مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الفصل الثاني : المقاومة الوطنية الفلسطينية وتطورها

تاريخ العرب - الصف التوجيهي أدبي

الفصل الثاني : المقاومة الوطنية الفلسطينية وتطورها

رفض أبناء فلسطين  - وعد بلفور الصادر في 2 تشرين الثاني من عام 1917 م،

                                    - والانتداب البريطاني،

                                    - والهجرة اليهودية إلى فلسطين،

                                    - وقاوموا الأطماع الصهيونية عن طريق - النضال السياسي،

                                                                                                      - والكفاح المسلح.

  أولًا   النضال السياسي :

ركزت بعض جهود الحركة الوطنية الفلسطينية على المقاومة السلمية للمشروع الصهيوني، ومحاولة إقناع بريطانيا بالعدول عن وعد بلفور،

لكن بريطانيا لم تُلْق بالًا لمطالب العرب والفلسطينيين، الأمر الذي ساعد على:  

 قيام المظاهرات الشعبية والمهرجانات الوطنية والإضرابات العامة والحملات الإعلامية.                                                                                                            - إرسال برقيات الاحتجاج للمحافل الدولية.

 - توجيه الوفود السياسية سواء للدول العربية أو لدول العالم، لشرح تجاوزات اليهود تجاه الشعب الفلسطيني

 - أسست الأحزاب السياسية  التي دعت إلى المطالبة بتحرير فلسطين، ومن شهر هذه الأحزاب (حزب الاستقلال)، و(الحزب العربي الفلسطيني).

 - أرسلت الجمعية الإسلامية المسيحية في يافا رسالة احتجاج إلى الحاكم البريطاني بشأن الاعتداءات الصهيونية على الشعب العربي الفلسطيني


 ثانيًا الكفاح المسلح:
     أدى   -  تزايد أعداد المهاجرين اليهود

              - وانتقال الأراضي الفلسطينية إلى أيدي المستوطنين اليهود،

              - وتواطؤ سلطات الانتداب البريطاني

إلى قيام الشعب الفلسطيني بعدد من الثورات المسلحة، من أبرزها :
1- ثورة يافا في عام 1921 م :

قامت بسبب مهاجمة عدد من اليهود بعض أحياء العرب في مدينة يافا، الأمر الذي أدى إلى قيام الأهالي بالدفاع عن أرضهم، واتسع نطاق المواجهات ليشمل سائر مدن شمال فلسطين     

2- ثورة البراق في عام 1929 م:

اندلعت بسبب ادعاء الصهاينة بأن حائط البراق من الأماكن المقدسة عند اليهود وأسموه حائط المبكى، الأمر الذي دفع الفلسطينيين إلى رفض هذا الادعاء، وما تبعه من تعدي على المقدسات الإسلامية ، فهاجموا تجمعات اليهود المحتفلين عند حائط البراق، وشملت الثورة معظم المدن الفلسطينية. ولا يزال حائط البراق يشكل أحد أسباب الاحتكاك المباشر بين العرب واليهود في مدينة القدس.
3- ثورة الشيخ عز الدين القسام في عام 1935 م:

قامت الثورة بسبب استمرار الاعتداءات والهجرات اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية في ظل الانتداب البريطاني، وتميزت هذه الثورة بالإعداد والتنسيق الميداني والتجهيز الذي اعتمد فيه على دعوة أهالي المدن والأرياف للمشاركة في الثورة، وانتهت باستشهاد الشيخ عز الدين القسام، وعدد كبير من المناضلين على يد الجنود البريطانيين قرب مدينة جنين.

 عز الدين القسام  (1882 – 1935م): قائد وزعيم سوري، قدم إلى فلسطين من سوريا في عام 1920 بعد الاحتلال الفرنسي لها، وصدور حكم الإعدام بحقه، وفي فلسطين تزعم حركة النضال ضد الانتداب البريطاني والهجرة اليهودية، وأصبح رمزًا للمقاومة الفلسطينية، وقد استشهد مدافعًا عن ثرى فلسطين في عام 1935م.

4- الثورة الفلسطينية الكبرى في عام 1936 م: 

زاد التوتر بين الفلسطينيين واليهود، بعد استشهاد الشيخ عز الدين القسام، وازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتشكلت لجان قومية في كل مدن فلسطين وقراها دعت إلى الإضراب العام، من أهمها (اللجنة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني)، وتحول الإضراب إلى ثورة مسلحة عمت مدن فلسطين وقراها جميعًا. ووقفت بريطانيا في وجه الثورة وقاومتها بعنف، حيث 

أنزلت قواتها في كل مكان من البلاد

وأعلنت قانون الطوارئ في فلسطين،

- وأقامت المحاكم العسكرية للمشاركين في أعمال الثورة

وهدمت البيوت،

وعند ذلك أخذت أعداد من الثوار العرب تصل إلى فلسطين من الأردن وسوريا، واستمر الإضراب مدة ستة أشهر،

* وبعد توقف الإضراب أرسلت بريطانيا لجنة (بيل الملكية)،

وفي عام 1939 أصدرت بريطانيا (الكتاب الأبيض) الذي تضمن

- الموافقة على هجرة أعداد كبيرة من اليهود إلى فلسطين خلال السنوات الخمس القادمة، وإيقاف الهجرة بعد ذلك،

- وتعهدت بريطانيا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة خلال عشر سنوات،

- ووقف انتقال الأراضي لليهود، لتمكين المزارعين العرب من الاحتفاظ بمستوى معيشي مناسب،

إلا أن اليهود رفضوا الكتاب الأبيض، وعدوه نصرًا للعرب.

