مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الصحابيُّ الجليلُ أبو عبيدةَ - عامرُ بن الجراحِ

التربية الإسلامية - الصف العاشر

الفكرة الرئيسة:   

أبو عبيدةَ رضي الله عنه صحابيٌ جليلٌ، أسلمَ في بدايةِ الدَّعوةِ إلى الإسلامِ، وقدْ كانَ رضي الله عنه من قادةِ الفتوحاتِ الإسلاميةِ في بلادِ الشَّامِ، توفَّي رحمهُ اللهُ بطاعونِ عِمْواسَ، ودُفن في غورِ الأردنِّ.

تاريخُ المسلمينَ زاخرٌ بالمجدِ، حافلٌ بالأبطال مثلِ أبي عبيدةَ رضي الله عنه الذي تمتّعَ بشخصيةٍ فريدةٍ، جعلت لَهُ مكانةً عاليةً عندَ المسلمينَ.

أولاً: البِطاقةُ التَّعريفيّةُ

- اسمهُ ونسبهُ: عامرُ بنُ عبدِ اللهِ بن الجرّاحِ.

- كنيتهُ: أبو عُبيدةَ.

- لقبهُ: أمينُ الأمةِ.

- وفاتُه: توفَّي سنة 18 هـ وكانت وفاتُهُ في غورِ الأردنِّ ودُفنَ فيهِ

 

ثانيًا: إسلامُهُ

يُعدُّ أبو عُبيدةَ رضي الله عنه منَ السابقينَ إلى الإسلامِ، حيثُ انطلقَ معَ مجموعةٍ منَ الصّحابةِ إلى سيّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمّا سمعوا بدعوتِه، وكان من بَينِهِمْ: عثمانُ بنُ مظعونٍ وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ رضي الله عنهم، فعرضَ عليهم سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الإسلامَ فأسلموا في ساعةٍ واحدةٍ، وقد وجدَ أبو عُبيدةَ رضي الله عنه في الإسلامِ الحقَّ الذي يبحثُ عنهُ، ممَّا ساعدهُ على الثَّباتِ على دينهِ؛ فقدّم الكثيرَ منَ التضحياتِ.

 

ثالثًا: صفاتهُ وفضائلهُ

لأبي عبيدةَ رضي الله عنه صفاتٌ وفضائلُ كثيرةٌ عُرِفَ بها ومِنْ ذلكَ:

  • الزُّهدُ: ففي يومٍ منَ الأيامِ أرسلَ له الخليفةُ الرَّاشدُ سيّدُنا عمرُ بن الخطّابِ رضي الله عنه مبلغاً من المال، فقسَّمَهُ أبو عبيدةَ رضي الله عنه على الفقراءِ والمحتاجينَ، فلما علِمَ عمرُ رضي الله عنه بذلك قال: "الحمدُ للهِ الذي جعلَ في الإسلامِ مَنْ يصنعُ هذا".  وحينَ قدِمَ أميرُ المؤمنين عمرُ رضي الله عنه  الشَّامَ، قالَ لأَبي عبيدةَ: اذهب بنا إِلى منزلِكَ، فلما دخلَ بيتَه وَجَدَ متاعًا قليلًا، فبكى عمرُ رضي الله عنه ، وقال: "غَيَّرَتْنَا الدُّنيا كُلَّنَا غَيركَ يا أَبا عُبيدةَ".
  • الأمانةُ: فقدْ مدحهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «لكِلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هذِه الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ » [رواه البخاريّ[، وقد ولّاهُ أبو بكرٍ الصدِّيقُ رضي الله عنه على بيتِ مالِ المسلمينَ؛ لأمانتهِ.
  • حسنُ الخلقِ: فقد عُرفَ  رضي الله عنه  بأخلاقهِ الحسنةِ وحُسنِ تعاملهِ مَعَ الناسِ.

 

رابعًا: جهادهُ في سَبيلِ اللهِ تعالى

  • شاركَ رضي الله عنه في كلِّ المعاركِ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانَ ثابتًا شجاعاً لا يخافُ.
  • وقد أرسلهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم واليًا إلى منطقة نجرانَ.
  • وبعدَ وفاةِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولَّاهُ سيّدُنا أبو بكرٍ الصدّيقُ رضي الله عنه على أَحدِ الجيوشِ الأَربعةِ في فتحِ بلادِ الشَّامِ، ثمّ جعلهُ سيدُنا عمرُ بن الخطّابِ رضي الله عنه  أميرًا للجيوشِ الأَربعةِ في بلادِ الشَّامِ، فكانَ رحمهُ اللهُ تعالى مِثالًا للقائدِ المتواضعِ.

