مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الفصل الرابع : المخططات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس

تاريخ العرب - الصف التوجيهي أدبي

الفصل الرابع: المخططات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس

 يحاول الاحتلال الإسرائيلي تهويد مدينة القدس، وطمس معالمها العربية الإسلامية والمسيحية، وتفريغها من سكانها العرب، استنادا إلى مزاعم تاريخية  ودينية لا يوجد ما يسندها على أرض الواقع، ولذلك تقوم إسرائيل بجرائم وأعمال تخريبية كثيرة تقصد عن طريقها تشويه تاريخ المدينة المقدسة؛ تحقيقا لهدفها وهو جعلها عاصمة لدولة الكيان الصهيوني.

أولَا: محاولة تهويد مدينة القدس: 

بعد احتلال إسرائيل للقدس في عام 1967م، شكلت إدارة عسكرية للمدينة، ومنذ ذلك الوقت تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بسلسلة من الإجراءات غير القانونية، تهدف بها إلى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنين اليهود، عن طريق تغيير التركيبة السكانية فيها لصالح اليهود،

حيث قامت إسرائيل باتباع السياسات الآتية:

  1- الاستيطان الإسرائيلي في القدس:

  اتخذت إسرائيل سلسلة من الإجراءات لزيادة عدد اليهود في القدس وهي:                                                                                                                                      أ- بناء شريط من الكتل الاستيطانية حول القدس، عن طريق بناء مدن استيطانية ضخمة في محيطها على أراضي الضفة الغربية في فلسطين.

  ب- توفير تسهيلات لسكان البؤر الاستيطانية ولتشجيع المستوطنين على السكن فيها تقوم إسرائيلة، بإعطائهم ميزات لا حصر لها مثل:

   - الدعم المادي،   

   - وتوفير حراس مسلحين لحماية الأسر اليهودية في المستوطنات الإسرائيلية،

   - وبناء المدارس،

   - وبناء كنس ومعابد دينية لهم،

   - وتوفير بنية تحتية متميزة دون سواهم من سكان الأحياء العربية.

 

المستوطنات الإسرائيلية :

       هي التجمعات السكانية الاستعمارية اليهودية التي بنيت على الأراضي العربية المحتلة ، لاستيعاب أكبر عدد من المستوطنين اليهود.

البؤر الاستيطانية: 

    وهي مجموعة من البيوت التي يستولي عليها اليهود داخل الأحياء العربية في                 القدس. 

  *تأمل الجدول الذي يبين أعداد المستوطنين في مستعمرات الضفة الغربية حسب التقرير الإحصائي حول المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (2005-2014م)، ثم أجب عما يليه:

 

السنة عدد المستوطنين
2005 451,000
2011 541,000
2012 561,000
2013 580,000
2014 750,000

  فسر:  تزايد بناء المستوطنات في السنوات الأخيرة.

    لاستيعاب أكبر عدد من المستوطنين اليهود 

 

ج- قانون أملاك الغائبين:

  سنت إسرائيل هذا القانون الذي يسمح لها بمصادرة أي عقار أو أرض تعود ملكيتها لأي فلسطيني أجبرته ظروف الحرب على مغادرة وطنه واللجوء إلى بلد     آخر.

  د- بناء شبكة طرق ومواصلات عبر إقامة أنفاق وجسور تسهل لهم عملية تنقل المستوطنين إلى القدس.

ًّ  هـ- تشجيع الشركات والمصانع الإسرائيلية على اتخاذ القدس الغربية مقرًا لها. 

  2- محاولة التهويد السكاني للقدس:

يقوم الاحتلال الإسرائيلي من أجل تهويد مدينة القدس بسلسلة من الإجراءات لطرد العرب من القدس منها:

    أ- مصـادرة الأراضي العربية تحت أي ذريعة، وتحويل هذه الأراضي إلى معسكرات تسمى (المساحات الخضراء)، فلا يسمح بالبناء عليها تمهيدًا لإعطائها          للمستوطنين اليهود. ولكن الاحتلال في الحقيقة يحول هذه المساحات لبـــؤر استيطانية يهودية ولا سيما في المحيط الملاصــق للمسجد الأقصى                 وسور  القدس التاريخي.

   ب- وضع شروط تعجيزية في وجه الفلسطينيين من سكان المدينة المقدسة للحصول على تصاريح البناء، وهدم البيوت التي تبنى بلا تصريح.

   ج- بناء جدار الفصل العنصري.

                                                                                

جدار الفصل العنصري: هو جدار عازل تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية، لمنع سكان الضفة الغربية من الدخول إلى القدس وإلى المستوطنات الإسرائيلية، وقد أخرج الجدار أحياء عربية من القدس بالرغم من أنها جزء من المدينة المقدسة عبر التاريخ، وشرع بالعمل به في عام 2002م، ويبلغ ارتفاعه 8 أمتار. وقد أعلنت محكمة العدل الدولية في لاهاي أن جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية غير قانوني، مطالبة بهدمه على الفور، وتعويض الأضرار الناجمة عن بنائه.


