- خالدٌ بنُ الوليدِ رضي الله عنه صحابيٌّ جليلٌ، وبطلٌ مِنَ الأبطالِ العظماءِ، وقَدْ أسلمَ بعدَ صُلحِ الحُدَيبيةِ، وجاهدَ في يومِ مؤتةَ، وفي فتحِ الشّامِ والعراقِ وغيرِها، ودُفِنَ في حِمصَ.
- كانَ خالدٌ رضي الله عنه طويلًا بائنَ الطولِ، عظيمَ الجسمِ والهامةِ، يميلُ إلى البياضِ، كثيفَ اللّحيةِ، شديدَ الشّبهِ بسيدِنا عمرَ بنِ الخطابِ، حتّى إِنَّ ضعافَ النّظرِ كانوا يخلطونَ بينَهُما.
أولاً: التّعريفُ بالصّحابيِّ الجليلِ
◘ اسمُهُ ونَسَبُهُ: هُوَ خالدٌ بنُ الوليدِ بنِ المغيرةِ المخزوميِّ.
◘ كُنيتُهُ: أبو سليمانَ.
◘ لقبُهُ: سيفُ اللهِ المسلولُ.
◘ وفاتُهُ: تُوُفَّي في رمضانَ سنةَ 21 هـ، وكانَتْ وفاتُهُ في حِمصَ، ودُفِنَ فيها.
ثانيًا: إسلامُهُ
- ولِدَ خالدٌ بنُ الوليدِ قبلَ الهجرةِ بثلاثين سنةً ونشأَ في كنفِ والدِهِ الذي كانَ مِنْ زعماء قريشٍ، ومِنْ أكثرِهِمْ مالًا وأولادًا،
- تربّى على حُبِّ الفروسيّةِ، وظهرَتْ عبقريتُهُ العسكريّةُ مبكرًا، حتّى استلمَ قيادةَ فرسانِ قريشٍ قبلَ إسلامِهِ. وقَدْ كانَ خالدٌ بنُ الوليدِ رضي الله عنه أحدَ قادةِ جيشِ المشركين في معركةِ أُحدٍ التي خاضَها المشركونَ ضدَّ المسلمينَ،
- شرحَ اللهُ صدرَهُ للإسلامِ بعدَ صُلحِ الحُدَيبيةِ فأسلمَ ، وقَدْ فرِحَ سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه.
ثَالثًا: صفاتُهُ ومناقبُهُ
أ) حسنُ القيادةِ:
برعَ خالدٌ في قيادةِ الجيوشِ، وكانَ النصرُ حليفَهُ دائماً فيها؛ لحنكتِهِ وحسنِ تخطيطِهِ، ومِنْ ذلكَ أنَّهُ بعدَ استشهادِ قادةِ غزوةِ مؤتةَ الذينَ عيّنَهُمْ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اختارَ المسلمونَ خالدًا بنَ الوليدِ رضي الله عنه ليَتَسَلَّمَ قيادةَ جيشِ المسلمينَ، فأخذَ يفكّرُ بطريقةٍ ينقذُ فيها جيشَ المسلمينَ مِنْ معركةٍ غرِ متكافئةِ العددِ والعُدّةِ؛ فأعادَ ترتيبَ صفوفِ جيشِ المسلمينَ، وحقّقَ الانسحابَ الآمِنَ للجيشِ، وقَدْ وصفَ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فعلَهُ هذا بأنَّهُ “فتحٌ” فقالَ: «ثمَّ أخذَ الرّايةَ سيفٌ مِنْ سيوفِ اللهِ، حتّى فتحَ اللهُ عليهِمْ ».
