مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الفتوحات الإسلامية في الأردن وموقف القبائل العربية منها

تاريخ الأردن - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

الفتوحات الإسلامية في الأردن وموقف القبائل العربية منها

 

أولا: الأردن والفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين

 بعد الانتهاء من حروب الردة، أرسل الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيشا  بقيادة خالد بن سعيد ابن العاص، وطلب إليه الإقامة في منطقة تيماء؛ لكي يدعو القبائل العربية من حوله للانضمام إلى صفوف جيش المسلمين، فاجتمعت إليه بعض المتطوعة من هذه القبائل، وعندما علم الروم بذلك جهزوا جيشا بقيادة أحد البطارقة يدعى ماهان، وقد انضمت إليه جذام وغسان ولخم وتنوخ  من قبائل العرب، حيث أقاموا بالقرب من زيزياء، فكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر الصديق يخبره بذلك، فطلب إليه أبو بكر الصديق له أن يتوجه إليهم، فسار خالد بن سعيد حتى نزل المنطقة الواقعة بين آبل وزيزياء والقسطل من دون أن يواجه مقاومة من القبائل العربية الموجودة في طريقه، ثم التقى بالروم ومن معهم فأوقعوا به الهزيمة. وقد أبدى الخليفة أبو بكر الصديق له اهتماما كبيرا بالأردن، ووجه جيشا لفتحها ونشر الإسلام فيها، مدفوعا بعوامل عدة، منها:

1 - إقامة الروم البيزنطيين حامية في البلقاء في بلدة زيزياء؛ استعدادا لمهاجمة المسلمين.

2- ضعف مقاومة القبائل العربية لحملة أسامة بن زيد في بداية خلافة أبي بكر الصديق.

3- تعرض بعض القبائل العربية الموالية للمسلمين للاضطهاد من الروم البيزنطيين.

 

بدأت الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام في عهد الخليفة أبي بكر الصديق عنه، وذلك بإرسال أربعة جيوش لفتح بلاد الشام في مطلع عام ١٢هـ / 633م، على النحو الآتي:

1 - عمرو بن العاص، ووجهته فلسطين مرورا بطريق أيلة (العقبة)، وقد انضم إلى جيشه بعض أبناء القبائل العربية الموجودة في الأردن من قبائل بلي وعذرة وبلقين وقضاعة.

2 - يزيد بن أبي سفيان، فقد كانت وجهته دمشق، وفي أثناء مسيره إليها علم بتجمع ما يقارب من ثلاثة آلاف مقاتل من الروم في وادي عربة، فهزمهم، وواصل طريقه وفتح غرندل، ثم اتجه إلى عمان والبلقاء وصالح سكانها.

3 - أبو عبيدة عامر بن الجراح، ووجهته حمص، فسلك طريق وادي القرى ثم معان، ومنها توجه إلى مؤاب التي خرج إليه أهلها من الروم لقتاله، فانتصر عليهم ولاحقهم حتى أدخلهم مدينتهم، وقد حاصرها حتى خرج أهلها وطلبوا الصلح، فصالحهم فكانت مؤاب أول مدن بلاد الشام المفتوحة صلحا، ثم انطلق إلى زيزياء، ومن هناك أرسل الزبير بن العوام والفضل بن عباس لفتح عمان التي لم يكن صلح يزيد بن أبي سفيان لها نهائيا، ففتحت صلحا.

 4 - شرحبيل بن حسنة، وكانت وجهته الأردن عبر تبوك ومعان، قاصدا اليرموك، وقد التقى مع الروم في غور وقاص وانتصر عليهم، وإليه يعود الفضل في فتح معظم مناطق الأردن.

أسهم القادة الأربعة في فتح أرض الأردن ونشر الإسلام بين القبائل، ولتعرف الطرق التي سلكتها الجيوش الإسلامية، تأمل الخريطة الآتية، 

 

  • سم قادة جيوش الفتح الإسلامي لبلاد الشام ووجهة كل منهم.
  1. عمرو بن العاص  
  2. شر أبو عبيدة عامر بن الجراح
  3.  شرحبيل بن حسنة
  4. عمرو بن العاص

 

ثانيا: المعارك الإسلامية في العهد الراشدي

1 - معركة طبقة فحل 13هـ/635 م

 توجه المسلمون بعد معركة أجنادين إلى فحـل قـرب الشونة الشمالية؛ بسبب قيـام هرقل باستنفار الروم وتعيين قائـد لـهـم هناك، مـن أجل محاربة المسلمين، وعندما التقى الجيشان انتصر المسلمون بقيادة شرحبيل بن حسنة، وتحضن الروم في فحل، إذ كانت أرضها سبخة موحلة، وقد غطاها الروم بالمياء، فحاصرهم المسلمون عدة أشهر حتى طلبوا الأمان مقابل أداء الجزيـة عـن أنفسهـم والخراج عن أرضهم، فأمنهـم المسلمون على أنفسهم وأموالهم والا تهدم بيوتهم.