 

خامسًا: وفاتُهُ

لمّا وقعَ الطاعونُ في بلادِ الشّامِ أرسلَ سيّدُنا عمرُ بنُ الخطّابِ رضي الله عنه إلى أبي عُبيدةَ يطلبُ منه الرجوعَ إلى المدينةِ المنوّرةِ، وقدْ أرادَ أميرُ المؤمنينَ منْ ذلكَ أنْ يُبعدَهُ عنْ خطرِ الطاعونِ؛ ففهمَ أبو عُبيدةَ مَقصِدهُ، وأرسلَ لهُ معتذرًا بأنّهُ لا يستطيعُ تركَ الجُندِ، كما أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا سَمِعْتُمْ بالطَّاعُونِ بأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوها، وإذا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بها فلا تَخْرُجُوا مِنْها» [رواه البخاري] فأصابهُ طاعونُ عمواسَ فَتُوفَّي على إثْرِهِ، ودُفِنَ في غَورِ الأردنِّ، وكانَ عمرهُ حينئذٍ ثمانيةً وخمسينَ عامًا.

 

صورة مشرقة

  • لما قام أَحدُ المشركينَ في غزوةِ أُحدٍ بضربِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالسَّيفِ على وجههِ، فدخلتْ حلقتا المِغفرِ - وهو غطاءٌ للرأسِ يُغطي جزءًا من الوجهِ يَلبسهُ المحاربُ عندَ القتالِ- في وجنتيهِ الشّريفتينِ، قامَ أبو عبيدةَ بنزعِ هاتينِ الحلقتينِ منْ وجههِ صلى الله عليه وسلم بأسنانهِ، فسقطتْ أسنانُهُ وأَصبحَ أهتمًا (وهي صفةٌ تطلقُ على منِ انكسرتْ أسنانُهُ الأماميةُ) لكنّ هذا زادهُ جمالً وحُسنًا ببركةِ حُبِّه للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ودفاعهِ عنهُ.
  • وقدْ رويَ أنَّ سيّدَنا عمرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه ذاتَ يومٍ كانَ جالسًا مع مجموعةٍ مِنَ الرِّجالِ، فقالَ لهم: تمنَّوا، فتمنَّى كُلُّ واحدٍ منهم أُمنيةً، وتمنَّى عُمرُ رضي الله عنه رجالًا كأمثالِ أَبي عُبيدةَ بنِ الجرّاحِ رضي الله عنه.

 

أَستزيدُ

تزخرُ الأرضُ الأردنيّةُ بالآثارِ الدينيّةِ، ومنها مقامُ الصَّحابيِّ الجليلِ أبي عبيدةَ عامرِ بنِ الجرَّاحِ رضي الله عنه وضريحهُ الذي يقعُ في بلدةِ ديرِ علّا في منطقةِ الأغوارِ الوسطى، ولقدْ قامتِ اللجنةُ الملكيةُ لإعمارِ مقاماتِ الصّحابةِ الكراِم بتجديدِ هذا المقامِ بصورةٍ تبرزُ أهميتهُ ليكونَ مَعْلَمًا إسلاميًّا؛ وفاءً للمكانةِ التي تليقُ بصحابةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وبتضحياتهم في سبيلِ الإسلامِ ورسالتهِ السَّمْحةِ، وتذكرنا زيارةُ هؤلاءِ الصحابةِ بأمجادِ هذهِ الأمةِ وتزيدُ ارتباطَنا بهمْ.

 

 

 

 

 

 

أربط مع التاريخ والجغرافيا

طاعونُ عِمْواسَ: هو طاعونٌ وقعَ في بلادِ الشّامِ زمنَ خلافةِ سيّدِنا عمرِ بنِ الخطّابِ رضي الله عنه سنةَ 18 هـ وقدْ بدأَ الطاعونُ في عِمْواسَ، وهي قريةٌ من قُرى القُدسِ.