  لجنة بيل الملكية في عام 1936م :

على إثر ثورة عام 1936 م وصلت لجنة تحقيق بريطانية برئاسة اللورد بيل في شهر ت تشرين الثاني من عام 1936 م، لدراسة أسباب الثورة، فأوصت في تقريرها بوجوب إنهاء الانتداب على فلسطين، وتقسيمها إلى دولتين عربية ويهودية. رفض العرب قرار التقسيم؛ لأن فيه هدرًا لحقوقهم الوطنية، فعقدوا في بلودان بسوريا مؤتمرًا في 8 أيلول من عام 1937 م قرروا فيه تأكيد أن فلسطين جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، ورفضوا تقسيم فلسطين وإنشاء دولة يهودية فيها.      

   ثالثًا الحروب العربية الإسرائيلية 

عندما أعلنت بريطانيا في 15 أيار من عام 1948م انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، أعلنت الوكالة اليهودية قيام الكيان الصهيوني في اليوم نفسه ، وكانت العصابات الصهيونية قد احتلت المدن الكبرى في فلسطين في هذا الوقت، وقد أيدت الدول الكبرى قيام هذا الكيان الصهيوني وفي مقدمتها  الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتي.

وتصاعدت المقاومة العربية بعد قيام الكيان الصهيوني، وتميزت هذه المرحلة بالصراع العسكري المستمر ، إذ أعلنت الدول العربية التدخل عسكريًا  في فلسطين ردا على قيام الكيان الصهيوني، وقد حققت القوات العربية انتصارات ملحوظة، إلا أن تدخل مجلس الأمن الدولي أدى إلى إعلان  الهدنة بين الطرفين، ووقف القتال. 

1- حرب عام 1948 م: 
 أظهرت حرب عام 1948 م ضعف التنسيق بين القوات العربية، إضافة إلى ضعف التسليح للجيوش العربية، في حين قامت الدول الغربية بدعم اليهود وتزويدهم بالأسلحة؛ ما أضعف الروح المعنوية للجيوش العربية، ومن ثم فقد العرب جزءًا كبيرًا من أرض فلسطين، ولجوء قرابة مليون فلسطيني من مدنهم وقراهم باتجاه الأردن وسوريا ولبنان.

2- حرب في عام 1967 م:
شعرت الدول العربية المواجهة لإسرائيل (الأردن ومصر وسورية) بخطر تنامي القوة العسكرية الإسرائيلية، فدعت إلى التنسيق فيما بينها لمواجهة الموقف، وفي الخامس من حزيران من عام 1967 م شنت إسرائيل هجومًا مباغتًا على (مصر وسورية والأردن)
، ونتج عن هذا العدوان احتلال الكيان الصهيوني لأجزاء من الدول العربية، حيث احتلت إسرائيل باقي فلسطين (الضفة الغربية)، و(قطاع غزة)، و (صحراء سيناء)، و(مرتفعات الجولان السورية).

3 - معركة الكرامة في عام 1968 م:
شنت إسرائيل هجومًا واسعًا على الأردن في 21 آذار من عام 1968 م، حيث تصدت لها القوات الأردنية في معركة الكرامة، وألحقت بها هزيمة كبيرة، وتكبدت إسرائيل بهذه الحرب خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، نظرًا إلى الروح المعنوية العالية للجندي الأردني، واستبساله في الدفاع عن أرضه.

واستمرت الاشتباكات العسكرية بين الجيوش العربية والجيش الإسرائيلي في ما عرف (بحرب الاستنزاف) في الأعوام من ( 1967 - 1970 م).

4- حرب رمضان (تشرين) في عام 1973 م:
ظلت نتائج حرب عام 1967 م تلقي بظلالها السلبية على الأمة العربية، ففي عام 1973 م اتفقت مصر وسوريا وبمشاركة من قوات عربية أخرى على إعلان الحرب على إسرائيل لاستعادة الأراضي العربية المحتلة، وحقق العرب فيها إنجازات عسكرية أبرزها تدمير خط بارليف،

إلا أن الحرب توقفت بقرار من مجلس الأمن رقم ( 338 ) الذي تضمن 

- وقف الحرب،

- وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (242 ) الذي يقضي بانسحاب إسرائيل إلى حدود أراضي عام 1967 م،

- والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني التي منها حق العودة إلى أرضه،

- وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

5- غزو جنوب لبنان:
غزت إسرائيل لبنان في عام 1982 م للقضاء على المقاومة الفلسطينية، وقد استخدمت إسرائيل الأسلحة المحرمة دوليًّا، وارتكبت فيها مجازر أشهرها مذبحة صبرا وشاتيلا.