 

نصوص من المناهج الإسرائيلية: يعد كتاب (جغرافية أرض إسرائيل) أكثر كتب الجغرافيا تطرفا، فهو يصـور العرب الفلسطينيين على أنهم بدو رحل ولصوص وقتلة خارجين عن القانون، وأنهم عصابة إرهابية، ويصور القرى العربية الفلسطينية أنها على بدائية، حيث جاء في الكتاب:

(القرى العربية بعيدة عن المركز، والطرق التي توصل إليها وعرة، وقد بقيت خارج عملية التغيير والتنمية، وسكانها بالكاد يعرفون الحياة الحديثة).

فلسطين في الكتب المدرسية في إسرائيل ، نوريت بيلد، ترجمة ياسين السيد ، ص185

   د- سحب الهويات، وهو أسلوب تستخدمه إسرائيل لتفريغ القدس من سكانها العرب.

   هـ- فرض سياسات الإفقار على أهل مدينة القدس من العرب عن طريق فرض الضرائب، وتضييق فرص العمل.                             

   و- إقامة الحواجز، حيث فرضت إسرائيل قيودا على حركة السكان الفلسطينيين في داخل الضفة الغربية، بهدف منع دخول الفلسطينيين إلى إسرائيل  والقدس الشرقية. وفي أثناء الانتفاضة الثانية نصبت إسرائيل في داخل الضفة الغربية الحواجز والمعيقات، منها الأكوام الترابية، والمكعبات الإسمنتية، وحفر القنوات، وشرعت أيضًا في إقامة الجدار الفاصل والبوابات التي تتخلله.

   ز- استخدام العنف المفرط ضد سكان القدس من العرب، والقيام بإجراءات استفزازية يراد منها تهجيرهم.

  ح- إتباع سياسة التجهيل وتهويد المناهج لسلخ الجيل الناشئ عن تاريخه وتراثه، حيث تعمل مؤسسات الاحتلال الرسمية على فرض منهاج المحتل على مدارس القدس الشرقية بالقوة.

  ط- منع سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من زيارة القدس إلا بعد استصدار تصاريح خاصة.

   3- الحفريات والأنفاق:

يتبنى الاحتلال الإسرائيلي سياسات تهدف إلى تهويد تراث مدينة القدس والسيطرة على أراضيها عن طريق الادعاء بأنها حفريات أثرية، وتتركز أغلب الحفريات في منطقة البلدة القديمة ومحيطها ، وبالذات منطقة سلوان القريبة من المسجد الأقصى المبارك، حيث تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلية، وجماعات متطرفة بإدارة موقع الحفريات، وتسعى لربط كل ما يُكتشف بروايات تلمودية مزيفة لتاريخ المدينة، في محاولة من سلطات الاحتلال للادعاء أن لهم جذورًا  تاريخية ممتدة في القدس وفلسطين.

وتقوم إسرائيل من خلال الحفريات الأثرية بتدمير الآثار وسرقتها وهي آثار تعود للحقب الرومانية والبيزنطية  والإسلامية، حقيقة ما تبقى من آثار وتدعي أنها تعود لفترات يهودية في محاولة وتُزيف حقيقة ما تبقى من آثار وتدعي أنها تعود لفترات يهودية في محاولة لتزييف الحقائق التاريخية عن طريق ما يأتي:

أ- حفريات عند أساسات المسجد الأقصى المبارك: نفذت سلطات الاحتلال منذ عام 1967م عشرات المحاولات لاختراق جدران المسجد الأقصى، واحتلال أجزاء من الأقصى القديم. ولا تزال أعمال الحفريات مستمرة عند أساسات المسجد الأقصى المبارك حتى يومنا هذا.

ب- الأنفاق: شق الاحتلال الإسرائيلي شبكة أنفاق وحفريات بباطن أرض مدينة القدس تصل بين مناطق ومواقع مختلفة في مدينة القدس، منها (سلوان)، و(القصور الأموية)، و(ساحة بالبلدة القديمة البراق)، و(تلة المغاربة)، مرورًا (بالبلدة القديمة)،

*وتهدف هذه الأنفاق إلى ما يأتي:

  1. ربط مواقع الحفريات والمرافق اليهودية مع بعضها بعضًا.

  2. طمس الآثار التي تعود للحقب البيزنطية والإسلامية أو تجاهلها.

  3. ضرب الاقتصاد العربي في البلدة القديمة.