معركة أجنادين

 وقعت بين المسلمين والبيزنطيين  عام 13هـ/634م في فلسطين قرب مدينة الرملية، وقد انتصر فيها المسلمون

 

  • أين تقع طبقة فحل حاليا   أربد

 

2- معركة اليرموك 15 هـ/636 م

 بعد أن حققت جيوش فتح بلاد الشام انتصارات عديدة على الروم البيزنطيين في  الأردن، أرسل هرقل إمبراطور الدولة البيزنطية جيشا ضخما بقيادة القائد الأرمني ماهان، فنزل به الواقوصة على أحد. روافد   نهر اليرموك، وقد كان المسلمون تحت قيادة أربعة من الأمراء، بالإضافة إلى جيش بقيادة خالد بن الوليد، الذي طلب إليه الخليفة أبو بكر الصديق  رضي الله عنه التوجه من العراق إلى بلاد الشام لنجدة جيوش المسلمين.

اقرأ النص التاريخي الآتي

قال خالد بن الوليد: «إن تأمير بعضكم لا ينقصكم عند الله ولا عند خليفة رسول اللہ ﷺ، هلموا، فإن هؤلاء قد تهيؤوا، وهذا يوم له ما بعده إن رددناهم إلى خندقهم اليوم، لم نزل نردهم، وإن هزمونا لم نفلح بعدها، فهلموا فلنتعاور (نتبادل) الإمارة، فليكن عليها بعضنا اليوم، والآخر غدا، والآخر بعد غد حتى يتأمر كلكم، ودعوني إليكم اليوم».

تولى خالد بن الوليد قيادة الجيش الإسلامي، وانتصر على البيزنطيين، ولما بلغ هرقل ما أصاب جيشه من هزيمة رحل إلى القسطنطينية، وتعد هذه المعركة فاصلة في تاريخ بلاد الشام للأسباب الآتية:

 أ - القضاء على وجود الإمبراطورية البيزنطية في بلاد الشام.

ب - لأن بلاد الشام أصبحت جزءا من الحكم الإسلامي.

ج- تحول ولاء القبائل العربية في بلاد الشام للحكم الإسلامي، وانتشار الإسلام بينها .

 

ثالثا: موقف القبائل العربية في الأردن من الفتح العربي الإسلامي

 كانت سياسة الخليفة أبي بكر الصديق في الفتوحات الربط بين خط سير الفتح الإسلامي، ومناطق سكن القبائل العربية التي أراد نشر الإسلام فيها، وذلك بعد أن أعاد القبائل التي ارتدت عن الإسلام بعد وفاة الرسول ﷺ، وقد كان أبو عبيدة أحد القادة الأربعة الذين وجههم أبو بكر الصديق فيه، وأمرهم أن يكون خط سيرهم عبر تبوك إلى البلقاء، وأن يتجنبوا دخول المدن مقتصرين في ذلك على القرى والقبائل في الأطراف؛ تمهيدا لنشر الإسلام بين العرب في تلك المنطقة.

تمكنت الجيوش الإسلامية من فتح البلقاء وجرش وبيت رأس من دون مقاومة كبيرة، وقد أدى انتصار المسلمين في أجنادين عام 13هـ/634م إلى إحداث تغير في موقف القبائل التي اعتنقت الديانة المسيحية، وهذا جعلها تتخذ أحد المواقف الآتية:

 1-  الوقوف على الحياد، فسموا بالعرب المسالمة؛ لأنهم كرهوا قتال الروم بسبب الدين، وقتال العرب بسبب القربي، فاعتزلوا القتال حتى ينجلي الموقف بالنسبة للمسلمين والبيزنطيين. وقد خاطبت قبائل طبقة فحل المسلمين: «يا معشر المسلمين، أنتم أحب إلينا من الروم، وإن كانوا على دينا، أنتم أوفى لنا، وأرأف بناء وأكف عن ظلمنا، وأحسن ولاية علينا، لكنهم علمونا على أمرنا ومنازلنا»، فسارع أكثرهم إلى مصالحة المسلمين، وقد أطلق عليهم اسم مسالة الشام أو المعاهدة، وأدت هذه القبائل دورا فاعلا في أثناء الفتوحات الإسلامية فقد سارعت تلك الفئة، وطلبت الصلح من المسلمين، وقدمت لهم خدمات، منها أن يكونوا عيونا للمسلمين على الروم، وأدلاء للمسلمين، وتقديم الأرزاق للجند، واستضافتهم، وهي بهذا الدور لاتقل عن دور القبائل التي حاربت إلى جانب المسلمين.

