وجاءت هذه النسب على النحو الآتي:

  

 الدولة                       النسبة
  السعودية  0,5% 
 الجزائر  0,7%
 الكويت      0,18%
 الأردن   0,24%
مصر  0,27%
 السودان  0,29%
تونس 1,13%

 * الشكل( 1- 19) يمثل معدل إنفاق الدول العربية على البحث العلمي.

وتعكس هذه البيانات ضآلة ما ينفق على البحث العلمي في الوطن العربي مقارنة بما ينفق في بلاد العالم الأخرى، حيث يقدر معدل الإنفاق العالمي على  البحث العلمي( 1,8%) من الدخل القومي؛ ففي كوريا الجنوبية يصل الإنفاق إلى (3,4%)، وفي اليابان( 3,3%)، وفي الولايات المتحدة( 2,8%).

* يواجه البحث العلمي في الوطن العربي عددَا من المشكلات والعقبات، ومن أهمها:

- عدم مواكبة برامج الأبحاث لمتطلبات التنمية الشاملة.

- ضعف التفاعل بين الجامعات والمعاهد التطبيقية ومؤسسات البحث العلمي

- ضعف الحوافز المقدمة للعلماء والباحثين.

- عدم تخصيص الموارد المالية والبشرية الكافية.