ولتوحيد الجهود الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتنظيمها، وإبراز كيان موحد للفلسطينيين، انعقد مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة في عام 1964 م، تقرر فيه إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية في العام نفسه،

وتنفيذًا لقرار مؤتمر القمة العربي انعقد المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس في العام نفسه برعاية جلالة الملك الحسين بن طلال – رحمه الله- وبحضور ممثلين عن فلسطين، وصادق أعضاء المجلس على الميثاق الوطني الفلسطيني الذي أكد

- الكفاح المسلح لتحرير كل فلسطين،

- وعدم التنازل عن أي جزء منها،

- وتِشكيل جيش التحرير الفلسطيني،

- وانتخب أحمد الشقيري أول رئيس للمنظمة.

وفي مؤتمر القمة العربي في الرباط في عام 1974م حصلت المنظمة على الاعتراف بها ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني.

 رابعًا الانتفاضات الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي:

اتخذت المقاومة الفلسطينية منذ عام 1987 م صورًا جديدة من صور النضال تمثلت بانتفاضات الشعب الفلسطيني بعد التأكد من

- عدم جدية المجتمع الدولي في حل القضية الفلسطينية،

- وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره،

- وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 م،

* وقد جاءت الانتفاضات الفلسطينية على النحو الآتي:
1- الانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة) في عام 1987 م:
اندلعت في كانون الأول من عام 1987 م، لتعلن رفضها لسياسة إسرائيل المتمثلة في

- انتزاع الأراضي، وطرد الفلاحين الفلسطينيين،

- وممارسة سياسة الاعتقال والسجن والتهجير القسري ضد الأهالي،

- فضلًا عن القيام بإغلاق المدارس والجامعات،

- وتردي الأوضاع الصحية والاقتصادية للمواطنين الفلسطينيين،

ثم شكلت في فلسطين العديد من اللجان الشعبية التنسيقية في المدن والأرياف جميعها.

2- الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) في عام 2000 م:
اندلعت هذه الانتفاضة بسبب قيام رئيس وزراء إسرائيل آنذاك أرئيل شارون بدخول ساحة الحرم القدسي الشريف، فكان ذلك سببًا مباشرًا في غضب الأهالي وخروجهم بالمظاهرات والمسيرات الغاضبة في أنحاء فلسطين جميعها، لتأكيد حُرمة هذه المقدسات .

 خامسًا   الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في عام 2005م.

     كانت ضراوة المقاومة الفلسطينية، والتكاليف الباهظة المترتبة على الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة سببًا رئيسًا في انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005م، حيث فرضت إسرائيل حصارًا اقتصادًيا شاملًا على القطاع إثر نجاح حركة المقاومة الإسلامية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006م،

وقد اشتمل الحصار التضييق على القطاع لمنع دخول المحروقات والسلع، وقطع الكهرباء، ومنع الصيد، وغلق المعابر بين القطاع وإسرائيل،

ولم يبق لأهل غزة منفذ  لشراء حاجاتهم الغذائية إلا عن طريق مصر.

    وفي عام 2008م شنت إسرائيل اعتداء بريًا وبحريًا وجويًا استهدف كل المقار الأمنية في قطاع غزة وكثير من المنازل والمساجد والمستشفيات، فدمرت البنية التحتية في القطاع، وتكررت هذه الاعتداءات في أعوام 2012م، 2014م للقضاء على المقاومة الفلسطينية، ولحماية إسرائيل من صواريخ المقاومة التي طالت مدن تل أبيب وحيفا وبئر السبع.

     ورداً على الحصار  استخدم سكان غزة الأساليب الممكنة جميعًا بما فيها حفر الأنفاق بين  قطاع غزة ومصر من أجل تأمين المواد الغذائية والدوائية.

 سادسًا الأسرى في السجون الإسرائيلية
تعد قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من أكثر القضايا الإنسانية والسياسية إثارة للاهتمام، حيث تعرض أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني للأسر منذ الاحتلال الإسرائيلي، وقد طالت الاعتقالات فئة الأطفال والنساء، ومورس بحقهم شتى أساليب التعذيب المنافية لقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان.

ومارست إسرائيل إهمالًا طبيًّا متعمَّدًا للجرحى والمرضى داخل السجون الإسرائيلية، ما دفعهم لإعلان الإضراب عن الطعام من أجل لفت أنظار العالم إلى قضيتهم.