 

2-  الوقوف إلى جانب المسلمين في معركة طبقة فحل، إذ جاءت قبائل لخم وجذام وغسان وعاملة وبلقين وقضاعة، ودخلوا مع المسلمين، فكثر عددهم، وصاروا معهم في عسكرهم، وقوي بهم المسلمون على عدوهم، وقد قاتلوا في ميسرة جيش المسلمين في معركة اليرموك، ومعهم قبائل كنانة وقيس وخثعم، واعتمد أبو عبيدة على بعضهم، فكانوا أدلاء وعيونا له على الروم، ومنهم يونس بن عمرو الغساني، الذي كان خبيرا ببلاد الشام وجبالها ومدنها، وفي أثناء معركة اليرموك أسلم رجال من العرب كانوا مسيحيين، فطلب أبو عبيدة إليهم الدخول في عسكر الروم، وأن يأتوه بأخبارهم، وبعد معركة اليرموك شاركت كثير من القبائل إلى جانب المسلمين في فتوحات حمص وحلب وقنسرين.

3 - أجبرت بعض القبائل المسيحية وهي مكرهة على القتال إلى جانب الروم، إذ أدخل البيزنطيون تلك القبائل بتحالفات، وطلبوا إليهم مقاومة المسلمين، فخشيت تلك القبائل على نفسها من بطش الروم بها، وهذا واضح من قول جبلة بن الأيهم زعيم  الغساسنة: « أخشى إن تركت حربكم وقتالكم، وكانت الدائرة للروم لا آمن أن ينقضوا على بلدي؛ لأن الروم لا ترضى مني إلا أن أكون مقاتلا، وقد رأسوني على العرب جميعهم» وبعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك خيره الخليفة عمر بن الخطاب ﷺ ، بين ثلاثة أمور، هي: إما أن يسلم فيكون له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، وإما أن يؤدي الجزية ويكون في ذمة المسلمين، وإما أن يلحق بالروم.

 

 رابعا: أضرحة الصحابة ومقاماتهم على ثرى الأردن

تزخر أرض الأردن بالكثير من أضرحة الصحابة ، الذين شاركوا بإنهاء الوجود  فيها، ومنها ضريح كل مما يأتي:

1- فروة بن عمرو الجذامي : زعيم قتله الروم عندما علموا بإسلامه على مياه عفراء الطفيلة عام 7هـ/ 628م.

2- الحارث بن عمير الأزدي : رسول رسول اللہ ﷺ إلى الغساسنة، وضريحه إلى الجنوب

من الطفيلة على الطريق المؤدي إلى بصيرا

3- زيد بن حارثة الكلبي :قائد معركة مؤتة ، وهو أول قائد استشهد على ثرى الأردن في معركة مؤتة عام 8هـ /٦٢٩م، وضريحه في المزار جنوب مدينة الكرك.

4 – جعفر بن أبي طالب (جعفر الطيار): ابن عم رسول اللہ ﷺ، وضريحه في المزار جنوب مدينة الكرك ، استشهد في معركة مؤتة عام 8هـ /629م

5- - عبد الله بن رواحة: استشهد في معركة مؤتة 8هـ /629م، وضريحه في المزار جنوب مدينة الكرك

6 - أبو عبيدة عامر بن الجراح: أمين الأمة وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وضريحه في غور عبيدة في الغور الأوسط بوادي الأردن.

7- معاذ بن جبل: وضريحه في الشونة الشمالية.

8 - شرحبيل بن حسنة: وضريحه في وادي الريان بوادي الأردن.

9 – عامر بن أبي وقاص: وضريحه في الغور الشمالي.

10- ضرار بن الأزور الكندي: استشهد في معركة اليرموك 15هـ / 636م، وضريحه في الغور الأوسط

11- عكرمة بن أبي جهل: استشهد في معركة اليرموك 15هـ/ 636، وضريحه في عجلون

12- بلال بن رباح: وهو مؤذن رسول اللہ ، توفي عام 20هـ /641م، ومقامه في قرية

المطلة من الغرب على وادي السير.

13- أبو ذر الغفاري: ومقامه غرب منطقة ذيبان .

14- عبد الرحمن بن عوف: توفي عام 33هـ/652م، ويوجد مقامه في منطقة الجبيهة في عمان