ب) الإخلاصُ للهِ تعالى والطّاعةُ لولِّيِ الأمرِ:
كان خالدٌ مُخلصًا للهِ تعالى يقاتلُ إعلاءً لكلمتِهِ سبحانهُ وابتغاءَ رضوانِهِ، وكانَ أيضًا مثالًا في الطاعةِ لوليِّ الأمرِ، فحينَ كتبَ إليهِ الخليفةُ أبو بكرٍ الصّديقُ يأمرُهُ بتركِ قيادةِ جيوشِ المسلمينَ في العراقِ وأَنْ يتولّى قيادةَ جيوشِ المسلمينَ في بلادِ الشامِ، امتثلَ لأمرِهِ وتحرّكَ نحوَ الشّامِ، وأعادَ تنظيمَ جيوشِ المسلمينَ، ووحّدَهُمْ تحتَ رايةٍ واحدةٍ بعدَ أَنْ كانوا أربعةَ جيوشٍ؛ ليتمكنوا مِنْ مواجهةِ الأعداءِ والتّصدي لَهُمْ. وحينَ تولّى سيدُنا عمرُ بنُ الخطابِ الخلافةَ كتبَ إليهِ أَنْ يُوَلي أبا عُبيدةَ قيادةَ الجيشِ بدلًا منهُ، فكانَ خالدٌ أيضًا مثالًا في السَّمعِ والطّاعةِ لوليِّ الأمرِ، وتقبَّلَ الأمرَ بكلِّ طواعيةٍ، وصارَ جُنديًّا كبقيّةِ جنودِ المسلمينَ، يقاتلُ تحتَ قيادةِ أبي عبيدةَ ويأتمرُ بأمرِهِ بكلِّ رحابةِ صدرٍ.
رابعًا: جهادُهُ في سبيلِ اللهِ تعالى
أ) جعلَ الرسول صلى الله عليه و سلم خالدًا بنَ الوليدِ أميرًا على إحدى مجموعات الجيش عند فتح مكة ، وأوصاهُ بعدمِ قتلِ أيِّ أحدٍ إلّا مَنْ قاتلَ، فاعترضَ مجموعةٌ مِنَ المشركينَ خالدًا ومَنْ معهُ مِنَ المسلمينَ، فوقعَ القتالُ بَين الفريقَينِ، ثمَّ فرَّ المشركونَ منهزِمينَ ودخلَ خالدٌ ومَنْ معهُ مكّةَ مكبِّرينَ.
ب) في خلافةِ سيدِنا أبي بكرٍ الصّديقِ:
- أصبحَ خالدٌ بنُ الوليدِ قائدًا على الجيوشِ لقتالِ أهلِ الرِّدّةِ، ففتحَ اللهُ على يديهِ.
- ثمَّ قادَ جيوشَ فتحِ العراقِ قبلَ أَنْ يأمرَهُ سيدُنا أبو بكرٍ بالتوجهِ إلى الشامِ لقتالِ جيوشِ الرومِ فيها، حيثُ قادَ جيوشَ المسلمينَ في معركةِ اليرموكِ ضدَّ الرّوماِن، ممّا أدّى إلى خروجِ الرومِ نهائيًّا مِنْ بلادِ الشّامِ.
خامسًا: وفاتُهُ
خاضَ خالدٌ بنُ الوليدِ كثرًا مِنَ المعاركِ والحروبِ، وكانَ يسألُ اللهَ تعالى أَنْ يرزقَهُ الشّهادةَ في سبيلِهِ، إلّا أنَّهُ تُوفي على فراشِهِ، وقَدْ قالَ رحمَهُ اللهُ في مرضِ موتِهِ: "لقدْ شهدْتُ مئةَ زحفٍ أَوْ زهاءَها، وما في جسدي موضعُ شبرٍ إلّا وفيهِ ضربةٌ أَوْ طعنةٌ، أَوْ رميةٌ، ثمَّ ها أنا أموتُ على فراشي، فما نامَتْ أعينُ الجُبناءِ".
أستزيد
|
لتميّزِ شخصيةِ خالدٍ بنِ الوليدِ رضي الله عنه ولا سيّما في الجانبِ العسكريِّ، فقَدْ تناولَها العديدُ مِنَ الباحثينَ بالدراسةِ والتحليلِ، ومِنْ ذلكَ:
|
 |
أربط مع التربية الاجتماعية
| مؤتةُ منطقةٌ تقعُ في جنوبِ الأردنِّ بمحافظةِ الكركِ، وفيها جامعةٌ تسمّى باسمِها، وقَدْ أقامَتْها الحكومةُ الأردنيةُ على أرضِ معركةِ مؤتةَ؛ تخليدًا لبطولاتِ المسلمينَ وتضحياتِهِمْ في هذهِ المعركةِ. |  |