مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

العناية بكبار السّن

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

أدى كبار السن مهمة كبيرة في الحياة:

- فقد بذلوا جهدا كبيرا في تربية أبنائهم.

- وقدموا الكثير من العطاء في بناء مجتمعهم.

- ولهم الكثير من الخيرات والتجارب النافعة، والحكمة البالغة  التي يحتاجها المجتمع.

وتصيب كبار السن تغيرات جسمية ونفسية:

- كالضعف العام في الصحة.

- وضعف الحواس.

- وضعف الذاكرة والانتباه.

- والخوف من الوحدة بسبب فقدان الشريك والرفيق وبُعد الأبناء

وهذه الأسباب توجب العناية بهم.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه المرحلة من حياة الإنسان في قوله تعالى  {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} 

أولا: صور الاهتمام بكبار السن:

أولى الإسلام أهمية للإنسان واحترام كرامته في مراحل عمره جميعها، بما فيها المرحلة التي يكبر فيها سنه.

دل على ذلك قول رسول الله ﷺ: "خير الناس من طال عمره وحسن عمله".

وذلك لأنّ الإنسان كلما طال عمره في طاعة الله زاد قربا إلى الله وزاد رفعة في الآخرة.

 وأكدّ الإسلام على الاهتمام بكبير السن، بصور كثيرة منها:

1- توقيرهم وإكرامهم

حث الإسلام على مزيد من الاحترام والإكرام للشيخ الكبير.

خاصة إذا كان قريبا أو جارا، وذلك لحق القرابة أو الجوار أو لحق كليهما.

فقد روي أنه جاء شيخ كبير ذات يوم يريد النبي ﷺ ، فأبطأ القوم أن يوسعوا له، فرق له رسول الله ﷺ، وقال "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا).

 فدل الحديث على توقير كبير السن بالتوسعة له في المجلس وإجلاسه.

وقد دعا النبي ﷺ في حديث آخر إلى إكرام الشيخ الكبير، بإتيانه وتلبية حاجاته.

فقال: ﷺ "إنَّ من إجلالِ اللَّهِ إِكْرامَ ذي الشَّيبةِ المسلِمِ ، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيهِ والجافي عنهُ ، وإِكْرامَ ذي السُّلطانِ المقسِطِ".

وعندما أتى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بأبيه ( أبي قحافة) يوم الفتح، وكان شيخا كبيرا ليسلم بين يدي رسول الله ﷺ، قال له ﷺ" هلَّا ترَكْتَ الشَّيخَ في بيتِه؛ حتَّى أكونَ أنا آتِيَهُ فيه؟ ".

2- التخفيف عليهم ورفع الحرج عنهم

- أباح الإسلام للشيخ الكبير العاجز الصلاة جالسا إن لم يستطع القيام، ومستلقيا إذا شق عليه الجلوس.

 - وأمر النبي ﷺ الأئمة في صلاة الجماعة بالتخفيف عن المصلين خاصة إذا كان فيهم كبار السن والعجزة.

- وأباح الإسلام لكبير السن العاجز عن الصيام الإفطار في شهر رمضان على أن يطعم عن كل يوم مسكينا.

- ورخص له النبي ﷺ بأن يرسل من يحج عنه إن لم يستطع الحج.

۳- تربية الصغار على حسن التعامل مع كبار السن

- ينبغي تربية الصغار على التلطف مع كبار السن.

- وقضاء حوائجهم بلا تذمر أو تأفف.

- وعدم الاستخفاف بهم أو الاستهزاء بأفعالهم أو أقوالهم.

- وأن يبدأ الصغير بالتحية ويلقيها على الكبير، قال النبي ﷺ "يسلم الصغير على الكبير ".

ثانيا :الوصية بالوالدين عند الكبر 

- أوصى الله تعالى الإنسان بوالديه حسنا في كل مراحل عمرهما.

-  وخصهما بالبر عند الكبر لحاجتهما لمزيد من الرعاية والعناية.

 - وخصهما بالبر  إذا وهن العظم، وضعف الجسم، وبدأ بالتراجع وكثرت الأمراض، وقصر السمع والبصر، وصارا بحاجة شديدة لأبنائهما يساعدونهما على مصائب الحياة.

قال الله تعالى: { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا } 

دلت الآيات على ما يأتي:

- التحذير من التذمر من كثرة طلبات الآباء.

- أو إظهار الملل من حديثهـما خاصة عند الكبر.

- ونهت عن مخاطبتهما بعنف وقسوة.

- وأمرت بالتلطف معهما.

- ودعت إلى التذلل والتواضع لهما.

- وأمرت الابن بالحنو على والديه، وأن يضمهما إلى صدره رحمة بهم.

 وهناك صور أخرى لبر الوالدين عند كبرهما، منها:

1- الاهتمام بهما من الناحية الجسدية كالنظافة الشخصية، والملبس، والمأكل وحاجاتهم كلها.

2- تقديم الأدوية لهما في مواعيدها، واصطحابهما إلى المستشفيات والمراكز الصحية من غير توان أو تهاون.

3- الإصغاء لهما وعدم مقاطعتهما.

4- الترفيه عنهما عن طريق اصطحابهما لزيارة الأهل والأصدقاء والمتنزهات .

5- الرعاية النفسية لهما، وبث الأمل في نفسيهما، وذلك عن طريق:

- الإفادة من تجربتهما وخبرتهما في الحياة.

- ومشورتهما والأخذ برأيهما.

- وبيان أنّ لهما دورا مهما في الحياة.

ثالثا : مسؤولية الدولة في رعاية كبار السن

تقع رعاية كبار  السنّ على أولادهم.

- ثمّ تقع رعايتهما على  الأقرب فالأقرب.

- من حق المسن أن يعيش بين أهله  أولاده حياة كريمة، يحصل فيها على حاجاته كلها من مأكل ومشرب وملبس مسكن وعلاج.

- ولكن إذا لم يتوافر من يقوم على رعاية كبار السن، فإن الدولة بمؤسساتها الحكومية  وغير الحكومية كلها، والمجتمع بأسره، يتكفل بالعناية بكبار السن

 وذلك بتوفير الحياة الكريمة لهم، عن طريق أمور كثيرة منها:

  1.  إنشاء دور الرعاية لمن لا معيل له ولا أبناء بحيث تتوافر في هذه الدور مقومات الحياة الكريمة.
  2. تأمين الرعاية الصحية لكبار السن، ومراعاة ظروفهم.
  3. - تأمين الرعاية الاجتماعية لهم، كإنشاء جمعيات خيرية تعني بأحوالهم وترفه منهم.
  4. - تخصيص مقاعد للمسنين في وسائل النقل والأماكن العامة، ومواقف السيارات وغيرها.