مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الفتح الإسلامي للأندلس (92هـ711 م)

التاريخ - الصف الثامن

الدرس الأول : الفتح الإسلامي للأندلس (92هـ/711م)

الموقع والتسمية

تقع الأندلس (شبه الجزيرة الأيبيرية: إسبانيا والبرتغال) في الجزء الجنوبي الغربي من القارة الأوروبية، ويحدها من الشمال والغرب المحيط الأطلسي وجبال الألب (جبال البرانس) التي تفصلها عن فرنسا، ومن الجنوب مضيق جبل طارق، ومن الشرق والجنوب البحر الأبيض المتوسط.

 

أولاً: مراحل فتح الأندلس

بدأت الفتوحات الإسلامية للأندلس في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وواليه على إفريقيا موسى بن نصير بين عامي

(86-96هـ/705-715م)، وأما الأسباب التي دفعتهم للتوجه إلى الأندلس فهي:

1ــ نشر الدين الإسلامي.

2- تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في الأندلس.

3- حماية حدود بلاد المسلمين من خطر البيزنطيين.

4- تشجيع جوليان حاكم مدينة سبتة المسلمين على فتح الأندلس.

مر فتح الأندلس بعدة حملات هي :

1ــ حملة طريف بن مالك عام (91هـ/710م)

قام طريف بن مالك وهو أحد كبار قادة موسى بن نصير بحملة استطلاعية تهدف إلى معرفة الأوضاع في شبه الجزيرة الأيبيرية، فشن سلسلة من الغارات السريعة على ساحل الأندلس، فلم تجد قواته أي مقاومة تذكر، بل أظهرت هذه الحملة ضعف الحاميات القوطية في الأندلس؛ فمهد ذلك عملية فتح الأندلس عسكرياً بعد ذلك.

enlightenedهل تعلم

أن القوط هم قبائل جرمانية قدموا من شمال أوروبا باتجاه فرنسا، وأسسوا مملكة جنوب غرب فرنسا، ثم توسعوا في شبه الجزيرة الأيبيرية.

 

 

 

 

 

2- حملة طارق بن زياد(92هـ/711م)

دفع نجاح حملة طريف بن مالك إلى قيام موسى بن نصير والي إفريقيا بتجهيز حملة بقيادة طارق بن زياد لفتح الأندلس، فعبر طارق بن زياد من ميناء سبتة إلى ساحل الأندلس، ونزل بجيشه حتى وصل إلى جبل (كالبي) (جبل طارق) الذي عرف باسمه حتى الآن.

طارق بن زياد

قائد عسكري مسلم قاد الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية، وهو من البربر الذين اعتنقوا الإسلام أثناء الفتح الإسلامي لبلاد المغرب العربي.

 

 

 

 

 

 

استطاع طارق بن زياد أن يقضي على الحامية القوطية، ثم سار بمحاذاة الساحل شمالاً، فاستولى على حصن قرطاجة، وفتح الجزيرة الخضراء، وعندما علم رذريق أحد كبار قادة القوط بقدوم المسلمين قام بإعداد جيش لملاقاة جيش طارق بن زياد، ودارت معركة بين الطرفين عرفت بمعركة وادي لكة في رمضان عام (92هـ/711م) وكان من نتائجها انتصار جيش المسلمين واستيلاؤهم على مدن قرطبة وغرناطة وطليطلة.

yesهل تعلم

أن الجزيرة الخضراء التي غزاها طريف بن مالك تعرف اليوم باسم جزيرة طريف نسبة إليه.

 

 

 

 

enlightenedولتتبع سير جملة طارق بن زياد وموسى بن نصير تأمل الخريطة الآتية:

3- حملة موسى بن نصير في عام (93هـ/712م)

ومن أجل إتمام فتح الأندلسي عبر القائد موسى بن نصير مضيق جبل طارق على رأس جيش كبير لمساعدة طارق بن زياد، وسار حتى وصل بالقرب من الجزيرة الخضراء، وعرف المكان الذي نزل فيه باسم مرسى موسى، وبدأ فتوحاته قي الاتجاه الشمالي الغربي، ووصل إلى مدينة طلبيرة، وهناك التقى مع القائد طارق بن زياد وشكلا معا قوة عسكرية واحدة وتمكنا من فتح سرقسطة، ثم تقدما شمالا حتى أصبحت جميع المدن الأندلسية تسقط الواحدة تلو الأخرى بأيدي المسلمين.

انتقل موسى بن نصير إلى إشبيلية واستقر فيها وبدأ ينظم الأمور الإدارية والعسكرية، وعين ابنه عبد العزيز والياً على الأندلس، واتخذ إشبيلية عاصمة له، ووزع الجنود على الثغور من أجل حمايتها والدفاع عنها من الأخطار الخارجية.

ثالثاً:معركة بلاط الشهداء (تور أو بواتيه) في عام (114هـ/732م)

توجهت أنظار المسلمين بعد فتح الأندلس لنشر الإسلام إلى قلب القارة الأوروبية بقيادة السمح بن مالك الخولاني، فوصل المسلمون إلى جبال الألب (البرتات) على حدود فرنسا، وهناك تجمعت قوات من الفرنجة لملاقاة المسلمين، وجرت معركة فاصلة بين الطرفين في شهر رمضان عام (114هـ/732م)، عرفت هذه المعركة باسم (تور أو بواتيه) عند الفرنجة وبلاط الشهداء عند المسلمين، وكان قائد المسلمين في هذه المعركة عبد الرحمن الغافقي، وقائد الجيوش الفرنجية شارل مارتل (الملقب بالمطرقة)، وكان النصر في بداية المعركة حليفاً للمسلمين، إلا أن المسلمين اعتقدوا أن المعركة انتهت فتفرقوا تاركين مواقعهم القتالية، فتنبه الفرنجة إلى ذلك وأخذوا يعيدون تجميع صفوفهم، وأعادوا الكرة على المسلمين؛ فهزم المسلمون واستشهد قائد المعركة عبد الرحمن الغافقي وعدد كبير من المسلمين؛ ولهذا سميت المعركة ببلاط الشهداء.

 

enlightenedتأمل الخريطة الآتية والتي تبين موقع معركة بلاط الشهداء (تور أو بواتيه):

ترتب على هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء نتائج بالغة الأهمية فقد وضعت حداً للتوسع الإسلامي في أوروبا.

ولم يحاول المسلمون مجدداً التوسع في القارة الأوروبية أو الوصول إلى القسطنطينية من جهة الغرب، منذ أن اتجهت أنظارهم لفتح شمال إفريقيا والأندلس.