  4. تأمين المستوطنين اليهود الذين يأتون للقدس لممارسة طقوسهم التلمودية، وتوفير الحماية لهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. 

   4- بناء قبور يهودية وهمية:

بنى الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2000م آلاف القبور اليهودية الوهمية والمزيفة في محيط المسجد الأقصى، والبلدة القديمة من القدس، تحت ذريعة الصيانة والاستصلاح، بهدف

- تهويد معالم القدس العربية الإسلامية والمسيحية،

- والاستيلاء على مزيد من الأراضي الوقفية،

- ومنع أهل القدس من دفن موتاهم في مقابرها، ويزيل الاحتلال الإسرائيلي أيضًا ما هو موجود من قبور إسلامية تاريخية كمقبرة (مأمن الله) التي دفن فيها عدد كبير من الصحابة، وقادة الإسلام المعروفين

- واستخدم الاحتلال أراضيها لمشاريع استيطانية.

  ثانيا:  المسجد الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي:

يسعى الاحتلال الإسرائيلي لإحكام سيطرته على المسجد الأقصى بطريقة تدريجية كما حدث للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل ، ولا تخفي جهات رسمية وجمعيات يهودية متطرفة نواياها العنصرية لهدم المسجد الأقصى المبارك، أو تحويل أجزاء منه لكنيس يهودي.

*ومن صور اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك:

1- فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، حيث زعمت إسرائيل أن المسجد الأقصى، وما حوله هو جزء لا يتجزأ من أراضي إسرائيل.

2- إحراق المسجد الأقصـــى المبارك، حيث أقدم الإسرائيليون على إحراق المسجد الأقصى في عام 1969م، بعد صالة الفجر، ومغادرة المصلين، وقد شبت النيران في الجامع القبلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجــد الأقصــى، والتهمــت كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صالح الدين، وهدد الحريق أيضًا قبة الجامع الأثرية، وقد أعيد إعمار المسجد الأقصى بتوجيهات من جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال في العام نفسه، وتواصلت مشاريع الإعمار الهاشمي للمسجد الأقصى في عهد الملك عبد الله الثاني حيث أعيد إعمار منبر صالح الدين الأيوبي، وتركيبه في مكانه بالمسجد في عام 2007م.

3- الحد من إمكانية وصول المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى، وذلك عن طريق إجبار سكان الضفة الغربية، وقطاع غزة وسائر المسلمين حول العالم باستصدار تصاريح دخول للقدس، وتمركز قوات شرطة الاحتلال على بوابات الأقصى لمنع بعض الفئات العمرية دون سن الأربعين من المصلين المسلمين من دخول القدس، وأصدرت أوامر إبعاد بحق المرابطين الذين يتصدون لالقتحامات اليهودية في القدس، وأهل الداخل الفلسطيني )فلسطينيو 1948) عن المسجد الأقصى المبارك. 

4- تركيب كاميرات مراقبة تسهل على شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعتقال المرابطين.

5- تكرار قوات الاحتلال الإسرائيلي حوادث الاقتحام المسلح للمسجد الأقصى، وتكسير أبواب وشبابيك وزخارف ذات طابع تاريخي إسلامي، وإلحاق أضرار جسيمة داخل الحرم القدسي الشريف.

6- سعي الاحتلال الإسرائيلي إلى التقسيم (الزماني والمكاني) للمسجد الأقصى وساحاته بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ليكون المسجد ملكًا للمسلمين في أوقات الصلاة فقط، وما عداها فهي أوقات المستوطنين للتواجد داخل ساحاته، وهذا ما نجحت في تطبيقه في الحرم الإبراهيمي، ويأتي هذا خطوة تمهيدية للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى. 

  ثالثا: مقاومة التهويد ودعم الصمود الفلسطيني في القدس.

    إن تهويد القدس يشكل خطرًا على هوية المدينة المقدسة ويخلق المزيد من الصراع في المنطقة،

* ومن أجل مقاومة التهويد من الواجب القيام بما يأتي:

  1- دعم صمود المقدسيين والمرابطين في باحات المسجد الأقصى، حيث يشكل صمودهم عائقًا أمام خطط إسرائيل في تهويد القدس، ويحمي المسجد الأقصى من الممارسات الصهيونية. 

  2- تأصيل أهمية المسجد الأقصى، وقضية القدس في نفوس أبنائنا وعقولهم حتى نكون جيلًا يدرك بوجه تام ما يجري في القدس.

 3- تقديم الدعم المالي والمعنوي المتواصل لأهلنا في القدس من أجل تعزيز صمودهم, إضافة إلى تسليط الضوء على:

                                                   - اختراقات الاحتلال الإسرائيلي،

                                                   -وجرائمه في تهويد القدس،

                                                   - والاستعانة بالمنظمات الدولية.